تسجيل الدخول


أم حبيبة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية القرشية الأموية

1 من 1
أمّ حَبِيبَة

واسمها رَمْلَة بنت أَبِي سُفيان بن حَرب بن أُميّة بن عَبْد شَمْس وأمّها صفيّة بنت أبي العاص بن أُميّة بن عَبْد شَمْس عَمَّةُ عثمان بن عفّان تزوّجها عُبيد الله بن جَحْش بن ريَاب بن يَعْمَر بن صَبِرة بن مُرَّة بن كبير بن غَنْم بن دُودَان بن أَسَد بن خُزَيْمة حليف حرب ابن أُميّة، فولدت له حبيبة فكنيت بها، فتزوّج حبيبة داود بن عُروة بن مسعود الثقفي. وكان عُبيد الله بن جَحش هاجر بأُمّ حبيبة معه إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية فتنصّر وارتدّ عن الإسلام وتوفّي بأرض الحبشة، وثبتت أمّ حبيبة على دينها الإسلام وهجرتها. وكانت قد خرجت بابنتها حبيبة بنت عبيد الله بن جحش معها في الهجرة إلى أرض الحبشة ورجعت بها معها إلى مكّة.

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمّد الأخنسي أنّ أمّ حبيبة بنت أبي سفيان ولدت حبيبة ابنتها من عبيد الله بن جحش بمكّة قبل أن تهاجر إلى أرض الحبشة، قال عبد الله بن جعفر وسمعت إسماعيل بن محمّد بن سعد يقول: ولدتها بأرض الحبشة.

قال محمد بن عمر: فأخبرني أبو بكر بن إسماعيل بن محمّد بن سعد عن أبيه قال: خرجت من مكّة وهي حامل بها فولدتها بأرض الحبشة.

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا عبد الله بن عمرو بن زهير عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص قال: قالت أمّ حبيبة: رأيتُ في النوم عبيد الله بن جحش زوجي بأَسْوَإِ صورة وأَشْوَهه ففزعتُ، فقلتُ تغيَّرَتْ والله حاله! فإذا هو يقول حيث أصبح: يا أمّ حبيبة، إني نظرتُ في الدِّين فلم أرَ دينًا خيرًا من النصرانيّـة، وكنت قد دِنتُ بها، ثمّ دخلت في دين محمّد ثمّ قد رجعت إلى النصرانيّة، فقلت: والله ما خير لك، وأخبرته بالرؤيا التي رأيت له فلم يحفل بها وأكبَّ على الخمر حتى مات فأرى في النوم كأنّ آتيًا يقول يا أمّ المؤمنين، فَفَزِعَتُ فأوّلتها أنّ رسول الله يتزوجني.

قالت فما هو إلا أن انقضت عدّتي فما شعرت إلا برسول النجاشيّ عَلَى بَابِي يستأذن فإذا جارية له يقال لها أَبْرَهة، كانت تقوم على ثيابه ودُهْنِه فَدَخَلتْ عَلَيَّ فقالت: إنّ الملك يقول لكِ إنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، كتب إليّ أن أزوّجكه.

فقالت: بشّركِ الله بخير. قالت: يقول لك الملك وكِّلي مَن يزوّجك. فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكّلته وأعطت أبرهة سِوَارين من فضّة وخَدَمَتَيِنْ كانتا في رجليها وخواتيم فضّة كانت في أصابع رجليها سرورًا بما بشّرتها.

فلمّا كان العشيّ أَمرَ النَّجَاشيّ جعفرَ بن أبي طالب ومَنْ هناك من المسلمين فحضروا فخطب النجاشي فقال: الحمد لله الملك القدّوس السلام المؤمن المهيمن العَزِيز الجبّار، أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمدًا عبده ورسوله وأنّه الذي بشّر به عيسى ابن مريم صَلَّى الله عليه وسلم، أمّا بعد فإنّ رسول الله كتب إليّ أن أزوّجه أمّ حَبيبة بنت أبي سفيان فأجبتُ إلى ما دعا إليه رسول الله وقد أصدقتها أربعمائة دينار. ثمّ سَكَبَ الدّنانير بين يدي القوم فتكلّم خالد بن سعيد فقال: الحمدُ لله أحمده وأستعينه وأستنصره وأشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمّدًا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون، أمّا بعد فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله وزوّجته أمّ حبيبة بنت أبي سفيان فبارك الله رسول الله.ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص فقبضها ثمّ أرادوا أن يقوموا فقال: اجلسوا فإنُّ سنّة الأنبياء إذا تزوّجوا أن يؤكل طعام على التزويج. فدعا بطعام فأكلوا ثمّ تفرّقوا.

قالت أمّ حبيبة: فلمّا وصل إلَيّ المالُ أرسلت إلى أَبْرَهَةَ التي بَشَّرَتْنِي فقلتُ لها: إني كنت أعطيتك ما أعطيتك يومئذ ولا مال بيدي فهذه خمسون مثقًالا فخذيها فاستعيني بها. فأبت، فأخرجتْ حُقًّا فيه كلّ ما كنت أعطيتها فردّتهُ عليّ وقالت: عَزَمَ عَلَيَّ الملكُ أن لا أرزأك شيئًا وأنا التي أقوم على ثيابه ودهنه، وقد اتّبعت دينَ محمّد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأسلمت لله، وقد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليك بكلّ ما عندهنّ من العطر. قالت: فلما كان الغد جاءتني بعُود وَوَرْس وعنبر وزَبَادٍ كثير، فقدمت بذلك كلّه على النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فكان يراه عَلَيَّ وعندي فلا ينكره، ثمّ قالت أبرهة: فحاجتي إليك أن تقرئي رسول الله مني السلام وتُعْلميه أني قد اتّبعت دينه. قالت: ثمّ لطفت بي وكانت التي جهّزتني فكانت كلّما دخلت عليّ تقول: لا تنسيْ حاجتي إليك. قالت فلمّا قدمت على رسول الله أخبرته كيف كانت الخطبة وما فعلتْ بي أبرهة، فتبسم رسول الله، وأقرأته منها السلام فقال: "وعليها السلام ورحمة الله وبركاته".(*)

أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثنا إسحاق بن محمّد عن جعفر بن محمّد عن أبيه قال: بعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عمرو بن أُميّة الضّمري إلى النجاشي فخطب عليه أمّ حبيبة بنت أبي سفيان، وكانت تحت عبيد الله بن جحش، فزوّجها إيّاه وأصْدَقَها النجاشيّ من عنده عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أربعمائة دينار.(*)

قال: أبو جعفر فما نرى عبد الملك بن مروان وقّت صَداق النساء أربعمائة دينار إلا لذلك.

أخبرنا مُحَمَّد بن عمر، فحدّثني محمّد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قَتَادَة قال: وحدّثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم قالا: كان الذي زوّجها وخَطب إليه النجاشي خالد بن سعيد بن العاص بن أُميّة بن عبد شمس وذلك سنة سبعٍ من الهجرة، وكان لها يوم قدم بها المدينة بضع وثلاثون سنة.

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز عن الزُّهْرِيّ قال: وجهّزها إليه صَلَّى الله عليه وسلم، النجاشيّ وبعث بها مع شُرَحبيل ابن حَسَنَة.

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أَبِي عَوْن قال: لما بلغ أبا سفيان بن حرب نكاح النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، ابنته قال: ذلك الفَحْل لاَ يُقْرَع أَنْفُه.

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثني أبو سهيل عن محمّد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عبّاس في قولهم: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً} [سورة الممتحنة: 7] قال: حين تزوّج النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، أمّ حَبِيبة بنت أَبي سُفيان.

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا محمّد بن عبد الله، عن الزُّهْرِيّ قال: لما قدم أبو سفيان ابن حرب المدينة جاء إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو يريد غزو مكّة فكلّمه أن يَزيد في هُدنة الحديبية فلم يُقْبِل عليه رسول الله، فقام فدخل على ابنته أمّ حَبيبة، فلمّا ذهب ليجلس على فراش النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، طَوَتْه دُونَه فقال: يا بنيّة أرغبتِ بهذا الفراش عني، أم بي عنه؟ فقالت: بل هو فراش رسول الله وأنتَ امْرُؤٌ نَجسٌ مشرك. فقال: يا بُنيّة، لقد أصابك بعدي شرّ.(*)

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدّثنا أبو شهاب عن بن أَبِي ليلى عن نافع عن صفيّة أنّ أمّ حبيبة زوج النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، لمّا مات أبوها أبو سفيان دعت بطيب فَطَلَتْ به ذراعيها وعارضيها ثمّ قالت: إني كنت عن هذا لغنيّة لولا أني سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يقول: "لا يحلّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحدّ على ميّت فوق ثلاث إلا على زوج فإنّـها تحدّ عليه أربعة أشهر وعشرًا".(*)

أخبرنا الضحّاك بن مخلد الشيباني أبو عاصم النبيّل عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء قال: أخبرني ابن شوّال أنّ أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرته أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أمرها أن تنفر من جمع بليل.(*)

قال مُحَمَّد بن عمر: وأطعم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أمّ حبيبة بنت أبي سفيان بخيبر ثمانين وسقًا تمرًا وعشرين وسقًا شعيرًا.

أخبرنا مُحَمَّد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن عبد الله بن أَبِي سَبْرة عن عبد المجيد بن سهيل عن عوف بن الحارث قال: سمعتُ عائشة تقول: دعتني أمّ حبيبة زوج النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، عند موتها فقالت: قد كان يكون بيننا وبين الضرائر فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك، فقلت: غفر الله لك ذلك كلّه وتجاوز وَحَلَّلَكِ من ذلك. فقالت: سررتني سَرَّك الله. وأرسلت إلى أُمِّ سَلَمَة فقالت لها مثل ذلك، وتوفّيت سنة أربعٍ وأربعين في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
(< جـ10/ص 94>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال