1 من 2
أبو أيوب الأنصاري:
أبو أيّوب الأنصاريّ. اسمه خالد بن زيد بن كلب بن ثعلبة بن عبد بن عَوْف بن غَنْم ابن مالك بن النّجّار، شهد العقبة وبَدْرًا وأُحُدًا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وتُوفِّي بالقسطنطينية من أرض الرّوم سنة خمسين وقيل: سنة إحدى وخمسين في خلافة معاوية تحت راية يزيد. وقيل: إن يزيد أمر بالخيل، فجعلت تدبر وتقبل على قبره حتى عفا أثر قبره، روي هذا عن مجاهد، وقد قيل: إن الرّوم قالت للمسلمين في صبيحة دَفْنهم لأبي أَيوب: لقد كان لكم الليلة شأن عظيم، فقالوا: هذا رجلٌ من أَكابر أصحاب نبينا صَلَّى الله عليه وسلم وأَقدمهم إسلامًا، وقد دفناه حيث رأَيتم، والله لئن نُبِشَ لَا ضُرب لكم ناقوس أَبدًا في أَرض العرب ما كانت لنا مملكة.
روي هذا المعنى أيضًا عن مجاهد، قال مجاهد: كانوا إذا أمْحَلُوا كشفوا عن قبره فمطروا. قال شعبة: سألت الحكم أَشَهِد أبو أيوب صفين مع علي؟ قال: لا، ولكنه شهد النَّهروان. وغيْرُه يقول: شهد صفّين مع عليّ. وقد تقدّم في باب اسمه مِنْ خبره ما هو أكثر من هذا. وقال ابن القاسم، عن مالك: بلغني عن قبر أبي أيوب أنّ الرومَ يستصحُّون به ويستسقون. وقال ابن الكلبي، وابن إسحاق: شهد أبو أيوب، مع عليّ، الجمل وصِفّين، وكان على مقدَّمته يوم النّهروان. ولأبي أيّوب عقب. وروى أيّوب، عن محمد بن سيرين، قال: نبئت أن أبا أيّوب شهد مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بَدْرًا، ثم لم يتخلف عن غَزْوة غزاها في كلّ عام، إلى أنْ مات بأرض الرَّوم رضي الله عنه فلما. ولى معاوية يزيد على الجيش الذي بعثه إلى القسطنطينية جعل أبو أيّوب يقول: وما علي أن أمّر علينا شابٌ، فمرض في غزوته تلك، فدخل عليه يزيد يعوده، وقال: أوصني. قال: إذا مت فكفنوني، ثم مُرِ النَّاس فليركبوا، ثم يسيروا في أرض العدوّ حتى إذا لم تجدوا مساغًا فادفنوني. قال: ففعلوا ذلك. قال: وكان أبو أيّوب يقول: قال الله عز وجل: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة 42] فلا أجدني إلا خفيفًا أو ثقيلًا.
وروى قرة بن خالد، عن أبي يزيد المدنيّ، قال: كان أبو أيوب والمقداد بن الأسود يقولان: أمرنا أن ننفر على كل حالٍ، ويتأولان: {انفِرُوا خِفَافًا وثِقِالًا}.
(< جـ4/ص 169>)
2 من 2
خالد بن زيد:
خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة، أبو أيّوب الأنصاريّ النّجّاريّ، من بني غَنْم بن مالك بن النّجار، غلبت عليه كُنيته، أمّه هند بنت سَعْد بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأكبر، شهِدَ العَقَبة وبَدْرًا وسائر المشاهد، وعليه نزل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في خروجه من بني عمرو بن عوف حين قدم المدينة مهاجرًا من مكَّة، فلم يزَل عنده حتى بنى مسجِدَه في تلك السّنة، وبنى مساكنه، ثم انتقل صَلَّى الله عليه وسلم إلى مَسكنه.
وآخى رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم بينه وبين مصْعَب بن عُمير.(*)
حدّثنا سعيد بن نصر، قال: حدّثنا قاسم بن أَصْبَغ، قال: حدّثنا ابن وضَّاح، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا يونس بن محمّد، عن اللّيث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن أبي رُهْم السَّماعي أنّ أبا أيّوب الأنصاريّ حدَّثه قال: نزل رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم في بيتنا الأَسفل، وكنْتُ في الغرفة، فأُهريق ماءٌ في الغُرفة. فقمت أنا وأم أيوّب بقطيفةِ تتبع الماءَ شفَقة أن يخْلُص إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم منه شيء، ونزلْتُ إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأنا مشفقٌ فقلت: يا رسولَ الله؛ إنه ليس ينبغي أَنْ نكونَ فوقَكَ، انْتَقلْ إلى الغرفة، فأمر النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم بِمَتاعِهِ أَنْ يُنْقَل، ومتَاعُه قليل... وذكر تمام الحديث.(*)
وكان أبو أيّوب الأنصاريّ مع علي بن أبي طالب في حروبه كلِّها، ثم مات بالقسطنطينية من بلادِ الروم في زمَنِ معاوية، وكانت غزاته تلك تحت راية يزيد، هو كان أميرهم يومئذ، وذلك سنة خمسين أو إحدى وخمسين من التَّاريخ. وقيل: بل كانت سنة اثنتين وخمسين، وهو الأكثرُ في غزوة يزيد القُسطنطينية.
حدّثنا سعيد بن نَصْر، قال: حدّثنا قاسم بن أَصبْغ، قال: حدّثنا محمد بن وضِّاح، قال: حدّثنا ابنُ أبي شيبة، حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي ظبيان عن أشياخه عن أبي أيّوب أنه خرج غازيًا في زمن معاوية فمرض، فلما ثقُل قال لأصحابه: إذا أنا مِتّ فاحملوني، فإذا صاففْتُم العدوّ فادفنوني تحت أقدامكم ففعلوا... وذكر تمام الحديث.
وقبرُ أبي أيّوب قرب سورِها معلومٌ إلى اليوم معظَّم يستسْقون به فيسقون، وقد ذكرنا طرفًا من أخباره في باب كُنيته.
(< جـ2/ص 9>)