تسجيل الدخول


عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي

1 من 1
روى يزيد بن هارون عن جُوَيْبِر، عن الضَّحّاك في قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} [سورة الأحقاف: 10] قال: جاء عبد الله بن سَلاَم إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إنّ اليهودَ أَعظمُ قومٍ عَضِيهَةً فَسَلْهَم عنّي، وخذ عليهم ميثاقًا: إني إن اتبعتك وآمنت بكتابك أن يؤمنوا بك وبكتابك الذي أُنزل عليك، واخْبَأْني يا رسول الله قبل أن يدخلوا عليك، فأرسل إلى اليهود فقال: "ما تعلمون عبدَ الله بن سَلاَم فيكم؟" قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وأعلمنا بكتاب الله سيدُنا وعالمُنا وأفضلنا، قال: "أرأيتم إن شهد أني رسول الله وآمن بالكتاب الذي أنزل عَلَيَّ تؤمنون بي؟" قالوا: نعم، فدعاه فخرج عليهم عبد الله، فقال: "يا عبد الله بن سَلاَم، أما تعلم أَنِّي رسول الله؟ تجدوني مكتوبًا عندكم في التوراة والإنجيل، أخذ الله ميثاقكم أن تؤمنوا بي وأن يتبعني من أدركني منكم؟" قال: بلى، قالوا: ما نعلم أنك رسول الله، وكفروا به وهم يعلمون أَنه رسول الله، وأَن ما قال حقّ، فأنزل الله: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [سورة الأحقاف: 10] يَعني الكتاب والرسول {وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} يعني عبد الله بن سَلاَم {فَآَمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [سورة الأحقاف: 10](*).
قال ابن عبد البر في "الاستيعاب في معرفة الأصحاب": قد قيل في قول الله عز وجل:‏ ‏{ومَنْ عِنْدَه عِلْمُ الْكِتَابِ}‏ [الرعد 45]‏‏ إنه عبد الله بن سلام،‏ ‏وأنكر ذلك عكرمة والحسن، وقالا:‏‏ كيف يكون ذلك والسّورة مكيّة وإسلامُ عبد الله بن سلام كان بعد؟، فقال أبو عمر رحمه الله‏:‏ وكذلك سورة الأحقاف مكيّة، فالقولان جميعًا لا وَجْهَ لهما عند الاعتبار، إلا أن يكون في معنى قوله:‏ ‏{فَاسْألِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِك} ‏‏[يونس 94]،‏ وقد تكون السورة مكيّة، وفيها آيات مدنية؛ كالأنعام وغيرها‏.
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال