تسجيل الدخول


سلمان أبو عبد الله الفارسي

1 من 1
روى أبو جحيفة أنّ سلمان جاء يزُور أبا الدَّرداء فرأى أمّ الدّرداء مبتذلة فقال:‏ ما شأنك؟ قالت: إنّ أخاك ليس له حاجةٍ في شيء من الدّنيا،‏ فلما جاء سلمان الفارسي أبا الدّرداء رحَّبَ بسلمان وقرَّب له طعامًا، قال‏‏ سلمان: اطْعَم، قال:‏ إني صائمٌ، قال:‏ أقسمتُ عليك إِلّا مَا طعمت، إني لسْتُ بآكل حتى تطعم‏، وبات سلمان عند أبي الدّرداء، فلما كان اللّيل قام أبو الدّرداء فحبسه سلمان‏ وقال‏: يا أبا الدّرداء إن لربّك عليك حقًّا، وإن لأهلك عليك حقًّا، وإن لجسدك عليك حقًّا، فأعْطِ كُلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ،‏ فلما كان وَجْه الصَّبح قال:‏ قم الآن، فقاما فصلّيا، ثم خرجا إلى الصَّلاة،‏ فلما صَلّى رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم قام إليه أبو الدّرداء وأخبره بما قال سلمان‏، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مثل ما قال‏‏ سلمان.(*)
وكان رسول الله قد آخى بين سلمان وأَبي الدرداء، وسكن أَبو الدرداء الشام، وسكن سلمان العراق، فكتب أَبو الدرداء إِلى سلمان: سلام عليك، أَما بعد، فإِن الله رزقني بعدك مالًا وولدًا، ونزلت الأَرض المقدسة، فكتب إِليه سلمان: سلام عليكم، أَما بعد، فإِنك كتبت إِليّ أَن الله رزقك مالًا وولدًا، فاعلم أَن الخير ليس بكثرة المال والولد، ولكن الخير أَن يكثر حلمك، وأَن ينفعك علمك، وكتبت إِلي أَنك نزلت الأَرض المقدسة، وإِن الأَرض لا تَعْمل لأحَد، اعمل كأَنك ترى، واعدد نفسك من الموتى.
وروى الحارث بن سُويد قال: كان سلمان إذا أكل قال: الحمد لله الذي كفانا المئونة وأوسع علينا في الرزق.
وروى ميمون بن مهران، عن رجل من عبد القيس قال: كنت مع سلمان الفارسيّ وهو أمير على سريّة فمرّ بفتيان من فتيان الجند فضحكوا وقالوا: هذا أميركم؟ فقلتُ: يا أبا عبد الله ألا ترى هؤلاء ما يقولون؟ قال: دَعْهم فإنمّا الخير والشرّ فيما بعد اليوم، إن استطعتَ أن تأكلَ من التراب فكُل منه ولا تكونَنّ أميرًا على اثنين، واتقِ دعوة المظلوم المضطرّ فإنّها لا تُحْجب.
وقال جعفر بن برقان: بلغني أنّه قيل لسلمان الفارسيّ: ما يُكْرِهُك الإمارة؟ قال: حلاوة رِضاعها ومرارة فِطامها.
وروى رجاء بن حَيْوَةَ قال: قال أصحاب سلمان لسلمان: أوْصِنا، فقال: مَن استطاع منكم أن يموت حاجًّا أو معتمرًا أو غازيًا أو في ثقل الغُزَاة فَلْيَمُتْ، ولا يموتنّ أحدكم فاجرًا ولا خائنًا.
وروى الحسن قال: عاد الأميرُ سلمانَ في مرضه فقال له سلمان: أما أنت أيـّها الأمير فاذكر الله عند همّك إذا هممتَ وعند لسانك إذا حكمتَ وعند يدك إذا قسمتَ، قُمْ عني ــ والأمير يومئذٍ سعد بن مالك.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال