الرئيسية
الصحابة
فضائل
مواقف إيمانية
كرامات
الأوائل
الأنساب
الغزوات
فوائد
مسابقات
تسجيل الدخول
البريد الالكتروني :
كلمة المرور :
تسجيل
تسجيل مشترك جديد
المصادر
مختصر
موجز ما ذكر عنها في الكتب الأربعة
تفصيل ما ذكر عنها في الكتب الأربعة
ما ذكر عنها في الطبقات الكبير
ما ذكر عنها في الاستيعاب في معرفة الأصحاب
ما ذكر عنها في أسد الغابة
ما ذكر عنها في الإصابة في تميز الصحابة
مواقفها الإيمانية
التمسك بالاسلام
أم حبيبة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية القرشية الأموية
رَمْلَة بنتُ أبي سُفْيَانَ بن حَرْب، القرشية، أم المؤمنين:
تكنى أم حبيبة، وهي بها أشهر من اسمها. زوج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ورضي عنها. اختلف في اسمها؛ فقيل: رملة، وقيل: هند، والمشهور: رملة؛ وهو الصّحيح عند جمهور أَهلِ العلم بالنّسب والسِّيَر والحديث والخبر. وقال أَبو عمر: إنما دخلت الشّبهةُ على مَنْ قال فيها: هند باسم أُمّ سَلمة، وكذلك دخلت الشّبهة على مَنْ قال اسم أُم سلمة: رملة. والصّحيحُ في اسم أُم سلمة: هند، وفي أُم حبيبة رملة.
ولدت أم حبيبة قبل البعثة بسبعة عشر عامًا. وأمّها صفيّة بنت أبي العاص بن أُميّة؛ عَمَّةُ عثمان بن عفّان. وقال الزهري: قدم أبو سفيان المدينة، فأراد أن يزيد في الهدنة، فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم طوته دونه، فقال: يا بنية، أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه؟ قالت: بل هو فراشُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأنت امرؤ نجس مشرك، فقال: لقد أصابك بعدي شَرّ. وكانت أُمُّ حبيبة عند عبيد الله بن جحش أَخي عبد الله وأَبي أحمد ابني جحش بن رئاب بن يعمر الأسدي، فولدت له حبيبة فكنيت بها، فتزوّج حبيبة داودُ بن عُروة بن مسعود الثقفي. وكان عُبيد الله بن جَحش هاجر بأُمّ حبيبة معه إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية فتنصّر وارتدّ عن الإسلام وتوفّي بأرض الحبشة، وثبتت أمّ حبيبة على دينها الإسلام وهجرتها. وكانت قد خرجت بابنتها حبيبة بنت عبيد الله بن جحش معها في الهجرة إلى أرض الحبشة ورجعت بها معها إلى مكّة. وروى عثمان بن محمّد الأخنسي أنّ أمّ حبيبة بنت أبي سفيان ولدت حبيبة ابنتها من عبيد الله بن جحش بمكّة قبل أن تهاجر إلى أرض الحبشة، وقيل: ولدتها بأرض الحبشة. وقيل: خرجت من مكّة وهي حامل بها، فولدتها بأرض الحبشة. وقال إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص: قالت أمّ حبيبة: رأيتُ في النوم عبيد الله بن جحش زوجي بأَسْوَإِ صورة وأَشْوَهه ففزعتُ، فقلتُ: تغيَّرَتْ والله حاله! فإذا هو يقول حيث أصبح: يا أمّ حبيبة، إني نظرتُ في الدِّين فلم أرَ دينًا خيرًا من النصرانيّـة، وكنت قد دِنتُ بها، ثمّ دخلت في دين محمّد، ثمّ قد رجعت إلى النصرانيّة، فقلت: والله ما خير لك، وأخبَرْتُهُ بالرؤيا التي رأيت له فلم يحفل بها، وأكبَّ على الخمر حتى مات، فأرى في النوم كأنّ آتيًا يقول: يا أمّ المؤمنين، فَفَزِعَتُ فأوّلتها أنّ رسول الله يتزوجني. قالت: فما هو إلا أن انقضت عدّتي فما شعرت إلا برسول النجاشيّ عَلَى بَابِي يستأذن، فإذا جارية له يقال لها: أَبْرَهة كانت تقوم على ثيابه ودُهْنِه، فَدَخَلتْ عَلَيَّ، فقالت: إنّ الملك يقول لكِ: إنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم كتب إليّ أن أزوّجكه. فقالت: بشّركِ الله بخير. قالت: يقول لك الملك: وكِّلي مَن يزوّجك. فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص، فوكّلته، وأعطت أبرهة سِوَارين من فضّة وخَدَمَتَيِنْ كانتا في رجليها وخواتيم فضّة كانت في أصابع رجليها سرورًا بما بشّرتها. فلمّا كان العشيّ أَمرَ النَّجَاشيّ جعفرَ بن أبي طالب ومَنْ هناك من المسلمين، فحضروا، فخطب النجاشي، فقال: الحمد لله الملك القدّوس السلام المؤمن المهيمن العَزِيز الجبّار، أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمدًا عبده ورسوله وأنّه الذي بشّر به عيسى ابن مريم صَلَّى الله عليه وسلم؛ أمّا بعد؛ فإنّ رسول الله كتب إليّ أن أزوّجه أمّ حَبيبة بنت أبي سفيان، فأجبتُ إلى ما دعا إليه رسول الله وقد أصدقتها أربعمائة دينار. ثمّ سَكَبَ الدّنانير بين يدي القوم، فتكلّم خالد بن سعيد فقال: الحمدُ لله أحمده وأستعينه وأستنصره وأشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمّدًا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون؛ أمّا بعد؛ فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله وزوّجته أمّ حبيبة بنت أبي سفيان فبارك الله رسول الله. ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص، فقبضها ثمّ أرادوا أن يقوموا فقال: اجلسوا فإنُّ سنّة الأنبياء إذا تزوّجوا أن يؤكل طعام على التزويج. فدعا بطعام فأكلوا ثمّ تفرّقوا. قالت أمّ حبيبة: فلمّا وصل إلَيّ المالُ أرسلت إلى أَبْرَهَةَ التي بَشَّرَتْنِي فقلتُ لها: إني كنت أعطيتك ما أعطيتك يومئذ ولا مال بيدي فهذه خمسون مثقًالا فخذيها فاستعيني بها. فأبت، فأخرجتْ حُقًّا فيه كلّ ما كنت أعطيتها فردّتهُ عليّ وقالت: عَزَمَ عَلَيَّ الملكُ أن لا أرزأك شيئًا وأنا التي أقوم على ثيابه ودهنه، وقد اتّبعتُ دينَ محمّد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأسلمت لله، وقد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليك بكلّ ما عندهنّ من العطر. قالت: فلما كان الغد جاءتني بعُود وَوَرْس وعنبر وزَبَادٍ كثير، فقدمت بذلك كلّه على النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فكان يراه عَلَيَّ وعندي فلا ينكره، ثمّ قالت أبرهة: فحاجتي إليك أن تقرئي رسول الله مني السلام وتُعْلميه أني قد اتّبعت دينه. قالت: ثمّ لطفت بي وكانت التي جهّزتني، فكانت كلّما دخلت عليّ تقول: لا تنسيْ حاجتي إليك. قالت: فلمّا قدمت على رسول الله أخبرته كيف كانت الخطبة وما فعلتْ بي أبرهة، فتبسم رسول الله، وأقرأته منها السلام فقال:
"وعليها السلام ورحمة الله وبركاته"
(*)
. وفي رواية: أن أبرهة قدمت به مع أم حبيبة على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. وروى جعفر بن محمّد عن أبيه قال: بعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عمرو بن أُميّة الضّمري إلى النجاشي، فخطب عليه أمّ حبيبة بنت أبي سفيان، فزوّجها إيّاه وأصْدَقَها النجاشيّ من عنده عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أربعمائة دينار
(*)
. قال: أبو جعفر فما نرى عبد الملك بن مروان وقّت صَداق النساء أربعمائة دينار إلا لذلك. وروى ابْنُ سَعْدٍ أن ذلك كان سنة سبع، وقيل: كان سنة ست، والأول أشهر. ومن طريق الزهري أنَّ الرسول إلى النجاشي بعث بها مع شرحبيل ابن حسنة. وذُكِر أن الذي عقد لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عليها عثمان بن عفان؛ لأن أمها صفية بنت أبي العاص عمة عثمان. وروى عبد الواحد بن أبي عون، قال: لما بلغ أبا سفيان أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم نكح ابنته قال: هو الفحل لا يقدع أنفه
(*)
. وذكر الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ بسند له عن إسماعيل بن عمرو بن أمية، عن أم حبيبة نحو ما تقدم، وقيل نزلت في ذلك:
{عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً}
[الممتحنة: 7]، وهذا بعيد؛ فإن ثبت فيكون العقد عليها كان قبل الهجرة إلى المدينة، أو يكون عثمان جدده بعد أن قدمت المدينة؛ وعلى ذلك يحمل قول من قال: إن النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم إنما تزوجها بعد أن قدمت المدينة؛ روى ذلك قتادة؛ قال: وعمل لهم عثمان وليمة لحم، وفيما ذُكر عن قتادة ردٌّ على دعوى ابن حزم الإجماع على أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم إنما تزوَّج أم حبيبة وهي بالحبشة، وقد تبعه على ذلك جماعةٌ آخرهم أبو الحسن بن الأثير في "أسد الغابة" فقال: لا اختلاف بين أهل السير في ذلك، إلا ما وقع عند مسلم أن أبا سفيان لما أسلم طلب منه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أن يزوِّجه إياها، فأجابه إلى ذلك. وهو وهم من بعض الرواة، فقال ابن حجر: وفي جزمه بكونه وهمًا نظر؛ فقد أجاب بعضُ الأئمة باحتمال أن يكون أبو سفيان أراد تجديد العقد، نعم، لا خلاف أنه صَلَّى الله عليه وسلم دخل على أم حبيبة قبل إسلام أبي سفيان
(*)
. وقيل: كان الذي زوّجها وخَطب إليه النجاشي خالد بن سعيد بن العاص بن أُميّة بن عبد شمس وذلك سنة سبعٍ من الهجرة، وكان لها يوم قُدِم بها المدينة بضع وثلاثون سنة. وقال ابن إسحاق: تزوجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بعد زينب بنت خُزَيمة الهِلالية.
وكانت أم حبيبة من السابقين إلى الإسلام. وروت صفيّة أنّ أمّ حبيبة زوج النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم لمّا مات أبوها أبو سفيان دعت بطيب فَطَلَتْ به ذراعيها وعارضيها ثمّ قالت: إني كنت عن هذا لغنيّة؛ لولا أني سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول:
"لا يحلّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحدّ على ميّت فوق ثلاث إلا على زوج؛ فإنّـها تحدّ عليه أربعة أشهر وعشرًا"
(*)
. وروى ابن شوّال أنّ أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرته أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أمرها أن تنفر من جمع بليل
(*)
قال مُحَمَّد بن عمر: وأطعم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أمّ حبيبة بنت أبي سفيان بخيبر ثمانين وسقًا تمرًا وعشرين وسقًا شعيرًا.
وروَت أم حبيبة عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم أحاديث، وعن زينب بنت جحش أم المؤمنين. وروت عنها ابنتها حبيبة، وأخواها: معاوية، وعتبة، وابن أخيها عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان، وأبو سفيان بن سعيد بن المغيرة الثقفي؛ وهو ابن أختها، ومولياها: سالم بن سوال، وأبو الجراح، وصفية بنت شيبة، وزينب بنت أم سلمة، وعروة بن الزبير، وأبو صالح السمان، وآخرون. وسألها أخوها معاوية بن أبي سفيان: هل كان النبي صَلَّى الله عليه وسلم يصلي في الثوب الذي يجامع فيه؟ قالت: نعم، إذا لم ير فيه أذى.
أخرجه أحمد في المسند 6/ 325، 426، 427.
. وروى عَنْبَسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة قالت: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:
"مَنْ صَلَّى قَبْلَ الْظُّهْرِ أَرْبَعًا وَبَعْدَهُ أَرْبَعًا، حَرَّمَهُ الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْنَّارِ"
(*)
أخرجه الترمذي في السنن 2/ 292، كتاب الصلاة باب ما جاء في الركعتين بعد الظهر حديث رقم 427.
.
وتُوفِّيت أمّ حبيبة سنة أربع وأربعين، وقال ابن حبان، وابن قانع: سنة اثنتين وأربعين. وقال ابن أبي خيثمة: سنة تسع وخمسين. وبعد موت أُم حبيبة ادَّعَى معاوية زيادًا. وقيل: بل كان ذلك قبل موت أُم حبيبةَ. وأخرج ابْنُ سَعْدٍ، عن عائشة؛ قالت: دعتني أم حبيبة عند موتها؛ فقالت: قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فتحللينني من ذلك فحللتها، واستغفرت لها، فقالت لي: سررتني سرَّكِ الله، وأرسلت إلى أم سلمة بمثل ذلك. وروي عن علي بن الحسين، قال: قدمْتُ منزلي في دار علي بن أبي طالب، فحفرنا في ناحيةٍ منه، فأخرجنا منه حجَرًا فإذا فيه مكتوب: هذا قَبْرُ رَمْلة بنت صخر، فأعَدْناه مكانه.
الصفحة الأم
|
مساعدة
|
المراجع
|
بحث
|
المسابقات
الاسم :
البريد الالكتروني :
*
عنوان الرسالة :
*
نص الرسالة :
*
ارسال