تسجيل الدخول


سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبدالأشهل بن جشم بن...

1 من 1
روى ابن سعد بسنده عن محمود بن لبيد قال: لما أصيب أكحل سعد بن معاذ يوم الخندق فَثَقُلَ حَوّلوه عند امرأة يقال لها: رُفيدة ــ وكانت تُداوي الجرحى ــ فكان النبيّ عليه السلام إذا مَرَّ به يقول: "كيفَ أمسيتَ؟"، وإذا أصبح قال: "كيفَ أصبحتَ؟" فيخبره، حتى كانت الليلة التي نقله قومه فيها، فثقل، فاحتملوه إلى بني عبد الأشهل إلى منازلهم، وجاء رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم كما كان يسأل عنه، وقالوا: قد انطلقوا به، فخرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وخرجنا معه فأسرعَ المشيَ حتى تقطّعت شُسُوع نِعَالنا، وسقطتْ أرديتُنا عن أعناقنا، فشكا ذلك إليه أصحابه: يا رسول الله أتعبتنا في المشي، فقال:"إني أَخَافُ أَن تَسْبِقَنا المَلَائِكَةُ إِلَيه فَتُغَسِّله كما غَسَّلَت حَنْظَلَةَ"، فانتهى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى البيت وهو يُغَسَّل وأمّه تبكيه وهي تقول‏:
وَيْلُ امّ سعدٍ سعدا حَزَامَةً
وَجِدّا

فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "كلّ نائحة تكذب إلا أمّ سعد"، ثمّ خرج به، قال: يقول له القوم أو من شاء الله منهم: يا رسول الله ما حملنا ميّتًا أخفّ علينا من سعد، فقال: "وما يمنعه من أن يَخِفّ عليكم وقد هبط من الملائكة كذا وكذا، وقد سمّى عدّة كثيرة لم أحفظها، لم يهبطوا قطّ قبل يومهم قد حملوه معكم"(*).
وقال سلمة بن أسلم بن حَرِيش: رأيتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ونحن على الباب نريد أن ندخل على أثره، فدخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وما في البيت أحد إلاّ سعد مسجّىً، قال: فرأيتُه يتخطّى، فلمّا رأيتُه وقفتُ، وأومأ إليّ: قف، فوقفتُ ورددتُ مَن ورائي، وجلس ساعةً ثمّ خرج فقلتُ: يا رسول الله ما رأيتُ أحدًا، وقد رأيتك تتخطّى، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "ما قدرتُ على مجلس حتى قبض لي ملك من الملائكة أحدَ جناحَيْه فجلستُ"، ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "هنيئًا لك أبا عمرو، هنيئًا لك أبا عمرو، هنيئًا لك أبا عمرو"(*).
وقال سعد بن إبراهيم: لما أُخْرِجَ سرير سعد قال ناس من المنافقين: ما أخفّ جنازةَ سعد، أو سرير سعد، فقال رسول الله: "لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا جنازة سعد، أو سرير سعد، ما وطئوا الأرض قبل اليوم"(*)، وحضره رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو يُغسل، فقبض ركبته، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "دخل ملك فلم يكن له مكان فأوسعتُ له".
وروت امرأةٌ من الأنصار يقال لها: أسماء بنت يزيد بن السّكَن أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال لأمّ سعد بن معاذ: "ألا يرقأ دمعُك ويذهب حزنُك بأنّ ابنك أوّل من ضحك الله له واهتزّ له العرش؟"(*).
وروى الحسن أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "لقد اهتزّ عرش الرحمن لوفاة سعد بن معاذ" فرحًا به قال: قوله فرحًا به تفسير من الحسن(*).
وروى رُبيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخُدري، عن أبيه، عن جدّه قال: كنتُ أنا ممّن حفر لسعد قبره بالبقيع وكان يفوح علينا المسك كلّما حفرنا قَترةً من تراب حتى انتهينا إلى اللّحد. وقال رُبيح: ولقد أخبرني محمّد بن المنكدر عن محمّد بن شرحبيل بن حَسَنة قال: أخذ إنسان قبضة من تراب قبر سعد فذهب بها ثمّ نظر إليها بعد ذلك فإذا هي مسك.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال