تسجيل الدخول


أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن...

1 من 2
أَنَسُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ

(ب د ع) أنَسُ بنُ مَالِك بن النَضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جُنْدَب بن عامر بن غَنْم بن عدي بن النجار، واسمه تيم الله؛ بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة الأنصاري الخزرجي النجاري من بني عدي بن النجار.

خادم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، كان يتسمَّى به ويفتخر بذلك، وكان يجتمع هو وأم عبد المطلب جدة النبي صَلَّى الله عليه وسلم واسمها: سلمى بنت عمرو بن زيد بن أسد بن خداش بن عامر في عامر بن غنم، وكان يكنى: أبا حمزة، كناه النبي صَلَّى الله عليه وسلم ببقلة كان يجتنيها، وأمه أم سُلَيم بنت مِلْحَان، ويرد نسبها عند اسمها.

وكان يَخْضِبُ بالصفْرة، وقيل: بالحناء، وقيل بالورس، وكان يُخَلق ذراعيه بِخَلوق للمعة بياض كانت به، وكانت له ذؤابة فأراد أن يجزَّها فنهته أمه، وقالت: كان النبي يمدها ويأخذ بها.(*) وداعبه النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقال له: "يَا ذَا الأُذُنَيْنِ"(*)أخرجه أبو داود في السنن 2 /719، كتاب الأدب باب ما جاء في المزاح حديث رقم 5002. والترمذي في السنن 5 /640 كتاب المناقب (50) باب مناقب أنس بن مالك رضي الله عنه (46) حديث رقم 3828 وقال أبو عيسى حديث حسن غريب صحيح وأحمد في المسند 3 /127،260، والطبراني في الكبير 1 / 211 والبيهقي في السنن الكبرى 10 / 248..

وقال محمد بن عبد اللّه الأنصاري، حدثني أبي، عن مولى لأنس بن مالك أنه قال لأنس: أشهدت بدرًا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال: لا أم لك؟ وأين غبت عن بدر؟ قال محمد بن عبد اللّه: خرج أنس مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى بدر وهو غلام يخدمه، وكان عمره لما قدم النبي صَلَّى الله عليه وسلم المدينة مهاجرًا عشر سنين، وقيل: تسع سنين وقيل: ثماني سنين.

وروى الزهري عن أنس قال: قدم النبي صَلَّى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين، وتوفي وأنا ابن عشرين سنة(*) وقيل: خدم النبي صَلَّى الله عليه وسلم عشر سنين، وقيل: خدمه ثمانيًا. وقيل سبعًا.

أخبرنا إسماعيل بن عُبَيْد اللّه، وأبو جعفر وإبراهيم بن محمد بإسنادهم إلى أبي عيسى، قال: حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا أبو داود، عن أبي خلدة قال:

قلت لأبي العالية: سمع أنس من النبي صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال: خدمه عشر سنين، ودعا له النبي صَلَّى الله عليه وسلم.

وكان له بستان يحمل الفاكهة في السنة مرتين، وكان فيه ريحان يجيء منه ريح المسك.

أبو خلدة اسمه: خالد بن دينار وقد أدرك أنس بن مالك.

وأخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طَبَرْزَد البغدادي وغيره، قالوا أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد الواحد، أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم، أخبرنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، وزهير بن أبي زهير قالا: أخبرنا عبد اللّه بن مسلمة بن قعنب، أخبرنا سلمة بن وَرْدان قال: سمعت أنس بن مالك يقول: "ارتقى النبي صَلَّى الله عليه وسلم على المنبر درجه فَقَالَ: "آمِينَ" فقيل له؛ علام أمَّنتَ يا رسول الله؟ فقال: "أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: رَغْمَ أَنْفِ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، قُلْ: آمِينَ"(*)أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43848 وعزاه لأبي حامد يحيى بن بلال البزاز عن ثوبان..

روى ابن أبي ذئب عن إسحاق بن يزيد قال: رأيت أنس بن مالك مختومًا في عنقه ختمه الحجاج، أراد أن يذله بذلك، وكان سبب ختم الحجاج أعناق الصحابة ما ذكرناه في ترجمة سهل بن سعد الساعدي [[أَرسل الحجاج سنة أَربع وسبعين إِلى سهل بن سعد، رضي الله عنه، وقال له: ما منعك من نصر أَمير المؤمنين عثمان؟ قال: قد فعلته، قال: كذبت، ثم أَمر به فختم في عنقه، وختم أَيضًا في عنق أَنس بن مالك رضي الله عنه، حتى ورد عليه كتاب عبد الملك بن مروان فيه، وخُتِم في يد جابر بن عبد اللّه؛ يريد إِذلالهم بذلك، وأَن يجتنبهم الناس، ولا يسمعوا منهم.]] <<من ترجمة سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ "أسد الغابة".>>.

وهو من المكثرين في الرواية عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، روى عنه ابن سيرين، وحميد الطويل، وثابت البُنَانيّ، وقتادة، والحسن البصري، والزهري، وخلق كثير.

وكان عنده عُصَية لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فلما مات أمر أن تدفن معه، فدفنت معه بين جنبه وقميصه.

أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة اللّه، بإسناده إلى عبد اللّه بن أحمد، قال: حدثني أبي، أخبرنا يزيد، أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال:

أخذت أم سليم بيدي فأتت بي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله. هذا ابني، وهو غلام كاتب، قال: فخدمته تسع سنين، فما قال لي لشيء قط صنعته: أسأت أو بئس ما صنعت..

ودعا له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بكثرة المال والولد، فولد له من صلبه ثمانون ذكرًا وابنتان، إحداهما: حفصة، والأخرى: أم عمرو، ومات وله من ولده وولد ولده مائة وعشرون ولدًا، وقيل: نحو مائة.

وكان نقش خاتمه صورة أسد رابض، وكان يشد أسنانه بالذهب، وكان أحد الرماة المصيبين، ويأمر ولده أن يرموا بين يديه، وربما رمى معهم فيغلبهم بكثرة إصابته، وكان يلبس الخز ويتعمم به.

واختلف في وقت وفاته ومبلغ عمره، فقيل: توفي سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة اثنتين وتسعين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين، وقيل: سنة تسعين.

قيل: كان عمره مائة سنة وثلاث سنين، وقيل: مائة سنة وعشر سنين، وقيل: مائة سنة وسبع سنين، وقيل: بضع وتسعون سنة؛ قال حُمَيد: توفي أنس وعمره تسع وتسعون سنة؛ أما قول من قال مائة وعشر سنين ومائة وسبع سنين فعندي فيه نظر؛ لأنه أكثر ما قيل في عمره عند الهجرة عشر سنين، وأكثر ما قيل في وفاته سنة ثلاث وتسعين، فيكون له على هذا مائة سنة وثلاث سنين؛ وأما على قول من يقول إن كان له في الهجرة سبع سنين أو ثمان سنين فينقص عن هذا نقصًا بينًا والله أعلم.

وهو آخر من توفي بالبصرة من الصحابة، وكان موته بقصره بالطَّفِّ، ودفن هناك على فرسخين من البصرة، وصلى عليه قَطَنُ بنُ مُدْرِك الكلابي.

أخرجه الثلاثة.
(< جـ1/ص 294>)
2 من 2
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال