تسجيل الدخول


الحارث بن هشام بن المغيرة

1 من 1
الحارث بن هشام، بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم.

أبو عبد الرّحمن القرشيّ المخزوميّ. أخو أبي جهل، وابن عمِّ خالد بن الوليد، وأمّه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة.

حديثه في الصحيحين عن عائشة أنَّ الحارث بن هشام سأل النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم كيف يأتيك الوحْي؟(*) الحديث.

ووقع في رواية لأحْمَدَ والبَغَوِيِّ عن عائشة عن الحارث بن هشام.

وروى له ابْنُ مَاجَه حديثًا آخر، من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه ـــ أن النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم تزوَّج أم سلمة في شّوال(*) أورده الهيثمي في الزوائد 4/285.. الحديث.

قال الزُّبَيْرُ: كان شريفًا مذكورًا مدحه كعب بن الأشرف اليهودي، وشهد الحارث بن هشام بَدْرًا مع المشركين، وكان فيمن انهزم، فعَيَّره حسان بن ثابت، فقال:

إنْ كُنْتِ كَاذِبةَ الَّذي حَدّثْتِنِي فَنَجَوتِ مَنْجَى الحَارِثِ بْنِ هِشَامِ

تَـرَكَ الأحِبَّةَ أنْ يُقَاتِلَ دُونَهُمْ وَنَـجَا
بِـرَأسِ
طـمِـرَّةٍ
وُلِجَامِ
[الكامل]

فأجابه الحارث:

الله يَعْـلمُ مَـا تَرَكْتُ قِتَالَهُمْ حَتَّى رَمَوْا فَرَسِي بِأشْقَرَ مُزْبِدِ

فَعَلِمـْتُ أنِّي إنْ أُقَاتِلْ وَاحِدًا أَقْـتلْ وَلَا يَبْكِي عَدُوِّي مَشْهَدِي

فَفَرَرْتُ عَنْهُمْ وَالأحِبَّةُ فِـيهمُ طَـمَعًا لَـهُمْ بِعِقَابِ يَوْمٍ مُـفْسِدِ
[الكامل]

ويقال: إن هذه الأبيات أحسن ما قيل في الاعتذار من الفرار.

قال الزُّبَيرُ: ثم شهد أحُدًا مشركًا حتى أسلم يوم فَتْح مكة، ثم حسن إسلامه. قال: وحدثني عمي، قال: خرج الحارث في زمَن عُمر بأهله وماله من مكة إلى الشام، فتبعه أهلُ مكّة، فقال: لو استبدلت بكم دارًا بدار ما أردْتُ بكم بدلًا ولكنها النقلة إلى الله، فلم يزل مجاهدًا بالشام حتى ختم الله له بخير.

وله ذكر في ترجمة سهيل بن عمرو [[سُهَيل بن عَمْرو الجُمحيّ: معدود في المؤلّفة، ووقع الخبر بذلك في ترجمة عبد الرّحمن بن يربوع [[أخرج أبُو نُعَيمٍ من طريق محمد بن مروان السدّي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: كانت المؤلفةُ خمسة عشر رجلًًا: أبو سفيان بن حرب، والأقرع، وعُيينة، وحُوَيطب، وسهيل بن عمرو، والحارث بن هشام، وأبو السنابل، وحكيم بن حِزَام، ومالك بن عوف، وصفوان بن أمية، والعباس بن مِرْدَاس، والعلاء بن الحارث الثقفي، وعبد الرحمن بن يَرْبُوع مِن بني مالك، وسهيل الجُمَحي، وخالد بن قيس السلمي.]] <<من ترجمة عبد الرحمن بن يَرْبُوع "الإصابة في تمييز الصحابة".>>.]] <<من ترجمة سهيل بن عمرو "الإصابة في تمييز الصحابة".>>، قال الواقديّ عند أهل العلم بالسير من أصحابنا أن الحارث بن هشام مات في طاعون عَمَواس.

وقال المَدَائِِنِيُّ: استُشهد يوم اليرموك وكذا ذكره ابْنُ سَعْدٍ عن حبيب بن أبي ثابت.

وأما ما رواه ابْنُ لَهِيعَة عن يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن ـــ أنَّ الحارث بن هشام كاتبَ عَبْدًا له. فذكر قصة فيها: فارتفعوا إلى عثمان. فهذا ظاهره أن الحارثَ عاش إلى خلافة عثمان، لكن ابن لَهِيعة ضعيف ويحتمل أن تكون المحاكمة تأخرت بعد وفاةِ الحارث.

قال الزُّبَيْرُ: لم يترك الحارث إلا ابنه عبد الرحمن، فأتى به وبِنَاجِية بنت عُتْبة بن سَهْل ابن عمرو إلى عُمر، فقال: زوّجوا الشريدةَ بالشريد، عسى الله أن ينشر منهما، فنشر الله منهما ولدا كثيرًا.

وكان الحارث يضرب به المثل في السؤدد حتى قال الشاعر:

أظَنَنْتَ أنَّ أبَاكَ حِينَ تَسُبُّني فِي المَجْدِ كَانَ الحَارِثَ بْنَ هِشَام

أوْلَى قُرَيشٍ بِالمَكَارِمِ وَالنَّدَى فِي الجَـاهِلِيَّةِ
كَـانَ
وَالإسْلَامِ

[الكامل]

وقال الزُّبَيْرُ بْنُ بَكّارٍ في المَوْفَقِيَّاتِ، من طريق محمد بن إسحاق في قصة سقيفة بني ساعدة ـــ قال: فقام الحارث بن هشام، وهو يومئذ سَيِّد بني مخزوم ليس أحد يعدل به إلا أهل السّوابق مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: والله لولا قولُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "الأئِمِّةُ مِنْ قُرَيْشٍ"(*) أخرجه أحمد في المسند 3/ 183، 129، وابن أبي شيبة في المصنف 12/170، الطبراني في الكبير 1/ 224، والبيهقي في السنن الكبرى 3/121، والحاكم في المستدرك 4/76 والهيثمي في الزوائد 5 /195، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 14792، 33800.، ما أبعَدْنَا منها الأنصار، ولكانوا لها أهلًا، ولكنه قولٌ لا شك فيه؛ فوالله لو لم يبق مِنْ قريش كلها إلا رجل واحد لصيَّر الله هذا الأمْرَ فيه.

وكان الحارث يحمل في قتال الكفار ويرتجز:

إنِّي بِرَبِّي
والنَّبِيّ
مُؤمِنٌ وَالبَعْثِ مِِنْ بَعْدِ المَمَاتِ مُوقِِنُ

أَقْبِحْ بِشَخْصٍ لِلْحَيَاةِ مَوْطِنُ
[الرجز]
(< جـ1/ص 697>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال