تسجيل الدخول


عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن قيس بن ثعلبة بن غنم بن سالم...

1 من 1
عُبَادَةُ بْنُ الْصَّامِتِ

(ب دع) عُبَادَةُ بنُ الصَّامِت بن قَيْس بن أَصْرَم بن فِهْر بن ثَعْلَبَة بن قَوْفَل، واسمه غَنْم ابن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، الأَنصاري الخزرجي، أبو الوليد، وأُمه قرة العين بنت عُبَادة بن نَضْلة بن مالك بن العَجْلان.

شهد العقبة الأولى والثانية، وكان نقيبًا على القَواقِل بني عوف بن الخزرج، وآخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بينه وبين أَبي مَرْثَد الغَنَوِيّ، وشهد بدرًا وأُحدًا والخندق والمشاهد كُلَّها مَعَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، واستعمله النبي صَلَّى الله عليه وسلم علي بعض الصدقات، وقال له: "اتَّقِ الله، لاَ تَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِبَعِيْرٍ تَحْمِلُهُ لَـهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةٌ لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةٌ لَهَا ثَوأجٌ"! قال: فو الذي بعثك بالحق لا أعمل على اثنين.(*)

قال محمد بن كعب القُرَظِيّ: جمع القرآن في زَمنِ النَّبي صَلَّى الله عليه وسلم خمسةٌ من الأَنصـار: معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وأُبي بن كعب، وأَبو أَيوب، وأَبو الدرداء.

وكان عبادة يعلم أَهل الصُّفَّة القرآن، ولما فتح المسلمون الشام أَرسله عمر بن الخطاب. وأَرسل معه معاذ بن جبل وأَبا الدرداء، ليعلموا الناس القرآن بالشام ويُفَقِّهوهم في الدين، وأَقام عبادة بحِمْص، وأَقام أَبو الدرداء بدمشق، ومضى معاذ إلى فلسطين، ثم صار عبادة بَعْدُ إلى فلسطين، وكان معاوية خالفه في شيءٍ أَنكره عبادة، فأَغلظ له معاوية في القول، فقال عبادة: لا أُسَاكِنُك بأَرض واحدة أَبدًا، ورحل إلى المدينة، فقال عمر: ما أَقدمك؟ فأخبره، فقال: ارجع إلى مكانك؛ فَقَبَّح الله أَرضًا لست فيها أَنت ولا أَمثالك، وكتب إلى معاوية: لا إِمْرَةَ لك عليه.

روى عنه أنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وفَضَالة بن عُبيد، والمقدام بن عمرو بن مَعْدِ يكرب، وأَبو أُمامة الباهلي، ورفاعة بن رافع، وأَوس بن عبد الله الثقفي، وشرحبيل ابن حَسَنة، وكلهم صحابي. وروى عنه جماعة من التابعين.

قال الأَوزاعي: أَول من ولي قضاءَ فلسطين عُبَادةُ بن الصامت.

أَخبرنا أَبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله الدمشقي، أَخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن أَبي بكر الخطيب الكُشْمِهَنِي وولده أَبو البديع محمود، والقاضي أَبو سليمان بن داود بن محمد بن الحسن بن خالد الموصلي، أَخبرنا أَبو منصور محمد بن علي ابن محمود المَرْوزِي، حدثنا جدي أبو غانم أَحمد بن علي بن الحسين الكُراعي، أَخبرنا أَبو العباس عبد الله بن الحسين بن الحسن البصري، قال: قريءَ على الحارث بن أَبي أُسامة: حدثنا عبد الوهاب، هو ابن عطاءَ، أَخبرنا سعيد، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن أَبي الأَشعث الصنعاني، عن عبادة بن الصامت، وكان عَقَبِيًّا بدريًا، أَحد نقباء الأَنصار: بايع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم على أَن لا يخاف في الله لومة لائم، فقام من الشام خطيبًا فقال: يا أَيّها الناس، إِنكم قد أَحدثتم بيوعًا، لا أَدري ما هي؟ أَلا إِن الفضة بالفضة وزنًا بوزن، تبِرْها وعينها، والذهب بالذهب وزنًا بوزن، تبره وعينه، أَلا ولا بأْس ببيع الذَّهب بالفضة يدًا بيد، والفضة أكثرها، ولا يصلح نسيئة، أَلا وإن الحنطة بالحنطة مُدْيـا بمُدي، والشعير بالشعير مديًا بمدي، أَلا ولا بأس ببيع الحنطة بالشعير، والشعير أكثرهما، يدًا بيد، ولا يصلـح نسيئة، والتمر بالتمر مُدْيـًا بمُدْي، والملـح بالملح مديً بمدي، فمن زاد أو ازداد فقد أَربى.

وتوفي عبادة سنة أَربع وثلاثين بالرملة، وقيل: بالبيت المقدس، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، وكان طويلًا جَسيمًا جَميلًا، وقيل: توفي سنة خمس وأَربعين أَيام معاوية، والأَول أَصح.

أَخرج الثلاثة.
(< جـ3/ص 158>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال