أول من اختط إفريقية وابتنى بها
عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الطرب بن أمية بن الحارث بن فهر القرشي
ذكر ابن سعد في "الطبقات الكبير": أنَّه لما وُلِّي معاوية بن أبي سفيان وجه عقبة بن نافع بن عبد قيس الفهري إلى إِفريقية غازيًا في عشرة آلاف من المسلمين، فافتتحها واختط قَيْروانها، وقد كان موضعه غَيْضة لا تُرام من السباع والحيات وغير ذلك من الدواب، فدعا الله عليها، فلم يبقَ منها شيء مما كان فيها من السباع وغير ذلك إلا خَرج منها هاربًا بإذن الله، حتى إِن كانت السباع وغيرها لَتَحمل أولادها.
وروى موسى بن عُلَيّ بن رَبَاح عن أبيه قال: نادى عقبة بن نافع: إنا نازلون فاظعنوا، قال: فرئين يخرجن من جِحَرَتِهِنّ هوارب، قال محمد بن عمر: فقلت لموسى بن علي: إِنه يقال إِن بإِفريقية عقارب تقتل، قال: بناحية منها، قَلَّمَا لدغت إنسانًا إلا خيف عليه منها، وربما عافاه الله. وسُئل موسى بن علي: أرأيت بناء إِفريقية اليوم؟ هذا الواصل المجتمع، مَنْ أَوَّل مَنْ بناه حتى بني إليه؟، قال: أول من ابتنى بها عقبة بن نافع وَمَنْ كان معه الدورَ والمساكنَ وأقام بها.
وروى يَزيد بن أَبِي حَبِيب ــ ويكنى أَبَا رَجَاء مولى بني عامر بن لُؤَيّ ــ قال: حدّثني رجل من جند مصر قال: قدمنا مع عقبة بن نافع إِفريقية، وهو أول الناس اختطها وَقطَّعها للناس مساكن ودورًا، وبنى مسجدها وأقمنا معه حتى عزل عنها، وهو خير وال، وخير أمير.