تسجيل الدخول


زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عوف بن غنم بن مالك...

((زيد بن ثابت بن الضّحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غَنْم بن مالك بن النّجّار الأنصاريّ النّجاريّ)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((زَيْد بن ثَابِت بن الضَّحَّاك بن زَيْد بن لَوْذان بن عَمْرو بن عَبْد بن عوف بن غنْم بن مالك بن النَّجار الأنصاري الخزرجي ثم النجاري.)) أسد الغابة. ((زيد بن مالك: وَهم بعضُّ الرواة في اسم والده، وإنما هو زيد بن ثابت: قال آدم بن أبي إياس في كتاب ثواب الأعمال: حدّثنا روح، حدّثنا أبان بن أبي عياش، عن أنس رضي الله عنه، قال: خرجْت وأنا أريدُ المسجدَ فإذا أنا بزيد بن مالك، فوضع يَدَه على منكبي يتكِئ عليه، فجعلتُ وأنا شابٌّ أخطو خطو الشّباب، فقال لي زيد قارب الخطأ، فإن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: "مَنْ مَشَى إِلَى الْمَسْجِدِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ"(*)أخرجه الطبراني في الكبير 8 / 150.والبيهقي في السنن الكبرى 3 / 49.. أخرجه أبو موسى في الذيل، مِنْ طريق آدم، وقال: كذا وقع هذا الاسْمُ هنا، وروَاه الناسُ عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن زَيْد بن ثابت؛ وهو الصّحيح. قلت: نُسب زيد بن ثابت في هذه الرواية إلى جدّه الأعلى؛ فإنه زيد بن ثابت بن الضّحّاك بن زَيْد، يتصِلُ نسبه إلى مالك بن النّجار)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((يكنى أبا سعيد، وقيل: يكنى أبا عبد الرحمن، قاله الهيثم بن عدي وقيل:‏ ‏ يُكْنَى أَبا خارجة بابنْهِ خارجة)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((وقيل: أبو ثابت. وقيل غير ذلك في كنيته.)) ((أبو رُقاد: بتخفيف القاف: خاطب بها النبي صَلَّى الله عليه وسلم زيد بن ثابت.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((أمه النَّوار بنت مالك بن صِرْمَة بن مالك بن عَدِيّ بن عامر من بني عَدِيّ بن النجار.)) الطبقات الكبير. ((أُمّه النوار بنت مالك بن معاوية بن عديّ بن عامر بن غَنْم بن عديّ بن النّجّار)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((وَلَدَ زيدُ بن ثابت سعيدًا وبه كان يكنى. وأُمّه أُمُّ جميل بنت المُحوّل بن بُجَيد بن أبي قيس بن عَمرو بن نَصْر بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لُؤَيّ. وسعدًا، وَخَارِجَةَ، وسليمانَ، ويَحيى، وعُمَارةَ دَرَج، وإسماعيلَ، وأَسْعَد دَرَج. وعُبَادَةَ، وإسحاقَ وأُمَّ إسحاق، وحَسَنةَ، وعَمْرةَ، وأُمَّ كلثوم. وأمُّهم جَميلة وهي أُمُّ سَعْد بنت سَعْد بن الرَّبيع ابن عَمْرو بن أبي زُهَيْر بن امرِئ القَيْس بن مالك بن ثَعْلَبَة بن كَعْب بن الخَزْرَج بن الحارث ابن الخَزْرَج. وإبراهيمَ، ومحمدًا، وعبدَ الرحمن، وأُمَّ حَسَن. وأُمُّهُم عَميرةُ بنت معاذ بن أنس بن قيس بن عُبَيْد بن زَيْد بن معاوية بن عَمرو بن مالك بن النجار. وعبدَ الرحمن، وزيدًا، وعُبيدَ الله، وأُمَّ كلثوم، لأمّ وَلَدٍ، وسَلِيطًا، وعِمرانَ، والحارثَ، وثابتًا، وقَرِيبةَ وأمَّ محمد لأُمِّ وَلَدٍ.)) ((قال محمد بن عمر: مات زيد بن ثابت، وابنه إسماعيل صغيرٌ لم يَسمع منه شيئًا.)) الطبقات الكبير.
((قال: محمد بن عمر: كان زيد يكتب الكتابينْ جميعا: كتاب العربية وكتاب العبرانية، وأول مشهد شهده زَيد بن ثابت مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، الخندق وهو ابن خمس عشرةَ سنة، وكان ممّن ينقل الترابَ يومئذ مع المسلمين فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أما إِنه نِعْمَ الغلام". وغَلَبته عيناه يومئذ، فرقَد، فجاء عُمارة بن حَزْم فأخذ سلاحه، وهو لا يشعُر، فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "يا أَبَا رقّاد، نِمتَ حتى ذهبَ سلاحُك"، وقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "مَنْ له عِلمٌ بسلاح هذا الغلام؟" فقال عُمارة بن حَزْم: يا رسول الله، أنا أخذتُه فَرَدَّه. فَنَهَي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يومئذ أن يُرَوَّع المؤمن، أو أن يُؤخذ متاعُه لاَعِبًا جدًّا(*))) الطبقات الكبير. ((كان عمره لما قدِم النبي صَلَّى الله عليه وسلم المدينة إحدى عشرة سنة، وكان يوم بعاث ابن ستِّ سنين، وفيها قتل أبوه. واستصغره رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم بدر، فرده، وشهد أحدًا، وقيل: لم يشهدها، وإنما شهد الخندق أول مشاهدة، وكان ينقل التراب مع المسلمين، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إِنَّهُ نِعْمُ الغُلَامُ"! وكانت راية بني مالك بن النجار يوم تبوك مع عُمارة بن حزم، فأخذها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ودفعها إلى زيد بن ثابت، فقال عمارة: يا رسول الله، بلغك عني شيء؟ قال: "لَا، وَلَكِنَّ القُرْآنَ مُقَدَّمٌ، وَزَيْدٌ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ مِنْكَ" (*)أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 421..)) أسد الغابة. ((رُمي يوم اليمامة بسَهم فلم يضره)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((هو الذي تولّى قسم غنائِم اليرموك.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((قال: أخبرنا محمد بن عمر و محمد بن معاوية قالا: حدّثنا عبد الرحمن بن أَبِي الزِّناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه قال: لما قَدِمَ رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، المدينة أُتِي بي إليه فقيل: يا رسول الله، غلامٌ من بني النجار قد قرأ ست عشرة سورة، فأمره رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أن يتعلّم كتابَ يَهُود، وقال: "إني لم آمنهم أن يبدلوا كتابي" قال فتعلمته في بضع عشرة ليلة(*). قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زُرارة، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عَمْرو بن حَزْم، قال: كان زيد بن ثابت يتعلّم في مَدَارِس مَاسِكَة، فَعلم كتابَهم في خمس عشرة ليلة حتى كان يَعلم ما حرّفوا وَبَدَّلُوا. قال: أخبرنا يحيى بن عيسى الرَّمْلِيّ، قال حدّثني الأعمش، عن ثابت بن عُبيد، عن زَيد بن ثابت، قال: قال لي رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إنه تأتيني كتب من أناس لا أحِِبّ أن يقرأها كل أحد، فهل تستطيع أن تَعَلَّمَ كتابَ العِبرانية" أو قال: "السُّريانية؟" قلت: نعم. قال فتعلمتُها في سبع عشرةَ ليلة(*). قال: أخبرنا إسماعيل بن أبان الورَّاق، قال: حدّثنا عَنْبَسَةُ بن عبد الرحمن القرشي، عن محمد بن زاذان، عن أم سعد، عن زيد بن ثابت قال: دخلتُ عَلَى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو يُمِلُّ في بعض حوائجه فقال: "ضَع القَلَمَ على أُذُنك فهو أَذْكَر لِلْمُمِلِّ"(*). قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدّثنا سفيان قال: وأخبرنا عفّان بن مسلم، عن وُهَيب جميعًا، عن خالد الحَذّاء عن أبي قِلابة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أعلمهم بالفرئض زيد"(*). قال: أخبرنا يحيى بن عبّاد، قال: حدّثنا حَمّاد بن سَلَمة، عن قَتَادَة، عن أنس بن مالك قال: قال لي رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم: "انظر من ترى في المسجد"، فنظرتُ فإذا بزيد بن ثابت فدعوتُه، فأكلا تمرًا وشَرِبا من الماء ثم خرجا إلى الصلاة(*))) ((قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير، قال: حدّثني الأعمش، عن ثابت بن عبيد، قال: كان زيد بن ثابت من أَفْكَه الناس في بيته وَأَزْمَتِه إذا خَرَجَ إلى الرجال. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدّثنا هشام بن حسان، قال: حدّثنا محمد بن سِيرين، قال: خرج زيد بن ثابت يريد الجمعة فاستقبله الناس راجعين فدخل دارًا فقيل له. فقال: إنه من لا يستَحِي من الناس لا يَسْتَحِي من الله. قال: أخبرنا محمد بن معاوية النَّيْسَابُورِيّ، قال: حدّثنا ابن أبي الزِّنَاد، عن أبيه عن خارجة بن زيد، أن زيد بن ثابت وجد الناس ركوعًا فَدَبَّ حتى دخل في الصفِّ. قال: أخبرنا محمد بن معاوية النَّيْسَابُوريّ، قال: حدّثنا ابنُ أَبِي الزِّنَاد، عن عبد الملك ابن وُهَيب ـ مولى زيد بن ثابت ـ عن زيد بن ثابت أنه أعتق غلامًا له مجوسيا يسمى، مابورَا.)) ((قال: أخبرنا أنس بن عياض الليثي، عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب، عن خارجة بن زيد بن ثابت أن زيد بن ثابت كان سَلِسَ منه البول وكان يداريه، فلما غَلَبه أرسله فلم يكن يتوضأ منه إلا وضوءه عند الصلاة ولا يلتفت إليه وإن خرج منه. قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال أخبرنا زيد بن السائب ـ مولى زيد بن ثابت ـ عن إسماعيل بن زيد بن ثابت قال: أخبرني بعض أهلنا قال: ما كان إناء يشرب فيه زيد أحب إليه من قَوارير.)) ((قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أّبي الزِّناد، عن أبيه، عن خارجةَ بن زيد، عن زيد بن ثابت، أنه كتَب إلى معاوية بعد أن بُويع له: لعبد الله معاوية أمير المؤمنين من زيد بن ثابت. وكتب في آخر ذلك: والسلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي وخلاّد بن يحيى قالا: حدّثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، أن مروان دعا زيد بن ثابت وأجلسَ له قومًا وراء ستر، فأخذ يسأله، وهم يكتبون، ففطَن لهم زيد فقال: يا مروان، أَغَدْرًا! إنما أقول بِرَأْيِي. قال: أخبرنا شهاب بن عَبَّاد العبدي، قال: حدّثنا إبراهيم بن حُمَيد الرُّؤَاسِي، عن إسماعيل، عن عامر قال أتى ناسٌ زيدَ بن ثابت يسألونه، فجعلوا يكتبون كل شيء، قال لهم: فلما كتبوا حاجتهم قالوا: والله لو أطلعناه على هذا الذي فعلناه فأتوه فأخبروه فقال: أَغَدْرًا! فلعل الذي قلت لكم خطأ، إنما قلت لكم بجهد رأيي. قال: فعمدوا فمحوه. قال: أخبرنا الفضل بن دُكَيْن والحسن بن موسى قالا: حدّثنا زُهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن مسروق قال: قدمتُ المدينةَ فلقيتُ بها من الراسخين في العلم زيدَ بن ثابت. قال: أخبرنا عفان بن مسلم وهشام أبو الوليد الطَّيَالِسي قالا: أخبرنا شعبة، عن أبي إسحاق، سمع مسروقًا يقول: أتيتُ المدينة فسألت عن أصحاب محمد صَلَّى الله عليه وسلم، فإذا زيد بن ثابت من الراسخين في العلم. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدّثنا محمد بن عَمْرو، عن أبي سَلَمة، عن ابن عبّاس أنه أخذ لزيد بن ثابت بالركاب، فقال: تَنَحَّ يابنَ عَمِّ رسول الله. فقال: هكذا نفعل بعلمائنا وكُبرائنا. قال: أخبرنا الفضل بن دُكَيْن، قال حدّثنا رَزِين بياع الرُّمّان، عن الشّعبي أن زيد بن ثابت كبّر على أمه أربعًا وما حسدها خيرًا. قال ثم أُتِي بدابته فأخذ له ابن عباس بالركاب فقال له زيد: دَعْه قال: فقال ابن عباس: هكذا نفعل بالعلماء الكبراء. قال: أخبرنا الفضل بن دُكَيْن ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا: حدّثنا موسى بن على قال سمعتُ أبي قال: إن كان الرجل يأتي زيد بن ثابت فيسأله عن الشيء فيقول: الله أنزل هذا؟ فإن قال: الله أنزل هذا، أفتاه. قال: فإن لم يحلف تركه. قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثنا الضّحاك بن عثمان، عن عبد الله بن خارجة ابن زيد بن ثابت، عن أبيه، عن زيد بن ثابت. قال: وأخبرنا مَعْمَر بن راشد، ومحمد بن عبد الله، عن الزُّهْرِيّ، عن عُبَيد بن السَّبَّاق، عن زيد بن ثابت، قال: أَرْسَلَ إِلَيَّ أبو بكر الصّدّيق مَقْتَلَ أهل اليمامة فقال: إن القتل قد اسْتَحَرَّ بقرّاء الناس، وإني أخشى أن يذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تَجْمَعَ القرآن وأنت رجل شاب عاقل لانَتّهمك. وقد كنتَ تكتبُ لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، الوحيَ فَتَتَبَّع القرآنَ واجمعه. قال زيد فوالله لو كلّفني نَقْلَ جبل أنقلُه حَجَرًا حَجَرًا ما كان أثقل عَلَيَّ مما أمرني به فقمتُ فَتَتَبَّعْتُ القرآن أجمعه من الرِّقاع والعُسُب والأَكتاف وصدور الرجال، فوجدتُ آخر سورة التوبة مع خزيمة بن ثابت: {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} [سورة التوبة: 128] الآية. قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني مَخْرَمةُ بنُ بُكَير، عن أبيه عن عُمارَة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه قال: جئت بها إلى عمر بن الخطاب وإلى زيد بن ثابت، فقال زيد: من يشهد معك؟ قلت: لا والله ما أدري. فقال عمر أنا أشهد معه على ذلك. قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عن هشام بن عُروة عن أبيه قال: لما قُتِل أهلُ اليمامة أمر أبو بكر الصدّيق عمرَ بن الخطاب وزيدَ بن ثابت فقال: اجلِسا على باب المسجد فلا يأتيكما أحد بشيء من القرآن تُنْكِرانِهِ يشهد عليه رجلان إلا أثبتُّماه، وذلك أنه قُتِل باليمامة ناسٌ من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قد جَمَعُوا القرآن. قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني مَعْمَر بن رَاشِد، ومحمد بن عبد الله، عن الزُّهْرِيّ عن أنس بن مالك قال: أمر عثمانُ بن عفان زيدَ بن ثابت، وسعيدَ بن العاص، وعبدَ الله بن الزبير، وعبدَ الرحمن بن الحارث بن هشام أن يكتبوا المصاحفَ وقال لهم: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربية منه فاكتبوه بلسان قريش، فإن القرآن نزل بلسان قريش. فاختلفوا في التابوت فقال القرشيون: التابوت. وقال زيد بن ثابت: التابوه. فرفعوه إلى عثمان بن عفان فقال: اكتبوه التَّابُوتَ كما قالت قريش، فإن القرآن نزل بلسانهم. قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني عمر بن عنبسة بن عبد الله بن عنبسة، عن محمد بن عبد الله بن عَمرو، عن عطاء، أن عثمان بن عفان لما نَسخ القرآنَ في المصاحف أرسَل إلَى أُبَيّ بن كَعب، فكان يُملِى عَلَى زيد بن ثابت وزيد يكتب ومعه سعيد بن العاص يُعرِبه، فهذا المُصْحَفُ عَلَى قراءة أُبَيّ وزيد. قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني هُشَيم عن المغيرة، عن مجاهد، أن عثمان أَمَرَ أُبَيَّ بن كعب يُملي، ويَكتب زيد بن ثابت، ويُعرِبُه سعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث.)) الطبقات الكبير. ((يقال: إنه كان في حين قدومِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم المدينة ابنَ إحدى عشرة سنة، وكان يوم بعاث ابن ستّ سنين)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أخبرنا الفضل بن دُكين، أخبرنا رَزين بيّاع الرّمّان عن الشعبيّ قال: أخَذَ ابن عبّاس لزيد ابن ثابت بالركاب وقال: هكذا ُيفعل بالعُلماء والكُبراء. أخبرنا محمّد بن عبد الله الأنصاريّ، أخبرنا محمّد بن عمر عن أبي سلمة عن ابن عبّاس: أنه أخذ لزيد بن ثابت بالركاب فقال: تَنَحّ يا ابن عمّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم! فقال: هكذا نَفعل بعُلمائنا وكبرائنا. أخبرنا عفّان بن مسلم ووهب بن جرير بن حازم وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسيّ قالوا: أخبرنا شعبة وأخبرنا الفضل بن دُكينا والحسن بن موسى قالا: أخبرنا زهير بن معاوية جميعًا عن أبي إسحاق عن مسروق قال: قدمتُ المدينةَ فسألتُ عن أصحاب النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فإذا زيد بن ثابت من الراسخين في العلم. أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني الضّحّاك بن عثمان عن بُكير بن عبد الله بن الأشجّ قال: جُلّ ما أخذ به سعيدُ بن المسيّب من القضاء وما كان يُفتي به عن زيد بن ثابت، وكان قَلّ قَضَاءٌ أوْ فتوَى جليلةٌ تَرِدُ على ابن المسيّب تُحكى لهُ عن بعض مَن هو غائب عن المدينة من أصحاب النّبيّ. صَلَّى الله عليه وسلم، وغيرهم إلاّ قال: فأينَ زيد بن ثابت عن هذا؟ إنّ زيد بن ثابت أعلم النّاسِ بما تقدّمه من قضاء، وأبصرهم بما يَرِدُ عليه ممّا لم يُسمَع فيه شيءٌ، ثمّ يقول ابن المسيّب: لا أعلم لزيد بن ثابت قولًا لا يُعْمَلُ به مُجمَع عليه في الشّرق والغَرْب أو يَعْمَلُ به أهل مصر، وإنّه ليأتينا عن غيره أحاديثُ وعلمٌ ما رأيتُ أحدًا من النّاس يَعْمَلُ بها ولا من هو بين ظَهْرانيهم. أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرة عن موسى بن مَيْسَرة عن سالم بن عبد الله قال: كنّا مع ابن عمر يومَ ماتَ زيد بن ثابت فقلتُ: مات عالمُ النّاس اليومَ! فقال ابن عمر يرحمه اللهُ: اليوم فقد كان عالم النّاس في خلافة عمر وحبرها فرّقهم عمرُ في البلدان ونهاهم أن يفتوا برأيهم، وجلس زيد بن ثابت بالمدينة يُفتي أهلَ المدينة وغيرَهم من الطُّرّاء، يعني القُدّام. أخبرنا محمّد بن عبد الله الأسديّ وخلاّد بن يحيَى قالا: أخبرنا سفيان عن إسماعيل عن الشعبيّ أنّ مروان أجلس لزيد بن ثابت رجلًا وراءَ السترِ ثم دعاهُ فجلس يسأله ويكتبون، فنظر إليهم زيد فقال: يا مَرْوانُ أَغَدْرًا! إنّما أقول برأيي.)) الطبقات الكبير. ((روى أَبو معاوية، عن الأعمش، عن ثابت بن عبيد، قال‏:‏ كان زيد بن ثابت من أَفكَهِ النّاس إذا خلا مع أَهله، وأَصْمَتهم إذا جلس مع القوم. وروى المعتمر بن سليمان عن داود بن أَبي هند، عن يوسف بن سعد، عن وهيب عَبْدٌ كان لزيد بن ثابت، وكان زيدٌ على بيت المال في خلافة عثمان، فدخل عثمان فأبصر وهيبًا يعينهم في بيت المال، فقال: مَن هذا؟ فقال زيد:‏ ‏ مملوكٌ لي، فقال عثمان‏: أَراه يُعين المسلمين وله حقٌّ‏. وإنا نفرض له، ففرض له أَلفين فقال زيد:‏ والله لا نفرض لعبدٍ أَلفين، ففرض له أَلفًا.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((كان زيدٌ يكتب لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم الوّحي وغَيْرَه، وكانت ترد على رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم كُتبٌ بالسّريانية، فأمر زيدًا فتعلمها في بضعة عشر يومًا، وكتب بعده لأبي بكر، وعمر، وكتب لهما مُعيقيب الدّوْسيّ معه أَيضًا‏.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((قال محمد بن عمر: وقد روى بن ثابت عن أَبِي بكر وعُمر، وعثمان رضي الله عنهم.)) الطبقات الكبير. ((روى عنه من الصحابة: ابن عمر، وأبو سعيد، وأبو هريرة، وأنس، وسهل بن سعد، وسهل بن حُنيْف، وعبد اللّه بن يزيد الخطمي، ومن التابعين: سعيد بن المسيب، والقاسم ابن محمد، وسليمان بن يسار، وأبان بن عثمان، وبُسْر بن سعيد، وخارجة، وسليمان ابنا زيد بن ثابت، وغيرهم. أخبرنا أبو الفضل عبد اللّه بن أحمد بن عبد القاهر الخطيب قال: أخبرنا أبو بكر بن بدران الحلواني، أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الفارسي، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي، أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي، أخبرنا مسلم بن إبراهيم، أخبرنا هشام الدستوائي، أخبرنا قتادة، عن أنس، عن زيد بن ثابت قال: تسحَّرنا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ثم قام إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الآذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية.)) أسد الغابة.
((قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني عبد الرحمن بن أَبِي الزِّناد، عن أبيه، وإبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت قالا: لما حُصِرَ عثمانُ أتاه زيد بن ثابت، فدخل عليه الدارَ، فقال له عثمانُ: أنتَ خَارِجٌ أَنْفَعُ لي منك ها هنا، فَذُبَّ عني. فخرج، فكان يَرُدّ الناس، ويقول لهم فيه، حتى رجع لقوله أناس من الأنصار وجعل يقول: يا للأنصار! كونوا أنصار الله ـ مرتين ـ انصروه، والله إن دمَه لحرام. فجاء أبو حَنَّة المازني مع ناس من الأنصار، فقال: ما يصلح لنا معك أمر، فكان بينهما كلام ثم أخذ بتَلْبيب زيد ابن ثابت هو وأناسٌ معه فمرَّ به ناس من الأنصار فلما رأوهم أرسلوه، وجعل رجل منهم يقول لأبي حَنَّةَ: أَتَصْنَعُ هذا برجل لو مات الليلة ما دريتَ مَا مِيرَاثُكَ من أبيك؟! قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني مُجَمِّع بن يعقوب، عن سعيد بن عبد الرحمن ابن رُقَيْش، قال: كان بنو عَمْرو بن عَوْف قد أجلبوا على عثمان، وكان زيد بن ثابت يَذُبُّ عنه، فقال له قائل منهم: وَمَا يَمْنَعُك!؟ مَا أَقَلَّ والله من الخزرج من له عِضْدَان العجوةِ مالَكَ! قال: فقال زيد بن ثابت: اشتريتُ بمالي، وقَطَع لي إِمامي عمر بن الخطاب، وقطع لي إِمام عثمان بن عفان. قال: فقال له ذلك الرجل: أعطاك عمر بن الخطاب عشرين ألف دينار؟ قال: لا، ولكن عمر كان يستخلفني على المدينة، فوالله مَا رَجَعَ من مَغِيبٍ قَطّ إلاّ قَطَعَ لي حديقةً من نَخْل. قال: أخبرنا عبد الله بن إدريس، عن هشام بن حسّان، عن محمد بن سيرين، قال: جاء زيد بن ثابت إلى عثمان وهو محصور معه ثلاثمائة من الأنصار، فدخل على عثمان فقال: هذه الأنصار بالباب قالوا: جئنا لننصر الله مرتين. فقال عثمان: أما القتال فلا.)) الطبقات الكبير. ((قال أَبو عمر:‏ كان عثمان يحبُّ زيد بن ثابت، وكان زيدٌ عثمانيًا، ولم يكن فيمن شهد شيئًا من مشاهد عليّ مع الأنصار، وكان مع ذلك يفضِّلُ عليًا ويظهر حبَّه.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((استخلف عمرُ بن الخطّاب زيد بن ثابت على المدينة ثلاث مرّات في الحجَّتين وفي خُروجه إلى الشّام، وكتب إليه من الشّام إلى زيد بن ثابت من عمر بن الخطّاب‏. وقال نافع، عن ابن عمر، قال: كان عمَرُ يستخلِفُ زيدًا إذا حجّ، وكان عثمانُ يستخلفه أَيضًا على المدينة إذا حجّ‏.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أخبرنا عفّان بن مسلم، أخبرنا عبد الواحد بن زياد، أخبرنا الحجّاج بن أَرْطَاة عن نافع قال: استعمل عمر بن الخطّاب زيدَ بن ثابت على القضاء وفرض له رِزْقًا. أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا جارية بن أبي عمران عن عبد الرّحمن بن القاسم عن أبيه قال: كان عمر يَستخلف زيد بن ثابت في كلّ سفر، أوْ قال: سَفَرٍ يسافره، وكان يُفَرّقُ النّاسَ في البلدان ويوجّهه في الأمور المهِمّة ويُطْلَبُ إليه الرجالُ المسَمَّوْنَ فيقال له زيد ابن ثابت فيقول: لم يسقُط عليّ مَكَانُ زيد، ولكنّ أهل البلد يحتاجون إلى زيد فيما يجدون عنده فيما يَحْدُثُ لهم ما لا يجدون عند غيره. أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا محمّد بن مسلم بن جَمّاز عن عثمان بن حفص بن عمر ابن خلدة الزّرقيّ عن الزهريّ عن قبيصة بن ذُؤيب بن حَلحَلة قال: كان زيد بن ثابت مُتَّرَئِسًا بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض في عهد عمر وعثمان وعليّ في مُقامه بالمدينة، وبعد ذلك خمس سنين حتى ولي معاوية سنة أربعين فكان كذلك أيضًا حتى تُوفّي زيد سنةَ خمس وأربعين.))
((قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال حدّثني: إسماعيل بن مُصعب عن إبراهيم بن يحيى، عن خارجة بن زيد، قال توفى أَبِي زيدُ بن ثابت قبل أن تَصْفَرَّ الشمسُ فكان رأيي دفنه قبل أن أُصبح، فجاءت الأنصار فقالت لا يُدفن إلا نهارًا يجتمع له الناس. فسمع مروان الأصوات، فأقبل يمشي حتى دَخَلَ عَلَيَّ فقال: عزيمةً منّي أن يُدْفَن حتى نصبح، فلما أصبحنا غسلناه ثلاثًا: الأولى بالماء، والثانية بالماء والسِّدر، والثالثة بالماء والكافور. وكفناه في ثلاثة أثواب: أحدها بُرد كان كساه إيّاه معاوية، وصلّينا عليه بعد طلوع الشمس، صّلَّى عليه مَروانُ بن الحكَم. وأرسل مروان بجُزُرٍ فَنُحِرَتْ، وأطعمنا الناس وغلبنا النساءُ فَبَكَيْن ثلاثًا. قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد، عن أبيه، قال: نزل نساء العوالي وجاء نساء البلد من الأنصار فجعل خارجة يُذكِّرُهنّ الله ويقول: لاَ تَبْكِينَ عليه. فقلن: لا نسمع كلامَك في هذا. وَلَنَبْكِيَنَّ عليه ثلاثًا، فغلبنه فبكين عليه ثلاثًا قال: وأطعِمُوا. قال محمد بن عمر: ومات زيد بن ثابت بالمدينة سنة خمس وأربعين وهو ابن ست وخمسين سنة، وصلّى عليه مروان بن الحَكَم. قال: وقال غيرُ محمد بن عمر: مات زيد سنة إحدى أو اثنتين وخمسين. وقال آخَر مات سنة خمس وخمسين، فاختلفوا علينا في وقت موته، فالله أعلم. قال: أخبرنا يحيى بن عباد وعفّان بن مسلم وكثير بن هشام وموسى بن إسماعيل قالوا: حدثنا حَمّاد بن سَلَمَة، قال: أخبرنا عمار بن أبي عمار، قال: لما مات زيد بن ثابت جلسنا إلى ابن عباس في ظل قَصرٍ فقال هكذا ذَهاب العلم، لقد مات اليوم عِلْمٌ كثير. قال: أخبرنا عَارِم بن الفضل، قال: حدّثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، قال: لما مات زيد بن ثابت قال أبو هريرة: مات حَبْرُ هذه الأمة، ولعل الله أن يجعل في ابن عباس منه خَلفًا. قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطَّيَالِسِيّ، قال: حدثنا أَبُو عَوَانَة، عن قَتَادَة، قال: لما مات زيد بن ثابت ودفن قال ابن عباس: هكذا يذهب العلم. قال: أخبرنا هَوْذَةُ بنُ خَلِيفَة قال: حدّثنا عوف قال: بلغني أن ابن عباس قال لما دفن زيد بن ثابت: هكذا يذهب العلم وأشار بيده إلى قبره يَمُوت الرجل الذي يَعْلَم الشَّيءَ لاَ يَعلمه غيرُه فيذهب ما كان معه.)) الطبقات الكبير. ((مات زيد سنة اثنتين أو ثلاث أو خمس وأربعين. وقيل سنة إحدى أو اثنتين أو خمس وخمسين، وفي خمس وأربعين قولُ الأكثر. وقال أَبُو هُرَيْرَةَ حين مات: اليوم مات حبر هذه الأمة، وعسى الله أن يجعلَ في ابن عباس منه خلفًا، ولما مات رثاه حسّان بقوله:

فَمَنْ لِلْقَوَافِي بَعْـــــــدَ حَسَّانَ وَابْنِهِ وَمَـــــــــنْ لِلْمَعَانِي بَعْدِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ
[الطويل])) الإصابة في تمييز الصحابة. ((اختُلف في وقت وفاةِ زيد بن ثابت. ‏ فقيل: مات سنة خمس وأَربعين. وقيل: سنة اثنتين، وقيل: سنة ثلاث وأَربعين، وهو ابنُ ستٍّ وخمسين‏. وقيل: ابن أَربع وخمسين. وقيل: بل تُوفِّي سنة إحدى أو اثنتين وخمسين‏. وقيل‏‏ سنة خمسين‏. وقيل‏ سنة خمس وخمسين، وصلّى عليه مَرْوان.‏ وقال المدائنيّ‏: تُوفِّي زيد بن ثابت سنة ستّ وخمسين‏.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال