الرئيسية
الصحابة
فضائل
مواقف إيمانية
كرامات
الأوائل
الأنساب
الغزوات
فوائد
مسابقات
تسجيل الدخول
البريد الالكتروني :
كلمة المرور :
تسجيل
تسجيل مشترك جديد
المصادر
مختصر
موجز ما ذكر عنها في الكتب الأربعة
تفصيل ما ذكر عنها في الكتب الأربعة
ما ذكر عنها في الطبقات الكبير
ما ذكر عنها في الاستيعاب في معرفة الأصحاب
ما ذكر عنها في أسد الغابة
ما ذكر عنها في الإصابة في تميز الصحابة
مواقفها الإيمانية
الزهد
الحياء
كانت رضى الله عنها
أول من غطيَّ نعشها في الإسلام
أول أهل النبي لحوقًا به
فاطمة الزهراء
((فاطمة الزّهراء: بنت إمام المتقين رسول الله: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، الهاشميّة، صلّى الله على أبيها وآله وسلّم ورضي عنها.)) ((تلَقَّب الزهراء.))
((كانت تكْنى أُم أبيها، بكسر الموحدة بعدها تحتانية ساكنة. ونقل ابن فتحون عن بعضهم بسكون الموحّدة بعدها نون، وهو تصحيف))
((اختلف في سنة مولدها؛ فروى الواقديّ، عن طريق أبي جعفر الباقر؛ قال: قال العبّاس: وُلدت فاطمة والكعبةُ تبْنى، والنّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ابْنُ خمس وثلاثين سنة،
(*)
وبهذا جزم المدائنيّ. ونقل أَبُو عُمَرَ عن عبيد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر الهاشمي ـــ أنها ولدت سنة إحدى وأربعين مِنْ مولد النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. وكان مولدها قبْلَ البعثة بقليل نحو سنة أو أكثر)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((أمّها خديجة بنت خُوَيْلِد بن أسد بن عَبْد العُزَّى بن قُصَيّ)) الطبقات الكبير. ((كانت هي وأختها أم كلثوم أصغر بناتِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. واختُلف في الصّغرى منها، وقد قيل: إن رُقَيَّة أصغر منها، وليس ذلك عندي بصحيح. وقد ذكرنا في باب رقيةَ ما تبيَّنَ به صحة ما ذهبنا إليه في ذلك، ومضَى في باب زينب وباب خديجة من ذلك ما فيه كفاية. وقد اضطرَبَ مصعب والزّبير في بنات النّبي صَلَّى الله عليه وسلم، أيتهنّ أكبر وأصغر اضطرابًا يوجب ألّا يلتفت إليه في ذلك. والذي تسكُنُ إليه النّفس على ما تواترت به الأخبار في ترتيب بنات رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أنّ زينب الأولى، ثم الثّانيةَ رُقَيّة، ثم الثّالثة أم كلثوم، ثم الرّابعة فاطمة الزّهراء والله أعلم.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((توفيت فاطمة بعد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بستة أشهر. هذا أصح ما قيل. وقيل: بثلاثة أشهر. وقيل: عاشت بعده سبعين يومًا. وما رؤيت ضاحكة بعد وفاة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حتى لحقت بالله عز وجل، وَوَجِدَت عليه وَجدًا عظيمًا. قال أنس: قالت لي فاطمة: يا أنس كيف طابت قلوبكم؟ تحثون التراب على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؟!. وكانت أول أهله لحوقًا به، تصديقًا لقوله صَلَّى الله عليه وسلم.)) ((انقطع نسل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلا منها، فإن الذكورمن أولاده ماتوا صغارًا، وأما البنات فإن رقية رضي الله عنها ولدت عبد الله بن عثمان فَتُوفي صغيرًا، وأما أم كلثوم فلم تلد، وأما زينب رضي الله عنها فولدت عليًا ومات صبيًا، وولدت أمامة بنت أبي العاص فتزوجها علي، ثم بعده المغيرة بن نوفل. وقال الزبير: انقرض عقب زينب.)) أسد الغابة.
((أخبرنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا المُنْذِر بن ثعلبة عن عِلْبَاء بن أَحْمَر اليَشْكُرِيّ أنّ أبا بكر خَطَبَ فاطمة إلى النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقال:
" يا أبا بكر انتظر بها القضاء"
. فذكر ذلك أبو بكر لعمر، فقال له عمر: ردّك يا أبا بكر. ثمّ إنّ أبا بكر قال لعمر: اخطب فاطمة إلى النبيّ، صلى الله عليه وسلّم، فخطبها فقال له مثل ما قال لأبي بكر:
"انتظر بها القضاء"
. فجاء عمر إلى أبي بكر فأخبره، فقال له: ردّك يا عمر. ثمّ إنّ أهل عليّ قالوا لعليّ: اخطب فاطمة إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. فقال: بعد أبي بكر وعمر؟ فذكروا له قَرابته من النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فخطبها فزوّجه النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فباع عليّ بعيرًا له وبعض متاعه فبلغ أربعمائة وثمانين. فقال له النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم:
"اجْعل ثُلْثَين في الطيب وثلثًا في المتاع"
(*)
. أخبرنا الفَضْلُ بن دُكَيْن، حدّثنا موسى بن قَيْس الحَضْرَمِيّ قال: سمعتُ حُجْر بن عَنْبَس قال: وقد كان أكل الدم في الجاهليّة وشهد مع عليّ الجمل وصِفِّين: قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم:
"هي لك يا عليّ لستُ بدجّال"
، يعني لستُ بكذّاب. وذلك أنّه قد كان قد وَعَدَ عليًا بها قبل أن يخطب إليه أبو بكر وعمر
(*)
. أخبرنا وَكِيع بن الجرّاح عن عبّاد بن منصور، قال: سمعتُ عَطاء يقول: خطب عليّ فاطمة فقال لها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:
"إنّ عليًّا يذكرك"
فسكتت، فزوّجها
(*)
. أخبرنا سُفْيان بن عُيَيْنة عن ابن أَبِي نَجِيح عن أبيه عن رجل سمع عليًّا يقول: أردتُ أن أخطبَ إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بنته فقلت: والله مالي من شيء. قال: وكيف؟ قال ثمّ ذكرت صلته وعائدته فخطبتها إليه فقال:
"وهل عندك شيء؟"
قلت: لا. قال:
"وأين درعك الحُطَمِيَّة التي أعطيتك يوم كذا وكذا؟"
قال: هي عندي. قال:
"فأعطها إيّاها"
. قال: فأعطاها إياها
(*)
. أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا جرير بن حازم، أخبرنا أيّوب عن عِكرمة أنّ عليًّا خطَب فاطمة فقال له النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم:
"ما تصدقها؟"
. قال: ما عندي ما أصدقها. قال:
"فأين درعك الحُطَمِيّة التي كنت منحتك؟"
قال: عندي. قال: "
أَصْدِقْها إيّاها"
. قال: فأَصْدَقَها وتزوّجها. قال عِكْرِمَة: كان ثمنها أربعة دراهم
(*)
. أخبرنا مَعْن بن عيسى، حدّثنا جَرِير بن حَازِم عن أيّوب عن عِكْرِمة قال: أَمْهَرَ عليّ فاطمة بدنًا قيمته أربعة دراهم. أخبرنا مَعْن بن عيسى، حدّثنا محمّد بن مسلم حدّثنا عَمْرو بن دِينَار عن عِكْرِمة قال: تزوّجت فاطمة على بدن من حديد. أخبرنا وَكِيع بن الجرّاح عن عليّ بن المبارك عن يحيَى بن أبي كثير عن عكرمة أنّ عليًّا لما تزوّج فاطمة فأراد أن يبني بها قال له النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم:
"قدّم شيئًا"
. قال: ما أجد شيئًا. قال:
"فأين درعك الحطميّة؟"
(*)
. أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غَسَّان النَّهْدي، حدّثنا عبد الرحمن بن حُميد الرُّؤَاسِيّ، حدّثنا عبد الكريم بن سَلِيط عن ابن بُرَيْدة عن أبيه قال: قال نفر من الأنصار لعليّ: عندك فاطمة. فأتى رسول الله فسلّم عليه، فقال:
"ما حاجة ابن أبي طالب؟"
قال: ذكرت فاطمة بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلّم. قال:
"مرحبًا وأهلًا"
. لم يزده عليهما. فخرج عليّ على أولئك الرهط من الأنصار ينظرونه. قالوا: ما وراءك؟ قال: ما أدري غير أنّه قال لي مرحبًا وأهلًا. قالوا: يكفيك من رسول الله إحداهما، أعطاك الأهل وأعطاك المرحب. فلمّا كان بعدما زوّجه قال:
"يا عليّ إنّه لا بدّ للعروس من وليمة"
. فقال سعد: عندي كبش. وجمع له رهط من الأنصار آصُعًا من ذُرة، فلمّا كان ليلة البناء قال:
لا تحدث شيئًا حتى تلقاني
. قال: فدعا رسول الله بإناء فتوضّأ فيه ثمّ أفرغه عَلَى عَلِيّ ثمّ قال: "
اللّهُم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما"
(*)
. قال مالك بن إسماعيل: شيء من النسب عندي. أخبرنا خالد بن مَخْلَد، حدّثني سليمان، حدّثني جعفر بن محمّد عن أبيه قال: أصدق علي فاطمة درعًا من حديد وجرد وبرد. أخبرنا عَارِم بن الفضل حدّثنا حمّاد بن زيد عن أيّوب عن عِكْرِمَة أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، قال لعليّ حين زوّجه فاطمة:
"أعطها درعك الحُطَمِيّة"
(*)
. أخبرنا الحسن بن موسى، حدّثنا زهير عن جابر عن محمد بن عليّ قال: تزوّج عليّ فاطمة على إهاب شاة وسحق حبرة. أخبرنا وَكِيع بن الجَرَّاح عن سفيان عن جابر عن أَبِي جعفر أنّ عليًّا تزوج فاطمة على إهاب كبش وجرد حبرة. أخبرنا وَكيع بن الجرَّاح عن المنذر بن ثعلبة عن عِلْيَاء بن أحمر اليَشْكُرِيّ أنّ عليًّا تزوّج فاطمة فباع بعيرًا له بثمانين وأربع مائة درهم، فقال النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم:
"اجعلوا ثُلْثَين في الطّيب وثلثًا في الثياب"
(*)
. أخبرنا أبو أُسامة عن مُجَالِد عن عامر قال: قال عليّ: لقد تزوّجت فاطمة وما لي ولها فراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل ونعلف عليه النّاضِح بالنهار، وما لي ولها خادم غيرها. أخبرنا محمد بن الفضل بن يحيَى بن سعيد عن محمّد بن إبراهيم قال: كان صداق بنات رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ونسائه خمس مائة درهم، اثنتي عشر أوقية ونصفًا. أخبرنا عبد الوهّاب بن عطاء عن سعيد بن أَبِي عَرُوبَة عن أيّوب عن عِكْرِمة قال: لما زوّج النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، عليًّا فاطمة قال:
"أعطها شيئًا"
. قال: يا رسول الله ليس عندي شىء. قال:
"فأين درعك الحُطَمِيَّة؟"
(*)
أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ عن أبيه قال: تزوّج عليّ بن أبي طالب فاطمة بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في رجب بعد مقدم النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، المدينة بخمسة أشهر وبنى بها مرجعه من بدر، وفاطمة يوم بنى بها عليّ بنت ثماني عشرة سنة. أخبرنا محمد بن عمر، حدّثني إبراهيم بن شُعَيب عن يحيَى بن شبل عن أَبِي جعفر قال: لما قَدِمَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، المدينة نزل عَلَى أَبي أيّوب سنة أو نحوها. فلما تزوّج عليّ فاطمة قال لعليّ: اطلب منزلًا. فطلب عليّ منزلًا فأصابه مستأخرًا عن النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، قليلًا، فبنى بها فيه فجاء النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، إليها فقال:
"إني أريد أن أحوّلك إليّ"
، فقالت لرسول الله: فكلّمْ حارثة بن نعمان أن يتحوّل عني، فقال رسول الله:
"قد تحوّل حارثة عنّا حتى قد استحييت منه"
. فبلغ ذلك حارثة فتحوّل وجاء إلى النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إنّه بلغني أنّك تحول فاطمة إليك وهذه منازلي وهي أسقب بيوت بني النجّار بك، وإّنما أنا ومالي لله ولرسوله، والله يا رسول الله المال الذي تأخذ مني أحبّ إليّ من الذي تدع. فقال رسول الله:
"صدقت، بارك الله عليك"
. فحوّلها رسول الله إلى بيت حارثة
(*)
. أخبرنا محمّد بن إسماعيل بن أَبِي فُدَيْك عن محمد بن موسى عن عون بن محمّد عن ابن عليّ بن أبي طالب عن أمّه أمّ جعفر عن جدّتها أسماء بنت عُمَيْس قال: جَهَّزت جدّتك فاطمة إلى جدّك عليّ وما كان حشو فراشهما ووسائدهما إلا الليف، ولقد أولم عليّ فاطمة فما كانت وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته رهن درعه عند يهوديّ بشطر شَعِير. أخبرنا أنس بن عياض عن جعفر بن محمّد عن أبيه أنّ عليًّا حين دخل بفاطمة كان فراشهما إهاب كبش إذا أرادا أن يناما قلباه على صوفه ووسادتهما من أدم حشوها ليف. أخبرنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل عن جابر عن محمّد بن عليّ قال: كان صداق فاطمة جرد حبرة وإِهَابُ شَاةٍ. أخبرنا عبد الوهّاب بن عطاء عن سعيد بن أَبِي عَرُوبَة عن أبي يزيد المديني، وأظنّه ذكره عن عِكْرِمَة، قال: لما زوّج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عليًّا فاطمة كان فِيما جُهِّزت به سرير مشروط ووسادة من أدم حشوها ليف وتَور من أَدم وقِرْبة. قال وجاءوا بِبَطْحَاءَ فطرحوها في البيت. قال: وكان النبيّ، صلى الله عليه وسلّم، قال لعليّ:
"إذا أُتيت بها فلا تقربنّها حتى آتيك"
. قال: وكانت اليهود يؤخّرون الرجل عن امرأته. قال: فلمّا أُتي بها قعدا حينًا في ناحية البيت. قال: فجاء رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فاستفتح فخرجت إليه أمّ أيمن فقال:
"أَثَمّ أخي؟"
قالت: وكيف يكون أخوك وقد أنكحته ابنتك؟ قال:
"فإنّه كذلك"
. ثم قال:
"أأسماء بنت عُمَيْس؟"
قالت: نعم. قال:
"جئت تكرمين بنت رسول الله؟"
قالت نعم. فقال لها:
"خيرًا"
ودعا لها، ودعا رسول الله بماء فأُتي به إمّا في تور وإمّا في سواه، قال: فمجّ فيه رسول الله ومسّك بيده ثمّ دعا عليًّا فنضح من ذلك الماء عَلَى كتفيه وصدره وذراعيه، ثمّ دعا فاطمة فأقبلت تعثر في ثوبها حياءً من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ثمّ فعل بها مثل ذلك ثمّ قال لها:
"يا فاطمة أما إني ما أليت أن أنكحتك خير أهلي"
(*)
. أخبرنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، حدّثنا عمر بن صالح، حدّثنا سعيد بن أَبِي عَرُوبَة، عن قَتَادَة عن سعيد بن المُسيّب عن أمّ أيمن قالت: زوّج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ابنته فاطمة من عليّ بن أبي طالب وأمره أن لا يدخل على فاطمة حتى يجيئه، وكانت اليهود يؤخّرون الرجل عن أهله، فجاء رسول الله حتى وقف بالباب وسلّم، فاستأذن فأذن له فقال:
"أثَمّ أخي؟"
فقالت أمّ أيمن: بأبي أنت وأُمّي يا رسول الله مَن أخوك؟ قال:
"عليّ بن أبي طالب"
. قالت: وكيف يكون أخاك وقد زوّجته ابنتك؟ قال:
"هو ذاك يا أمّ أيمن"
. فدعا بماء في إناء فغسل فيه يديه ثمّ دعا عليًّا فجلس بين يديه فَنَضَحَ على صدره من ذلك الماء وبين كتفيه، ثمّ دعا فاطمة فجاءت بغير خِمَارٍ تعثر في ثوبها، ثم نَضَح عليها من ذلك الماء ثمّ قال:
"والله ما ألوت أن زوّجتك خير أهلي"
. وقالت أمّ أيمن: وليت جهازها فكان فيما جهّزتها به مِرْفَقَة من أدم حشوها ليف وبَطْحَاء مفروش في بيتها
(*)
. أخبرنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا دارم بن عبد الرحمن بن ثعلبة الحنفي قال: حدّثني رجل أخواله الأنصار قال: أخبرتني جدّتي أنّها كانت مع النسوة اللاتي أهدين فاطمة إِلَى عليّ، قالت: أُهديت في بردين من برود الأول عليها دُمْلُوجَان من فضة مصفّران بزعفران، فدخلنا بيت عليّ فإذا إهاب شاة على دُكّان ووسادة فيها ليف وقِرْبَة ومُنْخُلٌ ومنشفة وقدح. أخبرنا سفيان بن عُيَيْنَة عن عَمْرو عن عِكْرِمة قال: استحلّ عليّ فاطمة بِبَدَنٍ من حديد. أخبرنا هَوْذَة بن خليفة، حدّثنا عوف عن عبد الله بن عمرو بن هند قال: لما كانت ليلة أُهديت فاطمة إلى عليّ قال له رسول الله:
"لا تُحْدث شيئًا حتى آتيك"
. فلم يلبث رسول الله أن تَبعهما فقام على الباب فاستأذن فدخل، فإذا عليّ مُنْتَبِذ منها، فقال له رسول الله:
"إنّي قد علمت أنّك تهاب الله ورسوله"
. فدعا بماء فمضمض ثمّ أعاده في الإناء ثمّ نضح به صدرها وصدره
(*)
. أخبرنا عفّان بن مسلم، حدّثنا حمّاد بن سلمة، أخبرنا عطاء بن السائب عن أبيه عن عليّ أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لما زوّجه فاطمة بعث معها بخملة ووِسادة أدم حَشْوها ليف ورحائين وسقاء وجرّتين. قال: فقال عليّ لفاطمة ذات يوم: والله لقد سَنَوت حتى قد اشتكيت صدري وقد جاء الله أباك بِسَبْيٍ فاذهبي فاستخدميه. فقالت: وأنا والله قد طحنت حتى مَجلت يداي. فأتت النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقال:
"ما جاء بك يا بنيّة؟"
قالت: جئتُ لأسلّم عليك. واستحيتْ أن تسأله وَرَجَعَتْ، فقال: ما فعلت؟ قالت: استحييت أن أسأله. فأتياه جميعًا فقال عليّ: والله يا رسول الله لقد سَنَوتُ حتى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة: قد طحنت حتى مَجلت يداي وقد أتى الله بسبي وسعة فأخدمنا.قال:
"والله لا أعطيكما وأدع أهل الصُّفّة تطوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم"
. فرجعا فأتاهما النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وقد دخلا في قطيفتهما إذا غطّيا رءوسهما تكشّفت أقدامهما وإذا غطّيا أقدامهما تكشّفت رءوسهما فثارا فقال:
"مكانكما، ألا أخبركما بخير ممّا سألتماني؟"
فقالا: بلى. فقال:
" كلمات علّمنيهنّ جبريل تسبّحان في دُبر كلّ صلاة عشرًا، وتحمدان عشرًا، وتكبّران عشرًا، وإذا أويتما إلى فراشكما فسبّحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وكبّرا أربعًا وثلاثين"
. قال: فوالله ما تركتهنّ منذ علّمنيهنّ رسول الله. فقال له ابن الكواء: ولا ليلة صِفِّين؟فقال: قاتلكم الله يا أهل العراق، ولا ليلة صِفّين
(*)
. أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا جَرِير بن حَازِم، حدّثنا عَمْرو بن سعيد قال: كان في عليّ على فاطمة شدة، فقالت: والله لأشكونّك إلى رسول الله! فانطلقت وانطلق عليّ بأثرها. فقام حيث يسمع كلامهما، فشكت إلى رسول الله غِلَظ عليّ وشدته عليها، فقال:
"يا بنيّة اسمعي واستمعي واعقلي، إنّه لا إِمْرَة بامرأة لا تأتي هوى زوجها وهو ساكت"
قال عليّ: فكففتُ عمّا كنت أصنع وقلت: والله لا آتي شيئًا تكرهينه أبدًا
(*)
. أخبرنا عُبَيْد الله بن موسى، أخبرنا عبد العزيز بن سِيَاه عن حبيب بن أبي ثابت قال: كان بين عليّ وفاطمة كلام، فدخل رسول الله فألقى له مثالًا فاضطجع عليه، فجاءت فاطمة فاضطجعت من جانب، وجاء عليّ فاضطجع من جانب، فأخذ رسول الله بيد عليّ فوضعها على سُرّته وأخذ بيد فاطمة فوضعها على سُرّته ولم يزل حتى أصلح بينهما، ثمّ خرج. قال: فقيل له: دخلت وأنت على حال وخرجت ونحن نرى البِشْرَ في وجهك! فقال:
"وما يمنعني وقد أصلحتُ بين أحبّ اثنين إليّ؟"
(*)
. أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنا أبو بكر بن عبد الله بن أَبِي سَبْرَة عن يحيَى بن شِبْلِ عن أَبِي جعفر قال: دخل العبّاس عَلَى عَلِيّ بن أبي طالب وفاطمة وهي تقول: أَنا أَسنّ منك. فقال العبّاس: أمّا أنت يا فاطمة فولدت وقريش تبني الكعبة والنبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، ابن خمسٍ وثلاثين سنة، وأمّا أنت يا عليّ فولدت قبل ذلك بسنوات. قال محمّد بن عمر: وولدت فاطمة لعليّ الحسن والحسين وأمّ كلثوم وزينب بني عليّ.)) الطبقات الكبير. ((أخبرنا خلف بن قاسم، حدّثنا علي بن محمد بن إسماعيل، حدّثنا محمد بن إسحاق السّراج، حدّثنا الحسن بن يزيد الطحان، حدّثنا عبد السّلام بن حرب، عن أبي الجحاف، عن جُميع بن عُمير، قال: دخلْتُ على عائشة، فسألت أيّ النّاس كان أحبَّ إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؟ قالت: "فَاطِمَةُ". قلت: فمن الرّجَالِ؟ قالت:"زَوْجُهَا، إِنْ كَانَ مَا عَلِمْتُهُ صَوَّامًا قَوّامًا". قال: وأخبرني إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدّثنا شاذان، عن جعفر الأحمر، عن عبد الله بن عطاء، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: كان أحبّ النّساء إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فاطمة، ومن الرّجال عليّ بن أبي طالب.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أخبرنا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى، حدثنا عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت؛ قال: كان بين عليّ وفاطمة كلام، فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلم يزل حتى أصلح بينهما، ثم خرج، قال: فقيل له: دخلت وأنتَ على حالٍ وخرجت ونحن نرى البشر في وجهك! فقال:
"وما يمنعني وقد أصلحْتُ بين أحبِّ اثنين إلي"
.
(*)
وأخرج الوَاقِدِيُّ بسندٍ له، عن أبي جعفر؛ قال: دخل العباس على عليّ وفاطمة وهي تقول: أنا أسن منك. فقال العباس: ولدت فاطمة وقريش تبني الكعبة، ووُلد علي قبلها بسنوات.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الصوفي، أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا الخطيب بن أبي الصقر الأنباري، أخبرنا أبو البركات أحمد بن عبد الواحد بن نظيف، أخبرنا أبو محمد بن رشيق، حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي، حدثنا إسماعيل بن أبان، حدثنا أبو مريم، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال: خطب أبو بكر وعمر يعني فاطمة إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأبى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عليهما، فقال عمر: أنت لها يا علي. فقلت: ما لي من شيء إلا دِرْعي أرهنها. فزوجه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فاطمة، فلما بلغ ذلك فاطمة بكت، قال: فدخل عليها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال:
"مَالَكِ تَبْكِيْنَ يَا فَاطِمَةُ! فَوَالله لَقَدْ أَنْكَحْتُكِ أَكْثَرَهُمْ عِلْمًا، وَأَفْضَلَهُمْ حِلْمًا، وَأَوَّلَهُمْ سِلْمًا"
.
(*)
قال: وحدثنا الدولابي، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد عن علي بن أبي طالب قال: خطبت فاطمة إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقالت لي مولاة لي. هل علمت أن فاطمة خطبت إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قلت: لا. قالت: فقد خطبت، فما يمنعك أن تأتي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فيزوجك. فقلت: وعندي شيء أتزوج به؟ فقالت: إنك إن جئت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم زوجك. فوالله ما زالت تُرَجَّيني حتى دخلت على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ـــ وكانت لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم جلالة وهيبة ـــ فلما قعدت بين يديه أُفْحِمْتُ، فوالله ما أستطيع أن أتكلم، فقال:
"مَا جَاءَ بِكَ؟ أَلَكَ حَاجَةٌ؟"
فسكتّ، فقال:
"لَعَلَّكَ جِئْتَ تَخْطُبُ فَاطِمَةَ؟"
قلت: نعم. قال:
"وَهَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ تَسْتَحِلُّهَا بِهِ؟"
فقلت: لا، والله يا رسول الله فقال:
"مَا فَعَلْتَ بِالْدِّرْعِ الَّتِي سَلَّحْتُهَكا؟"
فقلت: عندي والذي نفس علي بيده إنها لََحُطَمِيَّة، ما ثمنها أربعمائة درهم. قال:
"قد زوجتك، فابعث بها"
، فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.
(*)
قال: وحدثنا الدولابي، حدثنا أبو جعفر محمد بن عوف بن سفيان الطائي حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدى، حدثنا عبد الرحمن بن حميد الرواسي، حدثنا عبد الكريم بن سَلِيط، عن ابن بُرَيدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ليلة البناء ـــ يعني بفاطمة ـــ:
"لاَ تُحَدِّثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَلْقَانِي"
. فدعا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بماء فتوضأ منه ثم أفرغه على عليّ وقال:
"الْلَّهُمَّ بَارِكْ فِيْهِمَا، وَبَارِكْ علَيهُمَا، وَبَارِكْ لَهُمَا فِي نَسْلِهِمَا"
.
(*)
قال ابن إسحاق: وحدثني من لا أتهم أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم كان يغار لبناته غيرة شديدة، كان لا ينكح بناته على ضرة. أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن أبي عيسى: حدثنا عبد الله بن يونس وقتيبة بن سعيد قالا: حدثنا الليث، عن ابن أبي ملكية، عن المِسْور بن مَخْرَمَة قال: سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر:
"إِنَّ بَنِي هِشَام بْنِ الْمُغِيْرَةِ اسْتَأْذَنُونِي فِي أَنْ يُنِكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَلَا آذَنُ، ثُمَّ لاَ آذَنُ، ثُمَّ لاَ آَذَنُ، إِلاَّ أَنْ يُرِيدَ عَلَيَّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِي وَيَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ، فَإِنَّهَا بَضْعَةٌ مِنِّي، يَرِبُينِي مَا رَابَهَا، وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا"
(*)
أخرجه الترمذي في السنن 5/ 655 كتاب المناقب (50) باب مناقب فاطمة بنت محمد صَلَّى الله علبه وسلم (61) حديث رقم 3867.
. أخبرنا أبو محمد عبد الله بن سُوَيَدَة، أخبرنا أبو الفضل بن ناصر السلامي، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي المؤذن، أخبرنا الحاكم أبو الحسن علي بن محمد الحافظ، والقاضي أبو بكر الخيري قالا: أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن ابن مكرم، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله، عن شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر، عن عطاء بن يسار، عن أم سلمة قالت: في بيتي نزلت:
{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ}
، قالت: فأرسل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين فقال:
"هَوُلاَءِ أَهْلِي"
. قالت: فقلت: يا رسول الله أفما أنا من أهل البيت؟ قال:
"بَلَى، إِنْ شَاءَ الله عَزَّ وَجَلَّ"
.
(*)
قال أبو صالح: قال الحاكم في المستدرك، عن الأصم قال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
مستدرك الحاكم 3/ 146.
.)) أسد الغابة. ((قال ابن السّراج: سمعْتُ عبد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر الهاشميّ يقول: وُلِدَت فاطمة رضي الله عنها سنةَ إحدى وأربعين من مَوْلد النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وأنكح رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فاطمة علي بن أبي طالب بعد وَقْعَةِ أُحُد. وقيل: إنه تزوّجها بعد أن ابتنى رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم بعائشةَ بأربعةِ أشهر ونصف، وبنى بها بعد تزويجه إياها بتسعة أشهر ونصف، وكان سنّها يوم تزويجها خمس عشرة سنةً وخمسةَ أشهر ونصفًا، وكانت سِنّ عليّ إحد وعشرين سنةً وخمسةَ أشهر. وذكر أبو بكر بن أبي شيبةَ قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، قال: قال علي لأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم: اكْفِي بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم الخدمة خارجًا وسقاية الماء الحاج، وتكفيك العمل في البيت: العَجْن والخبز والطّحن. قال أبو عمر: فولدت له الحسن، والحسين، وأم كلثوم، وزينب، ولم يتزوّج عليّ عليها غيرها حتى ماتت.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أخبرنا محمد بن عمر، حدّثني إبراهيم بن شُعَيب عن يحيَى بن شبل عن أَبِي جعفر قال: لما قَدِمَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، المدينة نزل عَلَى أَبي أيّوب سنة أو نحوها. فلما تزوّج عليّ فاطمة قال لعليّ: اطلب منزلًا. فطلب عليّ منزلًا فأصابه مستأخرًا عن النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، قليلًا، فبنى بها فيه فجاء النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، إليها فقال:
"إني أريد أن أحوّلك إليّ"
، فقالت لرسول الله: فكلّمْ حارثة بن نعمان أن يتحوّل عني، فقال رسول الله:
"قد تحوّل حارثة عنّا حتى قد استحييت منه"
. فبلغ ذلك حارثة فتحوّل وجاء إلى النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إنّه بلغني أنّك تحول فاطمة إليك وهذه منازلي وهي أسقب بيوت بني النجّار بك، وإّنما أنا ومالي لله ولرسوله، والله يا رسول الله المال الذي تأخذ مني أحبّ إليّ من الذي تدع. فقال رسول الله:
"صدقت، بارك الله عليك"
. فحوّلها رسول الله إلى بيت حارثة
(*)
))
((أخبرنا الفَضْلُ بن دَُكيْن، حدّثنا زكريّاء بن أَبِي زَائِدة عن فِرَاس عن الشَّعْبِيّ عن مَسْرُوق عن عائشة قالت: كنت جالسة عند رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، فجاءت فاطمة تمشي كأنّ مِشْيَتَها مِشْيَةَ رسول الله، فقال:
"مرحبًا يا بنتي"
. فأجلسها عن يمينه أو عن يساره، فأسرّ إليها شيئًا فبكت، ثمّ أسرّ إليها شيئًا فضحكت. قالت قلت: ما رأيت ضحكًا أقرب من بكاء، استخصّك رسول الله بحديث ثمّ تبكين؟ قلتُ: أيّ شيء أسرّ إليك رسول الله؟ قالت: ما كنتُ لأَفْشِي سِرَّه. قلت: فلمّا قُبض رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، سألتُها فقالت: قال:
"إنّ جبريل كان يأتيني كلّ عام فيعارضني بالقرآن مرّة، وإنّ أتاني العام فعارضني مرّتين ولا أظنّ أجلي إلا قد حضر، ونعم السلف أنا لك"
، وقال:
"أنت أسرع أهلي بي لحوقًا"
. قالت: فبكيت لذلك. ثمّ قال:
"أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء هذه الأمّة أو نساء العالمين؟"
، قالت: فضحكت
(*)
. أخبرنا محمّد بن عمر عن عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال: سمعت عبد الرحمن الأعرج يحدّث في مجلسه بالمدينة يقول أطعم رسول الله فاطمة وعليًّا بخيبر من الشعير والتمر ثلاثمائة وَسْق، الشعير من ذلك خمسة وثمانون وسقًا، لفاطمة من ذلك مائة وسق
(*)
. أخبرنا عبد الله بن نُمَير. حدّثنا إسماعيل عن عامر قال: جاء أبو بكر إلى فاطمة حين مرضت فاستأذن فقال عليّ: هذا أبو بكر على الباب فإن شئت أن تأذني له. قالت: وذلك أحبّ إليك؟ قال: نعم. فدخل عليها واعتذر إليها وكلّمها فرضيت عنه.)) ((في الصّحِيحينِ ـــ عن المِسْوَر بن مَخْرمة: سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم على المنبر يقول:
"فَاطِمَةُ بضْعَةٌ مِنِّي، يؤذيني مَا آذَاهَا، وَيَرِيبُنِي مَا رَابَها"
(*)
أخرج البخاري في الصحيح 5/26، 36 والحاكم في المستدرك 3/158، والبيهقي في السنن الكبرى 7/64، 10/201 وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/130، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34222، 34223.
.)) ((قال يَزِيدُ بْنُ زُرَيعٍ، عن روح بن القاسم، عن عمرو بن دينار؛ قالت عائشة: ما رأيْتُ قط أحدًا أفضل من فاطمة غير أبيها. أخرجه الطّبراني في ترجمة إبراهيم بن هاشم من المعجم الأوسط، وسنَدَهُ صحيح على شرط الشّيخين إلى عمر.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أخبرنا محمد بن سُويَدة، أخبرنا محمد بن ناصر، أخبرنا أبو صالح المؤذن، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان المقرئ، حدثنا محمد بن عبد الله القتاب، حدثنا أحمد ابن عمرو بن أبي عاصم، حدثنا عمر بن الخطاب، حدثنا أبو صالح حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجل سمع عليّ بن أبي طالب يقول: سألت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقلت: أينا أحب إليك أنا أو فاطمة؟ قال:
"فَاطِمَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ، وَأَنْتَ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْهَا"
.
(*)
وأخبرنا يحيى بن محمود إذنًا بإسناده عن ابن أبي عاصم قال: أخبرنا عبد الله بن عمر ابن سالم المفلوج ـــ وكان من خيار المسلمين عندي ـــ حدثنا حسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن عمر بن علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي ابن حسين بن علي، عن حسين بن علي، عن علي: أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال لفاطمة:
"إِنَّ الله يَغْضَبُ لِغَضَبِكِ وَيَرْضَى لِرِضَاكِ"
.
(*)
أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن المخزومي بإسناده عن أحمد بن علي: حدثنا الحسن ابن عثمان بن شقيق، حدثنا الأسود حفص المروزي، حدثنا حسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر قَبِّل ابنته فاطمة. قال: وحدثنا أحمد بن علي، حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي سَمِينَةَ البصري، أخبرنا محمد بن خالد الحنفي، حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي، عن هاشم بن هاشم عن عبد الله بن وهب، عن أم سلمة قالت: جاءت فاطمة إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم فَسَارَّها بشيء فبكت. ثم سارها بشيء فضحكت، فسألتها عنه فقالت: أخبرني أنه مقبوض في هذه السنة فبكيت، فقال:
"مَا يَسُرُّكِ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِلاَّ فُلَانَةً"
، فضحكت.
(*)
أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حَبَّة بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا معاذ بن معاذ، حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي المقدام، عن عبد الرحمن الأزرق، عن علي قال: دخل عليَّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأنا نائم، فاستسقى الحسن أو الحسين، قال: فقام النبي صَلَّى الله عليه وسلم إلى شاة لنا بَكِئٍ فحلبها، فدرَّت، فجاءه الحسن فنحاه النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقالت فاطمة: يا رسول الله، كأنه أحبهما إليك؟ قال:
"لاَ، وَلَكِنَّهُ اسْتَسْقَى قَبْلَهُ"
. ثم قال:
"إِنَّا وَإيَّاك وَهَذَيْنِ وَهَذَا الَرَّاقِدَ ِفي مَكَانٍ وَاحِدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"
(*)
أخرجه أحمد في المسند 1/ 101.
. أخبرنا إبراهيم وغيره بإسنادهم عن أبي عيسى: حدثنا سليمان بن عبد الجبار البغدادي، حدثنا علي بن قادم، حدثنا أسباط بن نصر، الهَمْداني، عن السدِّي، عن صُبيح مولى أم سلمة، عن زيد بن أرقم: أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين:
"أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ، سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ"
(*)
أخرجه الترمذي في السنن 5/ 656 كتاب المناقب (50) باب ما جاء في فضل فاطمة بنت محمد صَلَّى الله عليه وسلم (61) حديث رقم 3870.
. أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين الأسدي الدمشقي المعروف بابن البن، حدثنا جدي أبو القاسم الحسين بن الحسن قال: قرأت على القاضي علي بن محمد بن علي المِصّيصي، أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن عبد الله الغساني، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن جَيدرة الأطرابلسي قراءة عليه، حدثنا إبراهيم ابن عبد الله القصار، أخبرنا العباس بن الوليد بن بكار الضبي بالبصرة، عن خالد بن عبد الله، عن بيان، عن الشعبي، عن أبي جُحيفة، عن علي قال: سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول:
"إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ: يَا أَهْلَ الْجَمْعِ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ حَتَّى تَمُرَّ"
.
(*)
)) أسد الغابة. ((روى عبد الرّحمن بن أبي نُعْمِ، عن أبي سعيد الخدريّ، قال: قال النّبي صَلَّى الله عليه وسلم:
"فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانِ"
(*)
أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 25، 36، وأحمد 3/ 80، 5/ 391، والهندي في كنز العمال حديث رقم 34224.
. وذكر ابن السّراج، قال: حدّثنا محمد بن الصبّاح، قال: حدّثنا عليّ بن هاشم، عن كثير النّواء، عن عمران بن حُصين ـــ أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم عاد فاطمة وهي مريضة، فقال لها:
"كَيْفَ تَجِدِينَكِ يَا بُنَيَّةُ؟"
قالت: إني لوجعة، وإنه ليزيدني أني ما لي طعام آكله. قال:
"يَا بُنَيَّةُ؛ أَمَا تَرْضِينَ أَنَّكِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ"!
قالت: يا أبت، فأيْن مريم بنت عمران؟ قال:
"تِلْكَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا، وَأَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالمك، أَمَا واللَّهِ لَقَدْ زَوَّجْتُكِ سَيِّدًا فِي الدّنْيَا وَالآخِرَةِ"
(*)
أخرجه أحمد في المسند 5/ 26، والعقيلي في الضعفاء 1/ 125، وذكره الهيثمي في الزوائد 2/ 310، 8/ 163.
. قال: وأخبرنا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيد، عن يزيد بن سنان أبي فروة، عن عقبة بن يريم، عن أبي ثعلبة الخشنيّ، قال: كان رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم إذا قدم من غَزْوٍ أو سفَر بدأ بالمسجد فصلّى فيه ركعتين، ثم يأتي فاطمة، ثم يأتي أزواجه ـــ
(*)
وذكر تمام الحديث. وذكر الدراوَرْدي، عن موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:
"سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَةِ مَرْيَمُ، ثُمَّ فَاطمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ آسِيَةُ امْرَأةُ فِرْعَوْنَ"
(*)
ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/ 23.
. أخبرنا قاسم بن محمد، قال: حدّثنا مخلد بن سعد، قال: حدّثنا أحمد بن عمرو، قال: حدّثنا ابن سنجر، قال: حدّثنا عارم، قال: حدّثنا داود بن أبي الفرات، عن علباء ابن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال: خَطَّ رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم في الأرض أربعة خطوط، ثم قال:
"أَتَدْرُونَ مَا هَذَا"؟
قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:
"أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِم امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ"
(*)
ذكره الهيثمي في الزوائد 9/ 226.
. وحدّثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا أبو قِلَابة عبد الملك بن محمد الرّقاشي، قال: حدّثنا بَدَل بن المحبر، قال: حدّثنا عبد السّلام، قال: سمعْتُ أبا يزيد المدني يحدَّثُ عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:
"خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِم، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍصَلَّى الله عليه وسلم"
(*)
أخرجه ابن عدي في الكامل 4/ 1533، وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 34404.
. وفي باب خديجة نظير هذا وشبهه من وجوهٍ، وقد ذكرناها بطرقها هنالك، فأغنى عن إعادتها ها هنا. وذكر السّراج قال: حدّثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا عبد الرّزاق، عن معمر ـــ أنه أخبره عن قتادة عن أنس، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:
"حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ"
(*)
أخرجه التزمذي في السنن حديث رقم 3878، وأحمد في المسند 3/ 157، وعبد الرازق (20919)، وابن أبي شيبة 12/ 134، والحاكم 3/ 157، وأبو نعيم في الحلية 2/ 344، وذكره السيوطي في الدر النثور 2/ 23، والهندي في كنز العمال حديث رقم 34403.
. قال: وحدّثنا محمد بن الصباح، قال: حدّثنا عثمان بن عمر، عن إسرائيل، عن مَيْسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أُم المؤمنين أنها قالت: ما رأيْتُ أُحدًا كان أشبه كلامًا وحديثًا برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من فاطمة، وكانت إذا دخلَتْ عليه قام إليها فقبَّلها ورحَّب بها، كما كانت تصنع هي به صَلَّى الله عليه وسلم. قال: وحدّثنا محمد بن حميد، حدّثنا سلمة عن ابن إسحاق، عن يحيى بن عبادة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما رأيتُ أحدًا كان أصدقَ لهجةً من فاطمة، إلا أن يكون الذي وَلَدَها صَلَّى الله عليه وسلم.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((روَتْ عن أبيها. روى عنها ابناها، وأبوهما، وعائشة، وأم سلمة، وسلمى أم رافع، وأنس. وأرسلت عنها فاطمة بنت الحسين وغيرها.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أخبرنا أبو ياسر بن أبي حَبّة بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي حدثنا إسماعيل ابن إبراهيم، عن ليث، عن عبد الله بن الحسن ـــ هو ابن الحسن بن علي بن أبي طالب ـــ عن أمه فاطمة بنت الحسين بن علي، عن جدتها فاطمة الكبرى ـــ هي بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ـــ قالت: كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم، ثم قال:
"رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ"
. وإذا خرج صلى على محمد وسلم ثم قال:
"رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ"
(*)
أخرجه أحمد في المسند 6/ 282.
. هذا الحديث ليس إسناده بمتصل، فإن فاطمة بنت الحسين لم تدرك جدتها فاطمة الكبرى، والله أعلم.)) أسد الغابة.
((نقل أَبُو عُمَرَ في قصّة وفاتها أنّ فاطمة أوصت عليًّا أنْ يغسلها هو وأسماء بنت عُميس. واستبعده ابن فتحون، فإن أسماء كانت حينئذ زَوْج أبي بكر الصّديق؛ قال: فكيف تنكشف بحضرة عليّ في غسل فاطمة، وهو محلُّ الاستبعاد. وقد وقع عند أحمد أنها اغتسلت قبل موتها بقليل، وأوصت ألَّا تُكشف، ويُكتفى بذلك في غسلها؛ واستبعد هذا أيضًا. وقد ثبت في الصَّحِيحِ عن عائشة أنَّ فاطمة عاشت بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ستة أشهر. وقال الوَاقِدِيُّ، وهو ثبت: وروى الحميديّ، عن سفيان، عن عمرو ابن دينار ـــ أنها بقيت بعده ثلاثة أشهر وقال غيره: بعده أربعة أشهر، وقيل شهرين، وعند الدّولابي في الذّرية الطّاهرة: بقيت بعده خمسة وتسعين يومًا. وعن عبد الله بن الحارث بقيت بعده ثمانية أشهر. وأخرج ابْنُ سَعْدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، من حديث أمّ رافع، قال: مَرِضْت فاطمة فلما كان اليوم الذي تُوفيت قالت لي: يا أُمة، اسكبي لي غسلًا، فاغتسلَتْ كأحسن ما كانت تغتسل. ثم لبست ثيابًا لها جُددًا ثم قالت: اجعلي فراشي وسط البيت، فاضطجعت عليه، واستقبلت القبلة، وقالت يا أمة، إني مقبوضةٌ الساعة، وقد اغتسلْت، فلا يكشفنّ لي أحد كنفًا، فماتت، فجاء عليّ فأخبرته فاحتملها ودفنها بغسلها ذلك. وأخرج ابْنُ سَعْدٍ مِنْ طريق محمذ بن موسى ـــ أنّ عليًا غَسَّلَ فاطمة. ومن طريق عبيد الله بن أبي بكر، عن عمرة، قالت: صلّى العباس على فاطمة، ونزل هو وعلي والفَضْل بن عبّاس في حفرتها. وروى الوَاقِدِيُّ، عن طريق الشّعبي، قال: صلّى أبو بكر على فاطمة، وهذا فيه ضَعْف وانقطاع. وقد روى بَعْضُ المتروكين عن مالك، عن جعفر بن محمد، عن أبيه نحوه، ووَهَّاهُ الدّارقطني، وابن عديّ.)) ((قال الواقديّ: قلت لعبد الرحمن بن أبي الموالي: إن الناس يقولون: إن قبر فاطمة بالبقيع. فقال: ما دفنت إلا في زاوية في دار عقيل، وبين قبرها وبين الطريق سبعة أذرع.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قال: وأخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدّثنا محمد بن موسى، عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب، عن أمه أم جعفر بنت محمد بن جعفر، وعن عمار بن المهاجر، عن أم جعفر ـــ أنَّ فاطمة بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قالت لأسماء بنت عميس: يا أسماء، إني قد استقبحْتُ ما يُصْنَع بالنّساء، إنه يُطْرَح على المرأة الثّوب فيصفها. فقالت أسماء: يا بنت رسول الله، ألا أريك شيئًا رأيته بأرض الحبشة! فدعَتْ بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبًا، فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله! تُعْرَفُ به المرأة من الرّجال، فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعليُّ، ولا تُدْخِلي عليّ أحدًا. فلما تُوفِّيت جاءت عائشةُ تدخل، فقالت أسماء: لا تدخلي. فشكَتْ إلى أبي بكر، فقالت: إن هذه الخثعمية تحولُ بيننا وبين بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقد جعلَتْ لها مثل هَوْدَج العروس ــــ فجاء أبو بكر، فوقف على الباب، فقال: يا أسماء، ما حملك على أنْ منعْت أزواج النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم أنْ يَدْخُلْن على بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وجعلْتِ لها مثل هَوْدج العروس؟ فقالت: أمرتني ألّا يدخل عليها أحد، وأريتُها هذا الذي صنعت، وهي حيَّةٌ، فأمرتني أَنْ أصنع ذلك لها. قال أبو بكر: فاصنعي ما أمرتك. ثم انصرف؛ فغسلها عليّ وأسماء. قال أبو عمر: فاطمة رضي الله عنها أول من غُطِّي نعشها من النِّساء في الإسلام على الصّفة المذكورة في هذا الخبر، ثم بعدها زينب بنت جحش رضي الله عنها، صُنِع ذلك بها أيضًا. وماتت فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكانت أول أهله لحوقًا به، وصلّى عليها عليّ بن أبي طالب. وهو الذي غسلها مع أسماء بنت عميس، ولم يخلف رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من بنيه غيرها. وقيل: تُوفيت فاطمة بعده بخمس وسبعين ليلة. وقيل بستّة أشهر إلا ليلتين؛ وذلك يوم الثّلاثاء لثلاث خَلْون من شهر رمضان، وغسلها زَوْجُها عليّ رضي الله عنه، وكانت أَشارَتْ عليه أن يدفنها ليلًا. وقد قيل: إِنه صلّى عليها العبّاس بن عبد المطّلب ودخل قبرها هو وعليّ والفَضْل. واختلف في وقت وفاتها؛ فقال محمد بن علي أبو جعفر: تُوفيت بعد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بستّة أشهر. وروي عنه أيضًا أنها لبثت بعد وفاةِ رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر وقيل: بل ماتت بعد وفاة النّبي صَلَّى الله عليه وسلم بمائة يوم. وقال الواقديّ: حدّثنا معمر، عن الزّهري، عن عُروة، عن عائشة، قال: وأخبرنا ابْنُ جريج، عن الزّهري، عن عروة ــ أَنَّ فاطمةَ تُوفيت بعد النّبي صَلَّى الله عليه وسلم بستة أشهر. قال محمد بن عمر: وهو أشبه عندنا. قال: وتُوفيت ليلة الثّلاثاء لثلاث خَلَوْنَ من شهر رمضان سنة إِحدى عشرة.)) ((قال عبد الله بن الحارث، وعمرو بن دينار: تُوفيت بعد أَبيها بثمانية أشهر. وقال ابن بُريدة: عاشت بعده سبعين يومًا. وقال المدائني: ماتت ليلة الثّلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إِحدى عشرة، وهي ابنة تسع وعشرين سنة وُلدت قبل النّبوة بخمس سنين، صلَّى عليها العبّاس رضي الله عنه. واختلف في سِنْها وقت وفاتها ــ فذكر الزّبير بن بكّار أنّ عبد الله بن الحسن بن الحسن دخل على هشام بن عبد الملك وعنده الكلبي، فقال هشام لعبد الله بن الحسن: يا أبا محمد؛ كم بلغَتْ فاطمة بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من السنّ؟ فقال: ثلاثين سنة. فقال هشام الكلبي: كم بلغَتْ من السنّ؟ فقال: خمسًا وثلاثين سنة. فقال هشام لعبد الله بن الحسن: يا أبا محمد؛ اسمع، الكلبي يقول ما تسمع، وقد عُني بهذا الشّأن، فقال عبد الله بن الحسن: يا أمير المؤمنين سلني عن أُميّ، وسل الكلبي عن أُمه.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
الصفحة الأم
|
مساعدة
|
المراجع
|
بحث
|
المسابقات
الاسم :
البريد الالكتروني :
*
عنوان الرسالة :
*
نص الرسالة :
*
ارسال