تسجيل الدخول


حكيم بن حزام

1 من 1
حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ

(ب د ع) حَكِيمُ بْنُ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلدِ بْنِ أَسَدِ بن عبد العزى بن قصي، القرشي الأسدي، وأمه وأم أخويه خالد وهشام: صفية، وقيل: فاخته بنت زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى، وحكيم ابن أخي خديجة بنت خويلد، وابن عم الزبير بن العوام.

ولد في الكعبة، وذلك أن أمه دخلت الكعبة في نسوة من قريش وهي حامل، فأخذها الطلق، فولدت حكيمًا بها.

وهو من مسلمة الفتح، وكان من أشراف قريش ووجوهها في الجاهلية والإسلام، وكان من المؤلفة قلوبهم؛ أعطاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم حنين مائة بعير، ثم حسن إسلامه، وكان مولده قبل الفيل بثلاث عشرة سنة على اختلاف في ذلك. وعاش مائة وعشرين سنة؛ ستين سنة في الجاهلية، وستين سنة في الإسلام، وتوفي سنة أربع وخمسين أيام معاوية، وقيل: سنة ثمان وخمسين.

وشهد بَدْرًا مع الكفار ونجا منهزمًا، فكان إذا اجتهد في اليمين قال: والذي نجاني يوم بدر، ولم يصنع شيئًا من المعروف في الجاهلية إلا وصنع في الإسلام مثله، وكانت بيده دار الندوة، فباعها من معاوية بمائة ألف درهم؛ فقال له ابن الزبير: بعت مكرمة قريش، فقال حكيم: ذهبت المكارم إلا التقوى، وتصدق بثمنها.

وأتى النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت أشياء كنت أفعلها في الجاهلية، كنت أتَحنَّثُ بها، ألِيَ فيها أجر؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أَسْلَمْتَ عَلَى مَا سَلَفَ لَكَ مِنْ خَيْرٍ"(*) أخرجه البخاري في الصحيح / 141، 3/ 107 ومسلم في الصحيح 1/ 114 كتاب الإيمان (1) باب بيان حكم عمل الكافر إذا أسلم بعده (55) حديث رقم (194/ 123، 195/ 123) وأحمد في المسند 3/ 402، والطبراني في الكبير 3/ 210،213 والبيهقي في السنن 9/ 123، 10/ 316..

وحج في الإسلام، ومعه مائة بدنة قد جللها بالحِبرة أهداها، ووقف بمائة وَصِيف بعرفة في أعناقهم أطواق الفضة منقوش فيها: عتقاء الله عن حكيم بن حزام وأهدى ألف شاة، وكان جوادًا.

روى عنه ابنه حزام، وسعيد بن المسيب، وعروة، وموسى بن طلحة، وصفوان بن محزر، والمطلب بن حنطب، وعراك بن مالك، ويوسف بن ماهك، ومحمد بن سيرين.

أخبرنا أبو جعفر عبيد اللّه بن أحمد بن علي، وغير واحد قالوا بإسنادهم إلى محمد ابن عيسى، قال: حدثنا قتيبة، أخبرنا هشيم عن أبي بشر، عن يوسف بن ماهك، عن حكيم بن حزام قال: سألت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقلت: يأتيني الرجل فيسألني من البيع ما ليس عندي؛ أأبتاع له من السوق ثم أبيعه منه؟ "لَا تَبعْ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ"(*) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 305 كتاب البيوع باب في الرجل يبيع ما ليس عنده حديث رقم 3503 والترمذي في السنن 3/ 534 كتاب البيوع (12) باب ما جاء في كراهية بيع ما ليس عندك (19) حديث رقم 1232، 1233 أوقال أبو عيسى هذا حديث حسن والنسائي في السنن 7/ 289 كتاب البيوع (44) باب بيع ما ليس عند البائع (60) حديث رقم 4613 وابن ماجة في السنن 2/ 737 كتاب التجارات (12) باب النهي عن بيع ما ليس عندك (20) حديث رقم 2187 وأحمد في المسند 3/ 402، والطبراني في الكبير 3/ 217 والبيهقي في السنن 5/ 267، والحاكم في المستدرك 2/3..

وروى الزهري، عن ابن المسيب وعروة، عن حكيم بن حزام قال: سألت النبي صَلَّى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني؛ فقال: "يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، مَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، وَاليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى" أخرجه البخاري في الصحيح4/ 6، 8/ 116 والترمذي في السنن 4/ 553 كتاب صفة القيامة والرقائق والورع (38) باب (29) حديث رقم 2463 وقال أبو عيسى هذا حديث صحيح وأحمد في المسند3/ 402، والدارمي في السنن 2/310 والبيهقي في السنن 4/196.. قال حكيم: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرزؤك ولا أحدًا بعدك شيئًا؛ فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعوه إلى عطائه فيأبى أن يأخذه، ودعاه عمر رضي الله عنه فأبى، فقال عمر: يا معشر المسلمين، أشهدكم أني أدعو حكيمًا إلى عطائه فيأبى أن يأخذه، فما سأل أحدًا شيئًا إلى أن فارق الدنيا(*).

وعمي قبل موته، ووصى إلى عبد اللّه بن الزبير.

أخرجه الثلاثة.

قلت: قولهم: إنه ولد قبل الفيل، ومات سنة أربع وخمسين، وعاش ستين في الجاهلية وستين سنة في الإسلام، فهذا فيه نظر؛ فإنه أسلم سنة الفتح، فيكون له في الإشراك أربع وسبعون سنة، منها ثلاث عشرة سنة قبل الفيل، وأربعون سنة إلى المبعث؛ قياسًا على عمر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. وثلاث عشرة سنة بمكة إلى الهجرة على القول الصحيح، فيكون عمره ستًا وستين سنة، وثماني سنين إلى الفتح، فهذا تكملة أربع وسبعين سنة، ويكون له في الإسلام ست وأربعون سنة. وإن جعلناه في الإسلام مذ بعث النبي صَلَّى الله عليه وسلم فلا يصح؛ لأن النبي صَلَّى الله عليه وسلم بقي بمكة بعد المبعث ثلاث عشرة سنة، ومن الهجرة إلى وفاة حكيم أربع وخمسون سنة، فذلك أيضًا سبع وستون سنة، ويكون عمره في الجاهلية إلى المبعث ثلاثًا وخمسين سنة قبل مولد النبي صَلَّى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة، وإلى المبعث أربعين سنة، إلا أن جميع عمره على هذا القول مائة وعشرون سنة، لكن التفصيل لا يوافقه، وعلى كل تقدير في عمره ما أراه يصح، والله أعلم.
(< جـ2/ص 58>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال