1 من 2
أبو أُمامة أسعد بن زرارة:
أبو أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنْم بن مالك بن النّجار الأنصاريّ الخزرجيّ. أمه سعاد بنت رافع من بني الحارث بن الخزرج عقبي، شهد العقبة الأولى والثانية، وهو أحَدُ النّقباء ليلة العقبة، وكان أول مَنْ قدم بالإسلام المدينة، هو وذَكْوان بن عبد قيس فيما ذكر الواقديّ. قال: ومات في شّوال على رأس تسعة أشهر من الهجرة قبل بدر في وقت بنيان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مسجده. وقيل: بل مات قبل قدوم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم المدينة. والقولُ الأول أصحْ. ودُفن بالبَقِيع. وهو أوَّل من دُفن بالبقيع فيما تقول الأنصار. وأما المهاجرون فيقولون: أول مَنْ دُفن بالبقيع عثمان بن مظعون. ولما مات أبو أمامة جاءت بنو النّجار إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقالت: قد مات نقيبنا فنقب علينا، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أَنَا نَقِيبُكُمْ"(*) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/186، وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 33778.. روى ابن جريج، عن ابن شهاب، عن أبي أُمامة بن سهل بن حُنيف ـــ أَنَّ النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم عاد أبا أُمامة أسعد بن زرارة، وكان رأس النّقباء ليلة العقبة، أخذته الشَّوْكَة بالمدينة، فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "بِئْسَ الْمَيْتُ هَذَا لِلْيَهُودِ"، يقولون: أخرجه أحمد في المسند 4/138، وعبد الرازق حديث 5/195، والطبراني في الكبير 6/101، وذكره الهيثمي في الزوائد 5/61، والهندي في كنز العمال حديث رقم 32186. ألا دَفِع عن صاحبه! ولا أملك له ولا لنفسي شيئًا. فأمر به رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فكُوي من الشّوكة طُوِّق عنقه بالكيّ، فلم يلبث إلا يسيرًا حتى مات.(*) وقد ذكرنا هذا الخبر من وُجوهٍ في كتاب التمهيد، والحمد لله.
(< جـ4/ص 163>)
2 من 2
أسعد بن زرارة النجاريّ
أسْعَد بن زُرَارة بن عُدَس بن عُبيد بن ثعلبة بن غَنْم بن مالك بن النّجّار الأنصاريّ الخزرجيّ النّجاريّ، أبو أمامة؛ غلبت عليه كُنْيَته واشتهر بها، وكان عَقَبيًا نقبيًا، شهد العَقَبة الأولى والثّانية وبايع فيهما، وكانت البيعةُ الأولى في ستة نفر أو سبعة، والثّانية في اثني عشر رجلًا، والثّالثة في سبعين رجلًا وامرأتان، أبو أمامة أصغرهم فيما ذكروا، حاشا جابر بن عبد الله، وكان أسعد بن زُرَارة ـــ أبو أمامة هذا ــــ من النّقباء. وكان النقباءُ اثني عشر رجلًا: سعد بن عبادة، وأسعد بن زرارة، وسعد بن الرّبع، وسعد بن خيثمة، والمنذر بن عمرو، وعبد الله بن رواحة، والبراء بن معرور، وأبو الهيثم بن التّيهان، وأسَيد بن حُضَيْر، وعبد الله بن عمرو بن حرام، وعبادة بن الصّامت، ورافع بن مالك، هكذا عدّهم يحيى بن أبي كثير، وسعيد بن عبد العزيز، وسفيان بن عُيينة وغيرهم، ويقال: إنَّ أبا أمامة هذا هو أوَّل مَنْ بايع النبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ليلة العَقَبة، كذلك زعم بنو النّجّار، وسنذكر الخلاف في ذلك في موضعه.
ومات أبو أمامة أسعد بن زرارة هذا قبل بَدْر، أخذته الذُّبْحَةُ، والمسجد يبني، فكواه النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومات في تلك الأيّام، وذلك في سنة إحدى، وكانت بَدْر سنة اثنتين من الهجرة في شهر رمضان.
وذكر محمد بن عُمر الواقديّ عن عبد الرّحمن بن أبي الرّجّال، قال: مات أسعد بن زرارة في شوَّال على رأس ستة أشهر من الهجرة، ومسجدُ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يبنى يومئذ، وذلك قبل بدر.
وقال محمد بن عمر: ودُفِنَ أبو أمامة بالبَقيع، وهو أول مدفونٌ به، كذلك كانت الأنصارُ تقول.
وأما المهاجرون فقالوا: أَول مَنْ دُفِنَ بالبقيع عثمان بن مظعون. وذكر الواقديّ أيضًا عن عبد الرّحمن بن عبد العزيز عن خُبَيب بن عبد الرّحمن قال: خرج أسعدُ بن زرارة وذكوان بن عبد قيس إلى مكّة يتنافران إلى عتبة بن ربيعة، فسمعَا برسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأتياه، فعرض عليهما الإسلامَ، وقرأ عليهما القرآن، فأسلما ولم يقربا عتبةَ بن ربيعة، ورجعا إلى المدينة، فكانا أَوَّل مَنْ قدم بالإسلام المدينة.
وقال ابنُ إسحاق: إنَّ أَسعدَ بن زرارة إنما أسلم مع النفَر السّتَّة الذين سبقوا قومهم إلى الإسلام بالعقبة الأولى. وذكر ابن إسحاق بإسناده عن كَعْب بن مالك أنه قال: كان أوَّل مَنْ جمع بنا بالمدينة في هَزْمه من حرَّة بني بياضة يقال لها نقيع الخَضِمَات. قال فقلت له: كم كنتم يومئذ؟ قال: أربعين رجلًا.
(< جـ1/ص 176>)