تسجيل الدخول


أبو بكر الصديق بن أبي قحافة

روى عكرمة بن خالد، عن ابن عمر أَنه سئل: من كان يُفْتِي الناس في زمان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؟ فقال: أَبو بكر وعُمَر، ما أَعلم غيرهما.
وروى أبو سعيد الخُدْرِي: أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم خطب يومًا فقال: "إِنَّ رَجُلًا خَيَّرَهُ الله بَيْنَ الْدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ"، فبكى أَبو بكر، فتعجَّبْنا لبكائه أَن يُخْبِرَ النبي صَلَّى الله عليه وسلم عن رجل قد خُيِّر ـــ وكان من المُخَيَّر صَلَّى الله عليه وسلم، وكان أَبو بكر أَعلمنا به ـــ فقال: "لا تَبْكِ يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ أَمَنَّ الْنَّاس فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيْلًا لاتَخَذْتُهُ خَلِيْلًا، وَلَكِن أُخُوَةُ الْإِسْلَامِ وَمَوَدَتُهُ، لَا يَبْقَيَنَّ في الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلَّا سُدَّ، إِلَّا بَابَ أَبِي بَكْرٍ".
وروى محمد بن جُبَيْر بن مُطْعم أَن أَباه جبير بن مطعم أَخبره: أَن امرأَةً أَتت النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم في شيءٍ فأَمرها بأَمر، فقالت: أَرأَيت يا رسول الله إِن لم أَجدْك؟ قال: "إِنْ لَمْ تَجِدِيْنِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ"(*).
ولما توفي رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم قال عمر: "لا يتكلم أَحدٌ بموته إِلا ضربته بسيفي هذا"! قال: فقالوا له: اذهب إِلى صاحب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فادعه، يعني: أَبا بكر، قال: فذهبتُ فوجدتُه في المسجد، قال: فأَجهشت أَبكي، قال: لعل نبي الله توفي؟ قلت: إِن عمر قال: "لا يتكلم أَحد بموته إِلا ضربته بسيفي هذا"! قال: فأَخذ بساعدي ثم أَقبل يمشي، حتى دخل، فأَوسعوا له، فأَكب على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حتى كاد وجهه يَمَسّ وجه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فنظر نَفَسَهُ حتى استبان أَنه توفي، فقال: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} [الزمر: 30] قالوا: يا صاحب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تُوفي رسول الله صَلَّى الله عليـه وسلم؟ قال: نعم، فَعَلِموا أَنه كما قال، قالوا: يا صاحب رسول الله، هل يُصَلَّى على النبي صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قال: يجيءَ نَفَرٌ مِنْكُم فيُكَبِّرُون فيَدْعُون ويذهبون حتى يَفْرَغَ الناس، فعلموا أَنه كما قال، قالوا: يا صاحب رسول الله، هل يُدْفَن النبي صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قالوا: أَين يدفن؟ قال: حيث قَبَضَ الله رُوحَه؛ فإِنه لم يقبضه إِلا في موضع طَيِّب، قال: فعرفوا أَنه كما قال، ثم قال: عندكم صاحبكم.
وروى ابن شهاب قال: رأى النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، رؤيا فقصّها على أبي بكر فقال: "يا أبا بكر رأيتُ كأنّي استبقتُ أنا وأنت درجة فسَبَقْتُك بمِرْقاتين ونصف"، قال: خيرٌ يا رسول الله، يُبْقِيكَ الله حتى ترى ما يَسُرّك ويُقِرّ عَيْنَك، قال: فأعاد عليه مثل ذلك ثلاث مرّات، وأعاد عليه مثل ذلك، قال: فقال له في الثالثة: "يا أبا بكر رأيتُ كأنّي استبقتُ أنا وأنت درجة فسبقتُك بمرقاتين ونصف"، قال: يا رسول الله، يَقْبِضُكَ الله إلى رحمته ومغفرته، وأعيش بعدك سنتين ونصفًا(*).
وروى محمّد بن سيرين قال: لم يكن أحدٌ بعد النّبيّ أهْيَبَ لما لا يَعْلَمُ من أبي بكر، ولم يكن أحدٌ بعد أبي بكر أهْيَبَ لما لا يُعلَمُ من عُمَرَ، وإنّ أبا بكر نزلت به قضيّة لم نَجدْ لها في كتاب الله أصْلًا، ولا في السنة أثرًا فقال: أجْتَهِدُ رَأيي؛ فإنْ يَكُنْ صَوابًا فمِنَ اللهِ، وإنْ يكُنْ خَطَأً فمنّي وَأستغْفِرُ الله.
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال