الرئيسية
الصحابة
فضائل
مواقف إيمانية
كرامات
الأوائل
الأنساب
الغزوات
فوائد
مسابقات
تسجيل الدخول
البريد الالكتروني :
كلمة المرور :
تسجيل
تسجيل مشترك جديد
المصادر
مختصر
موجز ما ذكر عنها في الكتب الأربعة
تفصيل ما ذكر عنها في الكتب الأربعة
ما ذكر عنها في الطبقات الكبير
ما ذكر عنها في الاستيعاب في معرفة الأصحاب
ما ذكر عنها في أسد الغابة
ما ذكر عنها في الإصابة في تميز الصحابة
مواقفها الإيمانية
الزهد
الحياء
كانت رضى الله عنها
أول من غطيَّ نعشها في الإسلام
أول أهل النبي لحوقًا به
فاطمة الزهراء
1 من 1
فاطمة الزّهراء: بنت إمام المتقين رسول الله: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، الهاشميّة، صلّى الله على أبيها وآله وسلّم ورضي عنها.
كانت تكْنى أُم أبيها، بكسر الموحدة بعدها تحتانية ساكنة. ونقل ابن فتحون عن بعضهم بسكون الموحّدة بعدها نون، وهو تصحيف، وتلَقَّب الزهراء.
روَتْ عن أبيها. روى عنها ابناها، وأبوهما، وعائشة، وأم سلمة، وسلمى أم رافع، وأنس. وأرسلت عنها فاطمة بنت الحسين وغيرها.
قال عَبْدُ الرَّازقِ، عن ابْنُ جُرَيْجٍ: قال لي غير واحد: كانت فاطمة أصغرَ بنات النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأحبهنّ إليه.
وقال أَبُو عُمَرَ: اختلفوا أيتهن أصْغر؟ والذي يسكنُ إليه اليقين أنّ أكبرهنّ زينب، ثم رقيّة، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة. وقد تقدّم شيء من هذا في ترجمة رقَية.
واختلف في سنة مولدها؛ فروى الواقديّ، عن طريق أبي جعفر الباقر؛ قال: قال العبّاس: وُلدت فاطمة والكعبةُ تبْنى، والنّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ابْنُ خمس وثلاثين سنة،
(*)
وبهذا جزم المدائنيّ.
ونقل أَبُو عُمَرَ عن عبيد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر الهاشمي ـــ أنها ولدت سنة إحدى وأربعين مِنْ مولد النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. وكان مولدها قبْلَ البعثة بقليل نحو سنة أو أكثر، وهي أسنُّ من عائشة بنحو خمس سنين، وتزوَّجها عليٌّ أوائل المحرم سنة اثنتين بعد عائشة بأربعة أشهر، وقيل غير ذلك. وانقطع نَسْلُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا من فاطمة.
ذكر ابْنُ إِسْحَاقَ في "المَغَازِي الكُبْرَى": حدّثني ابنُ أبي نجيح، عن علي ـــ أنه خطب فاطمة، فقال له النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:
"هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءِ؟"
قلت: لا. قال:
"فَمَا فَعَلَت الدِّرْعُ التي أَصَبْتَهَا"
ـــ يعني من مغانم بَدْر.
(*)
وقال ابْنُ سَعْدٍ: أخبرنا خالد بن مخلد، حدّثنا سليمان ـــ هو ابن بلال، حدّثني جعفر ابن محمد، عن أبيه: أصْدق عليٌّ فاطمة دِرْعًا من حديد.
وعن حازم، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة ـــ أنَّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال لعليّ حين زوّجه فاطمة:
"أَعْطِهَا دِرْعَكَ الحطَمِيَّةَ"
(*)
أخرجه أبو داود (2126)، والطبراني في الكبير 11/355 والبيهقي في السنن
7/252 وابن أبي شيبة في المصنف 4/199.
. هذا مرسل صحيح الإسناد.
وعن يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، عن أيّوب أتمّ منه.
وأخرج أَحْمَدُ في مسنده، مِنْ طريق ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجُل سمع عليًّا يقول: أردت أنْ أخْطبَ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابنته، فقلت: والله مالي من شيء، ثم ذكرت صِلَته وعائدته، فخطبتها إليه، فقال:
"وَهَلْ عِنْدك شَيْءٌ؟"
فقلت: لا. قال:
"فَأَيْنَ دِرْعُكَ الحطميّة الّتِي أَعْطَيْتُكَ يَْوم كَذَا وَكَذَا؟"
قلت: هو عندي. قال:
"فَأَعْطِهَا إِيَّاهَا"
.
(*)
وله شاهدٌ عند أبي داود من حديث ابن عبّاس.
وأخرج ابْنُ سَعْدٍ، عن الواقديّ، من طريق أبي جعفر؛ قال: نزل النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم على أبي أيّوب، فلما تزوَّج عليّ فاطمة قال له:
"الْتَمِسْ مَنْزِلًا"
، فأصابه مستأخرًا، فبنى بها فيه، فجاء إليها، فقالت له: كلّم حارثة بن النّعمان. فقال:
قد تحوَّل حارثة حتى استحييت منه
، فبلغ حارثة فجاء فقال: يا رسول الله، والله الذي تأخذ أحبُّ إلي من الذي تدَع. فقال:
"صدقت، بارك الله فيك"
، فتحوَّل حارثة من بيت له فسكنه عليٌّ بفاطمة.
ومن طريق عمر بن عليّ، قال: تزوَّج عليٌّ فاطمة في رجب سنة مقدمهم المدينة، وبنى بها مرجعه من بَدْر، ولها يومئذ ثمان عشرة سنة.
وفي "الصّحيح" عن علي قصّة الشّارفين لما ذبحهما حمزة، وكان عليّ أراد أن يبني بفاطمة، فهذا يدفع قول مَنْ زعم أنّ تزويجه بها كان بعد أُحُد، فإن حمزة قُتل بأحد.
قال يَزِيدُ بْنُ زُرَيعٍ، عن روح بن القاسم، عن عمرو بن دينار؛ قالت عائشة: ما رأيْتُ قط أحدًا أفضل من فاطمة غير أبيها. أخرجه الطّبراني في ترجمة إبراهيم بن هاشم من المعجم الأوسط، وسنَدَهُ صحيح على شرط الشّيخين إلى عمر.
وقال عِكْرِمَةُ، عن ابن عبّاس: خطّ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أربعة خطوط، فقال:
"أَفْضَلُ نِسَاء أهل الجَنَّةِ خَدِيجَةُ، وَفَاطِمَةُ، وَمَرْيَمُ، وَآسِيَةُ"
(*)
أخرجه الحاكم في المستدرك 3/185 وأورده الهيثمي في الزوائد 9/226 وقال رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني.
.
وقال أبو يزيد المدائِني، عن أبي هريرة ـــ مرفوعًا:
"خَيرُ نِسَاءِ العَالَمِينَ أرْبَعٌ: مَرْيَمُ، وَآسِيةُ، وَخَدِيجَةُ، وَفَاطِمَةُ"
(*)
أخرج ابن حبان في صحيحه 4/549 حديث رقم 2222 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 7/185، 9/404، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34404.
.
وقال الشَّعبي، عن جابر:
"حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ العَالَمِينَ أَرْبَعٌ..."
أخرجه أحمد في المسند 3/135 وابن أبي شيبة في المصنف 12/134 وأبو نعيم في الحلية 2/344، والحاكم في المستدرك 3/157.
. فذكرهن.
وقال عَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ، عن أبي سعيد الخُدري مرفوعًا:
"سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَاطِمَةُ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ"
(*)
أخرجه البخاري في صحيح5/25، 36، وأحمد في المسند 3/80، 5/391، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34224.
.
وفي الصّحِيحينِ ـــ عن المِسْوَر بن مَخْرمة: سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم على المنبر يقول:
"فَاطِمَةُ بضْعَةٌ مِنِّي، يؤذيني مَا آذَاهَا، وَيَرِيبُنِي مَا رَابَها"
(*)
أخرج البخاري في الصحيح 5/26، 36 والحاكم في المستدرك 3/158، والبيهقي في السنن الكبرى 7/64، 10/201 وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/130، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34222، 34223.
.
وعن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه، عن عليّ؛ قال: قال النّبي صَلَّى الله عليه وسلم لفاطمة:
"إِنَّ الله يَرْضَى لِرِضَاك، وَيَغْضَبُ لِغَضَبك"
.
(*)
وأخرج الدولابِيُّ في الذّرية الطّاهرة بسندٍ جيد عن عبد الله بن برَيدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة بنى عليّ بفاطمة:
"لَا تُحدثُ شَيْئًا حَتَّى تَلْقَانِي"
، فَدَعا بماء فتوضأ منه، ثم أفرغه عليهما، وقال:
"اللَّهُمَّ بَارِكْ فيهمَا، وَبَارِكْ عَلَيْهُمَا، وَبَارِكْ لَهُمَا فِي نَسْلِهِمَا"
(*)
أخرجه الطبراني في الكبير 2/4.
.
وقالت أم سلمة: في بيتي نزلت:
{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ...}
[الأحزاب: 33] الآية.
قالت: فأرسل رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين، فقال:
"هَؤُلَاء أهْلُ بَيْتِي"
الحديث.
وأخرجه التِّرْمِذِيُّ وَالحَاكِمُ في "المُسْتَدْرَكِ"، وقال: صحيح على شرْط مسلم.
وقال مَسْرُوقٌ، عن عائشة: أقبلت فاطمة تَمْشي كأن مَشْيَتَها مشْيَة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال:
"مَرْحَبًا بابْنَتِي"
أصله في البخاري
4/248 ومسلم 4/1905 (99 ـــ 2450).
، ثم أجلسها عن يمينه، ثم أسرَّ إليها حديثًا فبكَتْ، ثم أسرَّ إليها حديثًا فضحكت، فقلت: ما رأيْتُ كاليوم أقرب فرحًا من حُزن! فسألتها عَمّا قال. فقالت: ما كنْتُ لأفْشي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سِرَّه، فلما قُبِض سألتها فأخبرتني أنه قال:
"إِن جِبْريلَ كَانَ يُعَارِضُنِي بِالقُرْآنِ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، وَمَا أرَاهُ إِلَّا قَدْ حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّك أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لُحُوقًا بي، وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ"
. فبكيت: فقال:
"أَلَا تَرْضِينَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ العَالَمِينَ؟"
فضحكت
(*)
أخرجه البخاري في صحيحه 4/248، 6/229 وأحمد في المسند 6/282، وأورده الهيثمي في الزوائد
9/26، والطبراني بإسناد ضعيف وروى البزار بعضه، وأورده البيهقي في دلائل النبوة
7/155 وعزاه للبخاري.
. أخرجاه.
وقالت أم سلمة: جاءت فاطمةُ إلى النبيّ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، فسألتها عنه، فقالت: أخبرني أنه مقبوض في هذه السنة، فبكيت، فقال:
"أَمَا يسرُّكِ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ إِلَّا مَرْيَمَ"
، فَضَحِكْتُ. أخرجه أبو يَعْلَى.
وأخرج ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، عن عبد الله بن عمرو بن سالم المفلوج بسندٍ من أهل البيت عن علي أنَّ النبيّ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال لفاطمة:
"إِنَّ الله يَغْضبُ لِغَضَبِكِ وَيَرْضَى لِرِضَاكِ"
(*)
أخرجه الطبراني في الكبير 1/66 والحاكم في المستدرك 3/154، وقال الهيثمي في الزوائد 9/206 رواه الطبراني وإسناده حسن.
.
وأخرج التِّرْمِذِيُّ من حديث زيد بن أرقم أنَّ رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
"عَلِيٌّ، وَفَاطِمَةُ، وَالحَسَنُ، وَالحُسَيْنُ ـــ أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَهُمْ وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُمْ"
(*)
أخرجه الطبراني في الكبير3/39، 11/444.
.
ونقل أَبُو عُمَرَ في قصّة وفاتها أنّ فاطمة أوصت عليًّا أنْ يغسلها هو وأسماء بنت عُميس. واستبعده ابن فتحون، فإن أسماء كانت حينئذ زَوْج أبي بكر الصّديق؛ قال: فكيف تنكشف بحضرة عليّ في غسل فاطمة، وهو محلُّ الاستبعاد.
وقد وقع عند أحمد أنها اغتسلت قبل موتها بقليل، وأوصت ألَّا تُكشف، ويُكتفى بذلك في غسلها؛ واستبعد هذا أيضًا.
وقد ثبت في الصَّحِيحِ عن عائشة أنَّ فاطمة عاشت بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ستة أشهر. وقال الوَاقِدِيُّ، وهو ثبت: وروى الحميديّ، عن سفيان، عن عمرو ابن دينار ـــ أنها بقيت بعده ثلاثة أشهر وقال غيره: بعده أربعة أشهر، وقيل شهرين، وعند الدّولابي في الذّرية الطّاهرة: بقيت بعده خمسة وتسعين يومًا. وعن عبد الله بن الحارث بقيت بعده ثمانية أشهر.
وأخرج ابْنُ سَعْدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، من حديث أمّ رافع، قال: مَرِضْت فاطمة فلما كان اليوم الذي تُوفيت قالت لي: يا أُمة، اسكبي لي غسلًا، فاغتسلَتْ كأحسن ما كانت تغتسل. ثم لبست ثيابًا لها جُددًا ثم قالت: اجعلي فراشي وسط البيت، فاضطجعت عليه، واستقبلت القبلة، وقالت يا أمة، إني مقبوضةٌ الساعة، وقد اغتسلْت، فلا يكشفنّ لي أحد كنفًا، فماتت، فجاء عليّ فأخبرته فاحتملها ودفنها بغسلها ذلك.
وأخرج ابْنُ سَعْدٍ مِنْ طريق محمد بن موسى ـــ أنّ عليًا غَسَّلَ فاطمة. ومن طريق عبيد الله بن أبي بكر، عن عمرة، قالت: صلّى العباس على فاطمة، ونزل هو وعلي والفَضْل بن عبّاس في حفرتها.
وروى الوَاقِدِيُّ، عن طريق الشّعبي، قال: صلّى أبو بكر على فاطمة، وهذا فيه ضَعْف وانقطاع.
وقد روى بَعْضُ المتروكين عن مالك، عن جعفر بن محمد، عن أبيه نحوه، ووَهَّاهُ الدّارقطني، وابن عديّ.
قال ابْنُ سَعْدٍ: أخبرنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السّائب، عن أبيه، عن علي أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما زوَّجه فاطمة بعث معها بخَميلة ووِسادة أدم حَشْوها ليف ورحاءين وسقاءين، قال: فقال عليّ لفاطمة يومًا: سَنَوت حتى اشتكيت صَدْري، وقد جاء الله بسَبْي فاذهبي فاستخدمي. فقالت: وأنا والله قد طحنت حتى مَجلت يداي؛ فأتت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال:
"مَا جَاءَ بِكِ أَيْ بُنَيَّةُ؟"
فقالت: جئْت لأسلِّم عليك، واستحَيتْ أن تسأله ورجعَتْ، فأتياه جميعًا، فذكر له عليٌّ حالهما؛ قال:
"لَا وَالله لَا أُعْطِيكُمَا، وَأَدَعُ أَهْلَ الصُّفَّةِ تَتَلَوَّى بُطُونُهُمْ لَا أَجِدُ مَا أُنْفِقُ عَلَيْهِمْ، وَلَكِنْ أَبِيعُ وَأُنْفِقُ عَلَيْهِمْ أَثْمَانَهُمْ"
، فرجعا، فأتاهما وقد دخلا قطيفتهما، إذا غطيا رؤوسهما بدتْ أقدامهما، وإذا غَطَّيا أقدامهما انكشفت رؤوسهما، فثارا، فقال:
"مَكَانَكُمَا، أَلَا أُخْبِركُمَا بِخَيْرٍ مِمّا سَأَلْتُمَانِي؟"
فقالا: بلى. فقال:
"كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنّ جِبْرِيلُ، تُسْبِّحَانِ، في دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا، وَتَحْمدَانِ عَشْرًا، وَتُكَبِّرَانِ عَشْرًا، وَإِذَا أَوَيْتُمَا إِلَى فِراشِكُمَا فَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَاحْمدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ"
. قال علي: فو الله ما تركتهنَّ منذ علمنيهن.
وقال له ابْنُ الكَواءِ: ولا ليلة صفين؟ فقال: قاتلكم الله يا أهل الطروق! ولا ليلة صفين.
(*)
وقال: أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا جرير بن حازم، حدثنا عمرو بن سعيد؛ قال: كان في علي شدةٌ على فاطمة، فقالت: والله لأشكونك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فانطلقت وانطلق عليّ في أثرها، فكلمته، فقال:
"أيْ بُنَيَّةُ، اسْمَعِي وَاسْتَمِعِي وَاعْقِلِي، إنَّهُ لَا إمرة لامْرَأةٍ لَا تَأتِي هَوَى زوجها وَهُوَ سَاكِتٌ"
. قال علي: فكففت عما كنتُ أصنع، وقلت: والله لا أتي شيئًا تكرهينه أبدًا.
(*)
أخبرنا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى، حدثنا عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت؛ قال: كان بين عليّ وفاطمة كلام، فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلم يزل حتى أصلح بينهما، ثم خرج، قال: فقيل له: دخلت وأنتَ على حالٍ وخرجت ونحن نرى البشر في وجهك! فقال:
"وما يمنعني وقد أصلحْتُ بين أحبِّ اثنين إلي"
.
(*)
وأخرج الوَاقِدِيُّ بسندٍ له، عن أبي جعفر؛ قال: دخل العباس على عليّ وفاطمة وهي تقول: أنا أسن منك. فقال العباس: ولدت فاطمة وقريش تبني الكعبة، ووُلد علي قبلها بسنوات.
وقال الوَاقِدِيُّ: توفيت فاطمة ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة.
ومن طريق عمرة: صلَّى العباسُ على فاطمة، ونزل في حفرتها هو وعليّ والفضل. ومن طريق علي بن الحسين أنَّ عليًا صلَّى عليها ودفنها بليل بعد هدأة.
وذكر عن ابن عباس أنه سأله فأخبره بذلك. وقال الواقديّ: قلت لعبد الرحمن بن أبي الموالي: إن الناس يقولون: إن قبر فاطمة بالبقيع. فقال: ما دفنت إلا في زاوية في دار عقيل، وبين قبرها وبين الطريق سبعة أذرع.
(< جـ8/ص 262>)
الصفحة الأم
|
مساعدة
|
المراجع
|
بحث
|
المسابقات
الاسم :
البريد الالكتروني :
*
عنوان الرسالة :
*
نص الرسالة :
*
ارسال