أوّل من نزل البَصْرة من المسلمين
عتبة بن غزوان بن جابر بن وهب بن نسيب بن زيد بن مالك بن الحارث بن عوف بن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر
كان أوّل من نزل البَصْرة من المسلمين، وهو الذي اختطّها، وقال له عمر ـــ لما بعثه إِليها: يا عُتْبَة؛ إني أُريد أَنْ أوجِّهك لتقاتلَ بلد الحيرة، لعلَّ الله سبحانه يفتحها عليَكم، فسِرْ على بركة الله تعالى ويُمْنِه، واتَّق الله ما استطعت. واعلم أنك ستأتي حَوْمة العدوّ. وأرجو أن يعينَك الله عليهم، ويكفيكهم. وقد كتبْتُ إلى العلاء بن الحضرميّ أَنْ يمدّك بعرفجة بن هرثمة، وهو ذو مجاهدة للعدو، وذُو مكايدة شديدة، فشاوِرْه، وادْعُ إلى الله عزّ وجلّ؛ فمَنْ أجابك فاقْبَلْ منه، ومَنْ أبى فالْجِزْية عن يَدٍ مذلةٍ وصغار، وإلّا فالسَّيفُ في غير هَوَادة، واستَنْفِرْ مَنْ مَرَرَْت به من العرب، وحُثَّهم على الجهاد، وكابد العدوَّ، واتّق الله ربّك.
فافتتح عتبة بن غَزْوان الأبلّة، ثم اختطَّ مسجد البصرة، وأمر محجن بن الأدرع، فاختط مسجد البصرة الأعظم، وبناه بالقصب، ثم خرج عتبة حاجًّا، وخلف مجاشع بن مسعود، وأمره أن يسير إلى الفُرات، وأمر المغيرة بن شعبة أنْ يصلِّي بالنّاس، فلم ينصرف عتبة من سفره ذلك في حجّته حتى مات، فأقرَّ عمر المغيرة بن شعبة على البصرة.