1 من 1
عُبَيْدُ الْلَّهِ بْنُ عُمَرَ
(ب د ع) عُبَيْدُ اللّهِ بنُ عُمَر بنِ الخَطَّاب بن نُفَيل القرشي، [[أَبو]] عيسى. تقدم نسبه عند أَخيه "عبد اللّه" [[عَبْدُ اللّهِ بن عُمَر بن الخَطَّاب القُرَشي العَدَوي.]] <<من ترجمة عبد الله بن عمر بن الخطاب "أسد الغابة".>>.
ولد على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكان من شَجْعَان قريش وفرسانهم، سمع أَباه، وعثمان بن عفَّان، وأَبا موسى، وغيرهم.
روى زيد بن أَسلم، عن أَبيه: أَن عمر ضرب ابنه عبيدَ اللّه بالدِّرّة، وقال: "أَتكتنى بأَبي عيسى؟ وهل كان له من أَب؟!
وشهد عُبَيْدُ اللّه صِفِّين مع مُعَاوية، وقُتِل فيها. وكان سبب شهوده صِفِّين أَن أَبا لُؤْلُؤَة لما قتل أَباه عمر رضي الله عنه فلما دفن عمر مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأَبي بكر، قيل لعبيد اللّه: قد رأَينا أَبا لؤلؤة والهُرْمُزان نَجِيًّا، والهُرْمزَانُ يُقَلِّبُ هذا الخِنْجَرَ بيدِه، هو الذي قُتِل به عمر، ومعهما "جُفَيْنَة" وهو رجل من العباد جاءَ به سعد بن أَبي وقاص يُعَلِّم الكتابَ بالمدينة "وابنُ فيروز"، وكلهم مشرك إِلا الهُرْمُزَان. فغدا عليهم عبيدُ اللّه بالسيف، فقتل الهُرْمزان وابنته وجُفَيْنَة، فنهاه الناس فلم ينته. وقال: والله لأَقتلن من يصغر هؤلاء في جنبه. فأَرسل إِليه صهيب عَمْرو بن العاص، فَأَخذ السيف من يده، وصهيب كان قد وصى إِليه عمرُ بالصَّلاَة عليهِ ويُصَلِّي بالناس إِلى أَن يقوم خَلِيفةٌ. فلما أَخذ عَمْرُو السيفَ وثب عليه سعدُ بن أَبي وقاص فتناصبا وقال: قتلت جاري وأَخْفَرْتَنِي! فحبسه صهيب حتى سلمه إِلى عثمان لما استخلف. فقال عثمان: أَشيروا عليَّ في هذاالرجلِ الذي فَتَقَ في الإِسلام مَا فَتَقَ! فأَشار عليه المهاجرون أَن يَقْتُلَه، وقال جماعة منهم عمرو بن العاص: قُتِل عُمَرُ أَمْسِ ويقتلُ ابنُه اليومَ! أَبعد الله الهُرْمُزانَ وجُفَيْنَة! فتركه وأَعطى ديةَ مَنْ قتل. وقيل: إِنما تركه عثمان لأَنه قال للمسلمين: مَنْ وَلِيُّ الهُرْمُزَان؟ قالوا: أَنت. قـال: قد عَفَوْتُ عن عُبَيْدِ اللّه. وقيل: إِن عثمانَ سَلَّمَ عبيدَ اللّه إِلى القماذيان بن الهرمزان ليقتله بأَبيه. قال القماذيان: فأَطاف بي الناس وكلموني في العفو عنه، فقلت: هل لأَحد أَن يمنعني منه؟ قالوا: لا. قلت: أَليس إِن شئت قتلته؟ قالوا: بلى. قلت: قد عفوت عنه.
قال بعض العلماء: ولو لم يكن الأَمر هكذا لم يقل الطَّعَّانُون على عثمان: عدل ست سنين. ولقالوا: إِنه ابتدأَ أَمره بالجور، لأَنه عطل حدًا من حدود الله.
وهذا أَيضًا فيه نظر، فإِنه لو عفا عنه ابن الهرْمزان لم يكن لعليّ أَن يقتله، وقد أَراد قتله لما وَلِيَ الخلافة، ولم يزل عبيدُ اللّه كذلك حَيًّا حتى قُتِلَ عثمانُ وَوَلِيَ عَلِيٌّ الخلافة، وكان رأْيه أَن يقتل عبيد اللّه، فأَراد قتله فهرَبَ منه إِلى معاوية، وشهِد معه صفِّين وكان علَى الخيل، فقتل في بعض أَيام صفين قتلته ربيعة، وكان على ربيعة زيادُ بن خصفـة الربعي، فـأَتت امرأَة عبيدِ اللّه، وهـي بَحْرِيَّة ابنـة هانئ الشيباني تطلب جثته، فقال زياد: خذيها، فأَخذتها ودفنته.
وكان طويلًا، قيل: لما حملته زوجته على بغل كان معترضًا عليه، وصلت يداه ورجلاه إِلى الأَرض، ولما قتل اشترى معاوية سيفه، وهو سيف عمر، فبعث به إِلى عبد اللّه بن عمر. وقيل: بل قتله رجل من هَمْدَان، وقيل: قتله عمار بن ياسر، وقيل: قتله رجل من بني حنيفة، وحنيفة من ربيعة. وكانت صِفِّين في ربيع الأَول من سنة سبع وثلاثين.
أَخرجه الثلاثة.
(< جـ3/ص 522>)