تسجيل الدخول


عروة بن مسعود بن قيس

1 من 1
عروة بن مسعود: بن مُعتّب، بالمهملة والمثناة المشددة، ابن مالك بن كعب بن عَمْرو ابن سعد بن عَوْف بن ثقيف الثقفي.

وهو عمُّ والد المغيرة بن شعبة. وأمُّه سبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف أخت آمنة.

كان أحدَ الأكابر مِنْ قومه. وقيل: إنه المراد بقوله: {عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف: 31]. قال ابن عباس، وعكرمة، ومحمد بن كعب، وقتادة، والسدي: المراد بالقريتين مكة والمدينة. واختلفوا في تعيين الرجلِ المراد؛ فعَنْ قتادة أرادوا الوَليد بن المغيرة مِنْ أهلِ مكة، وعروة بن مسعود الثقفي مِنْ أهل الطائف. وعن مجاهد: عُتبة بن ربيعة، وعمير بن عروة بن مسعود، وعنه رواية ابن عبد ياليل بدل حبيب. وعن السدي الوليد، وكنانة بن عبد عَمْرو بن عمير. وعن ابن عباس: الوليد، وحبيب بن عمرو بن عمير الثقفي.

وثبت ذكر عروة بن مسعود في الحديث الصحيح في قصة الحُدَيبية، وكانت له اليَدُ البيضاء في تقرير الصلح؛ وهو مستوفى في البخاري.

وترجمة ابْنُ عَبْدِ البَرِّ بأنه شهد الحديبية، وهو كذلك؛ لكن في العرف إذا أطلق على الصحابيّ أنه شَهد غزوة كذا يتبادر أنَّ المرادَ أنه شهدها مسلمًا؛ فلا يقال شهد معاوية بَدْرًا؛ لأنه لو أطلق ذلك ظنّ مَنْ لا خِبْرَة له، لكونه عرف أنه صحابي، أنه شهدها مع المسلمين.

وعند مِسْلَمٍ مِنْ حديث جابر ــ مرفوعًا: "عُرضَ عَلَي الأنبياء..." فذكر الحديث، قال: "وَرَأيْتُ عِيسَى، فَإذَا أقَرْبُ مَنْ رَأيْتُ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بنِ مَسْعُودٍ".(*)

وذكر مُوسى بْنُ عُتَيْبَةَ، عن ابن شهاب، وأبو الأسود، عن عروة. وكذلك ذكره ابن إسحاق، يزيد بعضُهم على بعض ــ أن أبا بكر لما صدر من الحجّ سنة تسع قدم عُرْوة بن مسعود الثقفي على النبي صَلَّى الله عليه وسلم.

وفي رواية ابْنِ إسْحَاقَ أنه اتبع أثَر النبي صَلَّى الله عليه وسلم لما انصرف من الطائف، فأسلم؛ وأستأذنه أن يرجعَ إلى قومه؛ فقال: "إنِّي أخَافُ أن يَقْتُلُوكَ". قال: لو وجدوني نائمًا ما أيقظوني، فأذن له فدعاهم إلى الإسلام، ونصح لهم فعصوه، وأسمعوه من الأذى؛ فلما كان من السَّحَر قام على غرفة له فأذَّن، فرماه رجل من ثَقِيف بسهم فقتله. فلما بلغ ذلك النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال: "مَثَلُ عُرْوَةَ، مَثَلُ صَاحِب يَاسِينَ دَعَا قوْمَه إلَى الله فَقَتَلُوهُ"(*) أخرجه الطبراني في الكبير 17/148، والحاكم في المستدرك 3/615، وأورده السيوطي في الدر المنثور 5/262 والهيثمي في الزوائد 9/389 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33615..

واختلف في اسْمِ قاتله؛ فقيل أوس بن عوف. وقيل وَهْب بن جابر.

وقيل لعروة: ما ترى في دَمك؟ قال: كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إليَّ، فليس فيّ إلا ما في الشهداء الذين قُتِلوا مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم قَبْل أن يرتحل عنكم، فادفنوني معهم فدفنوه معهم.(*)

وروى أبُو نُعَيْمٍ، مِنْ طريق داود بن عاصم، عن عروة بن مسعود ــ وهو جده ــ كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يوضع عنده الماءُ، فإذا بايعَ النساء يمسّ أيديهن فيه.(*)

وهذا منقطع، وفي الإسناد إلى داود ضَعْف أيضًا.

وروى ابْنُ مَنْدَه، من طريق إبراهيم بن محمد بن عاصم، عن أبيه، عن حُذيفة، عن عروة بن مسعود الثقفي، قال: كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "لقنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إلَهَ إلا الله، فَإنَّهَا تهدم الْخَطَايَا".(*) إسناده ضعيف أيضًا.

أورده العُقَيْلِيُّ في ترجمة إبراهيم بن محمد بن عاصم، ولكن لم أرَ فيه الثقفي.
(< جـ4/ص 406>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال