تسجيل الدخول


أم حبيبة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية القرشية الأموية

((رَمْلَة بنتُ أبي سُفْيَانَ صَخْر بن حَرْب بن أمية بن عبد شَمْس، أم حبيبة القرشية الأموية أم المؤمنين، زوج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ورضي عنها.)) أسد الغابة. ((مضى ذكرها مجوَّدًا في باب الرّاء من الأسماء، لأن اسمها رَمْلة، لا خلاف في ذلك إِلا عند من شذَّ ممن يُعَدُّ قوله خطأ، ومَنْ قال ذلك زعم أَنّ رَمْلَة أُختها.)) ((اختلف في اسمها؛ فقيل رملة وقيل هند والمشهور رملة؛ وهو الصّحيح عند جمهور أَهلِ العلم بالنّسب والسِّيَر والحديث والخبر)) ((قال أَبو عمر: إنما دخلت الشّبهةُ على مَنْ قال فيها هند باسم أُمّ سَلمة، وكذلك دخلت الشّبهة على مَنْ قال اسم أُم سلمة رملة. والصّحيحُ في اسم أُم سلمة هند، وفي أُم حبيبة رملة، والله أعلم)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((تكنى أم حبيبة، وهي بها أشهر من اسمها))
((ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عامًا)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((أمّها صفيّة بنت أبي العاص بن أُميّة بن عَبْد شَمْس عَمَّةُ عثمان بن عفّان)) الطبقات الكبير. ((قال ابْنُ سَعْدٍ: أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا محمد بن عبد الله، عن الزهري؛ قال: قدم أبو سفيان المدينة، فأراد أن يزيد في الهدنة، فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم طوته دونه، فقال: يا بنية، أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه؟ قالت: بل هو فراشُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأنت امرؤ نجس مشرك، فقال: لقد أصابك بعدي شَرّ.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((كانت أُمُّ حبيبة عند عبيد الله بن جحش أَخي عبد الله وأَبي أحمد ابني جحش بن رئاب بن يعمر الأسدي)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((تزوّجها عُبيد الله بن جَحْش بن ريَاب بن يَعْمَر بن صَبِرة بن مُرَّة بن كبير بن غَنْم بن دُودَان بن أَسَد بن خُزَيْمة حليف حرب بن أُميّة، فولدت له حبيبة فكنيت بها، فتزوّج حبيبة داود بن عُروة بن مسعود الثقفي. وكان عُبيد الله بن جَحش هاجر بأُمّ حبيبة معه إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية فتنصّر وارتدّ عن الإسلام وتوفّي بأرض الحبشة، وثبتت أمّ حبيبة على دينها الإسلام وهجرتها. وكانت قد خرجت بابنتها حبيبة بنت عبيد الله بن جحش معها في الهجرة إلى أرض الحبشة ورجعت بها معها إلى مكّة. أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمّد الأخنسي أنّ أمّ حبيبة بنت أبي سفيان ولدت حبيبة ابنتها من عبيد الله بن جحش بمكّة قبل أن تهاجر إلى أرض الحبشة، قال عبد الله بن جعفر وسمعت إسماعيل بن محمّد بن سعد يقول: ولدتها بأرض الحبشة. قال محمد بن عمر: فأخبرني أبو بكر بن إسماعيل بن محمّد بن سعد عن أبيه قال: خرجت من مكّة وهي حامل بها فولدتها بأرض الحبشة. أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا عبد الله بن عمرو بن زهير عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص قال: قالت أمّ حبيبة: رأيتُ في النوم عبيد الله بن جحش زوجي بأَسْوَإِ صورة وأَشْوَهه ففزعتُ، فقلتُ تغيَّرَتْ والله حاله! فإذا هو يقول حيث أصبح: يا أمّ حبيبة، إني نظرتُ في الدِّين فلم أرَ دينًا خيرًا من النصرانيّـة، وكنت قد دِنتُ بها، ثمّ دخلت في دين محمّد ثمّ قد رجعت إلى النصرانيّة، فقلت: والله ما خير لك، وأخبرته بالرؤيا التي رأيت له فلم يحفل بها وأكبَّ على الخمر حتى مات فأرى في النوم كأنّ آتيًا يقول يا أمّ المؤمنين، فَفَزِعَتُ فأوّلتها أنّ رسول الله يتزوجني. قالت فما هو إلا أن انقضت عدّتي فما شعرت إلا برسول النجاشيّ عَلَى بَابِي يستأذن فإذا جارية له يقال لها أَبْرَهة، كانت تقوم على ثيابه ودُهْنِه فَدَخَلتْ عَلَيَّ فقالت: إنّ الملك يقول لكِ إنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، كتب إليّ أن أزوّجكه. فقالت: بشّركِ الله بخير. قالت: يقول لك الملك وكِّلي مَن يزوّجك. فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكّلته وأعطت أبرهة سِوَارين من فضّة وخَدَمَتَيِنْ كانتا في رجليها وخواتيم فضّة كانت في أصابع رجليها سرورًا بما بشّرتها. فلمّا كان العشيّ أَمرَ النَّجَاشيّ جعفرَ بن أبي طالب ومَنْ هناك من المسلمين فحضروا فخطب النجاشي فقال: الحمد لله الملك القدّوس السلام المؤمن المهيمن العَزِيز الجبّار، أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمدًا عبده ورسوله وأنّه الذي بشّر به عيسى ابن مريم صَلَّى الله عليه وسلم، أمّا بعد فإنّ رسول الله كتب إليّ أن أزوّجه أمّ حَبيبة بنت أبي سفيان فأجبتُ إلى ما دعا إليه رسول الله وقد أصدقتها أربعمائة دينار. ثمّ سَكَبَ الدّنانير بين يدي القوم فتكلّم خالد بن سعيد فقال: الحمدُ لله أحمده وأستعينه وأستنصره وأشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمّدًا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون، أمّا بعد فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله وزوّجته أمّ حبيبة بنت أبي سفيان فبارك الله رسول الله. ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص فقبضها ثمّ أرادوا أن يقوموا فقال: اجلسوا فإنُّ سنّة الأنبياء إذا تزوّجوا أن يؤكل طعام على التزويج. فدعا بطعام فأكلوا ثمّ تفرّقوا. قالت أمّ حبيبة: فلمّا وصل إلَيّ المالُ أرسلت إلى أَبْرَهَةَ التي بَشَّرَتْنِي فقلتُ لها: إني كنت أعطيتك ما أعطيتك يومئذ ولا مال بيدي فهذه خمسون مثقًالا فخذيها فاستعيني بها. فأبت، فأخرجتْ حُقًّا فيه كلّ ما كنت أعطيتها فردّتهُ عليّ وقالت: عَزَمَ عَلَيَّ الملكُ أن لا أرزأك شيئًا وأنا التي أقوم على ثيابه ودهنه، وقد اتّبعت دينَ محمّد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأسلمت لله، وقد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليك بكلّ ما عندهنّ من العطر. قالت: فلما كان الغد جاءتني بعُود وَوَرْس وعنبر وزَبَادٍ كثير، فقدمت بذلك كلّه على النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فكان يراه عَلَيَّ وعندي فلا ينكره، ثمّ قالت أبرهة: فحاجتي إليك أن تقرئي رسول الله مني السلام وتُعْلميه أني قد اتّبعت دينه. قالت: ثمّ لطفت بي وكانت التي جهّزتني فكانت كلّما دخلت عليّ تقول: لا تنسيْ حاجتي إليك. قالت فلمّا قدمت على رسول الله أخبرته كيف كانت الخطبة وما فعلتْ بي أبرهة، فتبسم رسول الله، وأقرأته منها السلام فقال: "وعليها السلام ورحمة الله وبركاته".(*) أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثنا إسحاق بن محمّد عن جعفر بن محمّد عن أبيه قال: بعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عمرو بن أُميّة الضّمري إلى النجاشي فخطب عليه أمّ حبيبة بنت أبي سفيان، وكانت تحت عبيد الله بن جحش، فزوّجها إيّاه وأصْدَقَها النجاشيّ من عنده عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أربعمائة دينار.(*) قال: أبو جعفر فما نرى عبد الملك بن مروان وقّت صَداق النساء أربعمائة دينار إلا لذلك.)) الطبقات الكبير. ((أخرج ابْنُ سَعْدٍ من طريق إسماعيل بن عمرو بن سعيد الأموي؛ قال: قالت أم حبيبة: رأيتُ في المنام كأنَّ زوجي عبيد الله بن جحش بأسوأ صورة، ففزعت فأصبحت فإذا به قد تنصر، فأخبرته بالمنام فلم يحفل به وأكبَّ على الخمر حتى مات. فأتاني آتٍ في نومي، فقال: يا أم المؤمنين؛ ففزعتُ فما هو إلا أن انقضَتْ عدتي، فما شعرتُ إلا برسول النجاشي يستأذنُ، فإذا هي جارية له يقال لها أبرهة؛ فقالت: إن الملك يقول لك: وكلي من يزوجك. فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص بن أمية فوكلته، فأعطيت أبرهة سوارين من فضة، فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه وتشهد، ثم قال: أما بعد فإن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم كتب إليّ أن أزوجه أم حبيبة فأجَبْت، وقد أصدقتُها عنه أربعمائة دينار، ثم سكب الدنانير، فخطب خالد؛ فقال: قد أجبت إلى ما دعا إليه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم وزوجته أم حبيبة، وقبض الدنانير، وعمل لهم النجاشي طعامًا، فأكلوا. قالت أم حبيبة: فلما وصل إليّ المال أعطيت أبرهة منه خمسين دينارًا؛ قالت: فردَّتها علي، وقالت: إن الملك عزم علي بذلك، وردَّت على ما كنت أعطيتُها أولًا، ثم جاءتني من الغد بعود وورس وعنبر وزباد كثير، فقدمت به معي على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. وروى ابْنُ سَعْدٍ أن ذلك كان سنة سبع، وقيل كان سنة ست، والأول أشهر. ومن طريق الزهري أنَّ الرسول إلى النجاشي بعث بها مع شرحبيل [[ابن]] حسنة. ومن طريق أخرى أن الرسول إلى النجاشي بذلك كان عمرو بن أمية الضمري. وحكى ابْنُ عَبْدِ البَرِّ أن الذي عقد لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عليها عثمان بن عفان. ومن طريق عبد الواحد بن أبي عون، قال: لما بلغ أبا سفيان أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم نكح ابنته قال: هو الفحل لا يقدع أنفه.(*) وذكر الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ بسند له عن إسماعيل بن عمرو بن أمية، عن أم حبيبة نحو ما تقدم، وقيل نزلت في ذلك: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً}[الممتحنة: 7]، وهذا بعيد؛ فإن ثبت فيكون العقد عليها كان قبل الهجرة إلى المدينة، أو يكون عثمان جدده بعد أن قدمت المدينة؛ وعلى ذلك يحمل قول من قال: إن النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم إنما تزوجها بعد أن قدمت المدينة؛ روى ذلك عن قتادة؛ قال: وعمل لهم عثمان وليمة لحم، وكذا حكى عن عقيل، عن الزهري؛ وفيما ذكر عن قتادة ردٌّ على دعوى ابن حزم الإجماع على أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم إنما تزوَّج أم حبيبة وهي بالحبشة، وقد تبعه على ذلك جماعةٌ آخرهم أبو الحسن بن الأثير في أسد الغابة؛ فقال: لا اختلاف بين أهل السير في ذلك، إلا ما وقع عند مسلم أن أبا سفيان لما أسلم طلب منه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أن يزوِّجه إياها، فأجابه إلى ذلك. وهو وهم من بعض الرواة، وفي جزمه بكونه وهمًا نظر؛ فقد أجاب بعضُ الأئمة باحتمال أن يكون أبو سفيان أراد تجديد العقد، نعم، لا خلاف أنه صَلَّى الله عليه وسلم دخل على أم حبيبة قبل إسلام أبي سفيان.(*))) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قيل: إن الذي وكلته أمُّ حبيبة ليعقد النكاح عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية من أجل أن أمها صفية بنت أبي العاص عمة عثمان.(*) قاله ابن إسحاق: تزوجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بعد زينب بنت خُزَيمة الهِلالية.)) أسد الغابة. ((ذكر الزّبير، عن محمد بن حسن، عن أبي ضمرة أنس بن عياض، عن أبي بكر بن عثمان، قال: تزوَّج رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم أُمّ حبيبة بنت أبي سفيان بن حَرْب، واسْمُها رَمْلة، واسم أبيها صخر؛ زَوَّجها إياه عثمان بن عفّان، وهي بنت عمته؛ أُمها ابنة أبي العاص ـــ زَوَّجَها إياه النّجاشي، وجَهَّزَها إليه، وأصدقها أربعمائة دينار، وأَوْلم عليها عثمان بن عفان لحمًا وثَريدًا، وبعث إليها رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم شرحبيل ابن حَسنة فجاء بها.(*) قال أبو عمر: هكذا في كتاب الزّبير في هذا الحديث؛ مَرَّة زوَّجها إياه عثمان بن عفان، ومَرَّةً قال: زوَّجها إياه النّجاشيّ. وهذا تناقُضٌ في الظّاهر. ويحتمل أن يكون النّجاشيُّ هو الخاطب على رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم والعاقد عثمان بن عفان. وقيل: بل خطبها النّجاشيُّ وأمهرها عن رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم أربعة آلاف درهم، وعقد عليها خالد بن سعيد بن العاص. وقيل: عثمان. وكذلك اختلف في موضع نكاحِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إياها كما اختلف فيمن عَقد عليها؛ فقيل: إن نكاحها كان بالمدينة بعد رجُوعها من أرض الحبشة. وقيل: بل تزوّجها وهي بأرْض الحبشة، وهذا هو الأكثر والأصحّ إن شاء الله تعالى. وقيل: عقد عليها النّجاشيّ. وقيل: عثمان بن عفان. وقيل: خالد بن سعيد. وكانت أُم حبيبة تحت عبيد الله بن جحش الأسديّ ـــ أسد خزيمة ـــ خرج بها مهاجرًا من مكّة إلى أرض الحبشة مع المهاجرين، ثم افتتن وتنصّر ومات نَصْرَانيًّا. وأبت أم حبيبة أن تتنصَّر. وثبَّتَها اللَّهُ على الإسلام والهجرة حتى قدمت المدينةَ، فخطبها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فزَوَّجَه إيّاها عثمان بن عفان هذا قولٌ يُرْوَى عن قتادة. وكذلك روى اللّيث عن عقيل، عن ابن شهاب ـــ أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم تزوَّج أُم حبيبة بالمدينة. قال ابن المبارك، عن معمر، عن الزّهري، عن عُرْوة، عن أُم حبيبة [[أنها]] كانت عند عبيد الله بن جحش، وكان رَحَل إلى النّجاشيّ. فمات، وإنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم تزوَّج بأم حبيبة وهي بأرض الحبشة، زوَّجه إيّاها النّجاشي وأمهرها أربعة آلاف درْهم، فبعث بها مع شرحبيل ابن حَسَنة، وجَهَّزها من عنده، وما بعث إليها النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم بشيء، وكان مهور سائر أزواج النّبي صَلَّى الله عليه وسلم أربعمائة درهم،(*) وكذلك قال مصعب والزّبير: إن النّجاشي زوجه إياها خلاف قول قتادة إنّ عثمان زوّجه إياها بالمدينة. وهو الصَّحيح إن شاء الله تعالى. وقد ذكر الزّبير في ذلك أخبارا كثيرة كلّها يُشهَدُ لتزويج النّجاشي إيّاها بأرْضِ الحبشة، إلا أنه ذكر الاختلافَ فيمن زوّجها وعقد عليها، فقال قوم: عثمان، وقال آخرون: خالد بن سعيد بن العاص. وقال قوم: بل النّجاشي عقد عليها، فإنه أسلم، وكان وليها هُناك، وإنما لم يَل أبوها أبو سفيان بن حرب نكاحَها؛ لأنه كان يومئذ مُشركًا محاربًا لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. وقد روي أنه قيل له وهو يحارب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إن محمدًا قد نكح ابنْتَك. فقال: ذلك الفَحْل لا يُقْدَع أنفْهُ.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((روى مسلم بن الحجاج في صحيحه: أن أبا سفيان طلب من النبي صَلَّى الله عليه وسلم أن يتزوجها فأجابه إلى ذلك أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1945، كتاب فضائل الصحابة (44) باب من فضائل أبي سفيان بن حرب رضي الله عنه (40) حديث رقم (168/ 2501).. وهذا مما يُعَدّ من أوهام مُسْلِم، لأن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم كان قد تزوجها وهي بالحبشة قبل إسلام أبي سفيان، لم يختلف أهل السير في ذلك.))
((كانت من السابقين إلى الإسلام.)) أسد الغابة.
((أخبرنا مُحَمَّد بن عمر، فحدّثني محمّد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قَتَادَة قال: وحدّثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم قالا: كان الذي زوّجها وخَطب إليه النجاشي خالد بن سعيد بن العاص بن أُميّة بن عبد شمس وذلك سنة سبعٍ من الهجرة، وكان لها يوم قدم بها المدينة بضع وثلاثون سنة.)) الطبقات الكبير. ((أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا محمّد بن عبد الله، عن الزُّهْرِيّ قال: لما قدم أبو سفيان ابن حرب المدينة جاء إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو يريد غزو مكّة فكلّمه أن يَزيد في هُدنة الحديبية فلم يُقْبِل عليه رسول الله، فقام فدخل على ابنته أمّ حَبيبة، فلمّا ذهب ليجلس على فراش النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، طَوَتْه دُونَه فقال: يا بنيّة أرغبتِ بهذا الفراش عني، أم بي عنه؟ فقالت: بل هو فراش رسول الله وأنتَ امْرُؤٌ نَجسٌ مشرك. فقال: يا بُنيّة، لقد أصابك بعدي شرّ.(*) أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدّثنا أبو شهاب عن بن أَبِي ليلى عن نافع عن صفيّة أنّ أمّ حبيبة زوج النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، لمّا مات أبوها أبو سفيان دعت بطيب فَطَلَتْ به ذراعيها وعارضيها ثمّ قالت: إني كنت عن هذا لغنيّة لولا أني سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يقول: "لا يحلّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحدّ على ميّت فوق ثلاث إلا على زوج فإنّـها تحدّ عليه أربعة أشهر وعشرًا".(*) أخبرنا الضحّاك بن مخلد الشيباني أبو عاصم النبيّل عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء قال: أخبرني ابن شوّال أنّ أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرته أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أمرها أن تنفر من جمع بليل.(*) قال مُحَمَّد بن عمر: وأطعم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أمّ حبيبة بنت أبي سفيان بخيبر ثمانين وسقًا تمرًا وعشرين وسقًا شعيرًا.)) الطبقات الكبير.
((روَت أم حبيبة عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم أحاديث. وعن زينب بنت جحش أم المؤمنين. روت عنها بنتها حبيبة، وأخواها: معاوية، وعتبة، وابن أخيها عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان، وأبو سفيان بن سعيد بن المغيرة بن الأخنس الثقفي، وهو ابن أختها، ومولياها: سالم بن سوال، وأبو الجراح، وصفية بنت شيبة، وزينب بنت أم سلمة، وعروة بن الزبير، وأبو صالح السمان، وآخرون.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((روى عنها أخوها معاوية بن أبي سفيان، وكان سألها: هل كان النبي صَلَّى الله عليه وسلم يصلي في الثوب الذي يجامع فيه؟ قالت: نعم، إذا لم ير فيه أذى. وروى عنها غيره أخرجه أحمد في المسند 6/ 325، 426، 427.. أخبرنا إبراهيم بن محمد وغيره، قالوا بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي: حدثنا علي ابن حجر، أخبرنا يزيد بن هارون، عن محمد بن عبد الله الشُّعَيثي، عن أبيه، عن عَنْبَسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة قالت: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى قَبْلَ الْظُّهْرِ أَرْبَعًا وَبَعْدَهُ أَرْبَعًا، حَرَّمَهُ الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْنَّارِ"(*) أخرجه الترمذي في السنن 2/ 292، كتاب الصلاة باب ما جاء في الركعتين بعد الظهر حديث رقم 427..)) أسد الغابة.
((قال أبو عبيدة‏ معمر بن المثنى: تزوَّج رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم أُم حبيبة في سنة ستّ من التّاريخ، وتُوفِّيت أمّ حبيبة سنة أربع وأربعين. وفي هذه السّنةِ ـــ بعد موت أُم حبيبة ـــ ادَّعَى معاوية زيادًا. وقيل: بل كان ذلك قبل موت أُم حبيبةَ والله أعلم. وروي عن علي بن الحسين، قال: قدمْتُ منزلي في دار علي بن أبي طالب، فحفرنا في ناحيةٍ منه، فأخرجنا منه حجَرًا فإذا فيه مكتوب: هذا قَبْرُ رَمْلة بنت صخر، فأعَدْناه مكانه.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أخرج ابْنُ سَعْدٍ، من طريق عوف بن الحارث، عن عائشة؛ قالت: دعتني أم حبيبة عند موتها؛ فقالت: قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فتحللينني من ذلك فحللتها، واستغفرت لها فقالت لي: سررتني سرَّكِ الله، وأرسلت إلى أم سلمة بمثل ذلك، وماتت بالمدينة سنة أربع وأربعين، جزم بذلك ابن سعد، وأبو عبيد. وقال ابن حبان، وابن قانع: سنة اثنتين. وقال ابن أبي خيثمة: سنة تسع وخمسين، وهو بعيد. والله أعلم.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال