1 من 3
الحارث بن هشام
ابن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، وأمه أسماء بنت مُخَرِّبة بن جَنْدّل بن أُبَير ابن نَهْشَل بن دَارِم من بني تَمِيم.
فولد الحارثُ بن هشام: عبدَ الرحمن، وأمَّ حكيم تزوجها عِكْرِمَةُ بن أبي جهل بن هشام بن المُغِيرَة، ثم خلف عليها عمر بن الخطاب رحمة الله عليه، فولدت له فاطمة، وأمها فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عُمر بن مَخْزُوم، وأبا سعيد وفاطمةَ،وأمها ابنة ضَمْرَة بن ضَمْرَة بن جابر بن قَطَن بن نَهْشَل بن دَارِم، وقَرِيبةَ بنت الحارث بن هشام تزوجها الحارث بن معاذ أخو سعد بن معاذ الأَنصاري، ودُرَّةَ بنت الحارث وأمهما أم عبد الله بنت الأسود بن المطلب بن أسد بن عَبْدِ العُزَّى بن قُصَيّ، وحَنْتَمَةَ بنت الحارث تزوّجها عبد الرحمن بن أمية التَّمِيمِيّ فولدت له فَاخِتَةَ.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني سليط بن مسلم عن عبد الله بن عكرمة قال: لما كان يوم الفتح دخل الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي ربيعة على أم هانئ بنت أبي طالب فاستجارا بها، وقالا: نحن في جوارك! فأجارتهما. فدخل عليها علي ابن أبي طالب، فنظر إليهما فَشَهَرَ عليهما السيف، قالت: فألقيت عليهما ثوبًا فاعتنقته، وقلت: تصنع هذا بي من بين الناس، لتبدأَنَّ بي قبلهما! قال: تُجيرين المشركين؟ فخرج ولم يَكَدْ، فأتيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقلت: يارسول الله، مالقيت من ابن أُمِّي عَليٍّ ما كدت أفلت منه، أجرت حَمَوَيْن لي من المشركين، فَتَفَلَّتَ عليهما ليقتلهما! فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "ما كان ذلك له، قد أجرنا من أجرتِ وأَمَّنَّا من أَمَّنْت". فرجعت إليهما فأخبرتهما، فانصرفا إلى منازلهما. فقيل لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي ربيعة جالسان في ناديهما متفضّلان في المُلاَءِ المُزَعْفَر، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "لا سبيل إليهما قد أَمَّنَّاهُمَا!".
قال الحارث بن هشام: وجعلت أستحي أن يراني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأذكر رؤيته إياي في كل موطن مُوضِعًا مع المشركين، ثم أذكر بره ورحمته وصلته، فألقاه وهو داخل المسجد، فتلقاني بالبِشْر ووقف حتى جئته، فسلّمت عليه وشهدت شهادة الحق، فقال: "الحمدُ لله الذي هَدَاك، ما كان مِثْلُك يجهلُ الإسلام!" قال الحارث بن هشام: فوالله مارأيت مثل الإسلام جُهِلَ.(*)
قال محمد بن عمر: وشهد الحارث بن هشام مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، حُنينًا، وأعطاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، من غنائم حُنين مائة من الإبل.
قال أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرني الضحاك بن عثمان قال: أخبرني عبد الله بن عبيد بن عمير قال: سمعتُ عبد الرحمن بن الحارث بن هشام يحدث أبي عن أبيه قال: رأيت رسول الله في حجته وهو واقف على راحلته وهو يقول: "والله إنك لخير أرض الله إليّ، ولولا أني أخرجتُ منك ما خرجتُ". قال: فقلتُ ولم أنثن: يا ليتنا لم نفعل، فارجع إليها فإنها منبتك ومولدك. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إني سألت ربي فقلت: اللهم إنك أخرجتني من أحب أرضك إليّ فأنزلني أحب أرضك إليك، فأنزلني المدينة".(*)
قال محمد بن عمر: قال أصحابنا: ولم يزل الحارث بن هشام مقيمًا بمكة بعد أن أسلم حتى توفي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو غير مَغْمُوصٍ عليه في إسلامه، فلما جاء كتاب أبي بكر الصديق يستنفر المسلمين إلى غزوة الروم، قدم الحارث بن هشام وعِكْرِمة بن أبي جهل وسُهَيْل بن عَمْرو على أبي بكر الصديق المدينة، فأتاهم في منازلهم، فرحب بهم وسلم عليهم وسُرّ بمكانهم، ثم خرجوا مع المسلمين غزاة إلى الشام، فشهد الحارث بن هشام فِحْل وأجنادين ومات بالشام في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، فتزوج عمر بن الخطاب ابنته أم حَكِيم بنت الحارث وهي أخت عبد الرحمن بن الحارث فكان عبد الرحمن بن الحارث يقول: ما رأيت رَبِيبًا خيرًا من عمر بن الخطاب، وكان عبد الرحمن بن الحارث من أشراف قريش والمنظور إليه، وله دار بالمدينة رَبَّة، يعني كبيرة كثيرة الأهل.
(< جـ6/ص 83>)
2 من 3
الحارث بن هشام بن المغيرة
ابن عبد الله بن عُمر بن مخزوم، أسلم يوم فتح مكّة وشهد مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، حُنينًا وأعطاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، من غنائم حنين مائة من الإبل، ولم يزل مقيمًا بمكّة بعد أن أسلم حتّى توفّي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فلمّا جاء كتابُ أبي بكر الصّدّيق يستنفر المسلمين إلى غزاة الروم قدم الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو جميعًا على أبي بكر المدينة، فأتاهم أبو بكر في منازلهم فسلّم عليهم ورحّب بهم وسُرّ بمكانهم، ثمّ خرجوا مع المسلمين غُزاةً إلى الشأم، فشهدوا وشهد الحارث بن هشام فِحْلًا وأجنادين، ومات بالشأم في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة في خلافة عمر بن الخطّاب.
(< جـ9/ص 407>)
3 من 3
الحارث بن هشام
ابن المُغِيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وأمّه أسماء بنت مخرّبة بن جَنْدَل بن أُبير بن نَهْشَل بن دارم. وأسلم الحارث بن هشام يوم الفتح فلم يزل مقيمًا بمكّة حتى قُبض رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وخرج إلى الشأم في خلافة أبي بكر الصدّيق فشهد فِحْل وأجنْادَيـْن، ومات في طاعون عَمَواس سنة ثماني عشرة في خلافة عمر بن الخطّاب.
(< جـ8/ص 6>)