تسجيل الدخول


أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن...

خادم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؛ كان يتسمَّى به ويفتخر بذلك، وكان النبي صَلَّى الله عليه وسلم يقول له: "يا أُنَيْسُ"، وأحيانا يمازحه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فيما أخرجه أبو داود والترمذي من حديث أنس، قال: قال لي النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: "يَا ذَا الأذنَيْنِ". وكان عمر أنس لما قدم النبي صَلَّى الله عليه وسلم المدينة مهاجرًا ما بين الثماني والعشر سنين، وخدم النبي صَلَّى الله عليه وسلم ما بين السبع والعشر سنين. ويحكي أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل دارَنا ذاتَ يوم فحلبنا له من شاةٍ لنا داجنٍ وشِيبَ بماء بئر في الدار، وأبو بكر عن شماله، وأعرابي عن يمينه، وعُمَرُ ناحِيَةً فشرِبَ رسولُ الله صَّلى الله عليه وسلم، فقال عمر له: أعطِ أبا بكر يا رسول الله فناوَلَهُ الأعرابيَّ وقال: "الأيمنَ فالأيمنَ"، ويحكي أنه لم يبق أهلُ بيتٍ من بيوت المدينة إلا أتحفوا رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، بتُحفَة غيرَ أمي، فأخذتْ بيدي حتى أتته فقالت: يا نَبيَّ الله، أتحفَك أهلُ المدينة أجمعون أكتعون إلا ما كانَ منّي، وهذا ابني خذه فليخدمك ما بدَا لك. فخدمتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، عشر حِجَج، ما ضربني ضَربةً قَطّ، ولا سَبَّني سَبَّةً ولا انتهرني انتهارةً قَطّ، ولا عبَس في وجهي ساعة قَطّ، وما قدمت وما أخرت وما قال لي: ألا استفعلتَ، ألا فعلتَ؟ ثم قال: "يا بُنَيَّ اكتُم سِرّي تكن مؤمنًا"، فكانت أمي تسألني عن سرّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فما أخبرُها، وكان نساء النبي صَلَّى الله عليه وسلم يَسْأَلنَنِي عن سرّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فما أخبرهنّ، وما أنا بمخبر سرَّ رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم، أحدًا أبدًا. وعن أنس بن مالك قال: كان رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم يدخل علينا وكان لي أخٌ صغيرٌ وكانَ له نُغَرٌ يلعب به فمات نُغَرُهُ، فدخل النبي صَلَّى الله عليه وسلم، ذات يوم فرآه حزينًا فقال: "ما شأن أَبي عُمَيْر حزينًا؟" قالوا: مات نُغَرُهُ الذي كان يلعب به يا رسولَ الله، قال: "أبا عُمَير، ما فعل النُّغَير؟ أبا عُمير، ما فعل النُّغَير؟". قال: وحَضَرَتِ الصلاةُ فَنَضَحنا بساطًا لنا فصلى عليه وصَفَّنا خَلفَهُ وكان دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنس: "اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ"، قال أنس: فإني لمن أكثر الأنصارِ مالًا وولدًا، وقال: فلقد دفنتُ من صُلْبي سوى ولد ولدي مائة وخمسة وعشرين، وإنَّ أرْضِي لتثمر في السنة مرتين، ويقال: إنه وُلِد لأنَس بن مالك مائة ولد، ويقال: ثمانون ولدًا منهم ثمانية وسبعون ذكرًا، والبنتان واحدة تسمَّى حَفْصة، والثّانية تُكْنَى أم عمرو. عن مولى لأنس بن مالك أنه قال لأنس: أشهدت بدرًا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال: لا أم لك! وأين غبت عن بدر؟ وقيل أنه خرج مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى بدر وهو غلام يخدمه. مناقبه: وروى أنس بن مالك: أن رجلًا سأل النبي صَلَّى الله عليه وسلم، متى الساعةُ؟ قال: "وما أعدَدتَ للساعةِ؟" قال: لا، إلا أني أحِبُّ الله ورسولَه، قال: "فإنك مع مَن أحببتَ". قال أنس: فما فَرِحتُ بعد الإسلام بشيء ما فرحت بقول رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إنك مع من أحببتَ". قال أنس: وأنا أحبَّ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأبا بكر وعُمَرَ، فأنا أرجو أن أكون معهم لحُبي لهم، وإن كان عملي لا يبلُغ عملَهُم. قال ثابت البُنَانِيّ: شَكَا قَيِّمٌ لأنسِ بن مالكٍ في أرضه العَطَش قال: فَصَلّى أنس فدعا فثارت سحابةٌ حتى غَشيَت أرضَه حتى مَلَأَتْ صهرِيجَه، فأرسَل غلامَه فقال: انظر أين بلغَت هذه؟ فَنَظَر فإذا هِي لم تَعْدُ أرضَه. كان أنس بن مالك يُصَلّي فيُطيلُ القيامَ حتى تَفَطَّر قدمَاه دَمًا. فكان أحسنَ الناس صلاةً؛ في السَّفَر والحَضَر. وقيل أنه أَحْرمَ مِنْ ذَاتِ عِرْقٍ فما سمعه من كان معه مُتَكَلِّمًا إلا بذكر الله حتى أَحَلَّ. وروي عنه أنه كان يقول: لا يتقِي الله عبدٌ حتى يَخزُنَ من لسانه، وكان أنس بن مالك إذَا خَتَم القرآنَ جَمَع وَلَدَهُ وأهلَ بيته فَدَعا لهم. وقالت جَمِيلة مولاةَ أنس: كان إذا قيل قد جاء ثابت البُنَانِيّ يقول أنس: يا جَميلَةُ هَاتِ لي طيبًا أمسَحُ به يدي فإنَّ ابنَ أُمّ ثابت إذا جاء لم يَرْضَ حتى يُقبّل يَدِي يقول: كفٌّ مَسَّتْ يَدَ رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم. وروى المُثَنَّى بن سعيد الذَّراع، قال: سمعتُ أنسَ بن مالك يقول: ما من ليلة إلا وأنا أرى فيها حبيبي ثم يبكي. وروي أن أبا هريرةَ قال: ما رأيتُ أحدًا أشبَه صلاةً برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، من ابن أُم سُلَيم ـــ يعني: أنسَ بن مالك. وفاته: وروي أنه في العام الذي تُوفي فيه لم يَسْتَطِع الصومَ، فأطعَمَ ثلاثين مسكينًا خبزًا ولحمًا وزيادة جفنةً أو جفنتين، ومات أنس ــ رضي الله عنه ــ سنة تسعين، وكان عمره مائة سنة إلا سنة، وقيل: مات سنة إحدى وتسعين، وقيل: مات بالبصرة سنة اثنتين وتسعين في خلافة الوليد بن عبد الملك، وقيل: مات سنة ثلاث وتسع، وقال موسى السَّبَلاَنِيّ: أتيتُ أنسَ بن مالك فقلتُ: أنت آخر مَنْ بَقِيَ من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال: قد بَقِيَ قومٌ مِنَ الأَعْراب، فأمَّا مِنْ أصحابِه، فأنا آخِرُ مَنْ بَقِيَ، وهو آخرُ مَن مات بالبصرة من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وروى النَّضْرُ بنُ أنس ـــ وأنس يومئذ حَيٌّ ـــ أن أنس قال: لولا أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "لا يتمَنَّين أحدُكم الموتَ" لتمنَّيتُه. وروى حُمَيد الطَّويل عن بعض أهل أنس: أنهم جعلوا في حَنوطه سُكًّا فيه مِسْك فيه شَعَرٌ من شَعَرِ النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وقال ثابت البُنَانيّ: قال لي أنس بن مالك: هذه شعرة من شعر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فضَعْها تحت لساني قال: فوضعتها تحت لسانه، فدفن وهي تحت لسانه. وكان عند أنس رضي الله عنه عُصَية لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فلما مات أمر أن تدفن معه، فدفنت معه بين جنبه وقميصه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال