1 من 4
روى أحمد بن عبد الله بن يونس عن أبي الضّحى، قال في قول الله جلّ ثناؤه: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [سورة آل عمران: 169]: نزلت في قتلى أُحُد، ونزل فيهم: {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} [سورة آل عمران: 140]؛ قُتِلَ يومئذ سبعون من المسلمين أربعة من المهاجرين: حمزة بن عبد المطّلب، ومُصْعب بن عُمير أخو بني عبد الدّار، والشمّاس بن عثمان المخزوميّ، وعبد الله بن جحش الأسديّ، وسائرهم من الأنصار.
2 من 4
قوله تعالى: {أَفَمَن شَرَحَ اللهُ صَدرَهُ لِلِإسلامِ فَهوَ عَلى نُورٍ مِن رَّبِّهِ} [الزمر: 22] الآية، نزلت في حمزة، وعلي، وأبي لهب، وولده؛ فعلي، وحمزة ممن شرح الله صدره؛ وأبو لهب، وأولاده الذين قست قلوبهم عن ذكر الله وهو قوله تعالى: {فَويلٌ لِلّقاسِيَةِ قُلوبُهُم مِن ذِكرِ اللهِ}.
3 من 4
قال قيس بن عُبَاد: سمعت أبا ذَرّ يُقسم قسمًا: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [سورة الحج: 19]، إِنها نزلت في هؤلاء الرّهط الستة يوم بدر: حمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، وعبيدة بن الحارث، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة.
4 من 4
روى كثير بن زيد عن المطّلب، عن حنطب، قال: لمّا كان يوم أُحُد جعلَتْ هند بنت عتبة والنّساء معها يجدَعن أنوف المسلمين، ويَبْقَرْنَ بطونهم، ويقطَعْنَ الآذان إلا حنظلة، فإنّ أباه كان من المشركين، وبَقرَتْ هند عن بطن حمزة فأَخْرَجت كبده، وجعلت تَلوك كبده، ثم لفظتْه؛ فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: "لَوْ دَخَلَ بَطْنَهَا لَمْ تَدْخُلِ النَّارَ" ولم يمثَّل بأحدٍ ما مُثِّلَ بحمزة، قطعت هِنْد كبده، وجدعَتْ أنفه، وقطعت أذنيْه، وبقرتْ بطنه، فلما رأى النبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ما صُنع بحمزة فقال: "لَئِنْ ظَفِرْتُ بِقُرَيْشٍ لأُمَثِلَنَّ بِثَلَاثِينَ مِنْهُمْ"، فأنزلَ الله عزَّ وجل: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ...} [النحل: 126 ــ 127] الآية.
وقال أبو هريرة: وقف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على حمزة، قد قُتِل ومُثِّلَ به فلم يرَ منظرًا كان أوْجَع لقلبه منه، فقال: "رَحِمَكَ اللَّهُ أَيْ عَمّ، فَلَقَدْ كُنْتَ وَصُولًا للرَّحِمِ، فعُولًا لِلْخَيْرَاتِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ أَظْفَرَنِي اللَّهُ بِالْقَوْمِ لأُمَثِّلَنَّ بِسَبْعِينَ مِنْهُمْ"، فما برح حتى نَزلت: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل: 126]، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: "بَلْ نَصْبِرُ"، وكفَّر عن يمينه(*).