تسجيل الدخول


كعب بن مالك الخزرجي

يُكنى أبا عبد الرحمن، وكان أحد شعراء رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم الذين كانوا يردُّون الأذى عنه، وكان مجودًا مطبوعًا قد غلب عليه في الجاهليّة أَمْرُ الشعر، وعُرِف به، ثم أسلم، وشهد العقبة. ولم يتخلف عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إِلا في غزوة بدر وتَبُوك، ولبس كعب يوم أَحد لأْمة النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وكانت صفراء، ولبس النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم لأْمْتَه، وجُرِحَ رضي الله عنه بأُحُدٍ بِضْعَةَ عَشر جُرحًا. وهو أحدُ الثلاثةِ الذين تَخلّفوا عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في غزوة تَبُوك من غير عذرٍ، ولم يأتوا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فيعتذروا إليه فيستغفر لهم كما فعل بغيرهم، فأرجأ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أَمْرَهُم، ونهى الناسَ عن كلامِهم حتى نزل القرآنُ بتوبتهم فتاب الله عليهم قوله}: وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ{ [سورة التوبة: 118] فَأَتَوا رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم بعد ذلك فاسْتَغْفَرَ لهم، ويحكي كعب بن مالك قائلا: بعد رجوع النبي صَلَّى الله عليه وسلم من تبوك: "انطلقت إِلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم فإِذا هو جالِس في المسجد، وحوله المسلمون، وهو يستنير كاستنارة القمر، فجلست بين يديه، فقال: "أَبْشِرْ يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ بِخَيْرِ يَوْمٍ أَتَى عَلَيْكَ مُنْذُ يَوْمِ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ"، فقلت: يا نبي الله، أَمن عند الله أَم من عندك؟ قال: "بَلْ مِنْ عِنْدِ الله"؛ ثُمَّ تَلَا هؤلاءِ الآيات: }لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَاْلأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ... {الحديث . وروي أَنّ كعب بن مالك قال: يا رسول الله ماذا ترى في الشّعر فقال رسول الله: "الْمُؤْمِنُ يُجَاهِدُ بِسَيْفِهِ وَلِسَانِهِ"‏ قال أبو عمر: وقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لكعب بن مالك:‏"‏أَتَرَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلّ شَكَرَ لَكَ قَوْلَكَ: زَعَمَتْ سَخِينَةُ أَنْ سَتَغْلِبُ رَبَّهَا فَلَيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الغَلَّابِ"‏ وله رضي الله عنه أشعارٌ حِسَان جدًا في المغازي وغيرها، وروي أن النبي صَلَّى الله عليه قال عن شعر كعب: "لهو أشد عليهم من وقع النَّبل". وفاته: وقيل أنه رضي الله عنه مات أيام قتل علي بن أبي طالب، وكان قد ذهب بصره في خلافة معاوية، وروي أنه لما حَضَرْت كعبَ بن مالك الوفاةُ أتتهُ أم بِشْر بن البَراءِ بن مَعرُور فقالت: يا أبا عبد الرحمن، إن لقيت ابني فلانًا فأقرئه مني السلام، فقال: ليغفر الله لك يا أم بشر، لنحن أشغل من ذلك، قالت: يا أبا عبد الرحمن، أما سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "إن أرواح المؤمنين طيرٌ خضرٌ تعلق بشجر الجنة"؟ قال: بلى، قالت: فهوَ ذاك. وكان يوم مات رضي الله عنه ابن سبع وسبعين سنة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال