تسجيل الدخول

خالد بن الوليد ينقذ الجيش في مؤتة

لم يدر المسلمون ماذا يفعلون بعد استشهاد القواد الثلاثة، وحينئذ تقدم رجل من بني عجلان، اسمه: ثابت بن أرقم، فأخذ الراية، وقال: يا معشر المسلمين، اصطلحوا على رجل منكم، قالوا: أنت؟ قال: ما أنا بفاعل، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد، فلما أخذ الراية قاتل قتالًا مريرًا، فقد روى البخاري عن خالد بن الوليد قال: لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية.
ومع الشجاعة البالغة، والبسالة والضراوة المريرتين كان مستغربًا جدًّا أن ينجح هذا الجيش الصغير في الصمود أمام تيارات ذلك البحر الخِضم من جيوش الروم.
وفي ذلك الوقت أظهر خالد بن الوليد مهارته، ونبوغه في تخليص المسلمين مما تورطوا فيه؛ فقد نجح خالد بن الوليد في الصمود أمام جيش الرومان طوال النهار، في أول يوم من القتال، وكان يشعر بمسيس الحاجة إلى مكيدة حربية، تلقي الرعب في قلوب الرومان؛ حتى ينجح في الانسحاب بالمسلمين من غير أن يقوم الرومان بحركات المطاردة، فقد كان يعرف جيدًا أن الإفلات من هجماتهم صعب جدًّا لو انكشف المسلمون، وقام الرومان بالمطاردة.
فلما أصبح اليوم الثاني غير أوضاع الجيش، وعبأه من جديد، فجعل مقدمته ساقة، وميمنته ميسرة، وعلى العكس، فلما رآهم الأعداء أنكروا حالهم، وقالوا: جاءهم مدد، فرعبوا، وصار خالد ــ بعد أن تراءى الجيشان، وتناوشا ساعة ــ يتأخر بالمسلمين قليلًا مع حفظ نظام جيشه، ولم يتبعهم الرومان ظنًّا منهم أن المسلمين يخدعونهم، ويحاولون القيام بمكيدة ترمي بهم في الصحراء.
وهكذا انحاز العدو إلى بلاده، ولم يفكر في القيام بمطاردة المسلمين، ونجح المسلمون في الانحياز سالمين، حتى عادوا إلى المدينة.
واستشهد يومئذ من المسلمين اثنا عشر رجلًا فقط، أما الرومان فلم يعرف عدد قتلاهم غير أن تفصيل المعركة يدل على كثرتهم.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال