1 من 2
قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيُّ
(س) قَيْسُ بن سَعْد بن ثابِت الأنْصَاري.
أَورده جعفر المستغفري في الصحابة.
روى عقيل، عن الزهري، عن ثعلبة بن أَبي مالك القَرَظي، عن قيس بن سعد بن ثابت الأَنصاري ــ وكان صاحب لواءِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أَنه أَراد الحج، فَرَجَّل أَحَدَ شِقْي رأسه، فقام غلام له فقلد هَدْيه، فنظر قيس وقد رَجَّل أَحد شِقَّي رأسه فإِذا هَدْيه قد قُلِّد، فلم يرجِّل شق رأسه الآخر.
أَخرجه أَبو موسى وقال: أظنه قيس بن سعد بن عبادة.
قلت: هو قيس بن سعد بن عبادة، وكنية سعد أَبو ثابت، ولا أَدري كيف وقع هذا؟ ولعل الراوي قد نسب والد قيس فقال: قيس بن سعد: أَبي ثابت، فصحف "أَبي" بـ"ابن"، فإِنها تقارب شبهها في الخط، ونقله كذلك. وهو الذي كان صاحب لواءِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في بعض الغزوات، وقال ابن شهاب: كان حاملَ رَايةِ الأنَصار مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قيسُ بن سعد بن عبادة.
أَنبأَنا مِسمار بن عُمَر، وغيره، بإِسنادهم إِلى محمد بن إِسماعيل: حدثنا سعيد بن أَبي مريم حدثنا الليث، أَخبرني عقيل، عن ابن شهاب، أَخبرني ثعلبة بن أَبي مالك القُرَظي، أَن قيس بن سعد الأَنصاري ــ وكان صاحب لواء رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أَراد الحج فَرَجَّل" أخرجه البخاري في الصحيح 4/64 كتاب الجهاد باب ما قيل في لواء النبي صَلَّى الله عليه وسلم..
فهذا يدل على أَن المذكور هاهنا كما ذكرناه، والله أَعلم.
(< جـ4/ص 403>)
2 من 2
قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ
(ب د ع) قَيْسُ بنُ سَعْدِ بن عُبَادة بن دُلَيْم بن حَارِثَة بن أَبِي خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الأَنصاري الخزرجي الساعدي، يكنى: أَبا الفضل. وقيل: أَبو عبد اللّه، وقيل: أَبو عبد الملك، وأُمه فُكَيهة بنت عُبَيد بن دَليم بن حارثة.
وكان من فضلاءِ الصحابة، وأَحد دهاة العرب وكرمائهم، وكان من ذوي الرأي الصائب والمكيدة في الحرب، مع النجدة والشجاعة، وكان شريفَ قومِه غَيرَ مدافع، ومن بيت سيادتهم.
أَنبأَنا إِبراهيم وإِسماعيل وغيرهما بإِسنادهم إِلى أَبي عيسى قال: حدثنا محمد بن مَرزُوق البصري، حدّثنا محمد بن عبد اللّه الأَنصاري، حدّثني أَبي، عن ثُمَامة، عن أَنس قال: كان قيسُ بن سعد بن عبادة من النبي صَلَّى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرطة من الأَمير ــ قال الأَنصاري: مِمَّا يلي من أَموره أخرجه الترمذي في السنن 5/ 647 كتاب المناقب (50) باب مناقب قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه (52) حديث رقم 3850..
قال: وحدّثنا أَبو عيسى حدّثنا أَبو موسى، حدّثنا وَهبُ بن جرير، حدّثنا أَبي قال: سمعت منصور بن زَاذَانَ يُحدِّث عن سيمون بن أَبي شَبِيب، عن قيس بن سعد بن عُبادة: "أَن أَباه دفعه إِلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم يَخدُمُهُ ــ قال: فمرّ بي النبي صَلَّى الله عليه وسلم وقد صَلّيتُ، فضربني برجْله، وقال: "أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ؟" قلت: بلى. قال: "لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله" أخرجه الترمذي في السنن 5/ 532 كتاب الدعوات (49) باب في فضل لا حول ولا قوة إلا بالله (120) حديث رقم 3581..
قالَ ابن شهاب: كان قيس بن سعد يحمل راية الأَنصار مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم. قيل: إِنه كان في سرية فيها أَبو بكر وعمر، فكان يستدين ويطعم الناس، فقال أَبو بكر وعمر: إِن تَرَكْنَا هذا الفتى أَهلكَ مال أَبيه! فمشيا في الناس، فلما سمع سعد قام خلف النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقال: من يعذرني من ابن أَبي قحافة وابن الخطاب؟ يُبَخِّلان عليّ ابني.
قال ابن شهاب: كانوا يعدون دهاة العرب حين ثارت الفتنة خمسة رهط، يقال لهم: "ذوو رأَي العرب ومكيدتهم": معاوية، وعَمْرو بن العاص، وقيس بن سعد، والمغيرة بن شعبة، وعبد اللّه بن بُدَيل بنَ وَرْقاءَ. فكان قيس وابن بُدَيل مع علي، وكان المغيرة معتزلًا في الطائف، وكان عمرو مع معاوية.
وقال قيس: لولا أَني سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "المَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ فِي الْنَّارِ" أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 607، والطبراني في الكبير 10/ 169، وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 105.، لكنت مِن أَمكْر هذه الأُمة.(*)
وأَما جوده فله فيه أَخبار كثيرة لا نُطَوِّل بذكرها.
ثم إِنه صحب عليًا لما بويع له بالخلافة، وشهد معه حروبه، واستعمله علّي على مصر، فكايده معاوية فلم يظفر منه بشيءٍ، فكايد عَلِيًا وأَظهر أَن قَيسًا قد صار معه يطلب بدم عثمان، فبلغ الخبرُ عليًا، فلم يزل به محمد بن أَبي بكر وغيره حتى عَزَله، واستعمل بعده الأَشتر، فمات في الطريق، فاستعمل محمد بن أَبي بكر، فأُخِذَت مصر منه، وقتل.
ولما عُزِل قيس أَتى المدينة، فأَخافه مروان بن الحكم، فسار إِلى علي بالكوفة، ولم يزل معه حتى قتِل. فصار مع الحسن، وسار في مقدمته إِلى معاوية، فلما بايع الحسن معاوية، دَخل قيس في بيعة معاوية، وعاد إِلى المدينة، وهو القائل يوم صفين: [البسيط]
هَذَا الْلِّوَاءُ الَّذِي كُنَّا نَحُفُّ بِهِ مَعَ الْنَّبِيِّ وَجِبْرِيلٌ لَنَا
مَدَدُ
مَا ضَرَّ مَنْ كَانْتِ الأَنْصَارُ عَيْبَتَهُ أَنْ لاَ يَكُونَ لَهُ مِنْ غَيْرِهِمْ أَحَدُ
قَوْمٌ إِذَا حَارَبُوا طَالَتْ أَكُفُّهُمُ بِالْمَشْرَفِيَّةِ حَتَّى يُفْتَحَ البَلَدُ
روى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم أَحاديث. روى عنه أَبو عَمَّار عَرِيب بن حُمَيد الهَمْداني، وابن أَبي ليلى، والشعبي، وعمرو بن شرحبيل، وغيرهم.
أَنبأَنا أَبو الفضل الطبري الفقيه بإِسناده إِلى أَحمد بن علي: حدثنا أَبو بكر بن أَبي شيبة، حدّثنا ابن عُيَينة، عن ابن أَبي نجيح، عن أَبيه، عن قيس بن سعد رواية قال: لو كان العلم متعلقًا بالثريا لناله ناس من فارس.
وتوفي سنة تسع وخمسين، وقيل: سنة ستين. وكان ليس في وجهه لحية ولا شعرة، فكانت الأَنصار تقول: وددنا أَن نشتري لقيس لحية بأَموالنا. وكان مع ذلك جميلًا.
أَخرجه الثلاثة.
قال أَبو عمر: خبره في السراويل عند معاوية باطل لا أَصل له.
(< جـ4/ص 404>)