1 من 5
أبو الغادية الجُهَني: اسمه يسار، بتحتانية ومهملة خفيفة، ابن سَبُع، بفتح المهملة وضم الموحدة.
قال خَلِيفَةُ: سكن الشام، ورَوَى أنه سمع النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "إن دماءكم وأموالكم حرام" (*)وقال الدُّوري، عن ابن معين: أبو الغادية الجُهني قاتل عَمار له صحبة، وفَرّق بينه وبين أبي الغادية المزني، فقال في المزني: رَوَى عنه عبد الملك بن عمير. وقال البغوي: أبو غادية الجهني يقال اسمه يَسار، سكن الشام. وقال البخاري: الجهني له صحبة، وزاد: سمع من النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وتبعه أبو حاتم؛ وقال: روى عنه كلثوم بن جبر. وقال ابْنُ سُمَيعٍ: يقال له صحبة، وحدّث عن عثمان. وقال الحاكم أبو أحمد كما قال البخاري، وزاد: وهو قاتل عمار بن ياسر. وقال مسلم في الكنى: أبو الغادية يسار بن سَبُع قاتل عمار له صحبة. وقال البُخَارِيُّ، وأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ جميعًا، عن دُحيم: اسْمُ أبي الغادية الجهني يسار بن سَبُع، ونسبوه كلهم جُهَنيًّا، وكذا الدَّارَقُطنِيُّ، والعَسْكَرِيُّ، وابْنُ مَاكُولَا. وقال يعقوب بن شيبة في مسند عمار: حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا ربيعة بن كلثوم بن جبر، حدثنا أبي؛ قال: كنتُ بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر، فقال الآذن: هذا أبو الغادية الجهني، فقال: أدخلوه، فدخل رجل عليه مقطعات، فإذا رجل ضَرْب من الرجال كأنه ليس من رِجال هذه الأمة، فلما أن قعد قال: بايعْتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. قلت: بيمينك؟ قال: "نعم". قال: وخطبنا يوم العقَبة فقال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ دِمَاءكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ..." أخرجه أحمد في المسند 4/76 عن أبي غادية الجهني بلفظه وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 12353 وعزاه لابن قانع والطبراني عن مخشي بن حجير عن أبيه والطبراني عن أبي غادية الجهني. الحديث. وقال في خبره: وكنا نعدّ عمار بن ياسر فينا حنّانًا، فوالله إني لفي مسجد قُباء إذ هو يقول: إن معقلًا فعل كذا ـــ يعني عثمان؛ قال: فوالله لو وجدت عليه أَعوانًا لوطئته حتى أَقتله، فلما أن كان يوم صِفّين أقبل يمشي أول الكتيبة راجلًا حتى إذا كان بين الصفّين طعن الرجل في ركبته بالرمح وعثر، فانكفأ المِغفْر عنه فضربه فإذا رأسه؛ قال: فكانوا يتعجبون منه أنه سمع: "إِنَّ دِمَاءكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ"، ثم َيقْتُل عمارًا.
وأخرجه أَحْمَدُ، وابْنُ سَعْدٍ، عن عفان؛ زاد أحمد عن عبدالصمد بن عبدالوارث كلاهما عن ربيعة، وفي رواية عفان: سمعتُ عمارًا يقَعُ في عثمان بالمدينة فتوعدته بالقتل، فقلت: لئن أمكنني اللهُ منك لأفعلنّ، فلما كان يوم صفين جعل يحمل على الناس، فقيل: هذا عمار، فطعنته في ركبته فوقع فقتلته فأخبر عمرو بن العاص، فقال: سمعْتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "قَاتِلُ عَمَّارٍ وَسَالِبُهُ فِي النَّارِ" أخرجه ابن عدي في الكامل 2/714، وأورده الهيثمي في الزوائد 9/300 عن عمرو ابن العاص وقال رواه الطبراني وقد صرح ليث بالتحديث ورجاله رجال الصحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33522.؛ فقيل لعمرو: فكيف تقاتله؟ فقال: إنما قال: "قاتله وسالبه"(*).
وأخرج ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، عن محمد بن أبي معشر، عن أبيه، قال: بينما الحجاج جالس إذ أقبل رجل يقارِبُ الخطا. فلما رآه الحجاج قال: مرحبًا بأبي غادية، وأجلسه على سريره؛ وقال: أنتَ قتلتَ ابن سُمَيّة؟ قال: نعم. قال: كيف صنعتَ؟ قال: فعلت كذا وكذا حتى قتلته؛ فقال الحجاج: يا أهل الشام، مَنْ سره أَنْ ينظر إلى رجل طويل الباع يوم القيامة فلينظر إلى هذا، ثم سارّه أبو الغادية، فسأله شيئًا، فأبى عليه؛ فقال أبو الغادية: نوطئ لهم الدنيا ثم نسألهم منها فلا يعطوننا، ويزعم أني طويلُ الباع يوم القيامة، أجل؛ والله إن من ضرسه مثل أحد، وفخذه مثل وَرْقان، ومجلسه ما بين المدينة والرَّبَذَة لعَظِيمُ الباع يوم القيامة.
قلت: وهذا منقطع، وأبو معشر فيه تشيع مع ضعفه؛ وفي هذه الزيادة تشنيع صعب؛ والظنُّ بالصحابة في تلك الحروب أنهم كانوا فيها متأوِّلين؛ وللمجتهد المخطئ أجر؛ وإذا ثبت هذا في حق آحاد الناس، فثبوتُه للصحابة بالطريق الأولى.
(< جـ7/ص 258>)
2 من 5
أبو الغادية المزني:
فرَّق غير واحد بينه وبين الجهني، وخالفهم ابن سعد؛ فقال فيمن نزل البصرة من الصحابة: أبو الغادية المزني قاتل عمار. وقال مسلم في الكنى: أبو الغادية المزني يسار بن سُبع قاتل عمار له صحبة. وقال النسائي مثله إلا قوله: وله صحبة. وقال ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات: أبو الغادية المزني يسار بن سُبع يَرْوِي المراسيل.
قلت: وتسميته بذلك غلط؛ إنما هو اسمه الجهني.
وأخرج تَمَّامٌ في فوائده، من طريق مساور بن شهاب بن مسرور بن سعد بن أبي الغادية، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده سعد، عن أبيه؛ قال: كان النبي صَلَّى الله عليه وسلم في جماعة من الصحابة فمرَّتْ به جنازة، فسأل عنها؛ فقالوا: مِنْ مزينة، فما جلس مليًّا حتى مرت به الثانية، فقال: "مِمّن؟" قالوا: من مزينة، فما جلس مليًا حتى مرت به الثالثة، فقال: "ممن؟" قالوا: من مزينة. فقال: "سيري مزينة لا يدرك الدجالَ منك أحد"... الحديث(*).
قال ابْنُ عُسَاكِرَ بعد تخريجه: غريب، لم أكتبه إلا من هذا الوجه؛ والراجح أن المزني غير الجهني، لكن من قال: إن المزني هو قاتل عمار فقد وهم.
(< جـ7/ص 260>)
3 من 5
مسلم بن سبع: أبو الغادِية.
سماه ابْنُ حِبَّانَ، والمُسْتَغْفِريُّ؛ والمحفوظ أن اسمه يسار ـــ بالتحتانية المثناة.
(< جـ6/ص 85>)
4 من 5
مسلم: يقال هو اسم أبي الغادية الجهنيُّ.
حكاه البغويّ. وسيأتي في الكُنَى.
(< جـ6/ص 90>)
5 من 5
يسار بن سبع: أبو الغادية الجهنّي ـــ ويقال المزني. يأتي في الكُنَى.
(< جـ6/ص 533>)