تسجيل الدخول

حصار بني قريظة

في اليوم الذي رجع فيه رسول الله إلى المدينة، جاءه جبريل عليه السلام عند الظهر، وهو يغتسل في بيت أم سلمة، فقال: أو قد وضعت السلاح؟ فإن الملائكة لم تضع أسلحتهم، وما رجعت الآن إلا من طلب القوم، فانهض بمن معك إلى بني قريظة، فإني سائر أمامك أزلزل بهم حصونهم، وأقذف في قلوبهم الرعب، فسار جبريل في موكبه من الملائكة.
فأمر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مؤذنًا فأذن في الناس: من كان سامعًا مطيعًا فلا يصلين العصر إلا ببني قريظة، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم، وقدم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب برايته إلى بني قريظة، وابتدرها الناس (أي أسرعوا خلفها) فسار علي بن أبي طالب حتى إذا دنا من الحصون سمع منها مقالة قبيحة في رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فرجع حتى لقي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بالطريق فقال: يا رسول الله، لا عليك أن لا تدنو من هؤلاء الأخابث، قال: "ولم؟ أظنك سمعت منهم لي أذى". قال: نعم يا رسول الله. قال رسول الله: "لو رأوني لم يقولوا من ذلك شيئًا"، فلما دنا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من حصونهم قال: "يا إخوان القردة، هل أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته؟" قالوا: يا أبا القاسم ما كنت جهولًا.
ولما أتى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بني قريظة نزل على بئر من آبارها من ناحية أموالهم (أي ماشيتهم) يقال لها: بئر أنا، وتلاحق به الناس، وأدركتهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصليها إلا في بني قريظة كما أمرنا، حتى إن رجالًا منهم صلوا العصر بعد العشاء الآخرة، وقال بعضهم: لم يُرد منا ذلك وإنما أراد سرعة الخروج، فصلوها في الطريق، فلم تُخطيء واحدة من الطائفتين.
هكذا تحرك الجيش الإسلامي نحو بني قريظة جماعات، حتى تلاحقوا بالنبي صَلَّى الله عليه وسلم، وهم ثلاثة آلاف والخيل ثلاثون فرسًا، فنازلوا حصون بني قريظة وفرضوا عليهم الحصار.
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال