تسجيل الدخول

الرسول صلى الله عليه وسلم يقرر القيام بإقدام حاسم

كان الرسول صَلَّى الله عليه وسلم ينظر إلى الظروف والتطورات بنظر أدق وأحكم، إنه كان يرى أنه لو توانى وتكاسل عن غزو الرومان في هذه الظروف الحاسمة، وترك الرومان لتجوس خلال المناطق التي كانت تحت سيطرة الإسلام ونفوذه، وتزحف إلى المدينة؛ لكان لذلك أسوأ الأثر على الدعوة الإسلامية، وعلى سمعة المسلمين العسكرية، فالجاهلية التي تلفظ نفسها الأخير بعد ما لقيت من الضربة القاسمة في حنين ستحيا مرة أخرى، والمنافقون الذين يتربصون الدوائر ــ أي ينتظرون حلول المصائب ــ بالمسلمين، ويتصلون بملك الرومان بواسطة أبي عامر الفاسق، سيقفون ضد المسلمين من الخلف، في حين تهجم الرومان بحملة ضاربة ضد المسلمين من الأمام، وهكذا تخفق كثير من الجهود التي بذلها هو وأصحابه في نشر الإسلام، وتذهب المكاسب التي حصلوا عليها بعد حروب دامية، ودوريات عسكرية متتابعة متواصلة، تذهب هذه المكاسب بغير جدوى.
كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يعرف كل ذلك جيدًا، ولذلك قرر القيام ــ مع ما كان فيه الناس من العسرة والشدة ــ بغزوة فاصلة يخوضها المسلمون ضد الرومان في حدودهم، ولا يمهلونهم حتى يزحفوا إلى دار الإسلام.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال