تسجيل الدخول


عمرو بن معد يكرب الزبيدي

روى عبد الملك بن نوفل أن عمرو بن معديكرب قال: كانت خيل المسلمين تنفر من الفيلة يوم القادسية، وخيل الفُرس لا تنفر، فأمرت رجلًا فَتَرَّسَ عني، ثم دنوتُ من الفيل، وضربتُ خَطمه فقطعته: فَنَفَرَ ونفرت الفيلَة فحطمت العسكر، وألحَّ المسلمون عليهم حتى انهزموا.
وروى أبان بن صالح قال: قال عمرو بن معديكرب يوم القادسية: ألزموا خراطيم الفيلة السيوف: فإنه ليس لها مقتل إلا خرطومها.
وروى نيار بن مكرم الأسلمي قال: شهدتُ القادسية فرأينا يومًا اشتد فيه القتال بيننا وبين الفُرس، ورأيتُ رجلًا يفعل بالعدو يومئذ الأفاعيل، قلت: مَن هذا جزاه الله خيرًا؟ قيل: عمرو بن معديكرب.
وروى قيْس بن أبي حازم قال: شهدتُ القادسية فسمعت عمرو بن معديكرب وهو يمشي بين الصَّفَّين وهو يقول: يا معشر المسلمين، كونوا أُسُودًا، أَسَدٌ أَغْنَى شَاتَه، إنما الفارسيُّ تيس بعد أن يضع نيزكه، وأسوارهم لا تقع له نشابة، فقلنا له: احذر أبا ثَور فرماه الأسوار فما أخطأ قوسه، وشد عليه عمرو فأخذه، وسقطا إلى الأرض جميعًا، فتكشف عنهما وإن عمرًا لعلى صدره يذبحه وأنا أنظر، وأخذ سَلَبه سوارين وَيَلْمَق ديباج.
وروى عيسى الحناط قال: أتى عمرو بن معديكرب يوم القادسية بفرس فهزه، فقال: هذا ضعيف، ثم أتى بآخر فأخذ مَعرفته فهزه فقال: هذا ضعيف، ثم أتى بآخر فأخذ معرفته فهزه فقال: هذا ضعيف، ثم أتى بآخر فأخذ معرفته فهزه فركضه، فقال: لأصحابه إني حامل فعابر الجسر، فإن أسرعتم أدركتموني وقد عقر بي القوم، ووجدتموني قائمًا بينهم، وإن أبطأتم عني وجدتموني قتيلًا بينهم قد قُتلت وجُردت، فحمل عمرو فوجدناه قائمًا قد عقر به على ما وصف.
وروى ربيعة بن عثمان قال: لما ولَّى عمرُ النعمانَ بن مقرن على الناس يوم نَهَاوَند كتبَ إليه: إِنّ في جندك عمرو بن معديكرب، وطُلَيحة بن خُوَيلد الأسدي فأحضرهما وشاوِرْهما في الحرب.
وروى زياد ــ مولى سعد ــ قال: سمعتُ سعدًا يقول: وبلغه أن عمرو بن معديكرب وَقَع في الخمر وأنه قد دُلِّه، فقال: لقد كان له موطن صالح، لقد كان يوم القادسية عظيم الغناء، شديد النكاية للعدو، فقيل له: قيْس بن مكشوح، فقال: كان هذا أبذل لنفسه من قيس وإن قيسًا لشجاع.
وروى جابر بن يحيى القارئ، قال: لما افتتح سعد العراق، ودرَّ له الخراج أوفد عَمْرو بن معد يكرب إلى عُمَر يذكرُ له شجاعته، وحُسْنَ مؤازرته.
وقتل عمرو بن معد يكرب يوم القادسية، وقيل: بل مات عطشًا يومئذ، وقيل: بل مات سنة إِحدى وعشرين بعد أَن شهد وقعة نهاوند مع النعمان بن مُقَرِّن، فمات بقرية من قرى نهاوند يقال لها "روذَة" فقال بعض شعرائهم يرثيه:
لَقَد غَادَرَ الْرُّكْبَانُ يَوْمَ تَحَمَّلُوا بِرُوذَةَ شَخْصًا لاَ جَبَانًا وَلاَ غُمْرا
فَقُلْ لِزُبَيْدٍ، بَلِ لِمَذْحجَ كُلِّهَـا رُزِئْتُمْ أَبَا ثَورٍ
قَرِيعَكُـمُ عَمْـرا
وقال أبو الفتح بن جني قصيدةً يقول فيها:
وَالقَادِسِيَّةُ حِينَ زَاحَمَ رُسْتُمٌ كُنَّا الكُمَاةَ نَهِرُّ كالأشْطَـــــــانِ
وَمَضَى رَبِيعٌ بِالجُنُـــودِ مُشَرِّقًا يَنْوِي الجِهَادَ وَطَاعَةَ الرَّحْمَنِ
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال