تسجيل الدخول


عباس بن مرداس السلمي

1 من 2
العبّاس بن مِرْداس

ابن أبي عامر بن حارث بن عبد بن عِيسَى بن رفاعة بن الحارث بن بُهْثَةَ بن سُليم. أسلم قبل فتح مكّة ووافَى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في تسعمائة من قومه على الخيول والقنا والدروع الظاهرة لِيَحْضُرُوا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فتح مكّة.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عِكْرِمَةُ بن فَرُّوخ السّلمي، عن معاوية بن جَاهِمة بن عبّاس بن مِرْدَاس قال: قال عبّاسُ بن مِرْدَاس: لقيتُه صَلَّى الله عليه وسلم، وهو يسير حين هبط من المُشلَّل ونحن في آلة الحرب، والحديد ظاهر علينا، والخيل تُنازعنا الأَعِنّة، فصففنا لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وإلى جنبه أبو بكر وعمر، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "يا عُيَيْنَة هذه بنو سُليم قد حضرت بما ترى من العُدّة والعَدَد"، فقال: يا رسول الله جاءهم داعيك ولم يأتني، أما والله إنّ قومي لمُعِدّونَ مُؤدونَ في الكُراع والسّلاح، وإنّهم لأحلاس الخيل ورجال الحرب ورماة الحَدَق. فقال عبّاس بن مرداس: أقْصِرْ أيّها الرجل! فوالله إنّك لَتَعْلَم أنّا أفرس على متون الخيل وأطعن بالقنا وأضرب بالمَشْرَفيّة منك ومن قومك. فقال عُيينة: كذبتَ وخُنْتَ، لَنحن أولى بما ذكرتَ منك، قد عرفَتْه لنا العرب قاطبةً. فَأَوْمَأ إليهما النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، بيده حتى سكتا(*).

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الزِّناد قال: أعطى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، العبّاس بن مرداس السُّلَمِيّ مع مَن أعطى من المُؤلَّفَة قلوبُهم، فأعطاه أربعة من الإبل فعاتب النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، في شعر قاله:

كــانَتْ
نِهـابًـا
تــلافَـــيتُــهــا وَكَـرِّي عَلَى القــومِ بالأجرَعِ

وحَثِّـي الجنودَ لِكَيْ يـَدْلجُـوا إذا هَجَـعَ القــَوْمُ لَـمْ أهْجَـعِ

فأصْبَـحَ نَهْبـي ونَهْـبُ الــعُبَــيْــــ ـدِ بــَيـنَ عُـيَيْنَــةَ وَالأقْـرَعِ

إلاّ أفـائـِـلَ
أُعْـطِـيتُـهـا عَـديــد قَـوائِمِــهِ الأرْبَـعِ

وَما كــانَ بــدْرٌ وَلا حابِــسٌ يـفـوقانِ مـرْادسَ فـي المَجْمَـعِ

وَقد كنتُ في الحرْبِ ذا تُدْرَإٍ فــــلـمْ أُعْـطَ شَيْـئًا ولم أُمْنَـعِ

وما كنـتُ دونَ امرىءٍ منهمـا وَمَـن تَضـعِ اليومَ لا يُرْفَـعِ

قال: فرفع أبو بكر أبياته إلى النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقال النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، للعبّاس: "أرأيتَ قولك: «أصْبَحَ نَهْبي وَنَهْبُ العُبَيْدِ بَينَ الأقْرَعِ وَعُيَيْنَة»؟" فقال أبو بكر: بأبي وأمّي يا رسول الله ليس هكذا! قال، فقال: "كيف؟" قال: فأنشده أبو بكر كما قال عبّاس، فقال النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: "سَواء، ما يضرّك بدأتَ بالأقرع أو بعُيَينة!" فقال أبو بكر: بأبي أنت، ما أنت بشاعر ولا راوية ولا ينبغي لك. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "اقطعوا عني لسانه"، ففزع منها أناس وقالوا: أُمِرَ بعبّاس يمثّل به. فأعطاه مائة من الإبل، ويقال خمسين من الإبل(*).

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدّثنا حمّاد بن سَلَمة عن هشام بن عروة عن عروة أنّ العبّاس بن مرداس قال أيّام حنين لما أعطى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أبا سفيان، وعُيينة، والأقرع بن حابس، ما أعطى:

أتَجْعَـلُ نَهْبـي وَنَهَـــــــبَ العُبَيْــ ـدِ بَيـنَ عُيَيْنَةَ وَالأقْـــــــرَعِ

وَقـد كنـتُ في القـومِ ذا ثَـرْوَةٍ فلَـمْ أُعْـطَ شيئًا وَلـمْ أُمْنَـعِ

فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "لأقْطَعنّ لسانك". وقال لبلال: "إذا أمرتُك أن تقطع لسانه فأعْطِه حُلّةً". ثمّ قال: "يا بلال اذهبْ به فاقطع لسانه". فأخذ بلال بيده ليذهب به فقال: يا رسول الله أيقطع لساني؟ يا معشر المهاجرين أيقطع لساني؟ يا للمهاجرين أيقطع لساني؟ وبلال يجرّه، فلمّا أكثر قال: إنّما أمرني أن أكْسُوَك حُلّةً أقطع بها لسانك. فذهب به فأعطاه حُلّةً(*).

قال محمد بن عمر: ولم يسكن العبّاس بن مرداس مكّة ولا المدينة وكان يغزو مع النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، ويرجع إلى بلاد قومه وكان ينزل بوادي البصرة وكان يأتي البصرة كثيرًا، وروى عنه البصريّون. وبقيّة ولده ببادية البصرة وقد نزل قوم منهم البصرة.
(< جـ5/ص 160>)
2 من 2
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال