تسجيل الدخول


عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم الهاشمي

1 من 1
عَبْدُ الْلَّهِ بْنُ جَعْفَرَ

(ب د ع) عَبْدُ اللّهِ بنُ جَعْفَر ـــ ذي الجناحين ـــ بن أَبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مَنَاف، القُرَشِيّ الهَاشِمي. له صحبة، وأُمه أَسماءُ بنت عُمَيْس الخثعَمِية، ولد بأَرض الحبشة، وكان أَبواه رضي الله عنهما هاجرا إِليها، فوُلِد هناك، وهو أَول مولود وُلِد في الإِسلام بأَرض الحبشة، وقدم مع أَبيه المدينة، وهو أَخو محمد بن أَبي بكر الصديق، ويحيى بن علي بن أَبي طالب رضي الله عنهم لأُمهما.

وروى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم أَحاديث، وروى عن أُمه أَسماءَ وعَمّه علي بن أَبي طالب.

روى عنه بنوه إِسماعيل وإِسحاق ومعاوية، ومحمد بن علي بن الحسين، والقاسم بن محمد، وعُرْوة بن الزُّبَيْر والشَّعْبِي وغيرهم.

وتوفي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ولعبد اللّه عشر سنين.

أَخبرنا إِبراهيم بن محمد الفقيه وغير واحد بإِسنادهم إِلى أَبي عيسى الترمذي قال: حدثنا أَحمد بن مَنِيع وعلي بن حُجْر قالا: حدثنا سفيان بن عُيَيْنة، عن جَعْفر بن خالد، عن أَبيه، عن عبد اللّه بن جَعْفر، قال: لما جاءَ نَعْي جعفر قال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "اصْنَعُوا لِأَهْلِ جَعْفَرَ طَعَامًا، فَإِنَّهُمْ قَدْ جَاءَهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ"(*)أخرجه أبو داود في السنن 2/ 212 كتاب الجنائز حديث رقم 3132 أخرجه الترمذي في السنن 3/ 323 كتاب الجنائز (8) باب (21) حديث رقم 998 قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وابن ماجة في السنن 1/ 514 كتاب الجنائز (6)حديث رقم 1610..

وأَخبرنا أَبو الفضل بن أَبي الحسن المخْزُمي بإِسناده إِلى أَبي يَعْلَى المَوْصِلي قال: حدثنا عبد اللّه بن محمد بن أَسماءَ، حدثنا مَهْدِي بن مَيْمُون، حدثنا محمد بن عبد اللّه بن أَبي يعقوب، عن الحسن بن سعد ـــ مولى الحسين بن علي، عن عبد اللّه بن جعفر ـــ قال: أَردفَنِي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وراءَه ذات يوم، فأَسَرَّ إِليَّ حديثًا لا أُحَدِّثُ به أَحَدًا من الناس، وكان أَحبَّ ما استتر به رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لحاجته هَدَفٌ أَو حَائِشُ نَخْلٍ ـــ يعني حائطًا فدخل حائطًا لرجل من الأَنصار، فإِذا فيه جَمَل، فلما رأَي النبي صَلَّى الله عليه وسلم جَرْجَر وذَرِفت عيناه. قال: فأَتاه النبي صَلَّى الله عليه وسلم فمسح رأْسه إِلى سَنَامه وذِفْرَيْه فسكن فقال: "من رب هذا الجمل؟" فجاءَ فتى من الأَنصار فقال: هو لي يا رسول الله. قال: "أَفَلَا تَتَّقِي الله فِي هَذِهِ الْبُهَيْمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ الله إِيَّاهَا، فَإِنَّهُ شَكَى أَنَّكَ تُجِيْعُهُ وَتُدْئِبُهُ"(*) أخرجه أحمد في المسند 1/ 204..

وروى هِشام بنُ عروة عن أَبيه، عن عبد اللّه بن جَعْفر قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيْجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ"(*) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 200، 5/ 47 ومسلم في الصحيح 4/ 1886 كتاب فضائل الصحابة (44) باب (12) حديث رقم (69/ 2430) والترمذي في السنن 5/ 659 ـــ 660 كتاب المناقب (50) باب (62) حديث رقم 3877 قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وأحمد في المسند 1/ 84، 116، 132، 143 والبيهقي في السنن 6/ 367، والحاكم في المستدرك 2/ 497، 3/ 184..

وكان عبد اللّه كريمًا جوادًا حليمًا، يسمى بَحْرَ الجُود.

أَخبرنا أَبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الدمشقي إِذْنًا، أَخبرنا أَبي، حدثنا أَبو الحسن علي بن أَحمد بن منصور، أَخبرنا أَبو الحسن بن أَبي الحديد، أَخبرنا جدي أَبو بكر؛ أَخبرنا عبد اللّه بن أَحمد بن رَبِيعَة بن زَيْر، أَخبرنا محمد بن القاسم بن خَلاَّد، حدثنا الأَصمعي عن العمري وغيره: أَن عبد اللّه بن جعفر أَسلف الزبير بن العوام أَلف أَلف درهم، فلما قتل الزبير قال ابنه عبد اللّه لعبد اللّه بن جعفر: إِني وجدت في كتب أَبي أَن له عليك أَلف أَلف درهم. فقال: هو صادق فاقبضها إِذا شئت. ثم لقيه فقال: يا أَبا جعفر، وَهَمْتُ، المالُ لَكَ عَلَيْه. قال: فهو له. قال لا أَريد ذاك. قال فاختر إِذا شئت فهو له، وإِن كرهت ذلك فله فيه نَظِرَةٌ ماشئت، وإِن لم ترد ذلك فبعني من ماله ماشئت. قال: أَبيعك ولكن أُقوِّم. فَقَوَّم الأَموال ثم أَتاه فقال: أُحِبُّ أَن لا يحضرني وإِياك أَحد. قال: فانطَلِقْ. فمضى معه فأَعطاه حرابًا وشيئًا لا عمارة فيه وقَوَّمه عليه، حتى إِذا فرغ قال عبد اللّه بن جَعفر لغلامه: أَلق لي في هذا الموضع مصلى. فأَلقى له في أَغلظ موضع من تلك المواضع مُصَلَّى، فصلى ركعتين وسجد فأَطال السجود يدعو، فلما قضى ما أَراد من الدعاءِ قال لغلامه: احفر في موضع سجودي فحفر، فإِذا عين قد أَنْبَطَها، فقال له ابن الزبير: أَقلني، قال: أَمَّا دعائي وأَجابهُ الله إِيَّاي فلا أُقِيُلك فصار ما أَخذ منه أَعمر مما في يد ابن الزبير.

وأَخباره في جوده وحلمه وكرمه كثيرة لا تُحْصَى، وتوفي سنة ثمانين، عام الجُحَاف بالمدينة. وأَمير المدينة أَبَان بن عثمان لعبد الملِك بن مَرْوان، فحضر غُسْل عبد اللّه وكَفّنه، والولائد خلف سريره قد شَقَقْنَ الجيوب، والناس يزدحمون على سريره، وأَبان بن عثمان قد حمل السرير بين العمودين، فما فارقه حتى وضعه بالبقيع، وإِن دُمُوعَه لتسيل على خديه، وهو يقول: كنتَ والله خيرًا لا شرَّ فيك، وكنت والله شريفًا واصلًا بَرًّا.

وإِنما سمي عام الجُحَاف لأَنه جاءَ سيل عظيم ببطن مكة جَحَف الحاجَّ وذهب بالإِبلِ عليها أَحمالُها، وصلَّى عليه أَبانُ بن عثمان. ورُئي على قبره مكتوب: [الطويل]

مُقِيمٌ إِلَى أَنْ يَبْعَثَ الْلَّهُ خَلْقَهُ لِقَاؤُكَ
لاَ يُرْجَى
وَأَنْتَ قَرِيبُ

تَزِيدُ بِلًى
فِي كُلِّ
يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَتُنْسَى كَمَا تَبْلَى وَأَنْتَ حَبِيبُ

وقيل: توفي سنة أَربع أَو خمس وثمانين، والأَولُ أَكثر، قال المدائني كان عمره تسعين سنة، وقيل: إِحدى، وقيل: اثنان وتسعون سنة.

أَخرجه الثلاثة.
(< جـ3/ص 199>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال