تسجيل الدخول


عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي

1 من 1
عبد الله بن سلام الإسرائيلي:

عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيليّ، ثم الأنَصاريّ، يُكْنَى أبا يوسف، وهو من ولد يوسف بن يعقوب صلّى الله عليهما، كان حليفًا للأنصار‏. ‏يقال كان حليفًا للقَوَاقِلَة من بني عوف بن الخزرج، وكان اسمه في الجاهليّة الحصين، فلما أسلم سمَّاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عبد الله، وتُوفِّي بالمدينة في خلافة معاوية سنة ثلاث وأربعين، وهو أحد الأَحبار، أسلم إذْ قدم النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم المدينة.‏ ‏

قال عبد الله بن سلام‏: خرجت في جماعة من أهل المدينة لننظر إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في حين دخوله المدينة، فنظرت إليه وتأمَّلْتُ وجهه، فعلمت أنه ليس بوجه كذّاب، وكان أول شيء سمعته منه:‏ ‏"أَيُّهَا النَّاسُ، أفْشوا السَّلاَمَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ‏".(*)‏‏ أخرجه الترمذي في السنن حديث رقم 2485، والدارمي في السنن 2/ 275، وذكره المنذري في الترغيب 1/ 423. وشهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لعبد الله بن سلام بالجنّة.‏ وروى أبو إدريس الخولانيّ؛ عن زيد بن عميرة أنه سمع معاذ بن جبلِ يقول:‏ سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول لعبد الله بن سلام:‏ ‏"إِنَّهُ عَاشِرُ عَشْرَةٍ فِي الْجَنَّةِ‏".(*) أخرجه أحمد في المسند 5/ 243، والحاكم في المستدرك3/ 270، والبخاري في التاريخ الصغير 1/ 73، وابن عساكر 6/ 205، 7/ 450.‏‏ ‏

وقد ذكرنا هذا الخبر بإسناده في باب أبي الدّرداء، وهو حديثٌ حسَنُ الإسناد صحيح. وروى ابن وهب، وأبو مسهر، وجماعةٌ عن مالك بن أنس، عن أبي النّضر، عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص، عن أبيه قال:‏ ما سمعْتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على وجه الأرض إنه من أهل الجنّة إلا لعبد الله بن سلام.(*)‏ وهذا أيضًا حديثٌ ثابت صحيح لا مقالَ فيه لأحد.‏ وقال بعض المفسّرين ــ في قول الله عز وجل‏: ‏‏{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ}‏‏ [الأحقاف 10]،‏ هو عبد الله بن سلام. وقد قيل في قول الله عز وجل:‏ ‏{ومَنْ عِنْدَه عِلْمُ الْكِتَابِ}‏ [الرعد 45]‏‏ إنه عبد الله بن سلام.‏ وأنكر ذلك عكرمة والحسن، وقالا:‏ كيف يكون ذلك والسّورة مكيّة وإسلامُ عبد الله بن سلام كان بعد؟

قال أبو عمر رحمه الله‏:‏ وكذلك سورة الأحقاف مكيّة، فالقولان جميعًا لا وَجْهَ لهما عند الاعتبار، إلا أن يكون في معنى قوله:‏ ‏{فَاسْألِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِك} ‏‏[يونس 94].‏ وقد تكون السورة مكيّة، وفيها آيات مدنية؛ كالأنعام وغيرها‏.‏ وقال أيّوب، عن محمد بن سيرين، قال:‏ نُبِّئْتُ أن عبد الله بن سلام قال:‏ سيكون بينكم وبين قريش قتال، فإن أَدركني القتال وليس فيَّ قوة فاحملوني على سرير حتى تضعوني بين الصّفين.
(< جـ3/ص 53>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال