تسجيل الدخول


كعب بن مالك الخزرجي

1 من 1
كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ الْخَزْرَجِيُّ

(ب د ع) كَعْبُ بنُ مَالِك بن أَبي كَعْب، واسم أَبي كعب: عمرو بن القَيْن بن سَوَاد بن غنم بن كعب بن سَلِمة بن سَعْد بن علي الأَنصاري الخزرجي السَّلَمي، يكنى أَبا عبد اللّه. وقيل: أَبو عبد الرحمن. أَمه ليلى بنت زيد بن ثعلبة، من بني سَلِمة أَيضًا.

شهد العقبة في قول الجميع، واختلف في شهوده بدرًا، والصحيح أَنه لم يشهدها. ولما قدم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم المدينة آخى بينه وبين طلحة بن عُبَيد الله حين آخى بين المهاجرين والأَنصار. ولم يتخلف عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إِلا في غزوة بدر وتَبُوك، أَما بدر فلم يعاتِب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فيها أَحدًا تخلَّف؛ للسرعة ـــ وأَما تبوك فتخلف عنها لشدة الحرّ. وهو أَحد "الثَّلاَثة الذين خُلِّفوا، حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عليْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبتْ وَضَاقَتْ عَلَيهِم، أَنْفُسُهُم"، وهم: كعب بن مالك، ومُرَارة بن ربيعة، وهلال بن أَمية، فأَنزل الله عز وجل فيهم: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ}.. [التوبة/ 118] الآيات، فتاب عليهم. والقصة مشهورة، ولبس كعب يوم أَحد لأْمة النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وكانت صفراء، ولبس النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم لأْمْتَه، فجرح كعب يوم أُحد إِحدى عشرة جراحة.

وكان من شعراءِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال ابن سيرين: كان شعراء النبي صَلَّى الله عليه وسلم: حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رَواحة. فكان كعب بن مالك يخوّفهم الحرب، وكان حسان يقبل على الأَنساب، وكان عبد اللّه بن رَوَاحة يعيِّرهم بالكفر ـــ قال ابن سيرين: فبلغني أَن دَوسًا إِنما أَسلمت فَرَقًا من قول كعب ابن مالك [الوافر].

قَضَيْنَا مِنْ تِهَامَةَ كُلَّ وَتْرٍ وَخَيْبَرَ ثُمَّ أَغْمَدْنَا الْسُّيُوفَا

نُخَيِّرُهَا، وَلَوْ نَطَقَتْ لَقَالَتْ قَوَاطِعُهُنَّ:
دَوسًا أَوْ ثَقِيْفَا

فقالت دوس: انطلقوا فخذوا لأَنفسكم لا يَنزِلُ بكم ما نزل بثقيف.

روى عنه أَبو جعفر محمد بن علي، وعُمَر بن الحكم بن ثَوبان، وغيرهما.

أَنبأَنا إِبراهيم بن محمد وغيره قالوا بإِسنادهم عن محمد بن عيسى: حدثنا عبد بن حُمَيد، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أَبيه قال: لم أَتخلف عن النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم في غزوة غَزَاها حتى كانت تبوك إِلا بدرًا، ولم يعاتب النبي صَلَّى الله عليه وسلم أَحدًا تخلَّف عن بدر، إِنما خرج يريد العِير، فخرجت قريش مُغَوِّثين لغيرهم، فالتقوا عن غير موعد. وَلَعْمْرِي إِن أَشهر مشاهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في الناس لبدرٌ، وما أَحب أَني كنت شَهدتها مكان بيعتي ليلة العقبة حيث توافقنا على الإِسلام، ثم لم أَتخلف بعد عن النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، حتى كانت غزوة تبوك، وهي آخر غزوة غزاها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وآذن النبي صَلَّى الله عليه وسلم الناسَ بالرحيل... فذكر الحديث بطوله ـــ قال: "فانطلقت إِلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم فإِذا هو جالِس في المسجد، وحوله المسلمون، وهو يستنير كاستنارة القمر، فجلست بين يديه، فقال: "أَبْشِرْ يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ بِخَيْرِ يَوْمٍ أَتَى عَلَيْكَ مُنْذُ يَوْمِ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ"، فقلت: يا نبي الله، أَمن عند الله أَم من عندك؟ قال: "بَلْ مِنْ عِنْدِ الله"؛ ثُمَّ تَلَا هؤلاءِ الآيات: {لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَِّبيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَاْلأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}... الحديث(*)أخرجه الترمذي في السنن 5/ 263 كتاب تفسير القرآن (48) باب ومن سورة التوبة (10) حديث رقم 3102..

أَخرجه الثلاثة.
(< جـ4/ص 461>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال