تسجيل الدخول


الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي

1 من 1
الحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ

(ب د ع) الحُسَيْنُ بن عَلي بن أبي طَالِب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، القُرَشي الهاشمي، أبو عبد الله ريحانة النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وشِبْهُه من الصدر إلى ما أسفل منه، ولما ولد أذن النبي صَلَّى الله عليه وسلم في أذنه، وهو سيد شباب أهل الجنة، وخامس أهل الكساء، أمه فاطمة بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، سيدة نساء العالمين، إلا مريم عليهما السلام.

أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن أبي منصور الأمين البغدادي، أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا أبو طاهر بن أبي الصقر الأنباري، أخبرنا أبو البركات بن نظيف الفراء، أخبرنا الحسن بن رشيق، أخبرنا أبو بشر الدولابي، أخبرنا محمد بن عوف الطائي، أخبرنا أبو نعيم هو الفضل بن دكين وعبد الله بن موسى قالا: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما ولد الحسن سميته حربًا فجاء رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "أَرُوِني ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ"؟ قلنا: حربًا، قال: "بَلْ هُوَ حَسَنٌ"، فلما ولد الحسين سميته حربًا؛ فجاء النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ"؟ قلنا: حربًا، قال: "بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ"، فلما ولد الثالث سميته حربًا، فجاء النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "أَرُونِي ابْنِي مَا سَمَّيْتُمُوهُ"؟ قلنا: حربًا، قال: "بَلْ هُوَ مُحَسَّنٌ"، ثم قال: "سَمَّيتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ هَارُونَ: شَبَّرٌ وَشَبِيرٌ وَمُشَبِّرٌ"(*) أخرجه أحمد في المسند 1/ 98، 118، والبيهقي في السنن 6/ 166، 7/ 63 والحاكم في المستدرك 3/ 165، 180 والطبراني في الكبير 3/ 100 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2227 والبخاري في الأدب المفرد ص 82 وذكره الهيثمي في الزوائد 8/ 52.

قال: وأخبرنا الدولابي، أخبرنا أبو شيبة إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، أخبرنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، أخبرنا عمرو بن حريث، عن عمران بن سليمان، قال: "الحسن والحسين من أسماء أهل الجنة لم يكونا في الجاهلية".

قال: وأخبرنا الدولابي، حدثني أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم الزهري، حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح، قال: قال الليث بن سعد: ولدت فاطمة بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم الحسين بن علي في ليال خلون من شعبان سنة أربع، وقال الزبير بين بكار: ولد الحسين لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، وقال جعفر بن محمد: لم يكن بين الحمل بالحسين بعد ولادة الحسن إلا طهر واحد، وقال قتادة: ولد الحسين بعد الحسن بسنة وعشرة أشهر فولدته لست سنين، وخمسة أشهر ونصف شهر من الهجرة.

أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الديني المخزومي بإسناده إلى أحمد ابن علي بن المثنى، أخبرنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي، أخبرنا هشام بن زياد، عن أمه، عن فاطمة بنت الحسين: أنها سمعت أباها الحسين بن علي يقول: سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "مَا مِنْ مُسْلِم وَلَا مُسْلِمَةٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، وَإِنْ قَدُمَ عَهْدَهَا، فَيَحْدُثُ لَهَا اسْتِرَجَاعًا إِلَّا أَحْدَثَ الله لَهْ عِنْدَ ذَلِكَ، وَأَعْطَاهُ ثَوَابَ مَا وَعَدَهُ بِهَا يَوْمَ أُصِيبَ بِهَا"(*) أخرجه أحمد في المسند 1/ 201 وذكره التبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 1759 والهيثمي في الزوائد 2/ 334.

أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن، أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرأ عليَّ ابراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر بن المقري، أخبرنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا جُبَارة بن مُغَلس، أخبرنا يحيى بن العلاء، عن مروان بن سالم، عن طلحة بن عبيد الله، عن الحسين ابن علي قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أَمَانُ أُمَّتِي مِنَ الغَرًقِ إِذَا رَكِبُوا البَحْرِ أَنْ يَقْرَأُوا: {بِسْمِ اللهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحيمٌ} (*) [هود/ 41].

أخبرنا أبو منصور بن مسلم بن علي بن محمد بن السيحي العدل، أخبرنا أبو البركات محمد بن محمد بن خميس، أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن طوق، أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمد بن الخليل المرجي، أخبرنا أبو يعلى الموصلي، أخبرنا سليمان بن حيان، أخبرنا عمر بن خليفة العبدي، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: كان الحسن والحسين يصطرعان بين يدي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ورسول الله، "يَقُولُ: هَيَّ حَسَنُ"، قالت فاطمة: لِمَ تقول: "هَيَّ حسن"؟ قال: "إِنَّ جِبْرِيلَ يَقُولُ: هَيَّ حُسَيْنُ".(*)

أخبرنا اسماعيل بن عبيد الله، وابراهيم بن محمد بن مهران، وأبو جعفر بن أحمد، قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى، أخبرنا عقبة بن مُكْرَم العَمِّي البصري، أخبرنا وهب بن جرير بن حازم، أخبرنا أبي، عن محمد بن أبي يعقوب، عبد الرحمن بن أبي نعيم أن رجلًا من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب، فقال ابن عمر: انظروا إلى هذا يسأل عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وسمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا!" (*) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 615 كتاب المناقب (50) باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام (31) حديث رقم3770 وقال أبو عيسى هذا حديث صحيح

وقد روي نحو هذا عن أبي هريرة، وقد تقدم في ذكر أخيه الحسن أحاديث مشتركة بينهما، فلا حاجة إلى إعادة متونها.

قال: وأخبرنا محمد بن عيسى، أخبرنا الحسن بن عرفة، أخبرنا اسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن راشد، عن يعلى بن مرة، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "حُسَيْنٌ مِنِّي، وَأَنَا مِنَ حُسَينٍ، أَحَبَّ الله مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الأَسْبَاطِ"(*) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 617 كتاب المناقب (50) باب مناقب الحسن والحسين (31) حديث رقم 3775 وقال أبو عيسى هذا حديث حسن.

قال: وأخبرنا الترمذي، أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن ابن إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي، قال: الحسن أشبه برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ما كان أسفل من ذلك.

أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد الثقفي، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، وأنا حاضر أسمع، أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن الهيثم، أخبرنا جعفر بن محمد الصائغ، أخبرنا حسين بن محمد، أخبرنا جرير بن حازم، أخبرنا محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك قال: أتى عبيد الله بن زياد برأس الحسين بن علي عليه السلام، فجعل في طست، فجعل ينكت عليه، وقال في حُسْنه شيئًا. قال أنس: كان أشبههم برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكان مخضوبًا بالوسمة أخرجه البخاري في الصحيح باب صفة النبي صَلَّى الله عليه وسلم في الصحيح 4/ 1822 كتاب الفضائل (43)باب شيبه صَلَّى الله عليه وسلم (29) حديث رقم (107/ 2343)والترمذي في السنن 5/ 617 كتاب المناقب (50)باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام (31) حديث رقم 3776 وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وأحمد في المسند4/ 307 هذا حديث صحيح متفق عليه.

وروى الأوزاعي، عن شداد بن عبد الله قال: سمعت واثلة بن الأسقع، وقد جيء برأس الحسين، فلعنه رجل من أهل الشام ولعن أباه، فقام واثلة وقال: والله لا أزال أحب عليًا والحسن والحسين وفاطمة بعد أن سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول فيهم ما قال، لقد رأيتني ذات يوم، وقد جئت النبي صَلَّى الله عليه وسلم في بيت أم سلمة، فجاء الحسن فأجلسه على فخذه اليمنى وقبله، ثم جاء الحسين فأجلسه على فخذه اليسرى وقبله، ثم جاءت فاطمة فأجلسها، بين يديه، ثم دعا بعلي ثم قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1883 كتاب فضائل الصحابة (44) باب (9) حديث رقم (61/ 2424) والترمذي في السنن 5/ 621 كتاب المناقب (50) باب (32) حديث رقم 3787 وقال أبو عيسى وهذا حديث غريب من هذا الوجه. [الأحزاب/ 33]. قلت لواثلة: ما الرجس؟ قال: الشك في الله عز وجل.

قال أبو أحمد العسكري: يقال إن الأوزاعي لم يرو في الفضائل حديثًا غير هذا، والله أعلم. قال: وكذلك الزهري لم يرو فيها إلا حديثًا واحدًا، كانا يخافان بني أمية.

قال الزبير بن بكار: حدثني مصعب قال: حج الحسين خمسًا وعشرين حجة ماشيًا؛ فإذًا يكون قد حج وهو بالمدينة قبل دخولهم العراق منها ماشيًا فإنه لم يحج من العراق، وجمع ما عاش بعد مفارقة العراق تسع عشرة سنة وشهورًا، فإنه عاد إلى المدينة من العراق سنة إحدى وأربعين، وقتل أول سنة إحدى وستين.

وكان الحسين كارهًا لما فعله أخوه الحسن من تسليم الأمر إلى معاوية، وقال: أنْشُدُكَ الله أن تصدق أحْدُوثة معاوية وتكذب أحدوثة أبيك، فقال له الحسن: اسكت؛ أنا أعلم بهذا الأمر منك.

وكان الحسين رضي الله عنه فاضلًا كثير الصوم، والصلاة، والحج، والصدقة، وأفعال الخير جميعها.

وقتل يوم الجمعة وقيل: يوم السبت، وهو يوم عاشوراء من سنة إحدى وستين بكربلاء من أرض العراق، وقبره مشهور يزار. وسبب قتله أنه لما مات معاوية بن أبي سفيان كاتب كثير من أهل الكوفة الحسين بن علي ليأتي إليهم ليبايعوه، وكان قد امتنع من البيعة ليزيد بن معاوية لما بايع له أبوه بولاية العهد، وامتنع معه ابن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر، فلما توفي معاوية ولم يبايع أيضًا، وسار من المدينة إلى مكة، فأتاه كتب أهل الكوفة وهو بمكة، فتجهز للمسير، فنهاه جماعة منهم: أخوه محمد ابن الحنفية، وابن عمر، وابن عباس، وغيرهم، فقال: رأيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في المنام، وأمرني بأمر فأنا فاعل ما أمر. فلما أتى العراق كان يزيد قد استعمل عبيد الله ابن زياد على الكوفة، فجهز الجيوش إليه، واستعمل عليهم عمر بن سعد بن أبي وقاص، ووعده إمارة الري. فسار أميرًا على الجيش وقاتلوا حسينًا بعد أن طلبوا منه أن ينزل على حكم عبيد الله بن زياد، فامتنع، وقاتل حتى قتل هو وتسعة عشر من أهل بيته، قتله سنان بن أنس النَّخَعِي، وقيل: قتله شمر بن ذي الجوشن، وأجهز عليه خولي بن يزيد الأصبحي، وقيل: قتله عمر بن سعد، وليس بشيء، والصحيح أنه قتله سنان بن أنس النخعي. وأما قول من قال: قتله شمر وعمر بن سعد؛ لأن شمر هو الذي حرض الناس على قتله وحمل بهم إليه، وكان عمر أمير الجيش، فنسب القتل إليه، ولما أجهز عليه خولي حمل رأسه إلى ابن زياد، وقال: [الرجز]

أَوْقِرْْ رِكَابِي فِضَّةً وَذَهَبًا فَقَدْ قَتَلْتُ السَّيِّدَ المُحَجَّبَا

قَتَلْتُ خَيْرَ النَّاسِ أُمًّا وَأَبًا وَخَيْرهمِ إِذْ يُنْسَبُونَ نَسَبًا

وقيل: إن سنان بن أنس لما قتله قال له الناس: قتلت الحسين بن علي، وهو ابن فاطمة بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ورضي عنها، أعظم العرب خطرًا؛ أراد أن يزيل ملك هؤلاء، فلو أعطوك بيوت أموالهم لكان قليلًا! فأقبل على فرسه، وكان شجاعًا به لُوثة، فوقف على باب فسطاط عمر بن سعد، وأنشده الأبيات المذكورة؛ فقال عمر: أشهد أنك مجنون، وحذفه بقضيب وقال: أتتكلم بهذا الكلام! والله لو سمعه زياد لقتلك.

ولما قتل الحسين أمر عمر بن سعد نفرًا فركبوا خيولهم وأوطؤها الحسين، وكان عدة من قتل معه اثنين وسبعين رجلًا، ولما قتل أرسل عمر رأسه ورؤوس أصحابه إلى ابن زياد، فجمع الناس وأحضر الرؤوس، وجعل ينكت بقضيب بين شفتي الحسين، فلما رآه زيد بن أرقم لا يرفع قضيبه قال له: اعل بهذا القضيب، فوالذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم على هاتين الشفتين يقبلهما. ثم بكى، فقال له ابن زياد: أبكى الله عينيك، فوالله لولا أنك شيخ قد خرِفت لضربت عنقك. فخرج وهو يقول: أنتم يا معشر العرب، العبيد بعد اليوم؛ قتلتم الحسين ابن فاطمة، وأمرتم ابن مرجانة، فهو يقتل خياركم، ويستعبد شراركم، وأكثر الناس مراثيه، فمما قيل فيه ما قاله سليمان ابن قتة الخزاعي: [الطويل]

مَرَرْتُ عَلَى أَبْيَـاتِ آلِ مُحَمَّدٍ فَلَمْ
أَرَهَا أَمْثَالَهَا حِينَ
حُلَّتِ

فَلَا يُبْعِدِ الله
البُيُوتَ
وَأَهْلَهَا وَإِنْ أَصْبَحَتْ مِنْهُمْ بِرَغْمِي تَخلَّتِ

وَكَانُوا رَجَاءً ثُمَّ
عَادُوا
رَزِيَّةً لَقَدْ عَظُمَتْ تِلْكَ الرَّزَايَا وَجَلَّتِ

أُوَلِئَك قَوْمٌ لَمْ يَشِيمُوا سُيُوفَهَمْ وَلَمْ تَنْكِ فِي أَعْدَائِهِمْ حِـينَ سُلَّتِ

وَإِنَّ قَتِيلَ الطَّفِّ مِـْن آلِ هَاشِمٍ أَذَلَّ
رِقَابًا مِنْ
قُرَيْشٍ
فَذَلَّتِ

أَلَمْ تَرَ أَنَّ الأَرْضَ أَضْحتْ مَرِيضَةً لِفَقْدِ حُسينٍ
وَالبِلادَ
اقْشَعَرَّتِ

وَقَدْ أَعْوَلَتْ تَبْكِي السَّمَاءُ لِفَقْدِهِ وَأَنْجُمُهَا
نَاحَتْ
عَلَيْهِ
وَصَلَّتِ

وهي أبيات كثيرة.

وقال منصور النمري: [المنسرح]

وَيْلَكَ يَا قَاتِلَ الحُسَيـنِ لَقَدْ بُؤْتَ
بِحَمْلٍ
يَنُوءُ بِالحَامِلْ

أَيّ حَبَاءٍ حَبَوْتَ أَحْمدَ فِي حُفْرَتهِ مِنْ
حَرَارَةِ
الثَّاكِلْ

تَعَالَ فَاطْلُبْ غَدًا شَفَاعَتَهُ وَانْهضْ فَرِدْ حَوْضَهُ مَعَ النَّاهِلْ

مَا الشَّكُّ عِنْدِي بِحَالِ قَاتِلِـهِ لَكِنَّنِي قَدْ
أَشُكُّ
بِالخَاذِلْ

كَأَنَّمَا
أَنْتِ
تَعْجَبِينَ
أَلَا تَنْزِلَ بِالقَوْمِ
نِقْمَةُ
العَاجِلْ

لَا يَعْجَلًُ الله إِنْ عَجلْتِ وَمَا رَبُّكِ
عَمَّا
تَرَيْنَ بِالغَافِلْ

مَا حُصِّلَتْ لامْرِىءٍ سَعَادَتهُ حَقَّتْ
عَلَيْهِ
عُقُوبَةُ
الآجِلْ

أخبرنا ابراهيم بن محمد الفقيه وغير واحد، قالوا بإسنادهم إلى الترمذي، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر قال: حدثنا رزين، حدثني سُلْمى قال: دخلت على أم سلمة، وهي تبكي، فقلت: ما يبكيك؟ قالت: رأيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في المنام، وعلى رأسه ولحيته التراب، فقلت: ما لك يا رسول الله؟ قال: "شهدت قتل الحسين آنفًا".(*)

وروى حماد بن سلمة، عن عَمَّار بن أبي عمار، عن ابن عباس، قال: رأيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فيما يرى النائم نصف النهار، وهو قائم أشعث أغبر، بيده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما هذا الدم؟ قال: "هَذَا دَمُ الحُسَيْنِ، لَمُ أَزَلْ أَلْتِقُطُه مِنْذُ اليَوْمَ"(*)، فَوُجِد قد قتل في ذلك اليوم.

قال: أخبرنا محمد بن عيسى، أخبرنا واصل بن عبد الأعلى، أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عُمَارة بن عمير قال: لما جيء برأس ابن زياد وأصحابه، نُضِّدَتْ في المسجد، فانتهيت إليهم وهم يقولون: قد جاءت، قد جاءت، فإذا حَيّة قد جاءت تتخلل الرؤوس حتى دخلت في منخر عبيد الله بن زياد، فمكثت هُنَية، ثم خرجت، فذهبت حتى تغيبت، ثم قالوا: قد جاءت، قد جاءت، ففعلت ذلك مرتين، أو ثلاثًا.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

أخرجه الثلاثة.
(< جـ2/ص 24>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال