1 من 1
روى قَنَان النَّهْمي، عن جُعَيْد هَمْدَان، أنه قال: أتيت الحسين بن علي وعلى صدره سُكَيْنَةُ بنت حسين، فقال: يا أخت كلب خذي ابنتك عني، فَسَاءَلَنِي فقال: أخبرني عن شباب العرب أو عن العرب، قال: قلت: أصحاب جُلاهِقَاتٍ وَمَجَالِس، قال: فأخبرني عن الموالي، قال: قلت: آكل ربا أو حريص على الدنيا، قال: فقال: إنّا لله وإنا إليه راجعون، والله إنهما للصنفان اللذان كنا نتحدث أن الله تبارك وتعالى ينتصر بهما لدينه. يا جُعيد همدان؛ الناس أربعة: منهم من له خُلُق وليس له خلاق، ومنهم من له خلاق وليس له خُلُق، ومنهم من له خُلُق وخلاق، وذاك أفضل الناس، ومنهم من ليس له خُلُق ولا خلاق، وذاك شر الناس.
وقال محمد بن أبي محمد البصري: كان الحسين بن علي يقول في وِتْره: اللهم إنك تَرى ولا تُرى وأنت بالمنظر الأعلى، وإن لك الآخرةَ والأولى، وإنا نعوذ بك من أن نذلّ ونخزى.
وروى إسماعيل بن يسار أن الفرزدق لقي حسينًا بالصّفَاح فسلم عليه، فوصله بأربعمائة دينار، فقالوا: يا أبا عبد الله، تعطي شاعرًا مُبْتَهِرا! قال: إن خير ما أمضيت من مالك ما وَقَيْتَ به عرضك، والفرزدق شاعر لا يُؤْمَن. فقال قوم لإسماعيل: وما عسى أن يقول في الحسين، ومكانه مكانه، وأبوه وأمه مَن قد علمت!! قال: أسكتوا فإن الشاعر ملعون، إن لم يقل في أبيه وأمه قال في نفسه.