تسجيل الدخول


سعيد بن عامر بن جذيم بن سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح بن عمرو بن هصيص

1 من 1
سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ

(ب د ع) سَعِيد بن عَامِر بن حِذيم بن سلامان بن رَبِيعة بن سعد بن جُمَح القرشي الجمحي.

هذا قول أَهل النسب إِلا ابن الكلبي، فإِنه كان يجعل بين ربيعة وسعد بن جُمَح "عرِيجًا" فيقول: سلامان بن ربيعة بن عريج بن سعد، قال الزبير: هذا خَطَأ من الكلبي ومن كل ما قاله؛ لأَن عريجًا لم يكن له ولد إِلا البنات، وأُمّ سعيد أَروى بنت أَبي معيط، أُخت عقبة.

قيل: إِن سعيدًا أَسلم قبل خيبر، هاجر إِلى المدينة وشهد خيبر وما بعدها من المشاهد وكان من زُهّاد الصحابة وفضلائهم، ووعظ عمر بن الخطاب يومًا، فقال له: ومن يقوى على ذلك؟ قال: أَنت يا أَمير المؤمنين، إِنما هو أَن تقول فتطاع. وولاه عمر حمص فبلغه أَنه يصيبه لَمَم فأَمره بالقدوم عليه، فلم ير معه إِلا عكازًا وقدحًا، فقال له عمر: ليس معك إِلا ما أَرى؟ فقال له سعيد: وما أَكثر من هذا؟ عكاز أَحمل عليه زادي، وقَدَح آكل فيه، فقال له عمر: أَبك لَمَم؟ قال: لا. قال: فما غَشْيَة بلغني أَنها تصيبك؟ قال: حَضَرْت خبيبَ بن عدي حين صلب، فدعا على قريش وأَنا فيهم، فربما ذكرت ذلك، فأَجد فترة حتى يُغْشَى عَلَيّ، فقال له عمر: ارجع إِلى عملك، فأَبى، وناشده إِلا أَعفاه، فقيل: إِنه أَعفاه، وقيل: إِنه لما مات أَبو عبيدة، ومعاذ ويزيد ولاه عمر حمص، فلم يزل عليها حتى مات، وقيل: استخلفه عياض بن غنم الفهري، فأَقره عمر رضي الله عنه.

وروي أَنه لما اجتمعت الروم يوم اليرموك استغاث أَبو عبيدة عُمَرَ فأَمده بسعيد بن عامر بن حذْيم، وله أَخبار عجيبة في زهده لا نُطَوِّلُ بذكرها.

أَخبرنا أَبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الدمشقي إِجازة قال: أَخبرنا أَبي، أَخبرنا أَبو القاسم علي بن إِبراهيم، أَخبرنا عبد العزيز الكناني، أَخبرنا أَبو محمد بن أَبي نصر، أَخبرنا أَبو علي الحسن بن حبيب، أَخبرنا أَبو يعقوب إِسحاق بن إِبراهيم البغدادي أَخبرنا محمد بن يحيى، أَخبرنا عبد اللّه بن نوح، أَخبرنا مالك بن دينار، عن شهر بن حوشب، قال: لما قدم عُمَر حمص أَمرهم أَن يكتبوا له فقراءَهم، فرفع الكتاب، فإِذا فيه سعيد بن عامر، قال: مَنْ سعيد بن عامر؟ قالوا: يا أَمير المؤمنين، أَميرنا. قال: وأَميركم فقير؟ قالوا: نعم. فعجب فقال: كيف يكون أَميركم فقيرًا! أَين عطاؤُه؟ أَين رزقه؟ قالوا: يا أَمير المؤمنين، لا يُمْسِك شيئًا، قال: فبكى عمر، ثم عمد إِلى أَلف دينار فَصَرَّها وبعث بها إِليه، وقال: أَقرئوه مني السلام، وقولوا له: بعث بها إِليك أَمير المؤمنين، فاستعن بها على حاجتك، قال: فجاءَ بها الرسول، فنظر إِليها فإِذا هي دنانير، فجعل يسترجع، فقالت له امرأَته: ما شأَنك؟ أُصيب أَمير المؤمنين؟ قال: أَعظم، قالت: فظهرت آية؟ قال: أَعظم من ذلك، قالت: فأَمر من الساعة؟ قال: بل أَعظم من ذلك، قالت: فما شأَنك؟ قال: الدنيا أَتتني، الفتنة أَتتني، دَخلت عليَّ، قالت: فاصنع فيها ما شئت، قال لها: أَعندك عون؟ قالت: نعم، فَصَرّ الدنانير فيها صررًا، ثم جعلها في مِخْلاة، ثم بات يصلي حتى أَصبح، ثم اعترض بها جيشًا من جيوش المسلمين، فأَمضاها كلها، فقالت له امرأَته: لو كنت حبست منها شيئًا نستعين به! فقال لها: سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "لو اطلعت امرأَة من نساء الجنة إِلى الأَرض لملأَت الأَرض من ريح المسك". فإِني واللّه ما أَختار عليهن"(*) أخرجه أحمد في المسند 3/ 141، 147 وذكره المنذري في الترغيب 4/ 532 والهيثمي في الزوائد 10/ 421 والسيوطي في الدر المنثور 1/ 40..

وتوفي بقيْسَارِية من الشام، وهو أَميرها سنة تسع عشرة؛ قاله الهيثم بن عدي، وقال أَبو نعيم: توفي بالرَّقة، وبها قبره، وقيل: توفي بحمص واليًا عليها بعد عياض بن غنم. وقيل: توفي سنة عشرين، وقيل: سنة إِحدى وعشرين، وهو ابن أَربعين سنة، ولم يُعْقِب.

روى عنه عبد الرحمن بن سابط أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "[[يَدْخُلُ]] فُقَرَاءُ المُهَاجِرِينَ قَبْلَ النَّاسِ بِسَبْعِينَ عَامًّا".(*)

أَخرجه الثلاثة.
(< جـ2/ص 483>)
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال