تسجيل الدخول


عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس

1 من 1
عن أسامة بن زيد قال: قال عمر بن عبد العزيز لقاضيه أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حَزْم: ما وجدتُ من أمر هو ألَذّ عندي من حقّ وافق هَوًى.
أخبرنا سعيد بن منصور قال: حدّثنا عيسى بن يونس، عن عبد الله بن مسلم بن هُرْمُز قال: حدّثتني حُميدة حاضنة عمر بن عبد العزيز أنّ عمر بن عبد العزيز كان ينهَى بناته أن يَنَمْنَ مستلقياتٍ وقال: لايزال الشيطان مُطِلًّا على إحداكنّ إذا كانت مستلقية يَطْمَع فيها.
وعن سيّار أبي الحكم قال: كان أوّل ما أُنْكِر من عمر بن عبد العزيز أنّه لما دَفَن سليمان بن عبد الملك أُتي بدابّة سليمان التي كان يركب فلم يركبها وركب دابّته التي جاء عليها، فدخل القصر وقد مُهّدت له فُرُش سليمان التي كان يجلس عليها فلم يجلس عليها، ثمّ خرج إلى المسجد فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: "أمّا بعدُ فإنّه ليس بعد نبيّكم نبيّ ولا بعد الكتاب الذي أُنزل عليه كتاب، ألا إنّ ما أحلّ الله حلال إلى يوم القيامة، وما حرّم الله حرام إلى يوم القيامة، ألا إني لستُ بقاضٍ ولكني منفّذ، ألاّ إني لستُ بمبتدع ولكني متّبع، ألا إنه ليس لأحد أن يطاع في معصية الله، ألا إني لستُ بخيركم، ولكني رجل منكم، غير أنّ الله جعلني أثقلكم حملًا". ثمّ ذكر حاجته.
وعن حزم بن أبي حزم قال: قال عمر بن عبد العزيز في كلام له: فلو كان كلّ بدعة يميتُها الله على يدي، وكلّ سنّة ينعشها الله على يدي، ببضعةٍ من لحمي حتى يأتي آخر ذلك على نفسي كان في الله يسيرًا.
وعن عبد الله بن واقد قال: إنّ آخر خطبةٍ خطبها عمر بن عبد العزيز حمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: أيها الناس الحقوا ببلادكم فإني أذكركم في بلادكم وأنساكم عندي، ألا وإني قد استعملت عليكم رجالًا لا أقول هم خياركم ولكنّهم خير ممّن هو شرّ منهم، فمن ظلمه عامله بمظلمة فلا إذْنَ له عليّ، والله لئن منعتُ هذا المال نفسي وأهلي ثمّ بخلتُ به عليكم إني إذًا لضنين، والله لولا أن أنعِشَ سُنَّةً أَوْ أَسِيرَ بحقٍّ ما أحببتُ أن أَعِيشَ فُواقًا.
وعن عمر بن عبد العزيز قال: لا ينبغي للقاضي أن يكون قاضيًا حتى تكون فيه خمس خصال: عفيف، حليم، عالم بما كان قبله، يستشير ذوي الرأي، لا يبالي ملامة الناس.
قدم محمد بن كعب القُرَظي على عمر بن عبد العزيز، وكان عمر حسن الجسم، فجعل ينظر إليه نظرًا شديدًا لا يُطْرِف، فقال: يا ابن كعب، ما لي أراك تنظر إليّ نظرًا لم تكن تنظر إليّ قبل ذلك؟ قال: يا أمير المؤمنين عهدي بك حسنَ الجسم وأراك وقد اصفرّ لونك، ونحل جسمك، وذهب شعرك، فقال: يا ابن كعب، فكيف بك لو قد رأيتني في قبري بعد ثلاث وقد انتدرت الحَدَقتان على وجنتيّ، وسال مَنْخِراي وفمي صديدًا ودودًا لكنتَ لي أشدّ نكرة.
وعن وُهيب بن الورد قال: بلغنا أن محمد بن كعب القُرَظي دخل على عمر بن عبد العزيز فرآه عمر يشدّ النظر إليه، قال: فقال له: يا ابن كعب، إني لأراك تشدّ النظر إليّ نظرًا ما كنت تنظر إليّ قبل هذا. فقال محمد: العجب العجب يا أمير المؤمنين لما تغيّر من حالك بعدنا. فقال له عمر: وهل بِنْتَ ذلك مني؟ فقال له محمد بن كعب: الأمر أعظم من ذلك إلاّ أنّه يكون استبان ذلك منك. فقال له عمر: يا ابن كعب، فكيف لو رأيتَني بعد ثلاث؛ وقد أُدْخِلْتُ قبري، وقد خرجت الحَدَقتان فسالتا على الوجنتين، وتقلّصت الشفتان عن الأسنان، وفُتح الفم، وارتفع البطن فَعَلِيَ فوق الصدر، وخرج القُصْب من الدبر؟
عن ميمون بن مِهْران قال: كنتُ في سَمَر عند عمر بن عبد العزيز ليلة فتكلّم فوعظ، قال: ففطن لرجل خذف بدمعته فسكت، فقلت: يا أمير المؤمنين عُدْ لمنطقك لعلّ الله أن ينفع بك من بلغه وسمعه. فقال: ياميمون إنّ الكلام فتنة، وإنّ الفعل أولى بالمرء من القول.
وعن ميمون بن مِهْران قال: كنت ليلة في سَمَرِ عمر بن عبد العزيز فقلت: يا أمير المؤمنين ما بقاؤك على ما أرى؟ أنت بالنهار في حوائج الناس وأمورهم، وأنت معنا الآن ثمّ الله أعلمُ ما تخلو عليه. قال: فعدّى عن جوابي وقال: يا ميمون، إني وجدتُ لُقِيّ الرجال تلقيحًا لألبابهم.
وعن سلاّم أنّ عمر بن عبد العزيز صعد المنبر فقال: يا أيّها الناس، اتّقوا الله؛ فإنّ في تقوى الله خَلَفًا من كلّ شيء دونه، وليس لتقوى الله خلف. يا أيّها الناس، اتّقوا الله وأطيعوا من أطاع الله ولا تطيعوا من عصى الله.
وعن سفيان بن سعيد، عن رجل من أهل مكّة، عن عمر بن عبد العزيز قال: مَنْ عمل على غير علم كان ما يُفْسِد أكثر ممّا يُصْلح، ومن لم يَعُدّ كلامه من عمله كثرت خطاياه، والرضا قليل، ومعوّلُ المؤمن الصبر.
وعن يحيَى بن سعيد أنّ عمر بن عبد العزيز قال: ما أصبح لي اليوم في الأمور هَوًى إلاّ في مواقع قضاء الله فيها.
وعن محمد بن عَمْرو أنّ عَنْبَسة بن سعيد قال لعمر بن عبد العزيز: إنّ الخلفاء قبلك كانوا يُعْطوننا عطايا وإني أراك قد ظلفت هذا المال عن نفسك وأهلك وإنّ لنا عيالات فأذَنْ لنا أن نرجع إلى ضياعنا وإخاذاتنا. فقال: أما إنّ أحبّكم إليّ مَنْ فعل ذلك. فلمّا قَفَّى دعاه عمر فقال: يا عنبسة أكْثِرْ ذكر الموت؛ فإنّك لا تكون في ضيق من أمرك ومعيشتك فتذكر الموت إلاّ اتّسع ذلك عليك، ولا تكون في سرور من أمرك وغبطة فتذكر الموت إلاّ ضُيّق ذلك عليك.
وعن سفيان، عن رجل قال: نال رجل من عمر بن عبد العزيز فقيل له: ما يمنعك منه؟ فقال: إنّ المُتّقي مُلْجَم.
وعن الأوزاعي قال: حدّثني عمرو بن مهاجر أنّ عمر بن عبد العزيز كان يقول: كلّ واعظ قِبْلة.
وعن محمد بن النّضر قال: ذكروا اختلاف أصحاب محمد صَلَّى الله عليه وسلم عند عمر بن عبد العزيز فقال: أمرٌ أخرج الله أيديكم منه ما تُعْمِلون ألسنتكم فيه.
وعن يحيَى بن سعيد بن إسماعيل بن أبي حكيم، عن عمر بن عبد العزيز قال: إنّ الله لا يعذّب العامّة بعمل الخاصّة؛ فإذا المعاصي ظهرتْ فقد استحلّوا العقوبة جميعًا.
وعن بشر بن عبد الله بن عمر قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى حُميد بن سلمة: أمّا بعد، فأصْلح الذي بينك وبين الله، واعلم أنّي قد أشركتُك في أمانةٍ عظيمة؛فإن ضيّعتَ حقًّا من حقوق الله كنتَ أهْون خلقه عليه، ثمّ لا يُغْني عنك عمر من الله شيئًا.
وعن السريّ بن يحيَى أنّ عمر بن عبد العزيز حمد الله ثمّ خنقتْه العَبْرة، ثمّ قال: أيّها الناس، أصلحوا آخرتكم تَصْلح لكم دُنْياكم، وأصْلِحوا سرائركم تَصْلح لكم علانيتكم، والله إنّ عبدًا ليس بينه وبين آدم أب له إلاّ قد مات إنّه لمُعْرَق له في الموت.
وعن سعيد بن سُويد أنّ عمر بن عبد العزيز صلّى بهم الجمعة وعليه قميص مرقوع الجيب من بين يديه ومن خلفه، فلمّا فرغ جلس وجلسنا معه، قال: فقال له رجل من القوم: يا أمير المؤمنين! إنّ الله قد أعطاك فلو لبستَ وصنعتَ. فنكّس مليًّا حتى عرفنا أنّ ذلك قد ساءه، ثمّ رفع رأسه فقال: إنّ أفضل القصد عند الحِدّة وأفضل العفو عند القدرة.
وعن معاوية بن صالح قال: لما حضر عمرَ بن عبد العزيز الموتُ أوصاهم وقال: احفْروا لي ولا تُعْمِقوا فإنّ خير الأرض أعلاها وشرّها أسفلها.
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال