تسجيل الدخول


ذو العين

1 من 1
قَتَادَةُ بْنُ الْنُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيُّ

(ب د ع) قَتَادةُ بنُ النُّعْمَانِ بن زَيْد بن عَامِر بن سَوَاد بن ظَفَر بن الخَزْرج بن عمرو بن مالك بن الأَوس الأَنصاري الأَوسي ثم الظفَري، يكنى أَبا عمرو، وقيل: أَبو عمر، وقيل: أَبو عبد اللّه. وهو أَخو أَبي سعيد الخدري لأُمه.

شهد العقبة، وبدرًا وأُحدًا، والمشاهد كلها مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وأُصيبت عينه، يوم بدر، وقيل: يوم أَحد، وقيل: يوم الخندق.

قال أَبو عمر: أَصح ـــ والله أَعلم ـــ أَن عين قتادة أُصيبت يوم أُحد، فردَّها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فكانت أَحسن عينيه.

أَنبأَنا أَبو الربيع سليمان بن أَبي البركات محمد بن محمد بن خميس العدل، أَنبأَنا أَبي، حدثنا أَبو نصر أَحمد بن عبد الباقي بن طوق، أَنبأَنا ابن المرجي، أَنبأَنا أَبو يعلى، أَنبأَنا أَبو عبد الرحمن الأَزرقي، حدثنا عبد العزيز بن عمران، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد، عن جده قال: أُصيبت عين أَبي يوم أُحد، فبزق فيها النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فكانت أَحسن عينيه.

قال: وأَخبرنا أَبو يعلى، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أَبيه، عن قتادة بن النعمان: أَنه أُصيبت عينه يوم بدر، فسالت حَدَقته على وَجْنته، فأَرادوا أَن يقطعوها، فسأَلوا النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "لا". فدعا به، فَغَمَز حَدَقته براحته، فكان لا يدري أَيُّ عينيه أُصيبت.

وأَنبأَنا أَبو جعفر بن أَحمد بإِسناده، عن يونس بنُ بُكَير، عن محمد بن إِسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: أُصيبت عين قتادة يوم أُحد، حتى وقعت على وَجْنته، فردَّها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فكانت أَحسن عينيه.

وروى الأصمعي، عن أَبي معشر المدني قال: وَفَّدَ أَبو بكر بن محمد بن عَمرو بن حزم بديون أَهل المدينة إِلى عُمَر بن عبد العزيز رَجُلًا من وَلِدَ قتادة بن النعمان، فلما قدم عليه قال: ممن الرجل فقال: [الطويل]

أَنَا ابْنُ الَّذِي سَالَتْ عَلَى الْخَدِّ عَيْنُهُ فَرُدَّتْ بِكَفِّ الْمُصْطَفَى أَحْسَنَ الْرَدِّ

فَعَادَتْ كَمَا كَانَتْ
لِأَوَّل
أمْرِهَا فَيَا حُسْنَ مَا عَيْنٍ وَيَا حُسْنَ مَا رَدِّ

فقال عُمَر بن عبد العزيز: [البسيط]

تِلْكَ الْمَكَارِمُ لاَقَعْبَانُ مِنْ
لَبَنٍ شِيبًا
بِمَاءٍ
فَعَادَا
بَعْدُ
أَبْوَالًا

وكان قتادة من فضلاءِ الصحابة، وكانت معه راية بني ظَفَر يوم الفتح.

وروى أَبو سلمة، عن أَبي سعيد الخدري "أَن النبي صَلَّى الله عليه وسلم خرج ليلة لصلاة العشاء، وهاجت الظلمة والسماءُ، وبَرَقَت بَرْقة، فرأَى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قتادة بن النعمان، فقال: "قتادة"؟ قال: نعم، يا رسول الله، علمت أَن شَاهِدَ الصلاة الليلة قليل، فأَحببت أَن أَشهدها. فقال له: "إِذا انصرفت فأَتني" فلما انصرف أَعطاه عُرجُونا، فقال: "خذ هذا يُضيء أَمامك عشرًا، وخلفك عشرًا".(*)

وقتادة هذا هو جد عاصم بن عُمَر بن قتادة، المحدث النسابة، أَكثر محمد بن إِسحاق الرواية عنه.

روى قتادة عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم. روى عنه أَبو سعيد الخُدري، وغيره.

أَنبأَنا إِسماعيل بن علي بن عبيد وإِبراهيم بن محمد بن مِهران وغيرهما، بإِسنادهم إِلى أَبي عيسى محمد بن عيسى قال: حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا إِسحاق بن محمد الفَرْوي، حدثنا إِسماعيل بن جعفر، عن عمارة بن غَزِيَّة، عن عاصم بن عُمَرَ بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن قتادةَ بن النعمان: أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "إِذَا أَحَبَّ الله الْعَبْدَ حَمَاهُ الْدُّنْيَا، كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ الْمَاءَ" أخرجه الترمذي في السنن 4/ 334 كتاب الطب (29)، باب ما جاء في الحمية (1) حديث رقم 2036، والطبراني في الكبير 4/ 298، والحاكم في المستدرك 4/ 309، والبخاري في التاريخ الكبير 7/ 185..

وتوفي قتادة بن النعمان سنة ثلاث وعشرين، وهو ابن خمس وستين سنة. وصلى عليه عمر بن الخطاب، ونزل في قبره أَبو سعيد الخدري، ومحمد بن مسلمة.

أَخرجه الثلاثة [[يعني: ابن عبد البر، وابن منده، وأبا نعيم]]؛ إِلا أَن أَبا نعيم قال: "سقطت حدقتاه، فردهما رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم" وهذا لا يصح، إِنما سقطت إِحدى عينيه، فردها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم كما ذكرنا، والله أَعلم.
(< جـ4/ص 370>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال