تسجيل الدخول


عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن

روى سَعيد بن عمرو الهُذَلِيّ، قال: لما فتح رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، مَكّةَ بَثَّ السَّرَايا، فبعث عَمْرَو بن العاص إلى صنم هُذيل ـــ سُواع ـــ فهدمه، فكان عَمرو يقول: انتهيتُ إليه وعنده السَّادِنُ، فقال: ماتريدُ؟ فقلتُ: هَدْم سُواع، فقال: ومالك ولَهُ؟ فقلت: أمرني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم! فقال: لا تقدر على هَدْمه، فقلت: لِمَ؟ قال يمتَنِعُ، قال عمرو: حتى الآن أنت في الباطل! وَيْحَك وهل يسمع أو يُبصر؟ قال عمرو: فدنوتُ إليه فكسرتهُ، وأمرتُ أصحابي فهدموا بيت خِزَانَتِهِ، فلم يجدوا فيه شيئًا، ثم قلت للسّادنِ: كيفَ رأيتَ؟ قال: أسلمتُ لله(*).
وقال عمرو بن العاص: بعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ثمانية نَفَرٍ سَمّاهم، فكنت أنا المبعوث إلى جَيْفَر وعبد ابْنَي الجُلُنْدَى وكَانَا من الأَزْد، والمَلك منهما جَيْفر، وكتب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، معي إليهما كتابًا يدعوهما فيه إلى الإسلام، وكتب أُبَيُّ بن كعب الكتابَ وختمهُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فخرجتُ حتى قَدِمْتُ عُمان، فعمدتُ إلى عبد بن الجُلُنْدَى ـــ وكان أحلمَ الرجلين وأسهَلهما خُلُقًا ـــ فقلتُ: إني رسولُ رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم، إليك وإلى أخيك، فقال: أخي المُقدَّمُ عَلَيَّ بالسنِّ والمُلك وأنا أوصلكَ إليه، فمكثتُ ببابه أيامًا ثم وصلتُ إليه، فدفعتُ الكتابَ إليه مَختومًا، فَفَضَّ خاتمه ثم قرأه إلى آخره، ثم دفعه إلى أخيه فقرأه، وقال لي: يا عَمْرو، أنت ابن سيِّد قومك، فكيف صنع أبوك فإن لنا فيه قُدوة؟ قلتُ: مات ولم يُؤمن بمحمد صَلَّى الله عليه وسلم، وودتُ أنه كان أسلم وصدَّق به، وقد كنتُ أنا على مثل رأيه حتى هداني الله للإسلام، قال: فمتى تَبِعتَه؟ قلتُ: قريبًا قال: فسألني أين كان إسلامي؟ فقلت: عند النجاشي، وقد أسلم، قال: فكيف صَنع قومه بملكه؟ قلت: أَقرُّوه واتَّبعُوهُ، قال: والأساقِفةُ والرُهبانُ تبعوهُ؟ قلت: نعم، فأَبَى أن يُسلم، فأقمتُ أَيّامًا ثم قلتُ: أنا خارجٌ غدًا، فلمَّا أيقن بخروجي أرسل إِلَيَّ فأجاب إلى الإسلام، فأسلَم هو وأخوه جميعًا، وصَدَّقا بالنبي صَلَّى الله عليه وسلم، وخَلَّيَا بيني وبين الصدقة والحكم فيما بينهم، وكان عونًا لي على مَن خالفني، فأخذت الصدقةَ من أغنيائهم فرددتها على فقرائهم، وأخذت صدقات ثمارهم ما تَجرُوا به، فلم أزل مقيمًا حتى بلغنَا وفاةُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم(*).
وروى عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، قال: لما سار أُمَرَاء المسلمين إلى الشام فنزلوا بقرية يقال لها ثَادِن من قرى غزةَ مما يلي الحجاز، فلقيهم فيها بَطْريق من بطارقة الروم، فأرسل إليهم أن يُخْرِجوا إليهِ أَحَدَ القُوّاد ليكلِّمه، قال: فتواكلوا ذلك، وقال لعمرو ابن العاص: أنت لذلك، فخرج إليه عمرو فلما انتهى إليه رحَّب به وأجلسه معه على سريره، ومَتّ إليه بقرابه العِيص بن إسحاق بن إبراهيم في إسماعيل بن إبراهيم، فكلّمه عَمْرو وَدعاهم إلى الدخول في الإسلام أو الجزية عن يدٍ وهم صاغرون، فأبَى، وضَنَّ بدينه فقال عمرو: قد أعذرت وَلَمْ يَبْقَ إلا السيف، فافترقا واقتتلوا فكانت بينهم معركة عظيمة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال