تسجيل الدخول

بعث عبد الله بن أنيس

وفي اليوم الخامس من نفس الشهر ــ المحرم سنة أربع للهجرة ــ نقلت الاستخبارات أن خالد بن سفيان الهذلي يحشد الجموع لحرب المسلمين، فأرسل إليه النبي صَلَّى الله عليه وسلم عبد الله بن أنيس؛ ليقضي عليه.
يقول عبد الله بن أنيس: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "مَنْ لي مِنْ خالد بن نبيح؟ رجل من هذيل"، وهو يومئذ بِعُرَنَة، قلت: أنا يا رسول الله، انعته لى؟ قال: "لو رأيته هبته" قلت: والذي أكرمك ما هبت شيئًا قط. فخرجت حتى لقيته بحيال عرنة، قبل أن تغيب الشمس، فلقيته فرُعبت منه، فعرفت حين رعبت منه الذي قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. فقال: مَن الرجل؟ قلت: باغي حاجة، فهل من مبيت؟ قال: نعم، فالحق بي. قال: فخرجت في أثره فصليت العصر، ركعتين خفيفتين، ثم خرجت فأشفقت أن يراني، ثم لحقته فضربته بالسيف، ثم غشيت الجبل وكمنت، حتى إذا ذهب الناس، خرجت حتى قدمت إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم المدينة، فأخبرته الخبر.
وظل عبد الله بن أنيس غائبا عن المدينة ثماني عشرة ليلة، ثم قدم يوم السبت لسبع بقين من المحرم، وقد قتل خالدًا وجاء برأسه، فوضعه بين يدي النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فأعطاه عصا، وقال: "هذه آية بيني وبينك يوم القيامة". فلما حضرته الوفاة أوصى أن تجعل معه في أكفانه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال