تسجيل الدخول


ذو العين

((قَتَادةُ بنُ النُّعْمَانِ بن زَيْد بن عَامِر بن سَوَاد بن ظَفَر بن الخَزْرج بن عمرو بن مالك بن الأَوس الأَنصاري الأَوسي ثم الظفَري)) أسد الغابة. ((قتادة بن النّعمان. بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب، وكعب هو ظفر بن الخزرج)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((ذو العَيْن: هو قتادة بن النعمان.)) ((أشار ابن حِبَّانَ في ترجمة قَتَادة بن النعمان الأنصاريّ الصّحابي المشهور إلى أن بعضَهم ذكر آخر يسمى قتادة بن النعمان غير الأول؛ فقال: مَنْ زعم أن قتادة بن النعمان اثنان فقد وهم؛ وهو كما قال.))
((يُكنى أبا عمرو الأنصاري يكنونه أبا عبد الله، وقيل كنيته أبو عثمان.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((أمّه أُنَيسة بنت قيس بن عَمرو بن عُبيد بن مالك بن عمرو بن عامر بن غَنْم بن عديّ بن النجّار من الخزرج.))
((قال محمّد بن عمر: وكان قتادة يكنى أبا عمر، وقال عبد الله بن محمّد بن عمارة الأنصاريّ: يكنى أبا عبد الله، وكان لقتادة من الولد عبد الله وأمّ عمرو وأمّهما هند بنت أوس بن خَزَمَةَ بن عديّ بن أُبَيّ بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف من القَوَاقِل حلفاء في بني عبد الأشهل، وعمرو وحفصة وأمّهما الخنساء بنت خُنيس الغسّاني، ويقال بل أمّهما عائشة بنت جُرَيّ بن عمرو بن عامر بن عبد رزاح بن ظفر. قال عبد الله بن محمد بن عمارة: وليس لقتادة اليوم عقب، وكان آخر من بقي من ولده عاصم ويعقوب ابنا عمر بن قتادة، وكان عاصم بن عمر من العلماء بالسيرة وغيرها، وقد انقرضوا فلم يبق منهم أحد.)) الطبقات الكبير.
((عقبي، شهد بَدْرًا والمشاهد كلّها، وأُصيبت عينه يوم بَدْر. وقيل يوم الخندق، وقيل يوم أحد، فسالَت حدَقَتُه، فأرادوا قطعها، ثم أتوا النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم فدفع حدقته بيده حتى وضعها موضعها، ثم غمزها براحته، وقال:‏ ‏"‏اللّهُم اكْسُهَا جَمالًا‏"، فجاءت وإنها لأحسن عينيه وما مرضت بعده‏.(*) قال أبو عمر: ـــ والله أعلم ـــ أن عين قتادة أُصيبت يوم أحد. روى عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمرو بن قتادة، عن جابر بن عبد الله، قال‏: أُصيبت عَيْنُ قتادة بن النّعمان يوم أحد، وكان قريبَ عَهْدٍ بعرْس، فأتى النّبي صَلَّى الله عليه وسلم، فأخذها بيده فردّها. فكانت أحسنَ عينيه وأحدّهما نظَرًا. وقال عمر بن عبد العزيز: كنا نتحدث أنها تعلقت بِعرْقٍ فردَّها رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم. وقال:‏ ‏"‏اللَّهُمَّ اكْسُها جَمَالًا"(*) أخرجه البيهقي في الدلائل 3/ 252، وذكره الزبيدي في الإتحاف 7/ 187..)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((ذكر الوَاقِدِيُّ أنه كان معه يوم حُنَين، وأنه مِنْ ظَفَر)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((روى الأصمعي، عن أَبي معشر المدني قال: وَفَّدَ أَبو بكر بن محمد بن عَمرو بن حزم بديون أَهل المدينة إِلى عُمَر بن عبد العزيز رَجُلًا من وَلِدَ قتادة بن النعمان، فلما قدم عليه قال: ممن الرجل فقال: [الطويل]

أَنَا ابْنُ الَّذِي سَالَتْ عَلَى الْخَدِّ عَيْنُهُ فَرُدَّتْ بِكَفِّ الْمُصْطَفَى أَحْسَنَ الْرَدِّ

فَعَادَتْ كَمَا كَانَتْ
لِأَوَّل
أمْرِهَا فَيَا حُسْنَ مَا عَيْنٍ وَيَا حُسْنَ مَا رَدِّ
فقال عُمَر بن عبد العزيز: [البسيط]

تِلْكَ الْمَكَارِمُ لاَقَعْبَانُ مِنْ
لَبَنٍ شِيبًا
بِمَاءٍ
فَعَادَا
بَعْدُ
أَبْوَالًا
وكان قتادة من فضلاءِ الصحابة، وكانت معه راية بني ظَفَر يوم الفتح. وروى أَبو سلمة، عن أَبي سعيد الخدري "أَن النبي صَلَّى الله عليه وسلم خرج ليلة لصلاة العشاء، وهاجت الظلمة والسماءُ، وبَرَقَت بَرْقة، فرأَى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قتادة بن النعمان، فقال: "قتادة"؟ قال: نعم، يا رسول الله، علمت أَن شَاهِدَ الصلاة الليلة قليل، فأَحببت أَن أَشهدها. فقال له: "إِذا انصرفت فأَتني" فلما انصرف أَعطاه عُرجُونا، فقال: "خذ هذا يُضيء أَمامك عشرًا، وخلفك عشرًا".(*) وقتادة هذا هو جد عاصم بن عُمَر بن قتادة، المحدث النسابة، أَكثر محمد بن إِسحاق الرواية عنه. روى قتادة عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم. روى عنه أَبو سعيد الخُدري، وغيره. أَنبأَنا إِسماعيل بن علي بن عبيد وإِبراهيم بن محمد بن مِهران وغيرهما، بإِسنادهم إِلى أَبي عيسى محمد بن عيسى قال: حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا إِسحاق بن محمد الفَرْوي، حدثنا إِسماعيل بن جعفر، عن عمارة بن غَزِيَّة، عن عاصم بن عُمَرَ بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن قتادةَ بن النعمان: أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "إِذَا أَحَبَّ الله الْعَبْدَ حَمَاهُ الْدُّنْيَا، كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ الْمَاءَ" أخرجه الترمذي في السنن 4/ 334 كتاب الطب (29)، باب ما جاء في الحمية (1) حديث رقم 2036، والطبراني في الكبير 4/ 298، والحاكم في المستدرك 4/ 309، والبخاري في التاريخ الكبير 7/ 185.. وتوفي قتادة بن النعمان سنة ثلاث وعشرين، وهو ابن خمس وستين سنة. وصلى عليه عمر بن الخطاب، ونزل في قبره أَبو سعيد الخدري، ومحمد بن مسلمة. أَخرجه الثلاثة [[يعني: ابن عبد البر، وابن منده، وأبا نعيم]]؛ إِلا أَن أَبا نعيم قال: "سقطت حدقتاه، فردهما رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم" وهذا لا يصح، إِنما سقطت إِحدى عينيه، فردها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم كما ذكرنا، والله أَعلم.)) أسد الغابة.
((مشهور)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((كان رضي الله عنه من فضلاء الأنصار)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قَالَ الْبُخَارِيُّ: له صحبة. وقال خليفة، وابن حبان، وجماعة: شهد بدرًا، وحكى ابن شاهين، عن ابن أبي داود ـــ أنه أول مَنْ دخل المدينة بسورة من القرآن وهي سورة مريم.)) ((أخرج أحمد من طريق سعيد بن الحارث، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد في قصةِ ساعةِ الجمعة؛ قال: هاجت السماءُ، فخرج النبي صَلَّى الله عليه وسلم لصلاةِ العشاء، فبرقت بَرقة، فرأى قتادة بن النعمان؛ فقال: "ما السرى يا قتادة؟" قال: يا رسول الله، إن شاهد العشاء قليل، فأحببت أنْ أشهدَها. قال: "فإذا صليت فأْتِ"، فلما انصرف أعطاه العرجون، قال: "خذ هذا فسيضيء لك، فإذا دخلْتَ البيت، ورأيتَ سوَادًا في زاوية البيت فاضرِبه قبل أن يتكلم، فإنه شيطان"(*). وأخرج هذه القصة الطَّبَرَانِيُّ من وَجْهٍ آخر، وقال: إنه كان في صورة قنفذ.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قال محمّد بن عمر: وقد شهد قتادة بن النعمان العَقَبة مع السبعين من الأنصار في روايته ورواية موسى بن عقبة وأبي معشر، ولم يذكره محمّد بن إسحاق في كتابه فيمن شهد العقبة. وكان قتادة من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وشهد بدرًا وأُحُدًا ورُميت عينه يوم أُحُد فسالت حَدَقَتُه على وجنته فأتى رسولَ الله فقال: يا رسول الله إنّ عندي امرأة أحبّها وإن هي رأت عيني خشيتُ أن تُقْذِرَني، قال فردّها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بيده فاستوت ورجعت وكانت أقوى عينيه وأصحّهما بعد أن كبر.)) الطبقات الكبير.
((روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديثَ. روى عنه أخوه أبو سعيد الخُدْري، وابنه عمر بن قتادة، ومحمود بن لبيد، وآخرون. وأخرج البَغَوِيُّ وَأَبُو يَعْلَى عن يَحْيَى الحِمّاني عَنِ ابْنِ الغَسِيل، عن عاصم بن عمر بن قَتادة، عن قتادة بن النعمان ـــ أنه أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقته على وجنته، فأرادوا أن يقطعوها، فقالوا: لا، حتى نستأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاستأمروه، فقال: "لا" ثم دعا به فوضع راحتَه على حدقته ثم غمزها فكان لا يدري أي عينيه ذهب.(*) ومن طريق يعقوب بن محمد الزهري، عن إبراهيم بن جعفر، عن أبيه، عن عاصم بن عمر بن قَتادة، عن جدّه ـــ أنه سالت عَيْنُه على خَدّه يوم بَدْر فردَّها، فكانت أصحّ عينيه؛ قال عاصم: فحدثت به عمر بن عبد العزيز فقال:

تِلْكَ المَكَارِمُ
لَا قَعْبَانِ
مِنْ لَبنٍ شِيبا
بِمَاءٍ فَعَادَا
بَعْدُ أَبْوالَا

[البسيط]
وجاء من أوجه أُخر أنها أُصيبت يوم أحد، أخرجه الدارقطني، وابن شاهين، من طريق عبد الرحمن بن يحيى العذري، عن مالك، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن قَتَادة بن النعمان ـــ أنه أصيبت عينه يوم أحُد، فوقعت على وجْنَته فردّها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكانت أصحَّ عينيه. وأخرجه الدارقطني، والبيهقي في "الدلائل"، مِنْ طريق عياض بن عبد الله بن أبي سَرْح، عن أبي سعيد الخُدْري، عن قتادة أنّ عينه ذهبت يوم أحد، فجاء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فردّها، فاستقامت، وساقها ابن إسحاق عن عاصم بن قتادة مطوّلة مرسلة.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((روى عن قتادة بن النّعمان أخوه لأمه أبو سعيد الخدريّ حديث: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}"‏تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ"‏‏(*) أخرجه مسلم في الصحيح كتاب صلاة المسافرين باب 45، حديث رقم 259، والترمذي في السنن حديث رقم 2894، 2899، والنسائي في السنن 1/ 2، 172، 250، وابن ماجة في السنن حديث رقم 3787، 3788، وأحمد في المسند 3/ 23، 4/ 122، 5 /418، 6/ 404، والطبراني في الكبير 4/ 198، 10/ 172، 12/ 82.. وقتادة بن النّعمان هذا هو الذي كان يقرؤها وكان يَتَقَالّها وعليه مخرج ذلك الحديث، وله في قصّة نزول‏: ‏{وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ} [النساء 07‏1]‏ في بني أبيرق من الأنصار فضيلة كبيرة.‏ وحديثُه بذلك مشهور في السّير، وفي كتب تفسير القرآن.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((مات في خلافة عُمر فصلّى عليه ونزل في قبره، وعاش خمسًا وستين سنة؛ قاله ابن أبي حاتم، وابن حبان، وغيرهما.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرني محمّد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: مات قتادة بن النعمان سنة ثلاثٍ وعشرين وهو يومئذٍ ابن خمسٍ وستّين سنة، وصلى عليه عمر بن الخطّاب، رحمه الله، بالمدينة ونزل في قبره أخوه لأمّه أبو سعيد الخُدريّ ومحمّد بن مسلمة والحارث بن خَزَمَةَ.)) الطبقات الكبير. ((كانت وفاته في سنة ثلاث وعشرين‏. وقيل سنة أربع وعشرين)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال