تسجيل الدخول


عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس

روى سيّار أبو الحكم قال: كان أوّل ما أُنْكِر من عمر بن عبد العزيز أنّه لما دَفَن سليمان بن عبد الملك، أُتي بدابّة سليمان التي كان يركب، فلم يركبها وركب دابّته التي جاء عليها، فدخل القصر وقد مُهّدت له فُرُش سليمان التي كان يجلس عليها، فلم يجلس عليها، ثمّ خرج إلى المسجد فصعد المنبر فحمد الله، وأثنى عليه، ثمّ قال: أمّا بعدُ: فإنّه ليس بعد نبيّكم نبيّ، ولا بعد الكتاب الذي أُنزل عليه كتاب، ألا إنّ ما أحلّ الله حلال إلى يوم القيامة، وما حرّم الله حرام إلى يوم القيامة، ألا إني لستُ بقاضٍ ولكني منفّذ، ألاّ إني لستُ بمبتدع ولكني متّبع، ألا إنه ليس لأحد أن يُطاع في معصية الله، ألا إني لستُ بخيركم، ولكني رجل منكم غير أنّ الله جعلني أثقلكم حملًا، ثمّ ذكر حاجته.
وروى إسماعيل بن إبراهيم ــ كاتب كان لزياد بن عبيد الله ــ عن أبيه قال: لما انصرف عمر عن قبر سليمان قال: إذا دوابُّ سليمان قد عُرضت له، قال: فكشّر ثمّ أشار إلى بُغيلة شهباء فأُتي بها فركبها، قال: فانصرف فإذا فُرُش سليمان في منزله، قال: فقال: لقد عجلتم، قال: ثمّ تناول وسادةً أرْمنيّة فطرحها بينه وبين الأرض، ثم قال: أما والله لولا أني في حوائج المسلمين ما جلستُ عليك.
وروى حجّاج الصوّاف قال: أمرني عمر بن عبد العزيز وهو والٍ على المدينة أن أشتري له ثيابًا فاشتريت له ثيابًا، فكان فيها ثوب بأربعمائة، فقطعه قميصًا، ثمّ لمسه بيده فقال: ما أخشنه وأغلظه! ثمّ أمر بشراء ثوبٍ له وهو خليفة فاشتروه بأربعة عشر درهمًا فلمسه بيده فقال: سبحان الله ما ألْيَنَه وأدَقّه!.
وروى طُعْمَة بن غيلان، ومحمد بن خالد قالا: كان عمر بن عبد العزيز من أعطر قريش وألبسها، فلمّا استُخلف كان من أخسّهم ثوبًا، وأجشبهم عيشًا، وقدم الفضول.
وروى عبد الرحمن بن عبد العزيز قال: أخبرني ابنٌ لعمر بن عبد العزيز أنّه أخبره خادم عمر بن عبد العزيز أنّه لم يتملأ من طعام من يوم وليَ حتى مات.
روى عُمارة بن أبي حفصة أنّ مَسْلَمة بن عبد الملك دخل على عمر بن عبد العزيز فقال لأخْته فاطمة بنت عبد الملك، وهي امرأة عمر بن عبد العزيز: إني أرى أمير المؤمنين قد أصبح اليوم مُفيقًا وأرى قميصه دَرِنًا فألْبسيه غير هذا القميص حتى نأذن للناس عليه. فسكتت فقال: ألْبسي أمير المؤمنين غير هذا القميص، فقالت: والله ما له غيره.
وروى مهاجر بن يزيد قال: بعثَنا عمر بن عبد العزيز فقسمْنا الصدقة فيهم، فلقد رأيتُنا وإنّا لَنُصَدِّق مِنَ العامِ القابل من كان يُتَصَدَّقُ عليه، ولقد كنت أراه يكتب إلى أهله، أو في الحاجة تكون له في خاصّة نفسه؛ فيأمر بالشمعة فتُنَحّى، ويأمر بشمعة أُخرى، ولقد كنتُ أراه يغسل ثيابه فما يخرج إلينا وما له غيرها، وما أحدث بنا، ولقد رأيتُ عتبة له خَرِبت فكُلّم في إصلاحها؛ ثمّ قال: يا مزاحم هل لك أن نتركها فنخرج من الدنيا ولم نُحْدِثْ شيئًا؟ قال: وحرّم الطّلاء في كلّ أرض.
وروى ابن عُلاثة قال: كانت لعمر بن عبد العزيز صحابة يحضرونه يعينونه برأيهم، ويسمع منهم، قال: فحضروه يومًا فأطال الصبح، فقال: بعضهم لبعض: تخافون أن يكون تغيّر، قال: فسمع ذلك مزاحم فدخل فأمر من أيقظه، فأخبره ما سمع من أصحابه، وأمره فأذن لهم فلمّا دخلوا عليه قال: إني أكلتُ هذه الليلة حِمّصًا وعَدَسًا فنفخني، قال: فقال بعض القوم: يا أمير المؤمنين إنّ الله يقول في كتابه: {كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [سورة طه: 81]، فقال عمر: هيهات ذهبتَ به إلى غير مذهبه، إنّما يريد به طيّب الكسب، ولا يريد به طيّب الطعام.
وروى محمد بن أبي سدرة قال: دخلتُ على عمر بن عبد العزيز ليلة، وهو يتلوّى من بطنه فقلت: مالك يا أمير المؤمنين؟ فقال: عدس أكلتُه فأوذيت منه، ثمّ قال: بطني بطني ملوّث في الذنوب.
وروى أبو سِنان قال: كان عمر بن عبد العزيز إذا قدم بيت المقدس نزل الدار التي أنا فيها، ثمّ قال: يا أبا سِنان لا يطبخنّ أحدٌ من أهل الدار قدرًا حتى أخرج.
وروى طلحة بن يحيَى قال: بَعَث ببغلة له، يعني: عمر بن عبد العزيز إلى الرِّعْي ما قدر على علفها، قال: ثمّ باعها.
وروى سهل بن صدقة ــ مولى عمر بن عبد العزيز ــ قال: حدّثني بعض خاصّة آل عمر بن عبد العزيز أنّه حين أفضت إليه الخلافة سمعوا في منزله بكاءً عاليًا؛ فسأل عن ذلك البكاء، فقيل: إنّ عمر قد خيّر جواريه، قال: قد نزل بي أمر قد شغلَنا عنكنّ، فمن أحبّ أن أعْتِقه، ومن أمسكتُه لم يكن مني إليه شيء فبكين يأسًا منه.
وروى أبو عُبيدة بن عُقبة بن نافع القُرَشي أنّه دخل على فاطمة بنت عبد الملك فقال لها: ألا تخبريني عن عمر بن عبد العزيز؟ فقالت: ما أعلم أنّه اغتسل من جنابة، ولا من احتلام مذ استخلفه الله حتى قبضه.
وروى أبو الحُوّاريّ قال: حدّثنا هشام أنّ فاطمة بنت عبد الملك بعثت إلى رجل من الفقهاء فقالت: إنّي أخاف أن لا يسع أمير المؤمنين ما يصنع، قال: وما ذاك؟ قالت: ما كان من أهله بسبيل منذ وُلي، فلقي الرجلُ عمرَ فقال: يا أمير المؤمنين بلغني شيء أخاف أن لا يسعك، قال: وما ذاك؟ قال: أهلك لهم عليك حقّ، فقال عمر: وكيف يستطيع رجل أن يأتي ذاك؟ وأمرُ أمّةِ محمد في عنقه، اللهُ سائله عنها يوم القيامة؟.
ودخل مَسْلَمة بن عبد الملك على عمر بن عبد العزيز فقال لأخْته فاطمة بنت عبد الملك، وهي امرأة عمر بن عبد العزيز: إني أرى أمير المؤمنين قد أصبح اليوم مُفيقًا، وأرى قميصه دَرِنًا، فألْبسيه غير هذا القميص حتى نأذن للناس عليه، فسكتت فقال: ألْبسي أمير المؤمنين غير هذا القميص، فقالت: والله ما له غيره.
وروى عمرو بن ميمون قال: أتيتُ سليمانَ بن عبد الملك بهذه الحريرة، فرأيتُ عنده عمر، وهو كأشدّ الرجال وأغلظهم عنقًا، فما لبثتُ بعدما استُخلف عمر إلاّ سنة حتى أتيتُه فخرج يصلّي بنا الظهر وعليه قميصٌ ثمنُه دينارٍ أو نحوه، ومُلَيّة مثله، وعمامة قد سدلها بين كتفيه، وقد نحل ودقّت عنقه.
وروى رجاء بن حَيْوة قال: كان عمر بن عبد العزيز من أعطر الناس، وألبس الناس، وأخيلهم مشيةً، فلمّا استُخلف قوّموا ثيابه باثني عشر درهمًا من ثياب مصر، كُمّتُه، وعمامته، وقميصه، وقباؤه، وقُرْطَقة، وخفّاه، ورداؤه.
وروى سعيد بن سُويد أنّ عمر بن عبد العزيز صلّى بهم الجمعة وعليه قميص مرقوع الجيب، من بين يديه ومن خلفه، فلمّا فرغ جلس وجلسنا معه، قال: فقال له رجل من القوم: يا أمير المؤمنين! إنّ الله قد أعطاك فلو لبستَ وصنعتَ، فنكّس مليًّا حتى عرفنا أنّ ذلك قد ساءه، ثمّ رفع رأسه فقال: إنّ أفضل القصد عند الجِدَة، وأفضل العفو عند القدرة.
وروى أزهر قال: رأيتُ عمر بن عبد العزيز بخُناصِرَة يخطب الناس، وقميصه مرقوع، وروى عمرو بن مهاجر قال: رأيتُ قُمُص عمر بن عبد العزيز وجِبابه فيما بين الكعب والشراك.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال