1 من 1
روى الأَصمعي عن العمري وغيره: أَن عبد اللّه بن جعفر أَسلف الزبير بن العوام أَلف أَلف درهم، فلما قتل الزبير قال ابنه عبد اللّه لعبد اللّه بن جعفر: إِني وجدت في كتب أَبي أَن له عليك أَلف أَلف درهم. فقال: هو صادق فاقبضها إِذا شئت، ثم لقيه فقال: يا أَبا جعفر، وَهَمْتُ، المالُ لَكَ عَلَيْه، قال: فهو له، قال لا أَريد ذاك، قال: فاختر إِذا شئت فهو له، وإِن كرهت ذلك فله فيه نَظِرَةٌ ماشئت، وإِن لم ترد ذلك فبعني من ماله ماشئت، قال: أَبيعك ولكن أُقوِّم، فَقَوَّم الأَموال ثم أَتاه فقال: أُحِبُّ أَن لا يحضرني وإِياك أَحد، قال: فانطَلِقْ، فمضى معه فأَعطاه حرابًا وشيئًا لا عمارة فيه وقَوَّمه عليه، حتى إِذا فرغ قال عبد اللّه بن جَعفر لغلامه: أَلق لي في هذا الموضع مصلى، فأَلقى له في أَغلظ موضع من تلك المواضع مُصَلَّى، فصلى ركعتين وسجد فأَطال السجود يدعو، فلما قضى ما أَراد من الدعاءِ قال لغلامه: احفر في موضع سجودي فحفر، فإِذا عين قد أَنْبَطَها، فقال له ابن الزبير: أَقلني، قال: أَمَّا دعائي وأَجابهُ الله إِيَّاي فلا أُقِيُلك فصار ما أَخذ منه أَعمر مما في يد ابن الزبير.