تسجيل الدخول


قيس بن سعد بن عبادة بن دليم الأنصاري الخزرجي

قيس بن سعد بن عبادة الأنصاريّ الخزرجي السّاعديّ، وقيل: قيس بن سعد بن ثابت.
ذكره المُسْتَغْفِرِيُّ في الصحابة، وأورد عن قيس بن سعد بن ثابت الأنصاري ــ وكان صاحب لواءِ رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم: أنه أراد الحج فرجَّل أحد شقي رأسه، فقام غلام له فقلّد هَدْيَهُ، فنظر قيس فإذا هَدْيَه قد قلد فلم يرجِّلْ شقه الأيمن. قال أبو مُوسَى في "الذيل": أظن هذا قيس بن سعد بن عبادة.
وهو مختلف في كنيته؛ فقيل: أبو الفضل، وأبو عبد الله، وأبو عبد الملك، وذكر ابْنُ حِبَّان أنَّ كنيته أبو القاسم. وأمه فُكَيْهة بنت عبيد بن دُليم. قالَ ابن شهاب: كان قيس بن سعد يحمل راية الأَنصار مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم. وقيل: إِنه كان في سرية فيها أَبو بكر وعمر، فكان يستدين ويطعم الناس، فقال أَبو بكر وعمر: إِن تَرَكْنَا هذا الفتى أَهلكَ مال أَبيه! فمشيا في الناس، فلما سمع سعد قام خلف النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقال: من يعذرني من ابن أَبي قحافة وابن الخطاب؟ يُبَخِّلان عليّ ابني.
قال عمرو بن دينار: كان قيس ضخمًا حسنًا طويلًا إذا ركب الحمار خطّت رجلاه الأرض. وذكر الزّبير أنه كان سناطًا؛ ليس في وجْههِ شعرة؛ فقال: إن الأنصار كانوا يقولون، ودِدنا أنْ نشتري لقيس بن سعد لحيةً بأموالنا. قَالَ أَبُو عُمَرَ: وكذلك كان شريح، وعبد الله بن الزبير، لم يكن في وجوههم شعر.
وقال أنس بن مالك‏: كان قيس بن سعد بن عبادة من النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم مكان صاحب الشّرطة من الأمير، وأعطاه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم الرّايةَ يوم فتح مكّة إذ نزعها من أبيه لشكوى قيس بن سعد يومئذ، وقيل: إنه أعطاها الزّبير. قال داود بن قيس، ومالك بن أنس، وإبراهيم بن محمد الأنصاري، وخارجةُ بن الحارث وبعضهم قد زاد على صاحبه في الحديث: بعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أَبَا عُبَيدة بن الجَرّاح في سَرِيَّةٍ فيها المهاجرون والأنصار، وهم ثلاثمائة رجل، وكان فيهم قيس بن سعد بن عُبَادة، فأصابهم جوعٌ شديدٌ، فقال قيس بن سعد: من يشتري مِنِّي تَمْرًا بجُزُر، ويوفيني الجُزُرَ ها هنا وأُوفيه التمر بالمدينة؟ فجعل عمر يقول: وَاعَجَبَاه بهذا الغلام، لا مال له يَدَّانُ في مال غيره! فوجد رجلًا من جُهَينة يعطيه ما سأل، وقال: والله ما أعرفك، من أنت؟ قال: أنا قيس بن سعد بن عُبادة بن دُلَيم، فقال الجُهَني: مَا أَعْرَفَنِي بِنَسَبِكَ! فابتاع منه خمس جزائِر، كل جزور بِوَسْقَيْن من تمر، فقال الجُهَنِي: أَشْهِدْ لِي فقال قيس: أَشْهِدْ مَنْ تُحِبّ، فكان فيمن أَشهد عمر بن الخطاب فقال: لاَ أَشْهد! هذا يَدَّان ولا مال له، إنما المَالُ لأبيه، فقال الجُهَنِيّ: والله ما كان سعد لَيُخْنِي بابنه في سِقةٍ من تمر، وأرى وجهًا حسنًا، وَفعَالًا شريفًا، فكان بين عُمر وَبَينْ قيس كلام حتى أغلظ له قيس الكلامَ وأخذ قَيْس الجُزُر فَنَحَرَها في مواطن ثلاثة، كل يوم جزرًا، فلما كان اليوم الرابع نهاه أميره وقال: تريد أن تُخفر ذمتك ولا مال لك؟ وأقبل أبو عبيدة بن الجراح ومعه عمر بن الخطاب، فقال: عزمت عليك أَلاّ تنحر، أتريد أن تُغفر ذمتك ولا مال لك؟! فقال قيسٌ: يا أبا عُبيدة أترى أبا ثابت وهو يقضي ديون الناس، ويحمل الكَلّ، ويُطعم في المجاعة، لاَ يَقْضِي عَنِّي سِقَةً من تمرْ لقومٍ مجاهدين في سبيل الله! وبلغ سعدًا ما أصاب القوم من المجاعة، فقال: إن يكن قيسٌ كما أعرف فسوف ينحر لهم، فلما قدم قيس لقيه سعدٌ فقال: ما صنعتَ في مجاعة القوم حيث أصابتهم؟ فقال: نحرتُ، قال: أصبتَ انْحَر ثم ماذا؟ قال: ثم نحرتُ، قال: أصبت انْحَر ثم ماذا؟ قال: ثم نحرت، قال: أصبت انْحَر ثم ماذا؟ قال: نُهيتُ، قال: ومن نهاك؟ قال: أبو عبيدة بن الجَرَّاح أَمِيري، قال: وَلِمَ؟ قال: زعم أنه لا مال لي وإنما لأبيك فقلت: أَبِي يقضي عن الأباعد، ويحمل الكَلَّ، ويطعم في المجاعة، ولا يصنع هذا بي! قال: فلك أربع حوائِط، وكتب له بذلك كتابًا، وأتى بالكتاب إلى أَبِي عُبَيدة بن الجَرّاح فشهد فيه وأتى عمر فأَبَى أن يشهد فيه وأَدْنَى حائطٍ منها يجدُّ خمسين وسقًا وقدِمَ البدوي مع قيس، فأوفاهُ سِقَتَهُ، وحَملَهُ وكساهُ، فلما قدم الأعرابيّ عَلَى سعد بن عُبَادة قال: يا أبا ثابت! والله ما مثل ابنك صَنعتُ ولا تركت بغير مالٍ، فابنك سيدٌ من سادةِ قومه، نهاني الأمير أن أَبِيعَهُ وقال: لا مال لهُ! فلما انتسب إليك عرفته فتقدّمت عليه لما أَعرف أَنّك تسمو إلى معالي الأخلاق وجسيمها، وأَنك غير مُذمٍّ بمن لا معرفة له لديك، قال: فأعطى سعد ابنه يومئذٍ تلك الحوائط الأربع، وبلغ النبي صَلَّى الله عليه وسلم فعل قيس فقال: "إنه في بيت جُودٍ"(*).
وشهد قيس مع رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم المشاهدَ. قال ابْنُ يُونُس: شهد فَتْح مصر، واختطّ بها دارًا، ثم كان أميرها لعليّ. وفي "مكارم الأخلاق" للطبراني، مِن طريق عُروة بن الزّبير: كان قيس بن سعد بن عُبادة يقول: اللهم ارزقني مالًا، فإنه لا يصلح الفعال إلا بالمال. قال ابن شهاب: كانوا يعدون دهاة العرب حين ثارت الفتنة خمسة رهط، يقال لهم: "ذوو رأَي العرب ومكيدتهم": معاوية، وعَمْرو بن العاص، وقيس بن سعد، والمغيرة بن شعبة، وعبد اللّه بن بُدَيل بنَ وَرْقاءَ، فكان قيس وابن بُدَيل مع علي، وكان المغيرة معتزلًا في الطائف، وكان عمرو مع معاوية، وقال قيس: لولا أَني سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "المَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ فِي الْنَّارِ" أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 607، والطبراني في الكبير 10/ 169، وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 105.، لكنت مِن أَمكْر هذه الأُمة(*) وأَما جوده فله فيه أَخبار كثيرة لا نُطَوِّل بذكرها. قال أبو عمر: خَبرُه في السّراويل عند معاوية كذِب وزور مُخْتَلق ليس له إسناد، ولا يشبه أخلَاق قيس ولا مذهبه في معاوية، ولا سيرته في نفسه، ونزاهته، وهي حكايةٌ مفتَعَلة وشعر مزَّور. ومن مشهور أخبار قيس بن سعد بن عبادة أنه كان له مالٌ كثير ديونًا على النّاس، فمرض واستبطأ عوَّادَهُ، فقيل له: إنهم يستحْيون من أجل دينك، فأمر مناديًا ينادي: من كان لقيس بن سعد عليه دَيْنٌ فهو له، فأَتاه النّاسُ حتى هدموا درجةً كانوا يصعدون عليها إليه؛ ذكر هذا الخبر صاحب كتاب "الموثق" وغيره‏. قال جابر: خرجْنَا في بَعْثٍ كان عليهم قيس بن سعد بن عبادة، فنحر لهم تسع ركائب، فلما قدموا على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ذكروا له ذلك من فِعْل قيس بن سعد، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: ‏"‏إِنَّ الْجُودَ مِنْ شِيمَةِ أَهْلِ ذَلِكَ الْبَيْتِ‏"(*) ‏‏ذكره ابن حجر في فتح الباري 8/ 81، والهندي في كنز العمال حديث رقم 33628، 37477.، وهو القائل: اللّهم ارزقني حَمْدًا ومجدًا، فإنه لا حَمْدَ إلا بفعال، ولا مَجْدَ إلّا بمال. وكان قيس بن سعد بن عبادة مع الحسن بن علي ــ رضي الله عنهم ــ على مقدمته، ومعه خمسة آلاف قد حلقوا رؤوسهم بعدما مات عليّ ــ رضي الله عنه، وتبايعوا على الموت، فلما دخل الحسن في بيعة معاوية أبى قيس أن يدخُلَ، وغضب وخرج عن عسكر الحسن، فاجتمع إليه قومه، وقال لهم: ما شئتم؛ إن شئتم جالدْتُ بكم حتى يموت الأعْجَل منا، وإن شئتم أخذْتُ لكم أمانًا، فقالوا: خذ لنا أمانًا‏؛‏ فأخذ لهم الحسنُ أنّ لهم كذا وكذا، وأَلّا يعاقبوا بشيء، وأنه رجلٌ منهم، ولم يأخذ لنفسه خاصة شيئًا، والتزم لهم معاوية الوفاء بما اشترطوه، فلما ارتحل نحو المدينة ومضى بأَصحابه جعل ينحر لهم كلَّ يوم جَزُورًا حتى بلغ صِرَارًا.
وروى عبد الله بن المبارك، عن جويرية، قال: كتب معاوية إلى مروان: أن اشتر دار كثير بن الصّلت منه، فأَبى عليه، فكتب معاوية إلى مروان: أن خذه بالمال الذي عليه، فإِن جاء به، وإلّا بع عليه دارَه، فأَرسل إليه مروان فأَخبره، وقال: إِني أُؤجلك ثلاثًا، فإن جئْتَ بالمال، وإلّا بعْتُ عليك دارك، فجمعها إلا ثلاثين ألفًا، فقال: مَنْ لي بها؟ ثم ذكر قيس بن سعد بن عبادة فأَتاه فطلبها منه فأَقرضه، فجاء بها إلى مروان؛ فلما رآه أنه قد جاءه بها ردَّها إليه وردَّ عليه داره، فردّ كثير الثّلاثين ألفًا على قيس، فأَبى أن يقبلها، وقال‏: إنا لا نعود في شيء أَعطيناه. وهو القائل بصِفّين:
هَذَا اللِّوَاءُ الَّذِي كُنَّا نَـحُفُّ بِهِ مَعَ النَّبِيِّ وَجِبْرِيلُ لَنَــــا مَـــــــدَدُ
مَا ضَرَّ مَنْ كَانَتِ الأَنْصَارُ عَيْبَتَهُ أَلّا يَكُونَ لَهُ مِنْ غَيْرِهِمْ أَحَدُ
قَوْمٌ إِذَا حَارَبُوا طَالَتْ أَكُفُّهُـمُ بِالمَشْرَفِيَّةِ
حَتَّى
يُفْتَحَ البَـلَدُ
وقصّته مع العجوز التي شكت إليه أنه ليس في بيتها جرذ، فقال: ما أحْسَنَ ما سألت! أما والله لأكثرنّ جرْذَان بيتك، فملأ بيتها طعامًا، وودَكًا وإدامًا. وتُوفِّي أبوه عن حَمْلَ لم يعلم به، فلما وُلد، وقد كان سعد ــ رضي الله عنه ــ قسم ماله في حين خروجه من المدينة بين أولاده، فكلّم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في ذلك قَيْسًا، وسأَلُاه أن ينقض ما صنع سعد من تلك القسمة، فقال: نصيبي للمولود، ولا أغيّر ما صنع أبي ولا أنقضه. وقال الواقديّ: كان قيس بن سعد بن عبادة من كِرَام أصحابِ رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم وأسخيائهم ودُهَاتهم. قال أبو عمر: كان أحدَ الفضلاء الجِلّة، وأحد دُهاة العرب وأَهل الرَّأي والمكيدة في الحروب مع النَّجدة والبسالة والسّخاء والكرم، وكان شريفَ قومه غير مدافع، هو وأبوه وجَدّه‏، وصحب قيس بن سعد النبي صَلَّى الله عليه وسلم وهو وأبوه وأخوه سعيد بن سعد بن عبادة، وكان قيس خادم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.
روى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وعن أبيه أَحاديث، وروَى عنه أنس، وثعلبة بن أبي مالك، وأبو مَيْسَرة، وعروة، وأَبو عَمَّار عَرِيب بن حُمَيد الهَمْداني، وابن أَبي ليلى، والشعبي، وعمرو بن شرحبيل، وغيرهم. قال قيس بن سعد: لو كان العلم متعلقًا بالثريا لناله ناس من فارس. وروى قيس بن سعد بن عُبَادة الأنصاري: أن أباه دَفَعَه إِلَى النبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم يَخْدُمه، قال قيس: فخرج عَلَيَّ النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم وقد صَلَّيتُ ركعتين واضطجعتُ، فَضَرَبَني بِرِجْلِهِ وقال: "أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ من أبواب الجنة؟" قلتُ: بلى، قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله"(*).
وروى قيس بن سعد: أنه استأذن على النبي صَلَّى الله عليه وسلم وهو قُبَالَة الباب فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم بيدهِ هكذا: "لا تستأذن وأنت قُبَالَة الباب"(*). وقدم قيس بن سعد المدينة فأرسلت إليه أُمُّ سَلَمَة تلومه وتقول: فارقت صَاحِبَك ــ تعني عليًا، قال: أنا لم أفارقهُ طائِعًا، هو عَزَلَني، فأرسَلَتْ إليه: إنّي سأكتب إلى عَلِيٍّ في أمرك، وراح قيسٌ إليها، فأخبرها الخبر، فكتبت إلى عليّ تُخْبِرُه بنصيحة قيس وأبيهِ في القديم والحديث، وتلومه على ما صنع، فكتب عَلِيٌّ إلى قيس يعزم عليه إلا لحق به، وتَآمَر في قيس الأسود بن أَبِي البَخْتري، ومروان بن الحكم أن يُبَيِّتاه فيمن معهما، وبلغ ذلك قيسًا، فقال: والله ما أخرج إليه إِلاّ استحياءً، وإِنِّي لأعلم أنه مقتول، معه جندُ سوءٍ لا نِيَّةَ لهم، أو قال: والله إنّ هذا لقبيح، أن أفارق عليًّا وإن عزلني، والله لألحقن به، فقدِم عَلَى عَلِيٍّ بالعراق، فأكرمه، وحباهُ، وأخبره قيسٌ بخبره، وإنَّ عليًا أَمَّر قيسَ بنَ سعد بن عُبادة على مصر، وكان من ذوي الرأي، فكان قد ضبط مِصر وقام فيها قِيَامًا مُجْزِياَ، وَوَادَعَ أَهْلَ خَرِبْتَا وأَدَرَّ عليهم أرزاقهم وكَفَّ عنهم وأحسن جوارهم، وكان قيس رجلًا حازمًا فكان يقول: لولا أن المَكْرَ فُجُورٌ، لمكرتُ مَكْرًا يضطرب منه أهل الشام بينهم، وإِنَّ معاوية وعَمْرو بن العاص كتبا إلى قيس بن سعد كتابًا يَدْعُوانه إلى مبايعتهما، وَكُتِبَ إليه بكتاب فيه لِين، فكتبَ إليهما كتابًا فيه غِلَظٌ، فكتبا إليه بكتاب فيه غِلظٌ، فكتب إليهما بكتاب فيه لِينٌ، فلما قَرَآ كتابَه عَرَفا أنهما لا يدان لهما بمكره، فعرف عَلِيٌّ أَنّ قيسًا كان يُداري أمرًا عظيمًا من المكيدة التي قصّر عنها رأْيُ غيره، وأطاع عَلِيٌّ قيسًا في الأمر كله، وجعلهُ مُقَدِّمَةَ أهل العراق على شُرطَةِ الخميس الذين كانوا يبايعون للموت، وكان علي يقول: إن قَيْسًا في سَرٍّ وشرف في جاهليةٍ وإسلامٍ، وقيسٌ رجلُ العرب، فكتب معاوية بن أبي سفيان إلى مروان بن الحكم والأسود بن أَبي البَخْتري يتغَيّظ عليهما، وأَنَّبَهُما أَشَدّ التَّأْنِيب، وقال: أَمْدَدْتُما عَليًّا بقيس بن سعد، وبرَأيهِ ومكيدته؟ والله لو أمددتماه بمائة ألف مقاتل ما كان بأغيظ لي من إخراجكما قيس بن سعد إليه!، ولكن حدث أمر جعل عليًا يعزله. قال يَرِيم بن سعد: كنت مع قيس بن سعد بن عبادة في شُرطةِ الخميس وهم عشرة آلاف بعثهُ عَلِيّ، ونحن نزول على شَطِّ دجلة، فَبَال وعليه خُفَّان من أَرَنْدَج، ثم أتى دِجْلَة فتوضأ وَمَسَحَ على الخُفَّيْن، فكأني أنظر إلى أثر الأربع أصابع على الخف، ثم تقدم فأمّ الناس، فقال أَبو مَيْسَرة: أنت رَأَيْتَهُ يا أبا العلاء؟ قال: نعم. وشهد قيس بن سعد مع عليّ بن أبي طالب ــ رضي الله عنه الجمل، وصِفّين، والنّهروان هو وقومه، ولم يفارقه حتى قُتل.
وروى عاصم بن عُمر بن قَتَادة: أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم استعمل قيس بن سعد بن عُبَادة على الصدقة(*). ولما أَجْمَع الحسن على مُبايعة معاوية لزم قيس المدينة، وأقبل على العبادة حتى مات بها سنة ستّين رضي الله عنه،‏‏ وقيل: سنة تسعٍ وخمسين في آخر خلافة معاوية. قال ابن حبان: كان هرب من معاوية، ومات سنة خمس وثمانين في خلافة عبد الملك.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال