تسجيل الدخول


أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن...

((أنَسُ بنُ مَالِك بن النَضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جُنْدَب بن عامر بن غَنْم بن عدي بن النجار، واسمه تيم الله؛ بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة الأنصاري الخزرجي النجاري من بني عدي بن النجار. خادم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، كان يتسمَّى به ويفتخر بذلك)) أسد الغابة. ((أَنَس بن مالك بن النضّر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عديّ بن النّجّار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة الأنصاريّ الخزرجيّ النّجّاريّ البصريّ)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أنيس ـــ قال النبي صَلَّى الله عليه وسلم لأنس بن مالك: "يا أُنَيْسُ".(*) رواه مسلم من طريق عكرمة بن عمار عن إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس: وخاطبته به عائشةُ في حديث أخرجه البَيْهَقِيُّ في "فَضَائِلِ الأَوْقَاتِ" من طريق أبي رَجاء العطاردي، عن أنس.)) ((ذو الأذَنين. هو أنَس: بن مالك. مازحه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بذلك فيما أخرجه أبو داود والترمذي من حديث أنس، قال: قال لي النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: "يَا ذَا الأذنَيْنِ"(*))) الإصابة في تمييز الصحابة. ((ذُو الأذُنَيْن. ذكره عبدان، وهو أنس بن مالك، قال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "يَا ذَا الأُذُنَيْنِ"(*)أخرجه أبو داود في السنن 2/719 كتاب الأدب باب ما جاء في المزاح حديث رقم 5002 والترمذي في السنن 5/640 كتاب المناقب لأنس بن مالك رضي الله عنه (46) حديث رقم 3828 وأحمد في المسند 3/127، والطبراني في الكبير 1/211 والبيهقي في السنن 10/248.. أخرجه أبو موسى كذا مختصرًا، وهذا ليس بشيء فإن أنسا لم يكن يعرف بهذا، وإنما مازحه به النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وليس باسم له ولا لقب.)) أسد الغابة. ((سمّي باسم عمّه أنس بن النضر.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قال: أخبرنا عَارِم بن الفَضْل قال: حدّثنا حمّاد بن زيد، عن هشام، عن موسى بن أنس قال: لئن لم نكن من الأزْد ما نحن من العرب، قال حمّاد: أي نحن من الأزد.))
((قال: أخبرنا قَبِيصَة بن عُقبةَ، قال: حدّثنا سفيان، عن جابر، عن رجل عن أنس بن مالك أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، كنّاه وهو غلام(*)))
((أمُّه أم سُليم بنتُ مِلْحَان بن خالد بن زيد بن حَرَام بن جُنْدَب بن عامر بن غَنْم بن عدي بن النجار.)) ((أمّه أمّ سُليم بنت مِلْحان وهي أمّ أخيه البَراء بن مالك.)) الطبقات الكبير. ((أمه أم سليم بنت ملحان الأنصاريّة)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((كان يَخْضِبُ بالصفْرة، وقيل: بالحناء، وقيل: بالورس، وكان يُخَلق ذراعيه بِخَلوق للمعة بياض كانت به، وكانت له ذؤابة فأراد أن يجزَّها فنهته أمه، وقالت: كان النبي يمدها ويأخذ بها.(*))) أسد الغابة.
((قال أنس: فإني لمن أكثر الأنصارِ مالًا وولدًا. ويقال: إنه وُلِد لأنَس بن مالك ثمانون ولدًا منهم ثمانية وسبعون ذكرًا، والبنتان الواحدة تسمَّى حَفْصة والثّانية تُكْنَى أم عمرو‏.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قال الطَّبَرَانِيُّ: حدثنا جعفر الفِرْيابيّ، حدثنا إبراهيم بن عثمان المصِّيصي، حدثنا مخلد بن الحسين عن هشام بن حسَّان، عن حفصة، عن أنس، قال: قالت أم سليم: يا رسول الله، ادع الله لأنس فقال: "اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ".(*) قال أنس: فلقد دفنتُ من صُلْبي سوى ولد ولدي مائة وخمسة وعشرين، وإنَّ أرْضِي لتثمر في السنة مرتين.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((فَوَلَدَ أنسُ بن مالك: عبدَ الله؛ وأمُّه الفارعة بنت المثنى بن حارثة بن سَلمة بن ضمضم بن مُرة، وزيدًا وعُبيدَ الله قُتِل يوم الحرّة؛ وأمهما كريمَةُ بنتُ وَعلة، ويحيىَ قُتل يوم الحَرَّة، وخالدًا وموسى وأمُّهم من أهل اليمن، والنّضرَ وأبا بكر وأمهما أم ولد، والعلاءَ وأمُّه رملة بنت نُعَيم بن واقد بن الحارث بن عَمرو بن عديّ بن جُشَم، والبَراء وأبا عُمير وأمهما من بني يَشكر، وعُمَرَ وأمّه عَمرةُ بنتُ الجارُود من عبد القيس، ورَمْلَة وأمّها أم وَلدٍ وأميمة وأمها أم ولد، وأم حرام وأمها أم ولد. قال: فهؤلاء الذين أُحصوا لنا مِنْ ولد أنس بن مالك. قال: وقد أخبرني بعضُ أهل العلم أنه وُلِدَ لأنس بن مالك من صُلبة ثمانون ولدًا، ويقال مائة.))
((قال: أخبرنا زيد بن الحُبَاب أبو الحُسين العُكْلِيّ، قال: أخبرني خالد بن عبد الله الوَاسطي قال: أخبرني راشد بن مَعْبد الثَّقَفي قال: رأيت: كُمَّ أنس بن مالك وسَعَةُ فَمِهِ عَظم الذِّرَاع. قال: أخبرنا وَكيع بن الجرّاح، عن سَلمة بن وَرْدَانَ، قال: رأيتُ على أنسٍ عمامةً سوداء على غير قلنسوة قد أرخاها من خلفه. قال: أخبرنا عُبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا أبو غياثٍ سالمٌ، قال: رأيت على أنسٍ جُبَّةَ خّزٍّ دَكْنَاء، ومطرفَ خَزٍّ له عَلمٌ. قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرَّقّي، قال: حدثنا عُبيد الله بن عَمْرو، عن عبد الكريم، قال: رأيت أنس بن مالك يطوفُ بالبيت وعليه مطرفُ خَزٍّ أصفر. قال عُبيد الله: حدثني عامر بن شُفَيّ، عن عبد الكريم ذكرتُ ذلك لسعيد بن جُبَير فقال: أما إنّ السَّلفَ لو رَأوه لأوجعوه. قال: أخبرنا كثِيرُ بنُ هشام، قال: حدّثنا الفُراتُ بنُ سَلمان، عن عبد الكريم قال: رأيتُ أنس بن مالك عليه مطرفٌ له خزّ أصفر. فقال سعيد بن جُبَير: لو رَأوه السلفُ لأوجعوه. قال: أخبرنا يَزيد بن هارون، قال: أخبرنا ابن عَوْنٍ قال: رأيتُ عَلَى أنس بن مالك جُبَّةَ خَزٍّ ومطرفًا وعِمامةً خَزٍّ. قال: أخبرنا مَعْنَ بنُ عيسى، قال: حدّثنا محمد بن عَمْرو، قال: حدّثني محمد بن سِيرين أنه سَمِعَ أنس بن مالك: إنا لَنَلْبس الخَزَّ وإنا لنعلَمُ ما فيه ولَودِدْنا أنه لم يُخلق. قال: أخبرنا الفضل بن دُكَيْن، قال: حدّثنا عبّادُ بنُ أبي سُليمان، قال: رأيت على أنس بن مالك قَلنسُوةً بيضاء، ورأيت على أنسٍ ثَوبَ يُمنَة. قال: أخبرنا الفضل بن دُكَيْن قال: حدّثنا راشد بن معبد، قال: رأيت على أنس بن مالك جُبَّةً من فِرَاء يمانية ورأيته، يَعتَمّ على قُلَيْسِيَةٍ بيضاء فما يُدِيرها إلا مرتين ويَرْخيها من ورائه كثيرًا، فكان إذا ركب لبس سروايلَ وخُفَّين ومُوقَين، وكانوا يأخذون ثِيَابَه فيُجَمِّرُونَها حين يغسلونها. قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد بن أبي عَرُوبَةَ، عن قَتَادَة أنّ نَقشَ خَاتَمِ أنسٍ كان أسدًا بين رجُلين أو رجُل بين أَسَدَيْن ـــ شَكَّ سعيد ـــ وأما سعيدُ بنُ بَشِير فذكر عن قَتَادَةَ قال: كان في خاتم أنس لَبُؤَةً بين رجُلين. قال: أخبرنا شيخ لنا، قال: حدّثنا أبو القاسم قال: رأيتُ على أنسٍ خاتما من ذَهبٍ. قال: أخبرنا عُبَيد الله بن موسى، قال: حدّثنا شَيْبَانُ، عن الأعمش، قال: رأيتُ أنسَ بنَ مالك يصبُغ لحيتَه بالصفرة. قال: حدّثنا يَحيى بن خُلَيف بن عُقبة قال: حدّثنا أبو خَلْدَة قال: رأيتُ أنسَ بنَ مالك يَخضِبُ بالصفرة. قال: أخبرنا محمد بن ربيعة الكِلاَبيّ، عن إسماعيل الأَزْرَق، قال: رأيت أنسَ بنَ مالك يُصَفِّر لحيتَهُ. قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا إسماعيل بن أَبِي خالد، قال: رأيت أنسَ بنَ مالك وخضابُه أحمر. قال: أخبرنا الفضل بن دُكَيْن، قال حدّثنا شَرِيك، عن ابن أَبِي خالد قال: رأيت أنس بن مالك أحمرَ اللحية، ورأيتُه مُعْتمًّا قد أرخاها من خلفه.)) ((قال: أخبرنا عبد الله بن عَمرو أبو مَعْمَر المِنْقري قال: حدّثنا عبد الوارث بن سعيد قال: حدّثنا أبو غالب الباهليّ أنّه تَبع جنازة عبد الله بن عُمير اللّيثي، قال: فإذا رجلٌ على بُريذينه وعليه كساء أسود رقيق وعلى رأسه خِرْقة تقيه من الشمس وإذا قُطن قد وضعهما على مُوقي عينيه، قال: قلت: مَن هذا الدهقان؟ قالوا: هذا أنس بن مالك، قال: فزحمتُ النّاس حتّى دنوتُ منه، فلمّا وُضِعت الجنازة قام أنس عند رأسه فصلّى عليه، فكبّر أربع تكبيرات لم يُطل ولم يُسرع. قال: أخبرنا وكيع بن الجرّاح، عن سَلمة بن وَرْدَان قال: رأيتُ على أنس عمامة سوداء على غير قلنسوة قد أرْخَاها من خَلفه. قال: أخبرنا وكيع، عن عبد السلام بن شدّاد أبي طالوت قال: رأيتُ على أنس بن مالك عمامة خزّ قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن حميد، عن أنس بن مالك قال: نهى عمر بن الخطّاب أن يُكتب في الخواتيم شيء من العربيّة وكان في خاتم أنس ذئب أو ثعلب.)) ((قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكِلاَبيّ قال حدّثنا همّامُ بن يَحيى عن ابن جُريج عن الزُّهري أن أنس بن مالك نقش في خاتَمه محمد رسول الله قال: فكان إذا دَخَلَ الخلاءَ وَضَعَهُ. قال: أخبرنا الفضلُ بنُ دُكَيْن قال: حدّثنا عيسى بنُ طَهمانَ قال: رأيتُ أنسَ بنَ مالك دخل على الحجّاج وعليه عمامة سوداء وقد خَضبَ لحيتَه بصُفرة. قال: أخبرنا الفضلُ بن دُكَين وعُبَيد الله بن موسى قالا: حدثنا إسرائيل، عن عِمران بن مسلم، قال: رأيت على أنس بن مالك إزارًا أصفر ورأيته واضعًا إحدى رجليه على الأخرى. أخبرنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثتنا أُم نَهار قالت: كان والدي فيمن خرج مع ابن الأشعث فَسَيَّرنا الحجاجُ بن يوسف إلى قصر المُسيّرين قالت أم نهار: وأنا يومئذٍ جاريةٌ شابّةٌ قالت: فكان أنس بن مالك يَمُرّ بنا كل جمعة فيسلم علينا وعليه قميصٌ أبيض ورداء أبيض وعمامةٌ سوداء وكُمَّةٌ لاطِئة مخضوبًا بصفرة تحته برذَون أشهب فيدعو لنا بخير ثم ينصرف. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدّثنا ابْنُ عَوْن، قال: رأيتُ على أنس بن مالك مُطْرَفَ خَزٍّ وعمامةَ خَزٍّ وجُبَّةَ خَزٍّ. قال الأنصاري: وقال أبي: كان سَداه كتان. قال: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدّثنا مُعتَمِرُ بن سليمان، قال: قال لي أَبِي: رأيتُ على أنس مطرفًا أصفر من خزّ ما أعلم أني رأيت ثوبا قطُّ أحسن منه. قال: أخبرنا شِهابُ بنُ عبّاد، قال: حدّثنا إبراهيم بن حميد، عن إسماعيل بن أَبِي خالد، قال: رأيت أنس بن مالك عليه مُقَطّعةَ يُمْنة وعمامة. قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدّثنا بَدرُ بن عثمان قال: رأيت على أنس بن مالك عمامةً سوداءَ. قال: أخبرنا الفضل بن دُكَين، عن خالد بن إِلْياس، عن أبي عُبيدة بن محمد بن عمّار بن ياسر، قال: دخلتُ عَلَى أنس بن مالك وهو ملتحفٌ به، يعني: ثَوبَ خَزٍّ. قال: أخبرنا وَكيعُ بنُ الجراح والفضلُ بنُ دُكَيْن قالا: حدّثنا عبد السلام بن شَدّاد أبو طالوت، قال: رأيتُ عَلَى أنسٍ عمامةَ خَزٍّ وجُبَّةَ خَزٍّ ومطرَفَ خَزٍّ فقالوا له: مالك تنهانا عن الخزّ وتَلبَسه أنت؟ فقال: إن أُمراءَنا يَكْسُونها فنُحب أن يَروهُ علينا. قال: أخبرنا الفضلُ بنُ دكَيْن، قال: حدثنا يَزيد بن أبي صالح قال: رأيتُ عَلَى أنس الذي تُسَمُّونَهُ الخَزَّ أَصْفَرَ وأحمَرَ. قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدّثنا: أبو كعب صاحبُ الحرير قال: رأيت على أنس بن مالك مطرفَ خزٍّ أخضرَ له عَلَمٌ. قال: أخبرنا عمرو بن عاصم، قال: حدّثنا همام، قال: حدّثنا قَتَادَةُ أنّ أنس بن مالك كان يلبس الخزَّ. قال: أخبرنا عَارِم بن الفَضْل، قال: حدّثنا حماد بن زيد، قال: حدّثنا شُعَيبُ بنُ الحَبْحَاب قال: رأيت على أنس بن مالك جُبَّةَ خزٍّ صَفْرَاءَ جَيّدَةً. قال شُعَيب: وأنا بصير بالخزّ. قال: حدّثنا عارم بن الفضل، قال: حدّثنا حماد بن زيد، عن فَرقَد بن أبي أسماء قال: رأيت على أنس بن مالك عمامةَ خزٍّ وجبةَ خَزٍّ ومطرَفَ خَزٍّ. قال: أخبرنا خالد بن مَخْلَد، قال: حدّثنا عبد الله بن عمر، عن وهب بن كيسان، قال: رأيت أنسَ بن مالك يلبسُ الخَزَّ. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله، قال: حدّثنا سفيان، عن واصل الأَحْدَب، عن سعيد بن عبد الله بن ضرار قال: رأيت أَنَسًا بَالَ وعليه جوربان أسودان وقُلَيْسِيَةٌ مَزرورة، فَبَال ومَسَح على جَوْرَبيه ونَعْلَيه، فقلتُ له فقال: إني أدخَلْتُهما وهما طاهرتان. قال: أخبرنا عَمرو بن الهيثم، قال: حدّثنا إسرائيل عن عِمران بن مسلم عن أنس قال: رأيتُ عليه ثوبين مُعَصفَرين، أوْ رأيت على أنس ثوبين مُعَصْفرين. قال: أخبرنا عَمرو بن الهيثم، عن إسرائيل، عن عِمران بن مسلم، قال: رأيت أنسًا وعليه إزار مُعَصْفر.)) الطبقات الكبير.
((قال البخاريّ: حدثنا موسى، حدثنا إسحاق بن عثمان، سألت موسى بن أنس: كم غزا أنس مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال: ثماني غزوات.)) ((قلت: وإنما لم يذكروه في البدريين؛ لأنه لم يكن في سنّ مَنْ يقاتل.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن زُرَارَةَ الرَّقّيّ قال: حدّثنا جعفر بن سليمان الضُّبَعيّ قال: حدّثنا ثابت البُنَانِيّ قال: شَكَا قَيِّمٌ لأنسِ بن مالكٍ في أرضه العَطَش قال: فَصَلّى أنس فدعا فثارت سحابةٌ حتى غَشيَت أرضَه حتى مَلَأَتْ صهرِيجَه، فأرسَل غلامَه فقال: انظر أين بلغَت هذه؟ فَنَظَر فإذا هِي لم تَعْدُ أرضَه. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدّثنا أَبِي، عن ثُمَامَةَ بن عبد الله، قال: جاء أَنَسًا أكَّارُ بُستَانِه في الصيف فشكا إليه العطشَ، فدعا فتوضأ وصلّى ثم قال: هل تَرى شيئًا؟ قال: ما أرَى شيئًا. قال: فدخل فصلّى ثم قال في الثالثة أو في الرابعة: انظر، فقال: أرى مثلَ جَناح الطير مِنَ السحابِ، قال: فَجَعَلَ يُصلّي ويدعُو حتى دخل عليه القَيِّمُ. فقال: قد اسْتوت السماءُ ومَطرَت، فقال: اركِب الفرسَ الذي بَعث به بِشْرُ بنُ شَغَاف فانظر أين تبلغ المطرُ، قال: فركبه فَنَظَرَ فإذا المطَرُ لم يُجاوِز قُصورَ المسيَّرين ولا قَصرَ الغَضْبَان. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدّثنا أَبِي، عن ثُمَامَةَ، قال: أمرَ لنا أبي بأصلِ كرم نحَوٍ من جَرِيب وقد قُطِفَ منه شيء كثير، قال: فقطَفنا منه نَحوًا من ثلاثمائة صاع وقد كان قُطِفَ منه شيء كثير. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال حدّثنا: أَبِي، عن ثُمَامَة، قال: كان كَرْمُ أنسٍ يَحمل في كل سنة مرتين. قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدّثنا همّامُ بن يَحيى قال: حدّثنا أنس بن سِيرِين قال: تلقّينا أنسَ بن مالك حين قَدِمَ من الشام فتلقيناه بعين التَّمرِ، فرأيتُه يُصَلي على حمار ووجهه إلى الجانب، وأومأ همام عن يسار القبلة فقلتُ له: رأيتُك تُصَلي لغير القبلة. فقال: لولا أني رأيتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يفعَلُه لم أفعله(*). قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدّثنا أَبِي، عن ثُمَامَةَ بن عبد الله، قال: كان أنس بن مالك يُصَلّي فيُطيلُ القيامَ حتى تَفَطَّر قدمَاه دَمًا. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: أخبرنا ابن عَوْن، عن محمد قال: كان أنس بن مالك إذا صَلَّى فركع ثم رَفَعَ رأسَه أطال حتى نقول قد نَسِيَ. قال: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدّثنا شُعبَةُ قال: أخبرني أنس بن سِيرِين قال: كان أنس بن مالك أحسنَ الناس صلاةً. في السَّفَر والحَضَر. قال: وحدّثنا به عفان في مكان آخر قال: صَحبتُ أنسَ بن مالك في سَفَرٍ، فما رأيتُ أحسنَ صلاةً منه. قال: أخبرنا الفضلُ بن دُكَيْن، قال: حدّثنا عيسى بن طَهْمَانَ، قال: سمعتُ ثَابِتًا البُنَانِيَّ يقول: كان أنسُ بنُ مالك إذا قام يُصَلّي قام خَلفَهُ غلامٌ مَعَهُ مُصْحَف، فإذا تَعايَا في شيء فَتَحَ عليه. قال: أخبرنا عَمْرُو بن عاصم، قال: حدّثنا همام بن يحيى، قال: حدّثني من صَحِبَ أنسَ بنَ مالك فلمّا أحرَم لم أقدِر أكلّمه حتى حَلّ، من شدة اتِّقاه على إحرامه. قال: أخبرنا المُعَلَّى بن أسد، قال: حدّثنا حفص بن أبي الصَّهْبَاءِ العدوي، قال: سمعتُ أبا غالب يقول: لم أرَ أحدًا كان أضَنَّ بكلامه من أنس بن مالك. قال: أخبرنا يحيى بن خليفة بن عقبة، قال: حدّثنا ابنُ عَوْن، عن عطاءٍ الواسطي، عن أنس بن مالك قال: لا يتقِي الله عبدٌ حتى يَخزُنَ من لسانه. قال: أخبرنا سعيد بن منصور قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أَبِي الزِّناد، عن عبد المجيد بن سهل بن عبد الرحمن بن عوف، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: دخل علينا أنس بن مالك يومَ الجمعةِ والإمامُ يَخْطُبُ، ونحن في بعض أبيات أزواج النبي صَلَّى الله عليه وسلم، نتحدثُ، فقال: مَهْ، فلما أُقِيمتِ الصلاةُ قال: إني أخافُ أن أكون قد أَبْطَلْتُ جُمَعتي بقولي لكم مَهْ. قال: أخبرنا يوسف بن الغَرِق وعلي بن عبد الحميد المَعْنِيّ قالا: حدّثنا صالح بن بشير المُرِّي، عن ثابت البُنَانِيّ، قال: كان أنس بن مالك إذا أشفى على خَتم القرآن من الليل أبقَى منه سُوَرًا حتى يُصبح فَيَخْتِمُه عندَ عياله. قال: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدّثنا جعفر بن سليمان، قال: حدّثنا ثابت البُنَانِيّ قال: كان أنس بن مالك إذَا خَتَم القرآنَ جَمَع وَلَدَهُ وأهلَ بيته فَدَعا لهم. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدّثنا حُميد الطَّويل، عن أنس بن مالك: أنه كان يصلي على حمارِه إذا انطلق إلى قصره تطوعا، وإذا رجع من قصره يُوميء إيماءً. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدّثنا شيخٌ لنا يُكنَى أبا جَنَاب، قال: سمعت الجُرَيري يقول: أَحْرمَ أنس بن مالك مِنْ ذَاتِ عِرْقٍ قال: فما سمعناه مُتَكَلِّمًا إلا بذكر الله حتى أَحَلَّ. قال: فقال لي: يابن أخي هكذا الإِحرامُ. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدّثني أبي عن عمّه ثُمَامةَ بن عبد الله، عن أنس بن مالك: أنه قال لبنيه: يا بَنِيَّ قَيِّدُوا العلمَ بالِكتاب. قال: أخبرنا عفانُ بن مسلم والحسنُ بن موسى قالا: حدّثنا حماد بن سَلَمَة، عن ثابت البُنَانِيّ: أَنَّ بَنِي أَنَسٍ قالوا لِأَنَسٍ: يا أبانا، ألا تُحدِّثنَا كما تُحدِّث الغرباءَ؟ قال: أَيْ بَنِيَّ إِنَّه من يُكْثِر يَهْجُرْ. قال: حدّثنا علي بن عبد الحميد المَعْنِي، قال: حدّثنا عِمران بن خالد، عن ثابت البُنَانِيّ قال: كنا عند أنس بن مالك وَجماعة من أصحابه فالتفَتَ إلينا وقال: والله لأنتم أحب إليّ من عِدَّتِكُم مِنْ وَلدِ أنس إلا أن يكونوا في الخير أمثالكم. قال: أخبرنا عفانُ بن مسلم وعمرُو بن عاصم الكِلاَبِيّ قالا: حدّثنا حماد بن سَلمة، قال عفان، عن حُميد. وقال عَمرو عن ثابت عن أنس بن مالك قال: يقولون لا يجتمع حُبّ علي وعثمان في قلب مؤمن، وكَذَبُوا والله قد جَمَعَ الله حُبَّهما في قلوبنا. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدّثني أَبِي، قال: حدّثني ثُمَامَةُ قال: حدّثني أنسُ بنُ مالك قال: إنّ ناسًا يَزعمون أن حُبَّ علي وعثمان لا يجتمعان في قلب رجل مؤمن. وقال مَرَّه: في قلبِ مسلمٍ، أَلا وإنهما قد اجتمعا في قلبي. قال: أخبرنا عَارِم بن الفَضْل، قال: حدّثنا حماد بن زيد، عن ثابت عن أنس بن مالك: أن رجلًا سأل النبي صَلَّى الله عليه وسلم، متى الساعةُ؟ قال: "وما أعدَدتَ للساعةِ؟" قال: لا، إلا أني أحِبُّ الله ورسولَه، قال: "فإنك مع مَن أحببتَ". قال أنس: فما فَرِحتُ بعد الإسلام بشيء ما فرحت بقول رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إنك مع من أحببتَ"(*). قال أنس: وأنا أحبَّ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأبا بكر وعُمَرَ، فأنا أرجو أن أكون معهم لحُبي لهم، وإن كان عملي لا يبلُغ عملَهُم. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدّثنا هشامٌ، عن محمد، عن أنس بن مالك: أنه كان إذا كان صائمًا دعا الحجّامَ فَوَضَعَ المحاجم، فإذا غابت الشمس أَمَرَهُ فَشَرطَ. وأخبرنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدّثنا المثنى بن سعيد الأزدي الذَّارِع ـــ وكان ذارعَ الحسَن هو ويزيد الرِّشْك ـــ قال: رأيت أنس بن مالك يأتي المسجدَ من الزاوية يُجَمِّعُ وهو على حِمَارٍ عليه رَحلٌ. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدّثنا حُميد، عن أنس بن مالك: أنه كان يصلي على حماره إذا انطلق إلى قَصرِه تَطَوعًا، وإذا رَجَعَ من قصره يومِيء إيمَاءً. قال: أخبرنا عفان، قال: حدّثنا خالد بن أبي عثمان القرشي، قال: حدّثنا ثُمَامَةُ بن عبد الله بن أنس قال: كان لأنس ثوبان على المِشْجَبِ كل يوم، فإذا صلّى المغربَ لبسهُما فلم يُقْدَر عليه ما بين المغرب والعشاء قائما يُصَلّي. قال: أخبرنا عفان، قال: حدّثنا حمادُ بن سَلَمةَ، قال: حدّثنا عُبَيد الله بن أبي بكر، أن زيادًا النُّمَيري جاء مع القُرّاءِ إلى أنس بن مالك، فَقِيلَ له: اقرأْ، فرفع صوتَهُ، وكان رَفِيعَ الصوت، وكَشَفَ أنسٌ عن وجهه الخِرْقَةَ، وكان على وجهه خِرْقَةٌ سوداء، فقال: ما هذا؟ ما هكذا كانوا يفعلون. قال: فكان إذَا رَأى شيئًا يُنكره كَشفَ الخِرْقةَ عن وجهه. قال: أخبرنا خالد بن مَخْلَد، قال: حدّثني يزيدُ بنُ عبد الملك، عن المغيرة النوفلي، قال: حدّثني يزيد بن خُصَيْفَةَ قال: تَنَخَّمَ أنسُ بن مالك في المسجد ونسِي أن يدفنها، ثم خرج حتى جاء إلى أهله، فذكرها فجاء بشعلة من نارٍ وطلبها حتى وجدها ثم حَفَر لها فأَعْمق فدفنها. قال: أخبرنا يحيى بن يَعْلَى بن الحارث المحاربي، قال: حدّثنا أَبِي، قال حدّثنا غَيلان، عَن قيس الهَمْدَانيّ، أنه سمع أنس بن مالك يقول: أَمَرَنَا كُبَرَاؤُنا من أصحاب محمد صَلَّى الله عليه وسلم، أن لا نَسُبّ أمراءَنا ولا نَغُشَّهم ولا نَعصيهم، وأن نَتّقى الله ونصبر، فإن الأمرَ إلى قريب.)) ((قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدّثنا كثير بن سُليم، قال: رأيت أنسَ بنَ مالك يُصَلي يَسْجُد عَلَى عمامته.)) ((قال: أخبرنا محمد بن عَرْعَرَةَ بن البِرِنْد، قال: حدّثنا شُعبة بن الحجّاج، عن يونس بن عُبيد، عن ثابت البُنَانِيّ، عن أنس بن مالك قال: صحبتُ جَرِيرَ بنَ عبد الله فكان يخدمني وهو أكبر من أنس. وقال جرير: إني رأيتُ الأنصارَ يَصْنَعون برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، شيئًا لا أرى أحدًا منهم إلا أكرمتهُ. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا أَبِي، عن جَمِيلة مولاةَ أنس قالت: كان إذا قيل: قد جاء ثابت البُنَانِيّ يقول أنس: يا جَميلَةُ هَاتِ لي طيبًا أمسَحُ به يدي فإنَّ ابنَ أُمّ ثابت إذا جاء لم يَرْضَ حتى يُقبّل يَدِي. قال: يقول: كفٌّ مَسَّتْ يَدَ رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم. قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حمّاد بن سَلمةَ، قال: أخبرنا ثابتُ أن أنس بن مالك دَفَع إلى أبي العالية الرّياحي تُفّاحةً فجعلها في كفة وَجَعَلَ يَشمّها ويُقبِّلُها ويَمْسَحُها بوَجهه. ثم قال: تفاحةٌ مسَّتها كفّ مَسَّت كفَّ رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم. قال: أخبرنا عفّان بن مسلم ويحيى بنُ عباد وعارمُ بن الفضل قالوا: حدّثنا حمّادُ بنُ سَلمةَ، قال: أخبرنا عُبيد الله بن أبي بكر، عن أنس بن مالك قال: استعملني أبو بكر على الصَّدَقَةِ فَقَدِمتُ وقَدْ مات أبو بكر، فقال عُمَرُ: يا أنس، أجِئتنا بظَهْرٍ؟ قال: قلتُ: نعم. قال جِئنا بالظهر، والمالُ لك. قال: قلت: هو أكثر من ذاك. قال: وإن كان، هُوَ لَكَ. قال: فكان المالُ أربعةَ آلاف. قال عفان وعارمُ في حديثهما قال: فكنتُ أكثرَ أهلِ المدينة مالًا. وقال يحيى بن عباد في حديثه قال: أجئتنا بظَهر؟ قال: قلتُ: البيعةُ ثم الخَبَر. فقال عمرُ: وُفِّقْتَ. قال: فبايَعتُه. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال حدّثنا: ابن عَوْن، عن موسى بن أنس: أَنَّ أبا بكر لما استُخلِفَ، بَعَثَ إلى أنس بن مالك، ليُوجّههُ إلى البحرين، على السِّعاية. قال: فدخل عليه عمرُ، فقال له أبو بكر: إِنِّي أردتُ أن أبعثَ هذا إلى البحرين، وهُوَ فَتًى شابٌّ، وقال: فقال له عمرُ: ابعثه فإن لبيبٌ كاتِبٌ. قال: فبعثَهُ. فلما قُبِضَ أبو بكر قَدِمَ عَلَى عُمَرَ، فقال له عُمَرُ: هاتِ هات يا أنس ما جِئتَ به، قال: قال: يا أمير المؤمنين البيعة أوّلًا. قال: فقال: نعم. قال: فَبَسَطَ يَدَه، قال: قال: على السمع والطاعة. قال ابن عَون: فما أدري، قال: ما استطعتَ، أو قال أنس: ما استطعتُ. قال: فأخبرتُه ما جئتُ به قال: فقال: أمّا ما كان من كذا وكذا فاقبضُوه وما كان من المالِ فهوَ لك. قال: فأتيتُ عَلَى زيد بن ثابت وهو جالسٌ على الباب فقال: ألقِ عَلَيَّ ما أعطاك أميرُ المؤمنين. قال: فألقيتُ عليه، فَحَسبَ قال ابن عون: فلا أدري أَقَصَرَ عَلَى بني النجار، أو قال: أنت أكثر خَزرَجيٍّ فيها مالًا. قال: أخبرنا العلاءُ بن عبد الجبار العطار وعارم بن الفضل قالا: حدّثنا حماد بنُ سلَمةَ، عن علي بن زَيد، عن أنس بن مالك قال: قدمتُ المدينةَ وقد مات أبو بكر واستخلِفَ عُمَرُ فقلتُ لعُمَرَ: ارفع يدَك أبايعك على ما بايعتُ عليه صاحِبَيك قبلك على السمع والطاعة ما استطعتُ. قال: أخبرنا عفانُ بنُ مُسلم قال: حدّثنا هَمَّامُ بنُ يحيى، عن قَتَادَةَ، عن أنس بن مالك قال: شَهِدتُ فتحَ تسترَ مع الأشعريِّ فلم يُصَلِّ صلاةَ الصبح حتى انتَصَفَ النهارُ، قال: وما يسرني بتأخِير الصلاة الدنيا وما فيها. قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عَطاء العجلي، قال: أخبرنا ابن عون، عن محمد بن سِيرِين، قال: بُعِثَ إلى أنس بن مالك بشيء من الغنائم فَرَدَّهُ وقال: لا حتى يُقسَم. قال: أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن عون، عن محمد عن أنس، أنّ بعضَ الأمراءِ بَعَثَ إليه بمال فقال: أَخُمِّسَ؟ قالوا: لا، فلم يقبله. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدّثنا ابن عون، عن محمد أن أميرًا من الأمراء أعطَى أنسَ بنَ مالك شيئا من الفيء فقال أنس: أَخُمِّسَ؟ فقال: لا، فلم يقبله أنس. قال: أخبرنا الفَضْلُ بن دُكَيْن قال: حدّثني عيسى بن طَهْمان، قال: أتينا أنسَ بن مالك فأطعَم القومَ خبزًا ولحمًا، وأتيناه مرة أخرى فأطعَم القومَ تُوتًا. قال عيسى: ولم آكل أنا معهم. قال: أخبرنا الفَضْلُ بن دُكَيْن، قال: حدّثنا عيسى بن طَهْمَان، قال: قال أنس: لا تجيئونا وأنتم صيام. قال: ورأيتُه راكبًا على رِحَالَةٍ. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدّثني أَبِي قال: كان أنس بن مالك لا يَتَغَذَّى حتى يَحضُرَ وَلَدُ وَلَدِه. قال: فجاء هشام بن زيد إلى أنس وفي يده سَوادٌ مِنَ الكُتّاب قال: فقال ثُمامَةُ: تجيئون وفي أيديكم سَوادٌ! قال: فَضَربَ أَنَس صَدرَ ثُمامةَ وقال: هم خَيرٌ منك وأطيب. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدّثني أَبِي أن أنسًا نَحلَ ابنَه عبدَ الله نحلًا قال: فشقّ ذلك على إخوته. قال: فجاء عبدُ الله إلى أبيه فقال: لا حاجةَ لي في هذا لأنه قد شقّ على إخوته. قال: فردَّهُ إليه. قال: وكان أكثر ولدِ أنس. قال: أخبرنا سليمان بن حرب، قال: حدّثنا حمّاد بن زيد، عن ثابت وعبد العزيز بن صُهَيْب قال: أكلنا على مائدة أنس بن مالك ما لا يُحصَى ما رأينا عنده نبيذًا قط، كُنّا نُؤْتَى باللَّبن، كُنّا نُؤْتَى بالعسل، ونُؤْتَى بالماء. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا ابن عون، عن محمد قال: كان [[أنس بن مالك]] بِسَابُورَ فأتاه دِهقَان من الدهاقين بجامٍ ذهبٍ أو مِنْ فضَّةٍ فيها خَبِيص فأبَى أن يأكلَهُ. قالوا له: إن هذا فيهم عظيمٌ فقال لهم: حَوِّلُوهُ عَلَى شيء، فحوّلُوه على رغيف فأُتِىَ به فأكله.)) الطبقات الكبير. ((كان يجتمع هو وأم عبد المطلب جدة النبي صَلَّى الله عليه وسلم واسمها: سلمى بنت عمرو بن زيد بن أسد بن خداش بن عامر في عامر بن غنم، وكان يكنى: أبا حمزة، كناه النبي صَلَّى الله عليه وسلم ببقلة كان يجتنيها)) ((وقال محمد بن عبد اللّه الأنصاري، حدثني أبي، عن مولى لأنس بن مالك أنه قال لأنس: أشهدت بدرًا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال: لا أم لك؟ وأين غبت عن بدر؟ قال محمد بن عبد اللّه: خرج أنس مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى بدر وهو غلام يخدمه، وكان عمره لما قدم النبي صَلَّى الله عليه وسلم المدينة مهاجرًا عشر سنين، وقيل: تسع سنين وقيل: ثماني سنين. وروى الزهري عن أنس قال: قدم النبي صَلَّى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين، وتوفي وأنا ابن عشرين سنة(*) وقيل: خدم النبي صَلَّى الله عليه وسلم عشر سنين، وقيل: خدمه ثمانيًا. وقيل: سبعًا.)) أسد الغابة. ((قال: أخبرنا بكّار بن محمّد، عن أبيه قال: كان أنس بن مالك من أحرص أصحاب محمّد على المال. قال: أخبرنا الوليد بن مسلم قال: حدّثنا الأوزاعي قال: حدّثني يحيَى بن أبي َكثير قال: رأيتُ أنس بن مالك دَخَل المسجد الحرام فركز شيئًا أو هيّأ شيئًا يصلّي عليه.)) ((قال: حدّثنا سعيد بن منصور، قال: حدّثنا سفيان، عن الزُّهْرِيّ سَمِع أنس بن مالك يقول: قَدِم رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، المدينةَ وأنا ابن عشر سنين، ومات وأنا ابن عشرين سنة، وكُنَّ أمهاتي يَحْثُثْنَنِي على خِدمتِه، فَدخل دارَنا ذاتَ يوم فحلبنا له من شاةٍ لنا داجنٍ وشِيبَ بماء بئر في الدار، وأبو بكر عن شماله وأعرابي عن يمينه وعُمَرُ ناحِيَةً فشرِبَ رسولُ الله، صََّلى الله عليه وسلم، فقال عمر له: أعطِ أبا بكر يا رسول الله. فناوَلَهُ الأعرابيَّ وقال: "الأيمنَ فالأيمنَ"(*). قال: أخبرنا عُبيد الله بن صغْرَار، قال حدّثني أَبِي، عن أبان، عن أنس بن مالك قال: قَدِم رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، المدينةَ وأنا ابن ثماني حِجَج، فلم يبق أهلُ بيتٍ من بيوت المدينة إلا أتحفوا رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، بتُحفَة غيرَ أمي، فأخذتْ بيدي حتى أتته فقالت: يا نَبيَّ الله، أتحفَك أهلُ المدينة أجمعون أكتعون إلا ما كانَ منّي، وهذا ابني خذه فليخدمك ما بدَا لك. فخدمتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، عشر حِجَج، ما ضربني ضَربةً قَطّ، ولا سَبَّني سَبَّةً ولا انتهرني انتهارةً قَطّ، ولا عبَس في وجهي ساعة قَطّ، وما قدمت وما أخرت وما قال لي: ألا استفعلتَ، ألا فعلتَ؟ ثم قال: "يا بُنَيَّ اكتُم سِرّي تكن مؤمنًا"، فكانت أمي تسألني عن سرّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فما أخبرُها، وكان نساء النبي صَلَّى الله عليه وسلم، يَسْأَلنَنِي عن سرّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فما أخبرهنّ، وما أنا بمخبر سرَّ رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم، أحدًا أبدًا(*). قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطَّيَالِسِيّ، قال: حدّثنا شُعْبَة، عن أَبِي التَّيَّاح، عن أنس بن مالك قال: كان رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، يُخالطنا كثيرًا حتى كان يقولُ لأخٍ لي صَغِيرٍ: "يا أبا عُمَيْر، ما فَعَل النُّغَيْر؟" قال: وحَضَرَتِ الصلاةُ فَنَضَحنا بساطًا لنا فصلى عليه وصَفَّنا خَلفَهُ(*). قال: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدّثنا حَمّاد بن سَلَمةَ، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: كان رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، يدخل علينا وكان لي أخٌ صغيرٌ وكانَ له نُغَرٌ يلعب به فمات نُغَرُهُ، فدخل النبي صَلَّى الله عليه وسلم، ذات يوم فرآه حزينًا فقال: "ما شأن أَبي عُمَيْر حزينًا؟" قالوا: مات نُغَرُهُ الذي كان يلعب به يا رسولَ الله. قال: "أبا عُمَير، ما فعل النُّغَير؟ أبا عُمير ما فعل النُّغَير؟"(*) قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم، قال حدّثنا المُثَنَّى بن سعيد الذَّراع، قال: سمعتُ أنسَ بن مالك يقول: ما من ليلة إلا وأنا أرى فيها حبيبي ثم يبكي. قال: أخبرنا عفّان بن مسلم، قال: حدّثنا حَمّاد بن سَلَمة، قال: أخبرنا ثابت، أن أبا هريرةَ قال: ما رأيتُ أحدًا أشبَه صلاةً برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، من ابن أُم سُلَيم ـــ يعني أنسَ بن مالك(*))) الطبقات الكبير. ((كان عنده عُصَية لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فلما مات أمر أن تدفن معه، فدفنت معه بين جنبه وقميصه. أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة اللّه، بإسناده إلى عبد اللّه بن أحمد، قال: حدثني أبي، أخبرنا يزيد، أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: أخذت أم سليم بيدي فأتت بي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله. هذا ابني، وهو غلام كاتب، قال: فخدمته تسع سنين، فما قال لي لشيء قط صنعته: أسأت أو بئس ما صنعت.. ودعا له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بكثرة المال والولد، فولد له من صلبه ثمانون ذكرًا وابنتان، إحداهما: حفصة، والأخرى: أم عمرو، ومات وله من ولده وولد ولده مائة وعشرون ولدًا، وقيل: نحو مائة. وكان نقش خاتمه صورة أسد رابض، وكان يشد أسنانه بالذهب، وكان أحد الرماة المصيبين، ويأمر ولده أن يرموا بين يديه، وربما رمى معهم فيغلبهم بكثرة إصابته، وكان يلبس الخز ويتعمم به. واختلف في وقت وفاته ومبلغ عمره، فقيل: توفي سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة اثنتين وتسعين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين، وقيل: سنة تسعين. قيل: كان عمره مائة سنة وثلاث سنين، وقيل: مائة سنة وعشر سنين، وقيل: مائة سنة وسبع سنين، وقيل: بضع وتسعون سنة؛ قال حُمَيد: توفي أنس وعمره تسع وتسعون سنة؛ أما قول من قال مائة وعشر سنين ومائة وسبع سنين فعندي فيه نظر؛ لأنه أكثر ما قيل في عمره عند الهجرة عشر سنين، وأكثر ما قيل في وفاته سنة ثلاث وتسعين، فيكون له على هذا مائة سنة وثلاث سنين؛ وأما على قول من يقول إن كان له في الهجرة سبع سنين أو ثمان سنين فينقص عن هذا نقصًا بينًا والله أعلم.)) أسد الغابة. ((قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدّثنا حُميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: انتهى إلينا النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وأنا في غلمان فَسلّم علينا، ثم أخذ بيدي فأرسلني برسالة وقعد في ظل جدار ـــ أو في جدار ـــ حتى رجعتُ إليه، فلما أتيتُ أمَّ سلَيم قالت: ما حبَسَك؟ قال قلتُ: أرسلني رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، برسالة. قالت: وما هي؟ قلتُ: إنها سِرٌّ. قالت: احفَظْ سِرَّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فما أخبرت به أَحدًا قَطّ(*). قال: أخبرنا الفضلُ بن دُكَيْن، قال حدّثنا مُِنْدَلُ، عن حُميد عن أنس قال: مَرَّ بي رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، في غِلمان فَسَلَّم علينا(*). قال: أخبرنا رَوحُ بنُ عُبَادَةَ، قال: حدّثنا جَرير بن حازم، عن سالم العَدَوِيّ عن أنس بن مالك قال: كنتُ أخدمُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، فكنتُ أدخُل عليه بغير إذن فجئتُ ذَاتَ يوم فدخلتُ عليه فقال: "يا بُنيَّ إنه قد حَدث أمرٌ فلا تَدخلْ عَلَيَّ إلا بإذن"(*). قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدّثنا حماد بن زَيد عن سالم العَدَوِيّ عن أنس بن مالك، قال: لما نَزَلَتْ آيةُ الحجاب جئتُ أدخل كما كنتُ أدخلُ فقال لي النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "وَرَاءكَ يا بُنَيَّ"(*). قال: أخبرنا يحيى بن عَبّاد، قال: حدّثنا الحارث بن عبيد أبو قُدامةَ، قال حدّثنا ثابت البُنَانِي وأبو عِمران الجَوْني عن أنس بن مالك قال: بعثني رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، في حاجة فمررتُ بصبيان فجلستُ إليهم فأبطأتُ على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فخرجَ فرآني مع الصبيان فَسلّم علَيهم(*). قال: أخبرنا عفان بن مسلم وهشام أبو الوليد الطَّيَالِسيّ قال: حدّثنا أبو عَوَانَة، عن الجعد بن عثمان عن أنس بن مالك أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، قال له: "يا بُنَيَّ"(*). قال: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدّثنا شُعبَةُ، عن عطاء بن أبي مَيْمُونَة، قال: سمعتُ أنسًا يقول: كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إذا خَرج لحاجة أجيء أنا وغلامٌ منا بأدَاوَةٍ من ماء(*). قال: أخبرنا محمد بن عبد الأنصاري قال: حدّثني أبي، عن ثُمامةَ بن عبد الله قال: قال أنس: رأيتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، يشربُ في القَدَح أكثر من مائة مرَّة(*). قال محمد بن عبد الله الأنصاري: يَعني هذا القَدَح الذي عندنا، ولم تَخْتلف في ذلك أشياخنا. قال محمد بن سعد: سألت محمد بن عبد الله الأنصاري عن هذا القدح أهُوَ قَدَحُ النبي صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال: أمّا قَدَحُه نفسه فلا، ولكنه قدح كان عند أم سُلَيم فكان النبي صَلَّى الله عليه وسلم، إذا جاءها سَقَتْهُ فيه. قلتُ: فهو القَدَحُ الذي قال أنس: سقيتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، به من كل الشرابِ الماءِ والعسلِ والَّلبَن؟ فقال: نعم. قال: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدّثنا حَمّاد بن سَلَمة، عن ثابت عن أنس ابن مالك قال: لقد سقيتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، بِقَدَحِي هذا الشرابَ كُلَّه العسلَ والنبيذَ واللبنَ والماءَ(*))) الطبقات الكبير. ((مناقِبُ أنس وفضائلة كثيرة جدًّا.)) ((قال التِّرْمِذِيُّ: حدثنا محمود بن غَيْلان، حدثنا أبو داود عن أبي خلدة، قلت لأبي العالية: أسمعَ أَنَس من النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال: خدمه عشر سنين، ودعا له النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وكان له بستان يحمل الفاكهة في السنة مرّتين، وكان فيه ريحان ويجيء منه ريح المسك، وكانت إقامته بعد النبي صَلَّى الله عليه وسلم بالمدينة، ثم شهد الفتوح، ثم قطن البصرة ومات بها. قال عَلِيُّ بْنُ المَدِينِيِّ: كان آخر الصحابة موتًا بالبصرة)) ((روى ابْنُ السَّكَنِ، من طريق صفوان بن هُبَيرة، عن أ بيه، قال: قال لي ثابت البُنَانيّ: قال لي أنس بن مالك: هذه شعرة من شعر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فضَعْها تحت لساني قال: فوضعتها تحت لسانه، فدفن وهي تحت لسانه.(*) وقال مُعْتمرُ، عن أبيه: سمعت أنس بن مالك يقول: لم يَبْقَ أحد صلَّى القبلتين غيري. قال جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: قلت لشُعَيْب بن الحَبحَاب: متى مات أنس؟ قال: سنة تسعين. أخرجه ابن شاهين. وقال سَعِيد بْنُ عُفَيْرٍ، والهيثم بن عدي، ومعتمر بن سليمان: مات سنة إحدى وتسعين. وقال ابْنُ شَاهِينَ: حدثنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا معتمر بن سليمان، عن حُميد مثله، وزاد: وكان عمره مائة سنة إلا سنة. قال ابْنُ سَعْدٍ، عن الوَاقِديِّ، عن عبد الله بن زيد الهذلي ـــ أنه حضر أنس بن مالك سنة اثنتين وتسعين. وقال أبُو نُعَيمٍ الكُوفيُّ: مات سنة ثلاث وتسعين. وفيها أرَّخه المدائني، وخليفة، وزاد: وله مائة وثلاث سنين. وحكى ابْنُ شَاهِينَ، عن يحيى بن بُكير ـــ أنه مات وله مائة سن وسنة، قال: وقيل مائة وسبع سنين، ورواه البَغَوِيُّ، عن عمر بن شبّة، عن محمد بن عبد الله الأنصاريّ كذلك.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((قال محمّد بن عمر: روى أنس، عن أبي بكر وعمر وعثمان وعبد الله بن مسعود‏.)) ((قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن عبد العزيز بن صُهَيب، عن أنس بن مالك قال: لما قَدم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، المدينةَ أخذ أبو طلحة بيدي فأنطلق إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ الله، إنّ أَنسًا غلامٌ كيِّسٌ فليَخدُمْك، فخدَمته في السَّفَر والحَضَر، وَالله ما قال لي لشيء صنعتُه: لو صنعتَ هذا هكذا ولا لشيء لم أصنعه لِمَ لَمْ تصنع هذا هكذا(*). قال: أخبرنا يزيد بن هارون ومحمد بن عبد الله الأنصاري قالا: أخبرنا حُميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: أخذَت أمُّ سُلَيم بيدي مَقدَمَ النبي صَلَّى الله عليه وسلم، المدينةَ فأتت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقالت: يارسولَ الله، هذا ابني وهو غلام كاتِبٌ. قال أنس: فخدمته تسع سنين فما قال لشيء قط صنعتُه أسأتَ أو بئسَ ما صنعتَ(*)! قال: أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق، قال: أخبرنا زكرياء بن أَبِي زَائِدة، عن سعيد ابن أبي بُرْدَةَ عن أنس بن مالك قال: خدمتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، تسع سنين فما أعلمه قال لي قط: هَلاّ فعلتَ كذا وكذا؟ وَلاَ عَاب عليّ شيئا قط(*). قال: أخبرنا سليمان بن حرب، قال: حدّثنا حماد بن زيد، عن سِنان بن ربيعة، قال: سمعتُ أنسَ بنَ مالك يقول: ذَهَبَتْ بي أمي إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله خُويدمك ادع الله له. قال: "اللهمّ أَكْثِرْ مالَه وولَدَه وأَطِلْ عُمَره، واغفر ذَنْبَه". قال أنس: فقد دَفَنتُ من صُلبي مائة غير اثنين أو قال مائة واثنين وإن ثَمَرتي لتحمل في السنة مرتين، ولقد بقيتُ حتى سئمتُ الحياةَ وأنا أرجو الرابعة(*). قال: أخبرنا سليمان بن حرب. قال: حدّثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال: خدمتُ النبي صَلَّى الله عليه وسلم، عشر سنين فما قال لي أفّ قط ولا قال لشيء لم أفعلْهُ ألاَ كنتَ فَعلْتَ كذا وكذا؟ ولا لشيء فعلته لِم فَعلتَ كذا وكذا؟ لما يَصْنَعُ الخَادِمُ(*). قال: أخبرنا الفَضْل بن دُكَيْن، قال: حدّثنا جعفر بن بُرْقَان، عن رجل، عن أنس بن مالك قال: خدمتُ النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم، عشر سنين فما أمرني بأمر تَوَانَيْتُ فيه ضيّعتُه فلامني، وإن لاَمَنِي أحدٌ من أهله قال: "دَعُوه فلو شاء الله أو قَضَى أن يكون كان"(*). قال: أخبرنا سليمان بن أبي داود الطَّيَالِسيّ، أخبرنا شُعبة، عن قَتَادَة عن أنس بن مالك، قال: قالت أم سُلَيم: يا رسول الله، خادِمُك، ادعُ الله له ـــ تعني أنسًا ـــ فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "اللهمّ أَكْثِرَ مالَه وولدَه، وبارك له فيما رزقتَه"(*). قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدّثنا سَلاَّم بن مسكين، قال: حدّثنا عبد العزيز بن أبي جَمِيلة، عن أنس بن مالك قال: إني لأعرفُ دعوةَ النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فيَّ وفي مالي وفي ولدي(*))) ((قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدّثنا ابن عَوْن، عن محمد، قال: كان أنس إذا حَدّث عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، قال: أو كما قال رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم. قال: أخبرنا الحسن بن موسى الأَشْيَب، قال: حدّثنا حَمّاد بن سَلَمة، عن حُميدٍ، أن أنس بن مالك حَدَّث بحديث عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال له رجل: أنتَ سَمِعتَهُ من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؟ فَغَضِبَ غضبًا شديدًا وقال: لا والله ما كُلّ ما نحدثكم سمعناه من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ولكن كان يحدث بعضنا بعضا ولا يتهم بعضنا بعضا.)) الطبقات الكبير. ((هو من المكثرين في الرواية عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، روى عنه ابن سيرين، وحميد الطويل، وثابت البُنَانيّ، وقتادة، والحسن البصري، والزهري، وخلق كثير.)) أسد الغابة. ((صحَّ عنه أنه قال: قدم النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابنُ عشر سنين، وأن أمه أم سليم أتت به النبي صَلَّى الله عليه وسلم لما قدم. فقالت له: هذا أنس غلام يخدمك، فقَبِله. وأن النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم كناه أبا حمزة ببَقْله كان يجتنبها، ومازحه النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقال له: "يا ذَا الأذَنَيْنِ"(*) أخرجه أبو داود 5002 والترمذي 192، 1992، 3828 وأحمد 3/127، 260 والبيهقي 10 / 248.)) ((قال جَعْفَر بْنُ سُلَيْمَانَ، عن ثابت، عن أنس: جاءت بي أم سليم إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم وأنا غلام، فقالت: يا رسول الله، أنس ادْعُ الله له فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدهُ وَأَدْخِلهُ الجَنَّة"(*)أخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة 4/1929 وأحمد في المسند 3/194، والطبراني في الكبير 1/221، وأبو نعيم في الحلية 8/267 وأخرجه الترمذي في سننه 5/640 كتاب المناقب باب 46 حديث رقم 3829 وأخرجه البخاري في كتاب الدعوات 8/91، 93، 101. قال: قد رأيتُ اثنتين، وأنا أرجو الثالثة.)) ((روى الطَّبَرَانِيُّ في "الأَوْسَطِ"، من طريق عبيد بن عمرو الأصبحي، عن أبي هريرة، أخبرني أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أن النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم كان يشير في الصّلاة(*)،أخرجه أبو داود 943 وأخرجه أحمد في المسند 3 / 138، 6 / 12 والطبراني في الكبير 8 / 35 وعبد الرزاق 3597 وابن أبي شيبة 2 / 74، 14 / 281 والدارقطني 2 / 84 والحاكم 3 / 12 والبيهقي 2 / 262 وقال: لا نعلم روى أبو هريرة عن أنس غير هذا الحديث.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طَبَرْزَد البغدادي وغيره، قالوا أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد الواحد، أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم، أخبرنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، وزهير بن أبي زهير قالا: أخبرنا عبد اللّه بن مسلمة بن قعنب، أخبرنا سلمة بن وَرْدان قال: سمعت أنس بن مالك يقول: "ارتقى النبي صَلَّى الله عليه وسلم على المنبر درجه فَقَالَ: "آمِينَ" فقيل له؛ علام أمَّنتَ يا رسول الله؟ فقال: "أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: رَغْمَ أَنْفِ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، قُلْ: آمِينَ"(*)أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43848 وعزاه لأبي حامد يحيى بن بلال البزاز عن ثوبان..)) أسد الغابة.
((قال: أخبرنا عَمرو بن عاصم الكِلاَبِيّ، قال: حدّثنا سلاّم بن مسكين، قال سمعتُ ثابتًا البُنَانِيّ يحدّثنا في بيت الحسن بن أبي الحسنِ والحسنُ شاهدٌ فقال ثابت: حدّثنا أنس بن مالك أن الحجّاجَ بن يوسف لما قَدِمَ العراق أرسل إليه فقال: يا أبا حمزةَ، إنك قد صَحبتَ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، ورأيتَ من عَملِه وسيرتِه ومنهاجه، فهذا خاتمي فليَكن في يَدِك فَأَرْتَئِي برأيك فلا أعملُ شيئا إلا بأمرك، قال: فقال له أنس: أنا شيخٌ كبيرٌ وقد ضَعفت وَرَققتُ وليس فِيَّ اليومَ ذاك. قال: قد عَمِلتَ لفلان وعَمِلتَ لفلان! فما بَالي، قال: فانظر أحدَ بَنِيك ممن تثق بدينه وأمانته وعقله، فقال: ما في بَنِيَّ أحدٌ أثق لكَ بِه، قال: حتى كثُر الكلام بينهما. قال: أخبرنا المُعلّى بن أسَد، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن العُريان الحَارِثِيّ، قال: سمعتُ ثابتًا البُنانِيَّ قال: كنا مع أنس بن مالك يومَ الجمعة قال: فأخّر الحجّاجُ الصلاةَ قال: فقام أنسٌ وهو يريد أن يُكلِّمَهُ فنهاه إِخوانُه ومن يُشْفِقُ عليه، قالوا: إنا نخافه عليك وعَلَى وَلدِك، قال: فما زالوا به حتى صَرفوهُ عن رأيه. قال: فخرج فركبَ دابّتَهُ وانطلق نحو الزاويةَ قال: فقال في مَسِيره ذاك: والله ما أعرف شيئًا مما كنا عليه على عهد النبي صَلَّى الله عليه وسلم، إلا شهادةَ أن لا إله إلا الله، فقال له رجلٌ: فالصلاة يا أبا حمزةَ، قال: قد صلّيتم الظهر عند المغرب أفَتِلكَ كانت صلاة رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم! قال: أخبرنا محمدُ بنُ كثير وشهابُ بنُ عبّاد العَبدِيّان قالا: حدّثنا جعفر بن سليمان الضَّبَعِيّ، عن علي بن زَيد بن جُدْعَان، قال: كنتُ في دار الإمارةِ والحجّاجُ يعرضُ الناسَ أيام ابن الأشعث قال: فجاء أنس بن مالك فَدَخَلَ فلما دَنا منهُ قال له الحجّاجُ: يا خِبْثَهُ! جَوَّالٌ في الفتن، مَرَّةً مع علي بن أبي طالب، ومَرَّةً مع ابن الزبير، ومَرَّةً مع ابن الأشعث! والله لأَسْتَأْصِلَنَّكَ كما تُسْتَأصَلُ الصَّمغَةُ، ولأُجَرِّدَنَّك كما يُجَرَّدُ الضَّبُّ قال: فقال أنس: مَن يَعني الأمير أصلحه الله؟ قال: إياك أعني، أَصَمَّ الله سَمْعَكَ. قال: فقال أنس: إنا لله وإنا إليه راجعون. قال: وشُغِلَ الحجّاجُ عنه فخرج أنسٌ فَتَبعتُه فقلتُ: ما منعك أن تُجِيبَهُ؟ فقال: لولا أني ذكرتُ كثرةَ وَلدِي وخَشِيتُه عليهم بعدي لكلمته بكلام في مقامي، لا يستحييني بعده أبدا. قال محمد بن عمر: وقد فعل ذلك بغير واحد من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يُريدُ أن يُذلّهم بذلك، وقد مَضَتْ العِزَّةُ لهم بصحبةِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني ابن أَبِي ذِئب، عن إسحاق بن يَزيدَ، قال: رأيتُ أنس بن مالك مختومًا في عنقه، خَتَمَهُ الحجاجُ، أراد أن يُذِلَّهُ بذلك. قال: أخبرنا يحيى بن خُلَيف بن عطية قال: أخبرنا أبو موسى عن أبان بن أبي عيّاش، قال لما بَنَى الحجاجُ واسطًا ووضعت الحربُ أوزارَها كتب إلى أنس بن مالك، فشخص وشخصنا معه فانتهينا إليه والناس معه حَيثُ يسمعون الصوتَ، فنادَى الحاجبُ أنس بن مالك فأُمِرَ بنا فأُنزلنا ثم عُدنا إليه من الغد وهو على مثل الحال، فنادى الحاجبُ: أنسُ بن مالك. قال: فَدَنا حتى صار معه على فراشه، قال أبانُ: وقمتُ حيث أسمَعُ الكلامَ، قال: فدعا بالخيل على أنسابِها: القُرّحُ والثّنِيّ والرّبَع والجذع عليها الغلمانُ عليهم ثياب الحريرِ مختلفة ألوانُها، ثم قال: أيها الشيخُ ارفع رأسَك انظر ماذا أُعطِينا بعد نَبِيِّنا، هل رأيتَ مع محمدٍ نحو هذه الخيل؟ قال أنسٌ: وما هذه الخيل!، رأيتُ مع محمد صَلَّى الله عليه وسلم، خيلًا غُدُوُّها ورواحَها في سبيل الله، إنما الخيل ثلاثةٌ: فما كان منها في سبيل الله ففيها من الأجرِ كذا وكذا حتى أروَاثها في موازين أهلِها، وما كان منها لِلْفِحْلَة فهي في سبيل الله، وشَرُّها وأخبثُها ما كانَ للفَخْر ولكذا ولكذا. قال: فقال الحجّاجُ: لقد عِبْتَ فما تركتَ شيئا، ولولا خِدمَتُك لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكتابُ أمير المؤمنين فيك كان لي ولك شأنٌ. قال: قال أنس: أيهاتَ أيهاتَ: إني لما غَلظَت أرنَبَتي وأنكر رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، صوتي، علّمني كلمات لن يَضُرني معهن عُتُوُّ جَبَّارٍ ولا عُنُوتُه مع تيسير الحوائج ولقاء المؤمنين بالمحبة. قال: فلما سَمِعَ ذلك الحجاجُ قال: يا عَمَّاهُ، لو عَلَّمْتَنِيهُنَّ؟ قال: لستَ لذلك بأهل، قال: فلما رأى أنه لاَ يظفرَ بالكلماتِ دَسَّ إليه ابنيه محمدًا وأبانَ ومعهما مائتي ألف درهم، وقال لهما: الطُفا بالشيخ عسى أن تظفرا بالكلمات، وإن أنفدْتُما فاسْتَهِمَا. قال: قال أَبانُ: فماتَ وماتا قبل أن يظفروا بالكلمات. قال: فلما كان قبل أن يهلك بثلاث قال: يا أُحَيمِرَ عبدِ القيس، خَدمتنا فأحسنتَ خِدْمَتنا، رأيناك أو رأيتُك حريصًا على طلب العلم دونك هذه الكلمات ولا تَضَع السِّلعَةَ إلّا في موضعها. قال: فذكر أبان ما أعطاه الله مما أعطاه أنسًا قال: مع ذهاب ما أذهبَهُ الله عني مما كنت أَجد. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، بسم الله على نفسي وديني، بسم الله على أهلي ومالي، وبسم الله على كل شيء أعطاني، بسم الله خيرِ الأسماء، بسم الله ربِّ الأرض والسماءِ، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه داءٌ، بسم الله افتتحَتُ وعلى الله توكلتُ، الله الله ربي لا أشرك به أحدًا، أسألك اللهمّ بخَيرِك من خَيرِك الذي لا يُعطيه غيرُك، عزّ جارُك ـــ قال: وأخبرنا غيرُ واحد من الثقات أن فيها: وجل ثناؤُكَ ثم عاد إلى حديث أبي موسى عن أبان: ولا إله إلا أنت اجعلني في عِياذِك وجوارك من كل سوء، ومن الشيطان الرجيم، اللهمّ إنِّي أستجيرُك من جميع كل شيء خَلَقْتَ، وأحتَرِسُ بك منهن، وأُقدِّمُ بين يدَيّ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، [سورة الإخلاص] مِنْ أَمَامي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي ومن تحتي، يقرأ في هذه السِّت: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إلى آخر السورة.)) الطبقات الكبير. ((روى ابن أبي ذئب عن إسحاق بن يزيد قال: رأيت أنس بن مالك مختومًا في عنقه ختمه الحجاج، أراد أن يذله بذلك، وكان سبب ختم الحجاج أعناق الصحابة ما ذكرناه في ترجمة سهل بن سعد الساعدي [[أَرسل الحجاج سنة أَربع وسبعين إِلى سهل بن سعد، رضي الله عنه، وقال له: ما منعك من نصر أَمير المؤمنين عثمان؟ قال: قد فعلته، قال: كذبت، ثم أَمر به فختم في عنقه، وختم أَيضًا في عنق أَنس بن مالك رضي الله عنه، حتى ورد عليه كتاب عبد الملك بن مروان فيه، وخُتِم في يد جابر بن عبد اللّه؛ يريد إِذلالهم بذلك، وأَن يجتنبهم الناس، ولا يسمعوا منهم.]] <<من ترجمة سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ "أسد الغابة".>>.)) أسد الغابة.
((قال: أخبرنا عمرو بن عاصم، قال: حدّثنا أبو العوَّام، قال: حدّثنا قَتَادَةُ، قال: استَعملَ ابنُ الزبير أَنَسَ بنَ مالكٍ على البصرة قال: فأرسَلَ إلى مولاه أنسِ بن سِيرين فاستعمله على الأُبُلَّة. فقال أنس بن سِيرِين: أتريد أن تجعلني عاشرًا!؟ أتريد أن تجعلني عاشرًا!؟ فقال له: أَفَتَرْضَى بكتاب عُمَرَ بنِ الخطاب؟ فأخرَجَهُ فإذا فيه: أن يأخُذَ من تجار المسلمين من كل أربعين درهما درهما، ومن تجارِ أهل الذِّمَّةِ من كل عشرين درهما درهما، ومن تجار أهل الحرب من كل عشرة دراهم درهما.))
((قال: أخبرنا الفضل بن دُكَيْن، قال: حدّثنا حَمْزَةُ بنُ سَلمة قال: رأيتُ جاريةً لأنس بن مالك جاءت بدُهن وَوَرس فَذَافَته فمسحت لحيتَه ورأسَه حتى اصفرّ. قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أُوَيس، قال: حدّثني أبو الغُصْن: أنه رأى أنس بن مالك أبيض اللحية يصبغ رأسه بالحناء. قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حُمَيد الطَّوِيل عن بعض آل أنس بن مالك: أن أنس بن مالك في العام الذي تُوفي فيه لم يَسْتَطِع الصومَ، فأطعَمَ ثلاثين مسكينًا خبزًا ولحمًا وزيادة جفنةً أو جفنتين. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدّثني حُميد الطَّوِيل قال: سألت عُمَرَ بنَ أنس ما صَنَع؟ قال: وضعف عن الصوم قبل موته بسنة، قال: جَفَّنَ جفانًا وأطعم لكل يوم مسكينًا. قال: فأطعم العدَّةَ وزيادةً. قال: أخبرنا عُبَيدَة بن حُميد عن حُميد الطويل، قال: ضَعُفَ أنس بن مالك عن الصوم في السنة التي مات فيها، فلما انسلخ رمضان وعَرفَ أنه لا يستطيع أن يَصومَ أطعَمَ. قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر عن عُبَيد الله بن عَمرو، عن مَعْمر، عن قَتادةَ وثابتٍ، أَنَّ أنس بن مالك كبُر حتى لم يطق الصوم، فأطعم عن نفسه سنَتَين كل يوم مسكينًا.)) ((قال محمد بن سعد: سألتُ محمد بن عبد الله الأنصاري القاضي: ابنُ كَمْ كانَ أنسُ بنُ مالك يومَ مَاتَ؟ فقال: ابن مائة وسبع سنين. قال: أخبرنا علي بن محمد، عن شُعبة، عن موسى السَّبَلاَنِيّ قال: أتيتُ أنسَ بن مالك فقلتُ: أنت آخر مَنْ بَقِيَ من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: قد بَقِيَ قومٌ مِنَ الأَعْراب، فأمَّا مِنْ أصحابِه، فأنا آخِرُ مَنْ بَقِيَ.)) ((قال محمد بن عمر: وذُكِرَ لنا أنه كان يومَ ماتَ ابن تسع وتسعين سنة، وهو آخرُ مَن مات بالبصرة من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم)) ((قال: أخبرنا بكّار بن محمّد قال: حدّثنا ابن عَون قال: لمّا حضر أنس بن مالك الموت أوصى أن يغسله محمّد بن سيرين ويصلّي عليه، وكان محمّد محبوسًا، فأتوا الأمير وهو يومئذٍ رجل من بني أُسيد فأذِن له فَخَرَج فَذَهب فغسله وكفَّنه وصلّى عليه في قصر أنسَ بالطّفّ ثمّ رجع فدخل كما هو السجن، ولم يذهب إلى أهله.)) ((قال: أخبرنا عبد الوهاب عطاء، عن سعيد بن أبي عَرُوبة وهشام الدَّسْتُوَائِيّ، عن قَتَادَةَ، أنّ أنس بن مالك ضَعُفَ عن الصوم عامًا قبل موته، فأفطَرَ وأَمَرَ أهلَه أن يطعموا عنه مكان كل يوم مسكينًا. قال: أخبرنا عَمرو بن عاصم، قال: حدّثنا همّام بن يحيى، عن قَتَادَة، عن أنس بن مالك أنهم أطعموا عنه قَبْلَ موتِه سَنةً في صوم رمضان. قال: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدّثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدّثنا عاصم الأحول، قال: حدّثني النَّضْرُ بنُ أنس وأنس يومئذ حَيٌّ، قال: قال أنس: لولا أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "لا يتمَنَّين أحدُكم الموتَ" لتمنَّيتُه(*). قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدّثنا هشام بن حسان عن محمد أنّ أنس بن مالك تُوفي ومحمد بن سِيرِين مَحْبُوسٌ في دَين عليه قال: وأوصَى أنسٌ أن يُغسّلَهُ محمد. قال: فكُلِّم له عُمر بن يَزيد فكلّم فيه حتى أُخرِجَ من السجن. قال: فغسله. قال: ثم رجع محمد إلى السجن حتى عاد فيه. قال: فلم يزل محمد بن سِيرِين يَشكرُها لآل عمر بن يَزيد حتى مات. قال: وقال غير محمد بن عبد الله الأنصاري في هذا الحديث: أن محمد بن سِيرِين قال: كلِّموا المرأةَ: يَعني التي حُبِسَ لها. فكلَّموها فأخرجته فغسل أنسًا ثم رُدّ إلى الحَبْسِ. قال: أخبرنا عبد الله بن بكر السُّلَمِيّ، قال: حدّثنا حُمَيد الطَّويل عن بعض أهل أنس: أنهم جعلوا في حَنوطه سُكًّا فيه مِسْك فيه شَعَرٌ من شَعَرِ النبي صَلَّى الله عليه وسلم.)) ((قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرني عبد الله بن يزيد الهذلي أنّه حضر أنس بن مالك مات بالبصرة سنة اثنتين وتسعين وذلك في خلافة الوليد بن عبد الملك.)) الطبقات الكبير. ((اختلف في وقت وفاته، فقيل: سنة إحْدَى وتسعين، هذا قولُ الواقديّ. وقيل أيضًا: سنة اثنتين وتسعين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين. قاله خليفة بن خياط وغيره وقال خليفة: مات أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين وهو ابنُ مائة سنة وثلاث سنين. وقيل: كانت سنه إذْ مات مائة سنة وعشر سنين‏. وقال محمد بن سعد: سألت محمّد بن عبد الله الأنصاريّ: ابْنُ كَمْ كان أنس بن مالك يوم مات؟ فقال: ابن مائة سنة وسبع سنين. قال أبو اليقظان: صَلّى عليه قَطَن بن مدرك الكلابيّ. وقال الحسن بن عثمان: مات أَنَس بن مالك في قصره بالطَّفُّ على فرسخين من البصرة سنة إحدى وتسعين، ودُفِن هناك. وقد قيل: إنه مات وهو ابنُ بضْعٍ وتسعين سنةً، وأَصحُّ ما فيه ما حدّثنا به عبدُالله بن محمّد، قال: حدّثنا أحمد بن سليمان، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثنا معتمر بن سليمان عن حميد: أنّ أنَس بن مالك عُمِّر مائة سنة إلا سنة. قال أبو عمر: يقال إنه آخر مَنْ مات بالبَصْرة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وما أعلم أحدًا مات بعده ممَّنْ رأى رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلا أبا الطّفيل عامر بن وائلة)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال