تسجيل الدخول


حكيم بن حزام

((أبو خالد: حكيم بن حزام الأسدي.)) ((حكيم بن حِزَام: بن خُوَيلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ الأسديّ، ابن أخي خديجة زوج النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((ولد في الكعبة، وذلك أنّ أمِّه دخلَت الكعْبة في نِسْوَةٍ من قريش، وهي حاملٌ فضربها المخاض، فأُتِيَتْ بنطعٍ فولدت حكيمَ بن حزام عليه.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((أمه وأم أخويه خالد وهشام: صفية، وقيل: فاخته بنت زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى، وحكيم ابن أخي خديجة بنت خويلد، وابن عم الزبير بن العوام.)) أسد الغابة. ((هو ابن أخي خديجة بنت خويلد زوج النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أمه أم حَكِيم بنت زُهَير بن الحارث بن أسد بن عبد العُزَّى بن قُصَيّ.)) الطبقات الكبير.
((تأخَّر إسلامُه إلى عام الفتح؛ فهو من مُسْلِمة الفَتْح هو وبنوه عبد الله وخالد ويحيى وهشام، وكلُّهم صحب النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((كان حَكِيم يكنى أبا خالد، وكان له مِن الولد: عبد الله ويحيى وخالد وهشام، وأم شَيبة وأمهم زينب بنت العوام بن خُوَيلد بن أسد بن عبد العُزّى بن قُصَيّ. ويقال: بل أم هشام بن حَكِيم ـــ مُلَيْكَة بنت مالك بن سعد من بني الحارث بن فهر، وقد أدْرَكَ وَلَدُ حَكِيم بن حِزام كلهم النبي صَلَّى الله عليه وسلم، يوم الفتح وصَحِبوا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.)) الطبقات الكبير.
((قلت: قولهم: إنه ولد قبل الفيل، ومات سنة أربع وخمسين، وعاش ستين في الجاهلية وستين سنة في الإسلام، فهذا فيه نظر؛ فإنه أسلم سنة الفتح، فيكون له في الإشراك أربع وسبعون سنة، منها ثلاث عشرة سنة قبل الفيل، وأربعون سنة إلى المبعث؛ قياسًا على عمر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. وثلاث عشرة سنة بمكة إلى الهجرة على القول الصحيح، فيكون عمره ستًا وستين سنة، وثماني سنين إلى الفتح، فهذا تكملة أربع وسبعين سنة، ويكون له في الإسلام ست وأربعون سنة. وإن جعلناه في الإسلام مذ بعث النبي صَلَّى الله عليه وسلم فلا يصح؛ لأن النبي صَلَّى الله عليه وسلم بقي بمكة بعد المبعث ثلاث عشرة سنة، ومن الهجرة إلى وفاة حكيم أربع وخمسون سنة، فذلك أيضًا سبع وستون سنة، ويكون عمره في الجاهلية إلى المبعث ثلاثًا وخمسين سنة قبل مولد النبي صَلَّى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة، وإلى المبعث أربعين سنة، إلا أن جميع عمره على هذا القول مائة وعشرون سنة، لكن التفصيل لا يوافقه، وعلى كل تقدير في عمره ما أراه يصح، والله أعلم.)) أسد الغابة. ((أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا إبراهيم بن جعفر بن محمود عن أبيه وغيره قالوا: بكى حَكيم بن حزام يومًا، فقال له ابنُه: ما يُبْكيك يَا أَبَهْ؟ قال: خِصَالٌ كلها أَبْكاني، أما أولها فَبُطء إسلامي حتى سُبِقْتُ في مواطن كلها صالحة، ونجوتُ يوم بدر، ويوم أُحُد، فقلت لا أخرج أبدًا من مكة، ولا أُوْضع مع قريش ما بقيتُ، فأقمتُ بمكة، وَيَأْبَى الله أن يشرح قلبي بالإسلام، وذلك أني أنظر إلى بقايا من قريش لهم أسنان، متمسكين بما هم عليه من أمر الجاهلية، فأقتَدي بهم، ويا ليت أَنِّي لم أقتدِ بهم، فما أهلكنا إلا الاقتداء بآبائنا وكُبَرائنا، فلما غزا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، مكة جعلت أفكر، وأتاني أبو سفيان بن حرب، فقال: أبا خالد، والله إني لأخشى أن يأتينا محمد في جُمُوع يَثْرِبَ فهل أنت تابعي إلى سَرِف نستروِح الخبر؟ قلتُ: نعم. قال: فخرجنا نتحدث ونحن مُشاة حتى إذا كنا بمر الظَّهْران إذا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في الدَّهْم من الناس، فَلَقِيَ العباسُ بن عبد المطلب أبا سفيان، فذهب به إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فرجعت إلى مكة فدخلت بيتي، فأَغْلَقْتُه عليّ وطويتُ ما رأيتُ وقلت: لا أُخْبِر قريشًا بذلك، ودخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، مكة فَأَمَّن الناسَ فجئته صَلَّى الله عليه وسلم، بعد ذلك بالبَطْحاء فأسلمتُ وصدَّقْتُه وشهدت أن ما جاء به حق، وخرجتُ معه إلى حُنَين فأَعطى رجالًا مِن المغانم أمولًا، وسألته يومئذ فألحفتُ المسألة.(*) قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني مَعْمَر بن راشد عن الزُّهْرِي عن ابن المُسَيِّب وعروة بن الزبير قالا: حدّثنا حَكِيم بن حِزام قال: سألت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بحنين مائة من الإبل فأعطانيها، ثم سألته مائة فأعطانيها، ثم قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "يا حكيم إن هذا المال خَضرة حُلوة، فمن أخذه بسَخَاوة نَفْس بُورِك له فيه، ومَن أخذه بإشراف نَفْس لم يُبارَك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليدُ العُليا خيرٌ من اليد السُّفلى وابدأ بمن تَعول". قال: فكان حكيم يقول: والذي بَعَثك بالحق لا أرزأ أحدًا بعدك شيئًا حتى أُفارِق الدنيا. فكان أبو بكر الصّدّيق يدعو حكيمًا ليعطيه فيأبى يقبل منه شيئًا، وكان عمر يدعو حكيمًا إلى عَطَائه فيأبَى يأخذه، فيقول عمر: أيها الناس أشهدكم على حكيم أني أدعوه إلى عطائه فيأبَى يأخذه. فلم يرزأ حكيم أحدًا من الناس شيئًا بعد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، حتى توفي.(*))) ((أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا الضحاك بن عثمان عن أهله قالوا: قال حكيم ابن حزام: كنتُ أعالج البَزَّ والبُرَّ في الجاهلية، وكنت رجلًا تاجرًا أَخْرُجُ إلى اليمن وإلى الشام في الرحلتين، فكنت أربح أرباحًا كثيرة، فإذا ربحت عدت عَلَى فقراء قومي، ونحن لا نعبد شيئًا، أريد بذلك ثَرَاءَ الأموالِ والمَحَبَّة في العَشِيرة، وكنت أحضر الأسواق، وكانت لنا ثلاثة أسواق: سوق بعُكَاظ يقوم صُبْحَ ليلة هلال ذي القعدة عشرين يومًا ويحضرها العرب، وبها ابْتعتُ زَيْدَ بن حارثة لِعَمّتي خديجة بنت خُوَيْلِد، وهو يومئذ غلام، فأخذته بستمائة درهم، فلما تزوّج رسول صَلَّى الله عليه وسلم، خديجةَ سألها زيدًا فَوَهَبتْه له، فأعتقه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وبها ابتعتُ حُلَّّةَ ذِي يَزن فكسوتُها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فما رأيت أحدًا قط أجمل ولا أحسن من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في تلك الحُلَّة. ويقال إِنَّ حَكِيم بن حِزام قدم بالحُلَّة في هدنة الحُدَيْبية وهو يريد الشام في عِيرٍ، فأرسل بالحلة إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فَأَبَى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أن يقبلها وقال: "لا أقبل هَدِية مُشْرِك". قال حكيم: فجزعتُ جَزَعًا شديدًا حيث ردَّ هديتي، فخرجتُ فبعتها بسوق النَّبَط مِن أول سائِم سَامَنِي، وَدَسَّ رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، إليها زَيْد بن حارثة، فاشتراها فرأيتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يلبسها بَعْدُ.(*) قال: وكان سوق مَجَنَّةَ يقوم عَشْرَة أيام حتى إذا رأينا هلال ذي الحجة انصرفنا إلى سوق ذي المجاز فتقوم ثمانية أيام. وكل هذه الأسواق ألقَى بها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في المواسم يستعرض القبائل، قبيلةً قبيلةً، يدعوهم إلى الله، فلا أرى أحدًا يستجيب له، وأسرته أشد القبائل عليه، حتى بعث الله له قومًا أراد بهم كرامَتَه، هذا الحَيّ من الأنصار، فبايعوه وصَدَّقوا به وآمنوا به وبذلوا أنفسهم وأموالهم له، فجعل الله له دار هجرةٍ ومَلْجَأ، وسَبَقَ مَن سَبَقَ إليه، فالحمد لله الذي أكرم محمدًا بالنبوة ورزقه الله دار هجرة. فحج معاوية، فسامني بداري بمكة، فَبِعْتها منه بأربعين ألف دينار، فبلغني أن ابن الزبير يقول: مَا يَدْرِي هذا الشيخُ مَا بَاعَ، لَيُرَدَّن عليه بيعُه، فقلت: والله ما ابتعتُها إلا بِزِقٍّ من خَمْر، ولقد وصلتُ الرَّحِمَ، وحملتُ الكَلَّ، وأعطيتُ في السبيل. وكان حَكِيم بن حِزام يشتري الظَّهْرَ والأَدَاة والزاد، ثم لا يَجِيئُهُ أحد يَسْتَحمله في السبيل إلا حمله. قال: فبينا هم يومًا في المسجد جلوسًا إذ دَخل رجل من أهل اليمن يطلب حُمْلاَنًا يريد الجهاد، قال: فَدُلَّ عَلَى حَكِيم بن حِزَام فجلس إليه فقال: إني رجل بَعِيد الشُّقّة، وقد أردتُ الجهاد فَدُلِلْتُ عليك لِتَحْمِلَ رُجْلَتِي وتعينني على ضعفي. قال: اجلس، فلما أمكنته الشمس وارتفعت ركع ركعات ثم انصرف، وأومأ إلى اليماني. قال: فتبعته فجعل كلما مرّ بِصُوفَة أو خِرْقَة أو شملة نَفَضَها وأخذها، فقلت: والله ما زاد الذي دلني على هذا أَنْ لَعِب بِي، أيّ شيء عند هذا من الخير بَعْدَ ما أرى؟! قال: فدخل داره فألقى الصوفة مع الصوف، والخِرْقة مع الخِرَق، والشَّمْلَة مع الشِّمال، ثم قال لغلام له: هات بعيرًا ذَلُولًا مْوَقَّعًا. قال: فأتى به ذلولًا موقعًا سنتين، ثم دعا بجَهاز فشده على البعير، ثم دعا بخِطام فَخُطِم، ثم قال هَلُمّ جُوَالَقين، قال: فأُتي بجوالقين، فَأَمَر فَجُعِل فيهما دقيق وسُوَيْق وعُكَّة من زيت، وقال انظر: ملحًا وجرابًا مِن تمر. حتى إذا لم يبقى شيء مما يحتاج إليه مسافر إلا هيأه، أعطانيه وكساني، ثم دعا بخمسة دنانير فدفعها إليّ فقال: هذه للطريق، قال: فخرجت من عنده وكان هذا فعلَ حَكِيم بن حِزام. وكان معاوية عام حَجَّ مَرّ به، وهو ابن مائة وعشرين سنة، فأرسل إليه بلَقُوح يَشْرَب من لَبَنِها، وذلك بعد أن سأله أَىَّ الطعام تأكل؟ فقال: أمّا مَضْغٌ فلا مَضْغَ فِيّ. فأرسل إليه باللقوح، وأرسل إليه بِصِلَةٍ فأبى أن يقبلها وقال: لم آخذ من أحد قط بعد النبي صَلَّى الله عليه وسلم، شيئًا، قد دعاني أبو بكر وعمر إلى حقي فأبيت أن آخذه، وذلك أني سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يقول: "الدنيا خَضِرَةٌ حُلْوَة مَن أخذها بسَخَاوة نفس بُورِك له فيها، ومَن أخذها بإشراف نفس لم يبارك له"، فقلت يومئذ: لَا أَرْزَأُ أحدًا بعدك شيئًا أبدًا(*). قال: وكنت رجلًا مجدودًا في التجارة، ما بعتُ شيئًا قط إلا ربحتُ فيه، ولقد كانت قريش تبعث بالأموال وأبعثُ بمالي، فربما دعاني بعضهم أن يخالطني بنفقته، يريد بذلك الجَدَّ في مالي، وذلك أني كلما ربحت تحنَّثت به أو بعامته، أريد به ثراء المال والمحبة في الشعيرة. قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أَبِي الزِّناد عن أبيه قال: قيل لحكيم بن حزام: ما المال يا أبا خالد؟ قال: قلة العيال. أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدّثنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قال حكيم بن حزام: اسقوني ماءً. قالوا: قد شربت اليوم مرة، قال: فلا. قال محمد بن عمر: وقدم حكيم بن حزام المدينة، ونزلها وبنى بها دارًا عند بلاط الفاكهة عند زقاق الصواغين))
((أخبرنا يحيى بن خُلَيف بن عُقْبة قال: حدّثنا ابن عَوْن عن محمد قال: أُتِي النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم، بمال، فأتى رجل فسأله، فحثا له، ثم قال: "أزيدك؟!" فقال: نعم. فحثا له، ثم قال: "أزيدك؟!" فقال: نعم. قال: فحثا له. ثم قال: "أزيدك؟!" فقال: نعم. قال: فحثا له. ثم قال: "أَبْقِ لمن بَعْدَك". قال: ثم أتاه حَكِيم بن حِزَام فأراد أن يحثي له فقال: يا رسول الله، أَخْذُهُ خَيْرٌ أم تَرْكُهُ؟! قال: "لا بل تَرْكُه". قال: فَتَرَكَه. ثم قال: والله لا أقبل عطية أحدٍ بعدك.(*))) الطبقات الكبير. ((أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني المُنْذِر بن عبد الله بن المُنْذِر بن المُغِيرَة بن عبد الله بن خالد بن حزام عن موسى بن عُقْبة عن أَبِي حَبِيبَة ـــ مولى الزبير ـــ قال: سمعت حكيم بن حزام يقول: ولدت قبل قدوم أصحاب الفيل بثلاث عشرة سنة، وأنا أعقل حين أراد عبدُ المطَّلب أن يذبحَ ابنَه عبد الله، حين وقع نذرُه وذلك قبل مولد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بخمس سنين. قال محمد بن عمر: وشَهِدَ حَكِيم بن حِزَام مع أبيه الفِجَار، وقتل أبوه حِزَام بن خُويلد في الفِجَار الآخر.)) الطبقات الكبير. ((كانت دَارُ النَّدْوَة بيده فباعها بَعْدُ من معاوية بمائة ألف درهم، فلامَه ابْن الزبير، فقال له: يابْنَ أخي، اشتريت بها دارًا في الجنة، فتصدق بالدراهم كلّها؛ وكان من العلماء بأنساب قريش وأخبارها.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((شهد بَدْرًا مع الكفار ونجا منهزمًا، فكان إذا اجتهد في اليمين قال: والذي نجاني يوم بدر، ولم يصنع شيئًا من المعروف في الجاهلية إلا وصنع في الإسلام مثله، وكانت بيده دار الندوة، فباعها من معاوية بمائة ألف درهم؛ فقال له ابن الزبير: بعت مكرمة قريش، فقال حكيم: ذهبت المكارم إلا التقوى، وتصدق بثمنها.)) أسد الغابة. ((قال مصعب: جاء الإسلام ودارُ النَّدْوَة بيد حكيم بن حزام فباعها بَعْد منه معاوية بمائة درهم، فقال له ابن الزّبير: بعْتَ مكرمة قريش! فقال حكيم: ذهبت المكارم إلا التقّوى.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((حجَّ في الإسلام ومعه مائة بدَنَةٍ قد جلَّلَها بالحبرة، وكفّها عن أعجازها، وأهداها، ووقف بمائةِ وصيف بعرفة في أعناقهم أطواقُ الفضّة منقوش فيها عُتقَاء الله عن حكيم بن حزام، وأهدى ألفَ شاة.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أخبرنا عثمان بن عمر قال: أخبرنا يونس عن الزُّهْرِي عن عروة عن حَكِيم بن حِزام قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت أمورًا كنتُ أتَحنّث بها في الجاهلية، هل لي منها من شيء؟ قال: "أسلمتَ على ما أسلفتَ من خير". قال: والتحنث: التعبد.(*) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزُّهْرِيّ عن أبيه عن صالح بن كَيْسان عن ابن شِهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير أن حَكِيم بن حِزام أخبره أنه قال لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أي رسول الله، أرأيتَ أمورًا كنتُ أتحنّث بها في الجاهلية من صَدقة أو عتاقة ـــ أو صِلة رَحِمٍ، أَفِيها أَجْر؟ قال: فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أسلمت على ما قد أسلفت من خير".(*))) الطبقات الكبير.
((له حديث في الكتب السِّتة. روى عنه ابنه حِزام، وعبد الله بن الحارث بن نَوفل، وسعيد بن المُسيب، وموسى بن طلحة، وعروة، وغيرهم.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((روى عنه ابنه حزام، وسعيد بن المسيب، وعروة، وموسى بن طلحة، وصفوان بن محزر، والمطلب بن حنطب، وعراك بن مالك، ويوسف بن ماهك، ومحمد بن سيرين. أخبرنا أبو جعفر عبيد اللّه بن أحمد بن علي، وغير واحد قالوا بإسنادهم إلى محمد ابن عيسى، قال: حدثنا قتيبة، أخبرنا هشيم عن أبي بشر، عن يوسف بن ماهك، عن حكيم بن حزام قال: سألت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقلت: يأتيني الرجل فيسألني من البيع ما ليس عندي؛ أأبتاع له من السوق ثم أبيعه منه؟ "لَا تَبعْ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ"(*) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 305 كتاب البيوع باب في الرجل يبيع ما ليس عنده حديث رقم 3503 والترمذي في السنن 3/ 534 كتاب البيوع (12) باب ما جاء في كراهية بيع ما ليس عندك (19) حديث رقم 1232، 1233 أوقال أبو عيسى هذا حديث حسن والنسائي في السنن 7/ 289 كتاب البيوع (44) باب بيع ما ليس عند البائع (60) حديث رقم 4613 وابن ماجة في السنن 2/ 737 كتاب التجارات (12) باب النهي عن بيع ما ليس عندك (20) حديث رقم 2187 وأحمد في المسند 3/ 402، والطبراني في الكبير 3/ 217 والبيهقي في السنن 5/ 267، والحاكم في المستدرك 2/3.. وروى الزهري، عن ابن المسيب وعروة، عن حكيم بن حزام قال: سألت النبي صَلَّى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني؛ فقال: "يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، مَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، وَاليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى" أخرجه البخاري في الصحيح4/ 6، 8/ 116 والترمذي في السنن 4/ 553 كتاب صفة القيامة والرقائق والورع (38) باب (29) حديث رقم 2463 وقال أبو عيسى هذا حديث صحيح وأحمد في المسند3/ 402، والدارمي في السنن 2/310 والبيهقي في السنن 4/196.. قال حكيم: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرزؤك ولا أحدًا بعدك شيئًا؛ فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعوه إلى عطائه فيأبى أن يأخذه، ودعاه عمر رضي الله عنه فأبى، فقال عمر: يا معشر المسلمين، أشهدكم أني أدعو حكيمًا إلى عطائه فيأبى أن يأخذه، فما سأل أحدًا شيئًا إلى أن فارق الدنيا(*))) أسد الغابة.
((مات سنة خمسين، وقيل سنة أربع، وقيل ثمان وخمسين وقيل سنة ستين وهو ممن عاش مائة وعشرين سنة شَطرُها في الجاهلية وشطرها في الإسلام. قال البُخَارِي في "التاريخ": مات سنة ستين، وهو ابن عشرين ومائة سنة. قاله إبراهيم بن المنذر، ثم أسند من طريق عُمر بن عبد الله بن عُروة، عن عروة، قال: مات لعشر سنوات من خِلاَفةِ معاوية.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((عمي قبل موته، ووصى إلى عبد اللّه بن الزبير.)) أسد الغابة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال