سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبدالأشهل بن جشم بن...
روى عبد اللّه بن سهل، عن عائشة أَنها كانت في حِصْن بني حارثة يوم الخندق وكانت أُمُّ سَعْد بن معاذ معها في الحصن، وذلك قبل أَن يُضْرَبَ عليهن الحجاب، وكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأَصحابه حين خرجوا إِلى الخندق قد رفعوا الذراري والنساء في الحصون؛ مخافَةً عليهم العدوّ، قالت عائشة: فَمَرَّ سعد بن مُعَاذ، عليه درع له مُقَصِّلَة قد خرجت منها ذراعه، وفي يده حَرْبة، وهو يقول:
لَبِّثْ قَلِيلًا يَلْحَقِ الهَيْجَا حَملْ لَا بَأْسَ بِالمَوْتِ إِذَا حَانَ الأَجَلْ
فقالت أَم سعد: الْحَقْ يا بني، قد واللّه أَخَّرت، فقالت عائشة: يا أَم سعد، لوِددْتُ أَنَّ دِرْع سعد أَسْبَغُ مما هي، فخافت عليه حيث أَصاب السهمُ منه، فرماه حِبَّان بُن العَرِقة، وهو من بن عامر بن لُؤَي، فقطع أَكْحَلَه، فلما رماه قال: خُذْها مِنِّي وأَنا ابن العَرِقة، فقال سعد: "عَرَّق اللّه وجهك في النار، اللهمّ إِن كنت أَبقيت من حرب قريشٍ شيئًا فأَبقني لها، فإِنه لا قوَم أَحبَّ إِليِّ أَن أَجاهد مِنْ قَوْمٍ آذَوا رسولك، وكذبوه، وأَخرجوه، وإِن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعله لي شهادة، ولا تُمتْني حتى تَقَرّ عيني في بني قريظة".