1 من 2
هند بنت أبي أُمية:
هند بنت أبي أُمية، أُم سلمة زوج النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم. أبوها أبو أُمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. واسمْهُ حذيفة، يُعرَفُ بزاد الرّاكب، وهو أَحَدُ أجواد قريش المشهورين بالكرَم. وأمّها عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن خزيمة بن علقمة بن فراس.
واختلف في اسم أُم سلمة، فقيل رملة، وليس بشيء. وقيل: هند، وهو الصّواب، وعليه جماعةٌ من العلماء في اسم أُم سلمة. وكانت قَبْلَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم تحت أبي سلمة بن عبد الأسد، وكانت هي وزوجها أبو سلمة أوّل مَنْ هاجر إلى أرض الحبشة. ويقال أيضًا: إن أُم سلمة أول ظعينة دخلت المدينة مُهَاجِرَة. قيل: بل ليلى بنت أبي حثمة زوجة عامر بن ربيعة، تزوَّج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أم سلمة سنة اثنتين من الهجرة بعد وقعة بَدْر، عقد عليها في شوّال، وابتنى بها في شوال، وقال لها: "إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ عِنْدَكِ وَسَبَّعَتُ لِنِسَائِي، وَإِنْ شِئْتِ ثَلَّثْتُ وَدُرْتُ". فقالت: بل ثَلِّث،(*) وتُوفيت أم سلمة في أول خلافة يزيد بن معاوية سنة ستين. وقيل: إنها تُوفيت في شهر رمضان أو شوَّال سنة تسع وخمسين، وصلَّى عليها أبو هريرة. وقد قيل: إن الذي صلّى عليها سعيد بن زيد.
حدّثنا أحمد بن فتح، قال: حدّثنا محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري، قال: حدّثنا عمي يحيى بن زكريّا، قال: حدّثنا الميمون، قال: حدّثنا أحمد بن حنبل قال: حدّثنا جرير، عن عطاء بن السّائب، عن محارب بن دِثَار، قال: لما تُوفيت أم سلمة أَوْصَت أن يُصَلّي عليها سعيد بن زيد، وكان أمير المدينة يومئذ مروان. وقال الحسن بن عثمان. بل كان الوالي يومئذ الوليد بن عتبة، وصلّى عليها أبو هُريرة، ودخل قبرها عمر وسلمة ابنا أَبي سلمة، وعبد الله بن عبد الله بن أبي أُمية، وعبد الله بن وهب بن زَمَعَة، ودُفِنت بالبَقِيع رضي الله عنها.
(< جـ4/ص 472>)
2 من 2
أم سلمة زوج النبي صَلَّى الله عليه وسلم:
أم سلمة زوج النّبي صَلَّى الله عليه وسلم، هي هند بنت أبي أمية المعروف بزاد الرّاكب، ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، كانت قبله عليه السّلام عند أبي سلمة ابن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، فولدت له عمر وسلمة ودرة وزينب، وقد تقدّم ذكرها في باب الهاء من الأسماء بما يغْني عن إعادته ها هنا. يقولون: إِنها أول ظعينة دخلت المدينة شرفها الله تعظيمًا وتكريمًا مهاجرة. وقيل: بل ليلى بنت أبي حثمة زوج عامر بن ربيعة. قال الزّبير: حدّثني محمد بن مسلمة، عن مالك بن أنس، قال: هاجرت أم سلمة وأم حَبِيبة إلى أرض الحبشة، ثم خرجت أم سلمة مهاجرة إلى المدينة شرفها الله تعظيمًا وتكريمًا، وخرج معها رجلٌ من المشركين وكان ينزل بناحية منها إذا نَزلت، ويسير معها إذا سارت، ويرحل بعيرها، ويتنحى إذا ركبت، فلما نظر إلى نخل المدينة المباركة قال لها: هذه الأرض التي تريدين، ثم سلم عليها وانصرف قال: وأخبرني محمد بن الضّحاك عن أبيه قال: الرّجل الذي خرج مع أم سلمة عثمان بن طلحة. وروي عن عبد الله بن بُريدة عن أبيه، قال: شهدت أم سلمة غَزْوَة خَيْبَرَ، فقالت: سمعت وقع السّيف في أسنان مرحب. وروى شعبة عن خليد بن جعفر، قال: سمعت أبا إياس يحدّث عن أم الحسين أنها كانت عند أم سلمة رضي الله عنها، فأتى مساكين، فجعلوا يلحُّون، وفيهم نساء، فقلت: اخرجوا ـــ أو اخرجن ـــ فقالت أم سلمة: ما بهذا أُمِرنا يا جارية، ردّي كلَّ واحد ـــ أو واحدة ـــ ولو بتمرة تضيعها في يَدِها.
(< جـ4/ص 493>)