تسجيل الدخول


هشام بن العاصي بن وائل السهمي

1 من 1
هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ الْقُرَشِيُّ

(ب د ع) هِشَام بن العَاص بن وَائِل بن هَاشِم بن سُعَيد بن سَهم بن عمرو بن هُصَيص ابن كعب بن لُؤيِّ القُرشي السَّهمي. أُمه أُم حَرملة بنت هشام بن المغيرة. وهو أَخو عمرو ابن العاص.

كان قديم الإِسلام، أَسلم والنبي صَلَّى الله عليه وسلم بمكة، وهاجر إِلى أَرض الحبشة، ثم قدم إِلى مكة حين بلغه أَن النبي صَلَّى الله عليه وسلم هاجر إِلى المدينة، فحبسه قومه بمكة حتى قدم بعد الخندق.

وكان خَيٍٍّرا فاضلًا. وكان أَصغر سنًا من عمرو. وقيل: إِنما منعه قومه بمكة عن الهجرة إِلى المدينة قبل أَن يهاجر إِليها النبي صَلَّى الله عليه وسلم.

أَخبرنا عُبَيد اللّه بن أَحمد بإِسناده عن يونس بن بُكَير، عن ابن إِسحاق: حدثني نافع، عن ابن عمر، عن أَبيه قال: لما اجتمعنا للهجرة اتَّعَدْت أَنا وعيَّاش بن أَبي ربيعة وهشام ابن العاص، قلنا: الميعاد بيننا "أَضاةُ بني غفار"، فمن أَصبح منكم لم يأْتها فقد حُبس، فليمض صاحباه. فأَصبحت عندها أَنا وعياش، وحُبِس عنا هشام بن العاص، وفُتِن فافتتن. وقدمنا المدينة، وكنا نقول: "والله ما الله بقابل من هؤلاء توبة! قوم عَرَفوا الله وآمنوا به وصدّقوا رسوله، ثم رجعوا عن ذلك لبلاء أَصابهم من الدنيا". وكانوا يقولونه لأَنفسهم، فأَنزل الله تعالى فيهم: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ} إِلى قوله: {مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ}، قال عمر: فكتبتها بيدي، ثم بعثت بها إِلى هشام. فقال هشام: فلما قدمت عَلَيَّ خرجت إِلى ذي طُوًى، فجعلت أُصَعِّد فيها وأَصوّب، لأَفهمها، فعرفت أَنها أُنزلت فينا، لما كنا نقول في أَنفسنا ويقال فينا. فجلست على بعيري فلحقت برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.

قيل: إِنه استشهد يوم أَجنادين في خلافة أَبي بكر سنة ثلاثة عشرة، وقيل: بل استشهد باليرموك، ضرب رجلًا من غسان فقتله، فكرّت غسان على هشام فقتلوه، وكرَّت عليه الخيل، حتى عاد عليه عمرو أَخوه، فجمع لحمه فدفنه.

وقال خالد بن معدان: لما انهزمت الروم يوم أَجنادين، انتهوا إِلى موضع ضَيق لا يعبرُه إِلا إِنسان بعد إِنسان، فجعلت الروم تقاتل عليه، وقد تقدّموه وعبروه، فتقدم هشام فقاتلهم حتى قُتِل، ووقع على تلك الثُّلمة فسدّها، فلما انتهى المسلمون إِليها هابوا أَن يوطِئُوه الخيل، فقال عمرو بن العاص: "أَيها الناس، إِن الله قد استشهده، ورفع روحه وإِنما هو جثة فأَوطِئُوه الخيل". ثم أَوطأَه هو، ثم تبعه الناس حتى قطعوه. فلما انتهت الهزيمة ورجع المسلمون إِلى المعسكر كَرّ عليه عَمْرو، فجعل يجمع لحمه وعظامه وأَعضاءه، ثم حمله في نِطْع فواراه.

وقد رُوي عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم أَنه قال: "ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ" (*)أخرجه أحمد 2 / 327، 353، 354، والحاكم 3 / 240، 452 والبخاري في التاريخ 6 / 303 وانظر الكنز (33665)..

أَخرجه الثلاثة.
(< جـ5/ص 375>)
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال